أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - مبحث حول الشخصية الافتعالية














المزيد.....


مبحث حول الشخصية الافتعالية


جنبلاط الغرابي

الحوار المتمدن-العدد: 3619 - 2012 / 1 / 26 - 23:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




نستخدم مصطلح -الافتعالي- في هذا المبحث اشارة الى الشخص الذي يتميز بالتصرف داخل المجتمع بطريقة ملفتة للنظر تشير بوضوح الى انه يبحث عن الانتباه واثارة الفضول تجاهه.حيث ان طريقته في الكلام تحتوي على المحاولة الواضحة لاظهار جميع احرف الالفاظ ,هذا بالاضافة الى الثرثرة والاعتماد على الصوت المرتفع في الحوار-محاولة اسماع الاخر-.وبوسعنا ايضا ملاحظة حركات اليد وتعابير الوجه التي تغمرها الصور الفنية.ورغم ان الذهن الاجتماعي لديه بعض التفسيرات التي تحاول ابراز مطالب هذه الشخصية او تصنيفها الا انها لا تعدو ان تكون مؤشرا على ان الافتعال يجسد محاولة لجذب الانتباه,ذلك ان التصورات السائدة في المجتمع تنبع غالبا عن الشريحة البسيطة غير المختصة بالعلوم التحليلية كعلم النفس مثلا.من هنا نجدها تقوم بتفسير الحالة بالصفة المنتزعة منها لتجعل اطلاق الصفة ينوب عن التفسير,وهذا خلافا للحقل العلمي الذي يعتبر الصفة او الظاهرة نابعة عن سبب متجذر,وهذا يعني ان هناك سببا اصيلا يجعل البعض غير تلقائيين او من الذي يبحثون عن التميز وجذب الانتباه.وفيما لو اردنا الخوض في هذا السبب نحدد بذلك ما يدور حوله مبحثنا حينها يتوجب علينا الوقوف على مراحل الطفولة الادراكية الاولى.فعندما يشعر الطفل بان ابويه يميزانه ويعاملانه بطريقة مختلفة بالنحو الادنى مقارنة باخوته او بالنحو السائد,تقوم رغبته الباحثة عن القيمة الوجودية بالتصدي لهذا التمييز,لاجل احتواء الاب والام,فيظهر هذا التصدي على شكل محاولات لاختلاق القصص وتضخيم الحدث.ان هذه العملية تعتبر اول طريقة لجذب الانتباه,حيث انها تشتمل على التمارض,والبكاء المصطنع,او الانعزال.ومن الممكن ان تقوم الشخصية الفاقدة للاهتمام بجلب المتاعب الى الاهل بغية الضغط والانتقام.علما ان هذه الاخيرة تحدث غالبا اثناء مرحلة المراهقة,ونحن في هذا المجال نعدها اساسا خطيرا للدخول في مرحلة الانحراف بانواعه,اضف على ذلك ان هذا الانحراف تهيمن عليه موازين خاطئة في القياس,بعضها شعوري مثل عدم الثقة والاطمئنان للاخرين,او غير شعوري كالاضطراب عند حصول موقف شبيه او يشير الى فقدان الاهتمام الاول(الاصل).ونتيجة لذلك تبدو جملة من اسباب انقطاع العلاقات العاطفية والروابط الاجتماعية بسيطة وغير مقنعة,ذلك انها اعتمدت على دوافع مشوشة وغامضة يسودها القلق.فالتخوف من تكرار الحدث الماضي يسبقه ايقاظ الادراك او الطاقة المرتبطة بالرغبة المتعرضة للردع او التحرش بجزء من المتشظي,وهكذا يبدو الالم محسوسا ولكنه مجردا من صورة الدافع او السبب الحقيقي.وتبعا لذلك,يحصل دائما النفور من بعض المواقف او الافراد لدوافع مجهولة.وهكذا ننظر الى الشخص الافتعالي من حيث انه فرد فقد الشعور بالقيمة الوجودية بين اسرته من ثم سيطرت عليه مشاعر النقص والتي بدورها تتحول الى -المفقود الذي لا يمكن تعويضه بسهولة.لذا يبقى دائما يسعى في حياته الى حب الظهور باسلوب فاضح وغريب.وان نال مكانة مرموقة في مسيرته الاجتماعية,فهذه المكانة تندمج ضمن نشاط المجال المفقود الذي اشرنا اليه,ليبدأ بالتباهي امام المجتمع,او يضطر بعض الاحايين الى مدح نفسه كلما شعر بعدم الاكتراث من قبل الاخرين.ان هذه الحالة وان كان تحديدنا لها مرهونا بظروف مراحل الطفولة,الا انها تختلف من ناحية الشدة والتأثير باختلاف البيئة,بدليل كثرتها في المدن او الاوساط الثقافية.وذلك بسبب طبيعة المحفزات والمنبهات التي يصعب على الانا تجاوزها,وهذا مختلف تماما بالنسبة لحياة القرى والارياف.فسهولة الحياة في هذه الامكنة تجعل السعي مقتصرا على قضايا بسيطة,ولو وقع الفرد في مشكلة فقدان القيمة الوجودية,فمن الممكن ان يبقى هذا الفقدان بعيدا عن موضع نشاط الرغبة.اذ ان صراع الانا مع المنبه والرغبة في هذه الحالة يكون بين قوسي الندرة.ومن جهة اخرى,نعتبر الدخول في عالم الحياة الزوجية محورا مهما في تضخيم الشعور بالنقص -الاصل- ,كونه قضية جديدة تنضم ضمن مجال الانفعالات الشعورية واللاشعورية ايضا,فالزوجة تأخذ موقع الدال على الام بالنسبة للرجل,والزوج موقع الدال على الاب بالنسبة للمرأة,مما يؤسس هذا الامر الى صراع حول الحيازة التامة للشريك وابعاده قدر المستطاع عن ذويه,ذلك ان كليهما يقوم بتحفيز نشاط اعادة الصور القديمة المؤلمة,ليتحرر الخوف من قيود الردع ويبدأ دفاعه من جديد للحؤول دون تكرار الماضي.



#جنبلاط_الغرابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات -1-
- خلق الطفرة الثقافية -التفاعل الفكري بين الرجل والمرأة-
- الحضارة في الذاكرة الاجتماعية
- الانسان ومحاولة الهروب
- اشارات حول الحلم والرغبة
- خلق المجتمع المفكر
- ثلاث نظريات في علم النفس
- طبيعة الإنسان العراقي -2-
- طبيعة الإنسان العراقي
- المرأة في تصورات علم النفس الغربي
- عجز التقدم في العقل العربي
- علم النفس في المجتمع العراقي
- الانتحار
- الانفعال السلبي(الايذاء)
- الاخلاق ونظرية الرقيب الغيبي
- دراسة في ظواهر المجتمع العراقي
- (عقيدة الثالوث)
- الاديان والطوطمية -نحو معرفة جديدة
- أوهام علي الوردي-2-
- أوهام علي الوردي


المزيد.....




- شون -ديدي- كومز يواجه ضحيتين أخريين في لائحة اتهامه
- ترامب يتحدث عن السبب في حادث اصطدام الطائرتين في واشنطن
- رئيس الوزراء العراقي يعلن القبض على قتلة المرجع الديني محمد ...
- معبر رفح: متى تخرج أول دفعة من الجرحى من غزة ومن سيدير المعب ...
- أول ظهور لتوأم باندا نادر في حديقة حيوان في برلين يثير إعجاب ...
- هل خطط المحافظين في ألمانيا بشأن الهجرة قانونية؟
- هل -يستعين- ميرتس بأصوات البديل مجددا؟
- استعدادات لفتح معبر رفح ونتنياهو يهدد باستئناف القتال مع حما ...
- إسرائيل تنفذ ضربات على مواقع لحزب الله في لبنان وتقول إنها م ...
- -الويب تون-.. قصص مصورة نشأت في كوريا الجنوبية وتتطلع لغزو ا ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - مبحث حول الشخصية الافتعالية