الحل للاستعصاء في الوضع السوري

أنور يونان

الحوار المتمدن-العدد: 3619 - 2012 / 1 / 26 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

فك الاستعصاء في الوضع السوري

بعد ما يقرب من السنة على بدء الانتفاضة علينا أن نفهم أن هناك حالة استعصاء مرشحة للاستمرار شهورا أخرى طويلة. وأن لا صحة لتلك الأحلام الوردية التي بثها الأستاذ هيثم المالح قبل خمسة أشهر حين أكد إن النظام سيسقط خلال أسابيع... وها قد مر أكثر من عشرين أسبوعا على تلك الوعود!.. فلندع الأحلام ولنفكر بواقعية.

1 - لا أحد من القوى الاقليمية أو الدولية مهتم جديا، اليوم، بإيجاد حل سياسي أو عسكري في سوريا. فبالإضافة إلى انشغال الساسة في الغرب بالانتخابات، هناك توجس الأنظمة العربية من نظام ديموقراطي علماني في سوريا، لذلك فهم ليسوا في عجلة من أمرهم، ويناسبهم جدا أن يبقى هذا الوضع المتأزم بين الشعب السوري والنظام الحاكم.

2 - نجح النطام (بـ"فضل" مراهقي السياسة الذين دعوا للتدخل العسكري الغربي، وسوقوا للحظر الجوي والجيش الحر .. الخ.) نجح النظام في دفع الأمور باتجاه عسكرة الانتفاضة، وهكذا استطاع أن يبيعها للروس على أن هذه الانتفاضة جزء من مخطط غربي يهدف للتفرد بالمنطقة وإقصائهم عنها. مما يفسر هذا الاندفاع الروسي في الوقوف إلى جانب النظام واستنفار بعض قطعاته البحرية لتأكيد هذا الموقف.

3 - هذا الاستعصاء في الوضع السوري مرشح للاستمرار شهورا طويلة. فحتى لو وصل الأمر من الجامعة العربية، التي عمدت إلى التسويف لإطالة عمر النظام، إلى مجلس الأمن فقرارات هذا المجلس ستكون مشلواة بسبب الموقف الروسي ، ولن تزيد في أقصاها عن حصار دولي اقتصادي وسياسي ومثال الحصار الدولي على نظام صدام حسين لا يزال ماثلا أمامنا، وهو استمر عشر سنوات !

4 – المراهنون على تغيير الموقف الروسي يعانون من أحلام اليقظة. فالروس يدركون جيدا أن تخليهم عن النظام الذي هو ربيب إيران، يعني خسارة لا تعوض على المستوى الاستراتيجي لسياساتهم في المنطقة التي تشكل بالنسبة لهم بعض البدائل التي تعوض خسارتهم لمنطقة أوروبا الشرقية.

5– التدخل العسكري، من أي جهة كانت لن يحصل إلا في حالة قرر الغرب إعلان الحرب على إيران، وهذا مستبعد جدا لأن المصالح الغربية الأساسية في المنطقة تستدعي الحفاظ على النظام في إيران لأنه طرف أساسي في الصراع " غير المعلن" بين الشيعة والسنة، ولهذا يجب أن يبقى سيف ملالي إيران مسلطا على رقاب حكام الخليج ليحتموا منه بالغرب.

6- الحل لهذا الاستعصاء هو بيد الشعب السوري وحده. وذلك بقيام واستمرار عصيان مدني شامل.

7 - يحتاج تنفيذ العصيان المدني إلى رؤية واضحة من قبل قيادات واعية وتنسيق محكم بين مختلف قوى الشعب القادرة على الفعل على الأرض، والتركيز على هذه الوسيلة وحدها ، وعدم تشتيت الجهود في آمال كاذبة بقدرة الجيش الحر أو الميليشيات المسلحة على تحقيق الانتصار على نظام يفوقهم كثيرا عددا وعتادا. وعدم الاعتماد على قوى اقليمية أو عالمية إلا فيما يخص المعونات الإنسانية التي سيحتاجها الشعب السوري في مراحل متقدمة من العصيان المدني.

#أنور_يونان (هاشتاغ)

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات

رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -

تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

التسلسل: 1 العدد: 328332 - مغالطات

2012 / 1 / 26 - 06:04
التحكم: الحوار المتمدن نبيل السوري

رغم وجود بعض الأفكار الصحيحة في المقال إلا أنه يوجد أيضاً أكثر منها من المغالطات
حين تتحدث عن العقوبات وتقارنها بالعقوبات على العراق والتي زادت عن 10 سنوات بدون أن تسقط نظام صدام، فإن مقاربتك خاطئة تماماً، فالعراق لم يكن فيه ثورة في طول البلاد وعرضها، وهذه تستنزف طاقات هائلة من النظام، فلو كانت في العراق 500 نقطة تظاهر تضطر الجيش والأمن أن تلهث لإطفائها وتصرف كميات هائلة من الجهد والمال لما استطاع صدام الصمود ل12 سنة، أضف لذلك أن العراق كان يبيع 2,5 مليون برميل يومياً تؤمن له دخلاً وفيراً، ناهيك عن تأمين الوقود للبلد، مقابل عجز هائل في توفير الطاقة من قبل النظام السوري
ورغم ازدرائي لصدام ونظامه إلا أن البنية التحتية العراقية كانت أفضل، وكذلك لم يصل النهب الهائل هناك إلى جزء مما يقوم به النظام السوري السافل، حيث حتى الآثار تتم سرقتها وترحيلها، ولا يمول اللصوص ولو جزء بسيط من نفقات الحرب على الشعب، بل يفعلون ذلك من جيوب وقوت الشعب ولم يستردوا سنت واحد من بنوك الإمبريالية لتمويل حربهم هذه
أزعم أن انهيار الاقتصاد السوري وشيك وسيكون بيضة القبان والمساهم الأول بإسقاط النظام
إرسال شكوى على هذا التعليق        97 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 2 العدد: 328417 - مرحبا

2012 / 1 / 26 - 11:20
التحكم: الحوار المتمدن موجيكي المنذر

من المحمود البدء بنقد الذات

وأول الغيث قطرة

كان من يتفوّه بحرف واحد ضد الحراك المشوّه في سورية يتعرض لقطع الرقبة المعنوي وربما الملموس -ذبْح- إذا طالته الفكوك المفترسة

حتى الثورة لا بد أن تمتلك عقلاً

وما يحدث حتى الآن هو الجنون بعينه

حبذا لو تمت عملية فرز وغربلة للتيارات والقوى المنضوية تحت هذا الحراك، فنحن لا نريد رعيان أغنام وكشّاشي حمام ومدموغي جبهات وحاصدي ريالات يتسيدون الوزارات
إرسال شكوى على هذا التعليق        37 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 3 العدد: 328448 - الى موجيكي المنذر

2012 / 1 / 26 - 13:40
التحكم: الحوار المتمدن ماجدة منصور-ام لهب

للثورة أيها المنذر عقلا يفوق عقلك كثيرا و لها قلب كبير يتسع لجميع الأحرار في العالم و لها عينين تبصر بهما_ليست عمياء_ ولها يدان تُطبق على جميع شبيحة النظام و لها رئتين تأبيان أن تتنفس الا هواء نقي لم تلوثه عصابات الأسد القاتل و لها أسنان تستطيع أن تقّطع بهم كل الخونة و المتاجرين بدم الشرفاء ولها فتحة مؤخرة تلفظ من خلالها كل ديّوث شجّع على ابادة الشعب الصابر، وهي ليست ثورة لقيطة كما يصورها بعض النتآمرين بل لها أم وأب و أولاد كثر.
إرسال شكوى على هذا التعليق        32 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 4 العدد: 328500 - الأستاذ موجيكي ما هو البديل؟

2012 / 1 / 26 - 16:39
التحكم: الحوار المتمدن نبيل السوري

البديل بهذه الحالة وخوفاً من الإسلاميين أن نبقي على نظام الممانعة والصمود
وهذا لن يحصل لأن الشيطان أقل سوءاً من هذا النظام
وإسرائيل لم تجزر بأعدائها كما يفعل هذا النظام السافل
مبروك عليكم خذوا هذا النظام من راسو لأظغر شبيح وانقعوه واشربوا ميّتو
إرسال شكوى على هذا التعليق        52 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 5 العدد: 328523 - للثائرة الملتهبة

2012 / 1 / 26 - 17:57
التحكم: الحوار المتمدن موجيكي المنذر

كلامك صحيح مئة بالمئة

والدليل التفاف الشعب السوري بألوانه المختلفة وطبقاته كافة حول هؤلاء الرعيان كشاشي الحمام وكل ما تيسر من سرسرية حرامية قطاع طرق مهربي ممنوعات رواد مساجد وكباريهات

وحتى لو استمر هذا الخلل وأدى ذلك لانهيار الحكم الحالي فأبشرك بحرب أهلية ليست من اختراع أو بسبب نظام الحكم الحالي كما يتوهم البعض، وإنما هي خيار مرّ لفئات من الشعب، من كل الشعب، لا ترضى ولن تستكين ولن تألو جهداً في سبيل منع طيور الظلام والإظلام من الاستفراد بسدّة القيادة

وقبل أن أنسى ... مبروك عليك أيتها الثائرة من بلاد الكنغارو، ثائرة ريموت كونترول هيك من بعيد لبعيد!، انشقاق العالم الشيخ العلامة المفكر المخضرم عبد الجليل السعيد صاحب مخابر التخصيب النووي ... والثوري .... واااااااخسارتاه

وفي انتظار مشقوقين ومشقوقات أُخر، لك مني تحية ثورية مفعمة بندى الدم ورائحة اللهيب والترهيب
إرسال شكوى على هذا التعليق        74 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 6 العدد: 328530 - للاستاذ نبيل-تعليق4

2012 / 1 / 26 - 18:20
التحكم: الحوار المتمدن موجيكي المنذر

ياسيدي لستُ أدّعي علماً بما سألتَ

ولا أملك أجوبة قاطعة حاسمة على ما يُطرح

نحن نتكلم هنا عن مصير شعب كامل، عن بلد معقدة التركيب

كل ما أملكه ويملكه غيري من الناس البسطاء الذين لا ناقة لهم ولا جمل من كل ما حصل هو حدْس، أو قلْ شعور خفي بالخطر تملكه أغلب الكائنات عند اقتراب تهديد

نتفق جميعاً أن الوضع متأزم وخانق ويحتاج لثورات لا لثورة أو اثنتين فقط

ولكن ذلك لا يعني أن نرمي النفْس والبلد في التهلكة

خَفتتْ أصوات العقل والهدوء وخُنقت في هذه المعمعة، فلصالح من هذا؟

كفكرة بسيطة: فلنستفد من وسائل الاتصال الحديثة لنشر الحقيقة والمعرفة، ولن يطول الزمن حتى تنضج عوامل الثورة الحقيقية التي يُنتظر منها نقل المجتمع لواقع أفضل لا أسوأ

إن معرفة حقيقة ماضينا لهي أولى وأجدى

علينا محاكمة الماضي قبل الانطلاق نحو المستقبل

لأن حبل الماضي اللعين مازال ممتداً وملتفاً حول عنق أي تغيير منشود في الحاضر ويخنقه

ما بُني على باطل فهو باطل

أساساتنا الفكرية والتراثية والتاريخية تحتاج بالأحرى إلى نسف وليست أبراج كهرباء التوتر العالي يا أستاذ

هذا خلافنا
إرسال شكوى على هذا التعليق        50 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 7 العدد: 328601 - الى الموجيكيييييييييييييي

2012 / 1 / 26 - 21:01
التحكم: الحوار المتمدن ماجدة منصور-ام لهب

يا أيها المدثر قم و انذر...تسميني ثائرة بالريمونت كنترول!!!فماذا أسميك أنا أيها المنذر؟؟هل اسميك شبيح عملي و واقعي؟؟ هزلت،و أيم اللات!!
إرسال شكوى على هذا التعليق        81 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 8 العدد: 328811 - مضاد التهاب

2012 / 1 / 27 - 15:26
التحكم: الحوار المتمدن موجيكي المنذر

يا أيتها الثائرة ... الآخرة يافاخرة

ارتضيتي جعلها مسألة شخصية ولك ذلك

ليتكِ كنتِ لأمكِ حيضة ..... وليتها لم تُلَقَّح تلك البويضة
أراكِ تنفثين لهباً وقيحاً ..... ألا تستشعرين في هذا عيبا؟
وطن يسوده الثار والنار ..... خيبة سوداء مامثلها خيبة

على فكرة، إن ما يهرّ يومياً في سورية على ذمة التنسيقيات والبطيخ المبسمر هي رؤوس الإرهابيين التي أينعت فقطفتها أيدي السلطات المختصة ... هكذا وعلى بساط أحمدي ومن الآخر

وأنا على يقين تام، أن بطء وتؤدة هذه السلطات، وطول أناتها تجاه هذه الأهداف الإرهابية التخريبية، ماهي إلا ثقب المصيدة التي يتركها الصياد للفريسة، حتى إذا ما لاح من خلالها رأس من تلك الرؤوس الشيطانية إلا وكانت الرصاصة له بالمرصاد

يجب أن يفهم الجميع أن الذي يجري، وهذا الفلتان الأمني الظاهري، هو فرصة ذهبية لن تتكرر لتنظيف البلد وتطهيرها من كل البؤر الإنتانية الممولة خليجياً

مستقبل البلد بات أكثر نظافة

ضحكوا عليكم وقالوا: .... ثورة
إرسال شكوى على هذا التعليق        79 أعجبنى           المزيد-الاشراك

التسلسل: 9 العدد: 329007 - اذا اتتك..

2012 / 1 / 28 - 02:13
التحكم: الحوار المتمدن ....................

لم ينشر التعليق لمخالفته القواعد

رد الكاتب-ة

التسلسل: 10 العدد: 330952 - يا حادي العيس امش على هونك

2012 / 2 / 2 - 17:14
التحكم: الحوار المتمدن أنور يونان

من مصلحتنا، ومصلحة الوطن، أن نبقى أصدقاء، وأن نعود لنتعلم لغة الحوار التي وأدها نظام مستبد وفاسد حكم بالحديد والنار طيلة أربعة عقود، فلا نتقاذف الكلمات بأقدامنا، كما تقاذفتنا أقدام الجلادين في أقبية المعتقلات
إرسال شكوى على هذا التعليق        94 أعجبنى           المزيد-الاشراك

* الاسم الثنائي او الثلاثي

* البريد الالكتروني

* عنوان التعليق

التعـلـيـق

عدد الحروف المتبقية

الاسم يجب ان يكون الثنائي او الثلاثي و بالعربية فقط ولاتقبل الاسماء الرمزية
أعلمني عن التعليقات الجديدة على الموضوع

| نسخة قابلة للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295