أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)














المزيد.....

إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لو قيل أن أهل محافظة صلاح الدين قد يأسوا من إمكانية أن يكف النظام عن ملاحقتهم بسبب عدم إيمانه بالمصالحة الحقيقية أو الالتزام بسياسة التسامح, التي لا بد منها لأية بداية جديدة وجدية, فإن اقترابنا من طلبهم سيكون أفضل. لكن, ومع ما قد يكون مشابها أو قريبا من هذه الأمور المبدئية على الصعيد الوطني فإن أهل محافظة صلاح الدين يعلمون أنهم ليسوا وحدهم من يعاني من النظام, أو من يكرهه لهذه الأسباب, وسيكون من واجبهم تماما أن يُفّعِلوا قضية النضال الوطني العام لا أن يهربوا إلى حل خاص بهم. فنحن جميعا, شيعة أو سنة, ندين النظام الطائفي الذي يهمش أي دين أو قومية أو طائفة, ونحن جميعا, سواء كنا من أهل الناصرية أو من أهل الموصل, نقف ضد من يحاول تفضيل الناصرية على الموصل أو العكس.
وحينما نكون الآن ضد الفدرالية, أو ندعو لتأجيل الحديث عنها في الوقت الحالي, فلأننا نعتقد أنها تأتي الآن كرد فعل يحتمل بشدة أن يكون سلبيا كخطوة مجتزأة من سياقها الوطني الشامل.

أما الحديث عن الدستور كونه ضَمَن حقوق المحافظات في إقامة فدرالياتها الخاصة فهو حديث يبعث على الأسى, خاصة وأن الذي يتعكز عليه حاليا كان أدانه بشدة واعتبره خطوة أولى على طريق تقسيم العراق, وحيث ظلت فقرة الفدرالية بشكل خاص مبعثا على تخوين من كتبها ومن آمن بها.
واليوم فإنه حينما تتم مراجعة تلك التصريحات التي ما زالت طرية ولم يجف الحبر منها بعد فإن المرء سيصاب بالإحباط حقا وهو يرى كيف أن أعداء الفدرالية وخصومها الأشداء قد باتوا أشد المدافعين عنها. وبينما يمكن التخفيف نوعا ما من درجة ذلك الإحباط عن طريق محاولة استيعاب التطورات التي أدت إلى تغيير الأدوار والمواقف فإن تلافي أن يشتد ذلك الإحباط مرة أخرى سيصبح مستحيلا حينما لا نجد وسيلة لفهم هذا التحول الخطير في الموقف من وحدة العراق سوى ذلك الذي قد ينال من صدق المبادئ الذي يظل التمسك بها خاصة في الظروف الصعبة دليلا أكيدا على حقيقة الإيمان بها.

إن أعداء الفدرالية اليوم كانوا أصدقاء لها بالأمس.. نعم لا يمكن نكران ذلك مطلقا فالدستور ذاته كان كتبه هؤلاء في وسط شبه غياب لأعداء الفدرالية بالأمس. ولكن هذا التحول في طبيعة المواقف, إن لم يحسب حقا للمتحولين عنها فسوف يحسب دون أدنى شك على المتحولين إليها. والقول أن محافظة صلاح الدين تشكو من الغبن والتهميش بما يكفي لتفسير هذا الانقلاب الحاد, من الضد بقوة إلى – مع – بقوة, هو قول يستدعي إعادة كتابة التاريخ السياسي للعراق بشكل يتوافق مع منطلقات من أدرج هذه الفقرة الدستورية, أي الأحزاب الشيعية التي أسست لدعوتها تلك من خلال الاعتماد على ثقافة المظلومية التي طالما أكد أنصار الفدرالية الحاليين إنها لا تستند إلى حقائق مقنعة.
وهكذا سنجد أنفسنا أمام تداعيات خطيرة من شأنها أن تمنح خطاب الأحزاب الشيعية المتأسس حول المظلومية شرعية أكيدة, وبالتالي فإن تاريخ العراق برمته سوف يحتاج إلى مراجعة حقيقة على أساس نظرية المظلومية التاريخية التي قد تعطي الحق حتى بتشكيل دولة مستقلة لمن يتبناها. ومن داخل ميدان الإيمان بهذه النظرية فإن كثيرا مما تقوله الأحزاب الشيعية حول الدولة العراقية القديمة سيكون صحيحا, سواء من ناحية الأسباب التي دعت إلى تأسيس تلك الأحزاب أو بما يتعلق بفكرها ومناهجها إلى أن يصل بنا الحال إلى موقفها من قضية الاحتلال الذي سوف لن يكون صعبا الموافقة على اعتباره تحريرا.

ويبقى أن أشير أن التشبه بتجربة -الفدرالية الكردية- لن يكون في صالح فدرالي صلاح الدين فليس النظام الحالي لوحده من أقر بالوضع الخاص للكورد كونهم قومية وشعب بظروف تؤهلهم لحكم ذاتي أو لفدرالية, بل أن أنظمة عراقية سابقة كانت مع هذه الدعوة بدرجات مختلفة. أما أهل صلاح الدين فلا أظنهم يشاركون الكورد أسباب تمسكهم بالفدرالية ولا عدالة هذا الاستحقاق, فإن هم ظنوا للحظة أنهم يملكون حق المقارنة فسوف لن يكون بإمكانهم الوقوف أمام من يؤكد بالمقابل على إمكانية أن تكون فدراليتهم أيضا خطوة نحو الانسلاخ من العراق, وهو أمر لا ينكره الأخوة الكورد أبدا بل يعتبرونه حقا ضمنه لهم الدستور العراقي. ويبقى أن من واجبنا أن نذكر الأخوة في مجلس صلاح الدين بحقيقة أن أكراد العراق الآن هم ضمن ما نسميه بالكونفدرالية وليس الفدرالية, ولذا أصر الأخوة الكورد على أن تسمى الدولة الجديدة بدولة العراق الاتحادية وليس بدولة العراق الفدرالية.

إن النظام الطائفي لاينتج سوى التهميش والتجزئة الاجتماعية والثقافية وليس غريبا أن يمتد بعد ذلك لكي يشمل الجغرافيا, وستكون نقلته الأخيرة ليست أكثر من تحصيل حاصل ولا تتعدى سوى أن تكون -ردة فعل- طائفية صنعها –فعل- طائفي على الجهة المقابلة. وإن من العيب أن نعيب فقط على من ينتقل إلى رد الفعل وإنما علينا أن نعيب أكثرعلى من يدفع هؤلاء إلى هذا العيب, أي على أصحاب الفعل أولا ومن ثم على أصحاب رد الفعل.
إن على العراقيين في جميع المحافظات أن يوحدوا نضالهم من أجل التغلب على كل عوامل التخلف والفساد والتفتيت الطائفي والقبلي والجهوي والمناطقي من خلال برنامج وطني موحد بمقدوره أن يحمل الإجابات العملية المطلوبة التي من شأنها أن تحافظ على وحدة بلدهم, تلك الوحدة التي ستعينهم دون أدنى شك على تحقيق التنمية والنهضة المنشودة وتوفر لهم مقومات حمايتها وسط محيط يتربص بهم العداء ويتطلع إلى تقسيمهم أقواما وثروات على بلدان الجوار أو لحساب إراداتها المتنازعة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى إخوتنا في صلاح الدين... 2
- لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
- التحفظ العراقي.. كم كان صعبا عليك يا هوشيار تفسيره
- علاقة البعثيين بفدرالية صلاح الدين*
- ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق
- ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق
- حينما صار أعداء الفدرالية أنصارا لها
- من سايكس بيكو إلى محمد حسنين هيكل.. قراءة جديدة للتاريخ
- ثقافات سياسية تائهة
- سوريا, العراق, البحرين.. رايح جاي
- سوريا.. استأثر حاكمها فأساء الأثرة وجزع شعبها فهل سيسيء الجز ...
- التسامح وصِلاته الدينية
- ستلد الطائفية نهضة حينما تلد القرود أسودا
- المشي مع السلاحف أم الركض كما الغزلان
- حسن العلوي والدولة الكردية.. بين قوة الضعف وضعف القوة
- النجفيان الدمشقيان.. الجواهري وجمال الدين
- الأتراك قادمون
- اغتيال المهدي.. حينما يكون الاتهام صحيحا وإن كان خطأ
- أنظمة بالية وخطاب سياسي مستهلك


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)