أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي - مكارم ابراهيم - دولة فلسطين, كردستان, الصحراء الغربية















المزيد.....

دولة فلسطين, كردستان, الصحراء الغربية


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 11:48
المحور: ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي
    


في جواب على السؤال التالي : ماهي المعوقات التي تواجه قيام دولة كردية ، و كيانات قومية خاصة بالأقليات الأخرى كالأمازيغ و أهالي الصحراء الغربية؟

لقد إعتدنا على أن يكون الحديث دوماٌ عن معاناة قومية معينة حرمت من حق تقرير المصير, ولكن دعونا ولاول مرة نتحدث عن مجموعة من القوميات حرمت من حقها في تقرير المصير . وأعني هنا الشعب الفلسطيني والكردي والصحراوي والامازيغي . شعوب هجرت من أراضيها وشتت في مناطق متفرقة وحرمت من ممارسة ثقافتها تحت شعار الاندماج بهدف إضعافها وإبادتها وحتى هذه اللحظة فان هذه الشعوب مازالت تدفع ثمن تشتيتها في مناطق مختلفة ويمارس عليها التمييز العنصري.

لقد كانت دوما قضايا الاقليات كما يطلق عليهم رغم ان هذا التعبير ربما ينطبق على القومية الكردية في العراق وسوريا . اما الامازيغ المغاربة فاغلب المصادر تدل على انهم يشكلون الغالبية في المغرب . في حين أن نسبة الشعب الفلسطيني للاسرائيلي تقريبا متقاربة, ولكن الشعب الاسرائيلي يمثل حاليا الغالبية إلا أنه هناك تنبؤات بانعكاس هذه النسبة بعد فترة زمنية محددة بسبب انخفاض معدل هجرة اليهود الى إسرائيل.

تعتبر هذه القضايا الكردية والفلسطينية والامازيغية والصحراء الغربية من القضايا الحساسة جدا ويمكن إعتبارها من اهم التحديات السياسية الكبيرة التي تواجهها الانظمة الحاكمة في منطقة الشرق الاوسط حتى يومنا هذا. وهي تمثل اهم الملفات السياسية التي تتداول في الغرف السرية للحكومات . وبصورة ادق يمكن إعتبارها ورقة الجوكر المناسبة لكل زمان ومكان . حيث يمكن التدخل بالشؤون الداخلية وممارسة ضغوط سياسية على الحكومات واحيانا استخدام هذه الاقليات ضد النظام الحاكم, كحال استخدام المذاهب الدينية في حال عدم توفر الاقليات الاثنية في الدولة. ولهذا السبب كان من الضروري ابقاء هذه القضايا معلقة على مدى التاريخ وعدم حلها رغم ان حق تقرير المصير لهذه القوميات يكفله ميثاق الامم المتحدة كحق من حقوق الانسان .
إضافة على أن حل هذه القضايا هي من صالح النظام الحاكم اذ انه سيتجنب ازمات وحروب كثيرة.

ان تعرض هذه القوميات للتمييز العنصري والاضطهاد ساهم بشكل مباشر في زرع مشاعر الاغتراب الثقافي والوطني واللغوي و زرع مشاعرالعداوة لدى عدد كبيرمنهم تجاه حكوماتهم ولحسن الحظ ليس لدى الجميع. ولكن الكارثة تكمن في ان هذه القوميات وبسبب معاناتها التاريخية طغت على الغالبية منهم مشاعر التطرف والعنصرية ليس فقط اتجاه انظمتهم الديكتاتورية التي مارست العنصرية ضدهم بل باتجاه بقية القوميات الاخرى. والانكى من ذلك هو عندما تتحالف الفئات المتطرفة في هذه القوميات ومنها الاقليات مع جهات خارجية وعدوة للوطن. مثل التحالفات مع انظمة صهيونية وامبريالية وغالبا ليس مع انظمة اسلامية. نتيجة لعملية ربط القومية العربية بالاسلام باعتباره تمثيل لنظامهم الحاكم الذي مارس القمع ضدهم .
وهذه المشكلة لم يدرك ابعادها النظام الحاكم الذي تجاهل دوما حقوق هذه القوميات والاقليات والتي لم تتجاوز اكثر من الاعتراف بهم كثقافة وقومية مختلفة والسماح لهم باستخدام لغتهم في المدارس واستخدام اسمائهم والاستقرار في اراضيهم ومعاملتهم معاملة متساوية مع باقي افراد الشعب .

ورغم كل الندوات التي تدور في اروقة الامم المتحدة ومجلس الامن والجمعية العومية حول الاعتراف بحق المصير لهم الا انه لم تنجح هذه الندوات في شئ وهذا طبيعي .
وافضل مثال يمكن ان ناخذه هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية حيث تقف الولايات المتحدة بشكل ثابت في منع اقامة دولة فلسطين وليس هذا فقط بل تضغط على قرارات السلطة الفلسطينية من خلال المعونة التي تقدمها لها.
ربما كان من السذاجة ان يتصور البعض ان وصول رجل ملون للحكم سيغيير من سياسة امريكا فالواقع يؤكد لنا وباستمرار هو ان شكل الرئيس الامريكي لاعلاقة له بنوع السياسة لان السياسة الامريكية يتحكم بها دوما نفس المجموعة اليمينية ولاعلاقة للرئيس ان كان ابيض او ملون.
وكذلك الحال مع قيام الدولة الكردية إذ تعاني من نفس المشكلة حيث يتوزع الاكراد بين اربعة دول متجاورة وجميعها تقف موقف واحد وهومنع قيام دولة كردية مستقلة تجمع الاكراد تحت سيادة واحدة. وهذا بهدف استخدام الاكراد دوما كورقة للتدخل في الشؤون الداخلية للدولة المجاورة وتجاهل النظام بان عملية قمع الاكراد بمثابة الجلوس على بركان ساخن.
لكن فيما يخص العراق يرى البعض انه هناك امكانية اقامة فيدراليات في العراق دون الانفصال الكلي كحال بعض الدول الاوربية.
ولكن لو اخذنا رأي الاكثرية في الدول التي تضم هذه القوميات سنجد انهم يطالبون بعدم انفصال هذه القوميات عن الدولة ودمج هذه القوميات بصورة طبيعية مع الاكثرية. بالتاكايد إن هذا الحل هو الافضل لو كان النظام يطبقه فعليا ولا يمارس التمييز العنصري والقمع ضد هذه القوميات.
ولكن وبحالة ممارسة التهميش ضدهم وهم بانفسهم يطالبون بحق تقرير المصير والاستقلال فيجب احترام رغبتهم بغض النظر عن المشاكل الاقتصادية التي ستاتي لامحالة بالانفصال او بدون الانفصال فهناك ايجابيات كثيرة لهذا الانفصال وهي تجنب الضحايا والمشاحنات السياسية.

بالتاكيد ان سويسرا افضل نموذج لدولة تجمع خمس قوميات مختلفة تحترم فيها جميع القوميات ثقافة ولغة ودون ان تطلق على نفسها قومية معينة وهذا بالذات هو الذي يمنح الشعب شعور بالمساواة وبالتالي خلق روح وطنية واحدة رغم اختلاف قومياتهم. فعندما تطلق على دولة كلمة دولة عربية وفيها قوميات أخرى فهو تمييز عنصري مطلق وتهميش كامل لتلك القوميات وكانها غير موجودة.
والسؤال هنا لماذا تمكنت سويسرا من ذلك ولم تتمكن اي دولة في الشرق الاوسط؟
والجواب لايحتاج الى تفكير طويل فوجود انظمة رجعية تابعة للقوى الامبريالية العالمية هو سبب عدم قيام مثل هذه الكيانات في منطقتنا . لانه في منطقتنا توجد انظمة تتسول لمعونات امريكا السنوية فيفرض عليها اطاعة الاوامرالتي تصدرمن البيت الابيض مقابل ان تغض النظر امريكا عن ممارسات القمع والتهميش والقتل والتعذيب الذي تمارسه الانظمة الديكاتورية في بلادنا .
والحل الوحيد بهذه الحالة هو الاطاحة بالانظمة الديكتاتورية الحاكمة جميعا وخلق نظام جديد يضمن العدالة والمساواة لجميع المواطنين واعادة بناء الدولة ومؤسساتها على اسس سليمة ووقف عملية التسول للمعونات الخارجية فنحن من يملك ورقة الجوكر النفط وبها نستطيع ان نضغط عليهم في تحقيق مطالبنا وليس العكس.
مكارم ابراهيم



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعتقال الدنماركي انطون نيلسن لتضامنه مع حركات المقاومة !
- مفهوم التحرر عند المرأة!
- أسباب إنهيار الشيوعية السوفيتية من مناظير مختلفة !
- دعوة الى التعايش السلمي !
- الاسلام فقط وماذا عن بقية الاديان؟
- اليسار الالماني يواجه حربا شرسة
- اليسار والاسترايتيجية الفلسطينية
- حكومة نسائية يسارية للدنمارك
- محرقة اليهود أسطورة أم حقيقة؟
- العراق بحاجة الى ثورة فكرية
- أمريكا وحقوق الانسان/شِعاروتطبيق
- الصراع الطبقي في الدول الاسكندنافية
- المجد لأبطال مريرت في المغرب
- الإغتصاب في الغرب بالأرقام
- العولمة وتسونامي الازمة المالية
- وأخيرا اليساريون كانوا على حق!
- الدعم الغربي الى ليبيا وافريقيا
- الى نوري المالكي
- المتمردون الشباب والرأسمالية
- حوار مع الكاتبة العراقية مكارم إبراهيم


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- حق تقرير المصير للإثنيات القومية، وللمجتمعات حق المساواة في ... / نايف حواتمة
- نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد / زهدي الداوودي
- الدولة المدنية والقوميات بين الواقع والطموح / خالد أبو شرخ
- الدولة الوطنية من حلم إلى كابوس / سعيد مضيه
- الربيع العربي وقضايا الأقليات القومية / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي - مكارم ابراهيم - دولة فلسطين, كردستان, الصحراء الغربية