أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - هذا هو الشعب السوري















المزيد.....

هذا هو الشعب السوري


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ اندلاع المظاهرات في سوريا، في أواسط آذار الفائت، وأنا أشكّ وأتريث وأتأنى إلى درجة التردّد، في استخلاص العبر وبلورة الرأي وصياغته، ثمّ انتقلت من المرحلة العاطفية إلى المرحلة المنطقية، وبالتالي سلكت الطريق الصعب، لقد استعنت كثيرا بأهل الرأي في القرى السورية المحتلة، من الغجر ومجدل شمس ومسعدة وعين قنيه وبقعاثا، كما قرأت غالبية البيانات والمواثيق الصادرة عن الاجتماعات و"المؤتمرات" التي عقدتها السلطة أو المعارضة السورية، أو السلطتان معا للخروج من الأزمة، قرأت المقابلات الصحفية لقيادات الأحزاب الشيوعية والتقدمية في عدة دول في المنطقة، ودرست البيانات الرسمية لأربعة "الأحزاب الشيوعية" في سوريا، وقرأت وسمعت ما صرّح به قيادات "الأحزاب الشيوعية" الأربعة: 1- من رفاق وصال فرحة بكداش ( زوجة القائد الخالد خالد بكداش) في الحزب الشيوعي السوري، 2- ومن رفاق رياض الترك، زعيم حزب الشعب الديمقراطي ( نيلسون مانديلا سوريا) وصبحي الحديدي وحتى كاظم حبيب، 3- ورفاق يوسف فيصل في الحزب الشيوعي السوري (يحمل الاسم نفسه)، 4- ورفاق الدكتور قدري جميل( صهر وصال فرحة) في حزب الشعب الديمقراطي، وأصحاب موقع قاسيّون، وقرأت وسمعت وذوّت... إلى أن حان وقت الكتابة ووجدت.
أنّ الجميع يريدون لسوريا أن تكون دولة مدنية وديمقراطية، الجميع بدون استثناء المنافقين والدجّالين، من السعودية ودول الخليج، رموز المدنية والديمقراطية! حتى الولايات المتحدة الأمريكية المناصرة لحق الشعوب في تقرير مصيرها! والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران! والجميع يريد ويؤيّد الحل السياسي للخروج من الأزمة، الجميع يريد للشعب السوري أن يعيش بحرية وبكرامة وبمساواة وأن ينعم بعدالة اجتماعية وببحبوحة اقتصادية، والجميع يريد للشعب السوري أن يقضي على الفساد وأن يتخلّص من الفقر والجوع وان يصل إلى برّ الآمان، لكن كيف وبأية سيرورة؟
استغرب البعض موقف الولايات المتحدة وإسرائيل الذي جاء متأخرا، وكأنّ الولايات المتحدة ملتبسة ومضطربة ولم تعد محكومة للطغمة الرأسمالية، التي تبحث عن كل ثغرة- فرصة في العالم، وخصوصا في سوريا ولو كانت ضيّقة كخرم الإبرة، كي تدخل منها وتتدخّل وتضرب أحلام وطموحات الشعب السوري، وتستدرج قوى لتسنح لها الظروف بالسيطرة على ثروات وخيرات الشعب السوري، وبأخذ حصّة الأسد من أرباح وعوائد الأزمة.
وهناك من يستغرب ويفاجأ بموقف الحكومة التركية ، أو بالأحرى موقف حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يبطش بحزب العمال الكردستاني PKK الماركسي، الذي اعتمد النضال المسلّح لتحرير كردستان، ولغاية الآن، يحظى القمع التركي للمناضلين الأكراد بالتأييد وبالدعم من النظامين السوري والإيراني، ما رأي المهللين للنظامين أو لأحدهما؟!
لتركيا حسابات سياسية داخلية وأخرى خارجية إقليمية تدفعها لتسمح لحركات المعارضة السورية في عقد اجتماعاتها على الأراضي التركية، ولتهرّب السلاح إلى بعض قوى المعارضة في سوريا، ما يثير استغرابي هو طبيعة العلاقة التركية الإيرانية، حيث يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 10مليار دولار، وللبلدين مصالح ضد الشعب الكردي، وبشكل خاص ضد حزب العمال الكردستاني، أما اليوم وعلى أثر الموقف التركي المنحاز إلى الغرب من الأحداث في سوريا، أخذنا نسمع تهديدا إيرانيا مبطّنا لتركيا؛ بأنّ إيران ستطلق سراح الرجل الثاني في حزب العمال الكردستاني المعتقل لديها(رغم نفي إيران أحيانا)، وبأنّها ستوقف مكافحتها لحزب العمال الكردستاني، فيما إذا أصبحت تركيا قاعدة عسكرية غربية ضدّ سوريا! بالطبع باستطاعة سوريا وإيران مساعدة حزب العمال الكردستاني، لكنني استغرب لماذا تأتي المساعدة المزعومة مشروطة بموقف تركيا من الأزمة السورية؟!
لاشك بأنّ نظام الحكم في سوريا لم يعد ملائما وذا صلة، وذلك ليس لأن الإدارة الأمريكية وقادة الاتحاد الأوروبي يطالبون بشّار الأسد صبح مساء بالرحيل، وليس كما يدّعي البعض بأنّ بشار يعتمد على إسرائيل للبقاء في السلطة، وليس لأنه لا يسعى إلى استرداد الأراضي السورية المحتلّة إرضاء لإسرائيل!! بل لأن بشار أعجز من أن يحل الأزمة، ولم يقنع عاقل بأن هناك أقلية سوريا تقوم بحركة الاحتجاج خدمة لأعداء سوريا! مثل هذا الادعاء انطلى على البعض في سنة 1982 حين كان القتل الدواء السحري الذي عوّل عليه حافظ الأسد، لكنّه لم يتكرّر المشهد ذاته مرة أخرى في ظل وسائل الاتصال المتقدمة والإعلام المتطوّر وفي ظل تعاضد وتضامن...شعب سوريا اليوم؛ فخروج الناس إلى الشوارع لم يكن بدافع أو بقرار من المعارضة أو السلطة وأعدائها، فدوافع الناس للخروج إلى الشوارع كانت داخلية جرّاء المعاناة والقهر والظلم والفقر والفساد...، ممكن لمشاهد تحركات الشعب العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وغيرها أن تكون دوافع خارجية، أسهمت في نقل الجماهير من وضع الفهم إلى وضع الصدام، من وضع الرفض للنظام إلى وضع التمرّد.
الذي يقود التغيير في سوريا هو الشعب السوري، هذا هو الشعب السوري! شعب يوسف العظمة وصالح العلي وخالد بكداش وسلطان باشا الأطرش، هو الرقم الصعب، وهو الذي يقود الثورة بدون تنسيق يذكر مع أحزاب وحركات وفعاليات كانت صامتة بالأمس القريب، وبدون تنظيم للقوى السياسية الميدانية، لذلك في هذه الحالة، ستخلق الثورة قيادات جديدة وستنتج حركات وتيارات وجبهات منظّمة جديدة، منها التقدمية ومنها الوطنية ومنها الموالية لقوى خارجية وأخرى رجعية أو طائفية أو مذهبية، لكنّ الأوضاع والظروف الماثلة لا تنبئ بانقلاب عسكري، ولن تؤتي بنظام الضدّ المرغوب للنظام القائم والمتماسك الموجود، رغم اطلاعي على الفرز السريع والهائل الحاصل في سوريا، ورغم البيانات والوثائق السياسية المتعلقة بمستقبل الثورة، ورغم التفكك الطفيف الحاصل بالسلطة، ورغم انسلاخ بعض المجندين من المؤسسات والأجهزة الأمنية العسكرية، بناء على المعطيات، لن يكون التحوّل إلّا سياسيا وسلميا.
أعتقد أنّ هناك احتمالين لتطور الأوضاع في سوريا: إمّا أن يفك النظام ارتباطه بأسرة الأسد، مع أو بدون بقاء بعض أفراد أسرة الأسد في المرحلة الانتقالية، ومن ثمّ أن يسير النظام، شبه الجديد، بسوريا إلى دولة مدنية ديمقراطية والانتخابات، وإما أن يسقط النظام وتعمّ الفوضى لغياب البديل الوطني والديمقراطي، ولضعف تنظيم المعارضة وعدم اتفاقها على قاسم سياسي مشترك، ولعدم قدرة المعارضة على انتخاب قيادة موحّدة على شكل حكومة ظلّ أو على شكل مجلس وطني له مطالب واضحة ومحدّدة. بناءً على ما تقدم، أتمنّى على الشعب السوري أن يختار الاحتمال الأوّل!
حقنا للدماء وحفظا لسوريا والثروات.



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن هنا، والحمار لنا!
- خطّة إسرائيل هي دولة لقوات الأمن، فما هي خطّتكم؟
- يعلم الله قلب من سيحترق!
- - اللي طلّع الحمار على المئذنة فلينزله-
- صباح الواقعيّة، في عهد المبالغة!
- صباح الخير يا مسعد!
- هل - أجاك يا بلّوط مين يعرفك-
- صباح الاشتراكية
- قعقور التفاوض وفنار لل OECD
- أحمد سعد يا -خيّا-
- نتنياهو: أرفض الدخول في مفاوضات نتائجها محددة ومعلومة سلفا
- وظيفة المدرسة ديناميّة
- التضليل السياسي لحكومة بنيامين نتنياهو خطر كونيّ
- الجمل بيبي رخيص
- لو كنتم بشرا،لاعتذرتم
- هل البديل المهدد للمفاوضات هو دولة واحدة من النهر إلى البحر؟ ...
- أو..... با.........ما فانوس أمريكي
- تداعيات أزمة الغذاء وغلاء الأسعار العالمية:حين تلجأ الرأسمال ...
- لو خيًرت ما بين أن أكون سياسيا أومبدئيا
- قم يا بني وانجح!


المزيد.....




- السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون ...
- القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
- إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا ...
- شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين ...
- كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
- سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
- انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
- ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
- يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار- ...
- قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - هذا هو الشعب السوري