أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مكارم ابراهيم - تخلفنا من منظور مهدي عامل















المزيد.....

تخلفنا من منظور مهدي عامل


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 23:31
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قال الفيلسوف اليوناني أرسطو البشر هم حيوانات إجتماعية ولاجل ربط العلاقات الاجتماعية بين المواطنين علينا بناء مؤسسات ذات سلطة ويجب توزيع هذه السلطة بين سلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية.
من هذا المدخل أود تناول موضوع تخلفنا الحضاري او تراجع التطورالحضاري في الوطن العربي كما يعبر عنه العديد من الكتاب العرب في كتاباتهم دون اعطائنا حجج علمية او قاعدة علمية تم الاعتماد عليها في وصولهم الى هذه الفرضية .
وقد اعتمدت على كتاب الفيلسوف الماركسي مهدي عامل الذي يحمل عنوان(ازمة الحضارة العربية ام ازمة البرجوازيات العربية)تناول مهدي عامل طبيعة الوعي الفكري للنخبة المثقفة من الكتاب العرب الذين ضمتهم ندوة ثقافية في الكويت عام 1978وكان عنوان الندوة (ازمة التطور في الحضارة العربية ) حيث يحلل اسباب هذا الطرح للنخبة المثقفة التي تعتبر ازمة التطور التاريخي للواقع الاجتماعي هي ازمة في التطور الحضاري وفي بنية الحضارة العربية التي كانت زاهرة في مرحلة تاريخية محددة ثم دخلت في طور الانحطاط ولم تخرج منه الى الان . اي ان مشكلتنا هي ازمة حضارية عامة ليست خاصة تتعلق في التخلف السياسي والديني والاخلاقي وفي بنية الانسان العربي . فالمثقف العربي يصف الحضارة على انها تبنى على اساس عام اي ما اتفق عليه الغالبية وليس على اسس علمية.
فالازمة في نظرهم هي حضارية بحتة. والاختلاف الحضاري بين الشعوب يعتمد على كمية المسافة التي قطعتها لتصل الى مستوى معين فالمسالة هي تقدم اوتخلف بالمعنى الكمي وتأخر زمني. وبالتالي فان تقدم الحضارة العربية يكون اذا اتبعت نموذج امريكا واوربا الغربية.والاختلاف بين حضاراتنا هو العقل الذي يرسم ظواهرالحياة الاجتماعية.
وهنا يتعارض راي الفيلسوف مهدي عامل كليا مع هذه التفسيرات حيث يعتمد في ابحاثه على المنهج الماركسي فهو يرى ان الازمة لدينا ليست حضارية عامة بل خاصة أي تتعلق بالطبقة المسيطرة وهي ترتبط بازمة تطور البنيات الاجتماعية التي ترتبط بابعاد اقتصادية وسياسية وايديولوجية وبالاخص علاقات الانتاج على اعتبارها انها القاعدة المادية الاساسية للبنية الاجتماعية الى جانب نمط الانتاج المسيطر الذي تنتمي له البنية الاجتماعية فنمط الانتاج الحالي ليس هو استمرار او تطور تدريجي لنمط الانتاج القديم بل هو تقاطع بنيوي معه بكل مايحمله من بنى تحتية وفوقية كالدولة والوعي الفكري والدين والاخلاق.
ومن المهم ان نعلم بان بداية تكون علاقات الانتاج الراسمالية في الدول العربية لم تنشأ مع بداية ظهور الاسلام بل مع بداية التغلغل الامبريالي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ولهذا فمن الخطا العودة لاصل نشوء الاسلام لفهم البنية الاجتماعية الحالية المرتبطة مع ظهور الرأسمالية .ولهذا فانه كي نفهم الحضارة الحالية يتطلب منا البقاء في الحاضر وليس الرجوع للماضي .فالحاضر هو مفتاح الماضي وليس العكس حسب ماركس وازمة التطورلدينا هي ازمة علاقات الانتاج للطبقات البرجوازية المسيطرة .
ويرى مهدي عامل الحضارة على انها اما ان تكون حضارة رأسمالية اواقطاعية اواشتراكية ولايمكن الفصل بين ماينتجه الناس في زمن معين عن الشكل الذي به ينتجون وعن علاقات الانتاج التي في ايطارها تتم عمليات انتاجهم الاجتماعية لانها مجموع نتاجات المجتمع الاجتماعية والفكرية والمادية وتطورها مرتبط بتطور المجتمع الطبقي . وعليه فالحضارة تبدا مع الانتقال الى المجتمع الطبقي وظهورالدولة كاداة سيطرة في يد طبقة مسيطرة.
ونرى تقارب كبير بين مهدي عامل وابن خلدون في تعريف الحضارة حيث يرى ابن خلدون انها الانتقال من نمط الحياة البدوية او المجتمع القبلي الى نمط الحياة الحضرية اي المجتمع الطبقي.
يرتكز مهدي عامل في تحديد الازمة في الوطن العربي على التناقض الطبقي اي الصراع الطبقي بين طبقة العمال والطبقة البرجوازية المسيطرة وحلفائها. وليس على الاسباب التي اعتمدها الكتاب العرب في الندوة.
وحسب رايه فان النخبة المثقفة ترجع اسباب الازمة الى التخلف الحضاري للانسان العربي على الرغم من انها في صراع مع الطبقة البرجوازية المسيطرة .الا انها تنظر للمسالة من خلال فكر الطبقة البرجوازية المسيطرة .
ويؤكد مهدي عامل على ان ازمتنا الحضارية هي نتيجة وجود عوائق في انتقال البنية الاجتماعية الى اطوار اخرى اي انتقال نمط الانتاج من طور لاخر وبالتالي وجود عائق يمنع هذا التطور كالانتقال مثلا من نمط راسمالي الى اشتراكي .
ولهذا يجب التركيز على حركة الصراعات الطبقية داخل البنيات الاجتماعية . والازمة في راي مهدي عامل هي نتيجة تبعية علاقات الانتاج العربية للسيطرة الغربية .فاذا تحررت من هذه السيطرة فسنتحررمن التخلف. واستمرار سيطرة الطبقة الحاكمة يكون باستمرار بقاء علاقات الانتاج تابعة وغير متحررة. ويستنتج مهدي عامل بان تقدم الحضارة الغربية كان نتيجة تطورالبنية الاجتماعية لعلاقات الانتاج بالشكل الرأسمالي والامبريالي.
مشكلة المثقف العربي انه يرى سبب الاختلاف بين الشرق والغرب هو العقل الذي يبني الظواهر الاجتماعية . ولكن هل العقل وحده يكفي للتقدم الحضاري ؟ فالعقل يقترح افكارا تنبع من حاجة الفرد للبقاء على قيد الحياة في البيئة التي يتواجد فيها على سبيل المثال :المناخ يلعب دورا في اختيارالعقل لمتطلبات معينة .فالبرد القارص سيحرض العقل على اكتشاف السخان المدفئة ولكن لتحقيق هذا الاكتشاف العلمي يتطلب ان تتوفر له الامكانيات والمساعدات اللازمة من قبل الدولة لهذا المخترع, والازمة في حضارتنا العربية هي وجود جهاز قمعي ليس فقط مخابراتي بل طبقي لمنع اي اكتشاف ان يرى النور.
يقول مهدي عامل "الفكر العلمي له طابع كوني ولايصح له ان يقال عنه غربي او شرقي".
اما الكاتب نادر قريط فيحدد الاختلاف بين الشرق والغرب بالشكل التالي " وقد يكون نظام العصبيات (قانون الدم) هو الأبلغ لوصف المشرق العرب ـ إسلامي، حيث كانت مدنه أسيرة أبديا لمحيط بدويّ يسيل لعابه عليها، فمعظم السلالات التي تناوبت على ركوبه (عرب، سلاجقة، مرابطون، كرد، ترك) كانت من أصول قبلية، بعكس أوروبا الوسيطة التي عاشت منذ سقوط روما وفق نظام جمع النبلاء والكنيسة والقنانة في إقطاعيات ربطتهم قسريا ووجوديا، لتكوّن فيما بعد بذرة وعي جمعيّ انبثقت منه فكرة التضامن والوطن والدولة الحديثة. أمّا في المشرق فقد ساهم مناخه الحارّ الجافّ في خلق أنماط معاشية تتيح للسكان الترحال بين حياة الوبر والمدر، وهذا ساهم في قلق المدينة (مركز الأرثودوكسية والكتابة) وقلق فكرة الوطن في الذات الجمعية، وما زالت صور هذا القلق تتجسد في لاوعي مشاعيّ (أرض الله واسعة) واستهتار بالمصالح العامّة وقيم التضامن واقتران مفهوم "الحكم" بالغنيمة أو السلطة الغاشمة، مع أنّ الجذور الدلالية للفظ "حَكَمَ " تدلّ على "العدل والحكمة" (إنتهى)

ان الابداع في سيطرة السلطة الحاكمة على الشعب له استراتيجيات متنوعة. وهناك من الفلاسفة من قدم نصائح لاصحاب النفوذ بغرض الحفاظ على نفوذهم .ومنهم الفيلسوف الايطالي نيكولو ميشيافيلي في كتابه (الامير) 1532وبالدنماركيةFyrsten) ) يتناول الصراع بين الشعب والحاكم وبالتحديد يذكر الخطط التي يستطيع صاحب النفوذ ان يقوم بها للسيطرة على الشعب اوعلى دولة ما. وكيف يمكن له القضاء على اعدائه دفعة واحدة وليس بالتقسيط .وكيف يستخدم طبقة معينة من الشعب (الجيش او قوات خاصة او رجال الدين) للسيطرة على الشعب كله. وهنا اذكر مثال صغيرعلى هذا فعندما وصل انس فو راسموسن رئيس وزراء الدنمارك سابقا للحكم فانه الغى مؤسسات حكومية عديدة في نفس الوقت ولم يتدرج في الغائها بالتقسيط لانه كان يرى فيها تهديدا لنفوذه .
ختاما وبعد عرض تحليل الفيلسوف مهدي عامل حول اسباب التاخر في الوطن العربي فانه من الضروري تسليط الضوء على الارتباط الوثيق للدين بالحكم لتثبيت دعائم الدولة . حيث ان الحكومة تفرض ثقافتها (الدين ,العادات والتقاليد )بالقوة على الشعب. وخاصة اننا نعلم باهمية الدين لدى الكثير من الافراد لانه جاء لغرض اشباع حاجات الانسان الروحية والنفسية و جاء نتيجة لعدم قدرة الانسان على تفسير الظواهر الطبيعية حوله واصل نشؤه وبالتالي اصبح الدين عامل إيديولوجي رئيسي لدى طبقة اجتماعية معينة تستخدمه من اجل السيطرة على ثروات الدولة والدول الاخرى ولاطول مدة ممكنة ولهذا فان هذه الطبقات تورث الحكم. وفي العراق نلاحظ تحالف وثيق بين الدين والقوى العشائرية بحيث يحدد السلطة في العراق.
فالدين يعتبر احد العناصر التي تستخدمها السلطة في بنائها الهيكلي وهذا بالتاكيد من العناصر التي ذكرها الفيلسوف الايطالي نيكولو ميشيافيلي في استمرار السيطرة على الشعب . من المعلوم ان اي فكرعلمي معاصر ياتي به عالم يخالف ماجاء في الاديان سيمنع من الوصول الى الاعلام . وتنوع الاديان في الدولة العربية الواحدة يعتبر عنصر مهم في سيطرة الحاكم بشكل افضل على الشعب وذلك من خلال افتعال مشاكل طائفية بين الفئات الدينية المختلفة وبهذا ينشغل الشعب بهذه الازمات ومراقبة الفئات الدينية الاخرى بدلا من مراقبة الحاكم.
وانهي مقالتي بمقولة للفيلسفوف الماركسي مهدي عامل " إن سبب التخلف في العالم العربي ليس ببقاء ماضينا في حاضرنا بل هو بسبب حاضرنا الذي يجعل ماضينا يبقى فينا ".
مكارم ابراهيم
19/7/2011

مصادر:
ازمة الحضارة العربية ام ازمة البرجوازيات العربية1978 للفيلسوف الماركسي مهدي عامل
http://www.4shared.com/get/-Qzsj-DG/______.html
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=1657&aid=267476



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقضات الكاتبة نوال السعداوي
- من الأدب الماركسي 2
- نظام إشتراكي أم ليبرالي أم رأسمالي ؟
- من الأدب الماركسي (1)
- مفهوم السلام وجائزة السلام!
- الصينيون قراصنة السوق !
- ماهي الماركسية ؟
- الدومينو اليونانية والانهيار الاقتصادي
- لا رسائل للسفاح بشار الاسد
- إنتبهوا الى الجرائم بحق أطفال اليوم!
- تحيا الرأسمالية
- ديمقراطية أم بلوتوقراطية لا إنسانية ؟
- الإسلام أم الحكٌام أم الاقتصٌاد العام؟
- بن لادن وجيرانيمو!
- مؤامرة أم مسرحية !
- محاكمة بن لادن حسب القيم الغربية!
- لاعلاقة للعنصرية باختلاف الاصول العرقية!
- امرأة تحت زي راهبة
- تناقضات العزوبية عند الراهبات
- اسلام فوبيا في الغرب والمسيحية فوبيا في الشرق!


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مكارم ابراهيم - تخلفنا من منظور مهدي عامل