أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان دغش - رؤيا محمد البوعزيزي














المزيد.....

رؤيا محمد البوعزيزي


سليمان دغش

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 15:33
المحور: الادب والفن
    


رؤيا محمـد البوعزيــزي/سليمان دغش
(الى روحه فينا)

ها أنتَ تصحو الآنَ
تفتَحُ شرفةً للروحِ والحُلُمِ البعيدِ
كنجمةٍ أفنيتَ عمرَكَ كيْ تُضيئَكَ
أو تضيءَ بكَ الطريقَ إليكَ
ثمّةَ غربَةٌ أخذَتكَ منكَ وحاصرَتكَ
فضاقَ بيتُكَ والبلادُ كمثلِ بيتِ السّلحفاةِ
حَلمتَ بالأفُقِ البعيدِ
فلم تجِدْ لكَ جانحَيْنِ لكيْ تطيرَ
وكانَ ريشُكَ في مهبِّ الريحِ منعوفاً
ومنتوفاً ، ليَرْتَفِعَ الشعارُ على شُعورِكَ
مثل بالونٍ يَشُدُّكَ للهواءِ بخيطِهِ الوَهميِّ
تجري حافيَ القَدَمينِ عمركَ
والسّرابُ يشُدُّ خطوَكَ للسّرابِ
كأنّما ضاقَ الفؤادُ على البلادِ
وضاقَتِ الرئتانِ والشَّفتانِ والرؤيا لتبتَعِدَ البلادُ
مِنَ البلادِ
وكانَ حُلْمُكَ أنْ تصيرَ فراشةً
وتَطيرَ حُراً بينَ ماءِ النيلِ حتّى يلتقي
ماءَ الفُراتِ
ومِنْ محيطِكَ للخليجِ أردتَ فردوساً
بوسعِ عباءَةِ الصحراءِ في رؤيا كواكبِها
ولم تَحْلُمْ بغيرِ الشّمسِ تبعَثُ روحَها
في حَبّةِ القَمحِ الشّهيّةِ
كيْ يصيرَ الخُبزُ قُدْسِيَّ الدلالةِ
في يَدِ الفُقراءِ
فالفُقراءُ مِلحُ الأرضِ
سُنبُلةُ الحياةِ، رَمتْ على كَتِفِ الميادينِ الجديدةِ روحها
في ريحها وتَوهَّجَتْ غَضَباً لتَشتَعِلَ الشّرارَةُ
والإشارَةُ
والبشارَةُ
في فراشَةِ تونسَ الحمراء
تَنهَضُ مثلَ عنقاء الرّمادِ بروحِ "بوعزيزي" العظيمِ
تَزُفُّهُ العلياءُ مكتَملاً بمعنى ذاتهِ حيّاً
فَتَكتَمِلُ السّنابِلُ في رؤى الصديقِ يوسُفَ
فادخُلوها آمنينَ الآنَ
إنَّ كواكِبَ الدُّنيا سَتسجُدُ للميادينِ
الملايينِ التي قالتْ لِفرعون الجديدِ: كفى
وأسقَطَتِ الشّعاراتِ القديمَةَ عنْ سماءِ نخيلنا العرَبيِّ
والهَرَم المحنّطَ،
مومياءِ الصّمتِ
والموتِ البطيءِ على مرايا الانتظارِ
لكيْ يُطِلَّ نهارُنا العَرَبيُّ منديلاً
يُكُفكِفُ أدمعَ النيلِ الذّليلِ يئِنُّ في نايِ السّواقي
حينَ يشربُها الصّعيدُ فتُخصِبُ الدّلتا
ويبتسِمُ الفُراتُ لِنخلةٍ تبكي على أسوار بابلَ ذُلّها
ويدُلّها
أنّ السماءَ قريبةٌ منا
وأنّ الشمسَ تولدُ من إشارَةِ نصرنا
يا شمسُ فانكسفي قليلاً
إنّ شمسَ دمائنا أبـهى وأقدَسَ
فادخلوها الآنَ
إنَّ القدسَ تفتحُ كلَّ بواباتها للشمسِ
تعشقُ "أُورَها " في نورها القُدُسيِّ
كمْ من دمعةٍ سقطتْ هناكَ لدمعةٍ سَقَطت هنا
كَتَبَتْ وَصِيَّتَها الأخيرةَ في دم الزيتونِِ ميثاقَ النهارِ
وخبّأتْ في البرتقالةِ حُلمَها الصيفيَّ
وعدَ البحر في خلخال يافا
رُبّما أقتَربَ الجليلُ إلى شغافِ القلبِ أخضَرَ
مثل منديلٍ سماويٍّ رماهُ اللهُ من فردوسِهِ العليَّ
قِطعةَ جنّةٍ في الأرضِ عمّدتِ المسيحَ بمائها القُدُسيِّ
ذاتَ بشارةٍ
وتوهّجت برؤى النبوءةِ قبلةً أولى
لها أسرى النبيُّ محمدٌ ليلاً
وعرّجَ للسماءِ يتمّمُ الرؤيا
لكلِّ نبوءَةٍ رؤيا فعفوكَ يا محمّدُ
ربما لم نفهم الرؤيا
ولم نحفظ كتابَ الماء في الصحراءِ..
تهنا في مهبِّ الريحِ تُهنا
تلك خارطةٌ تفصلها على مقياس روحِكَ
قسّمتها الريحُ
فانقسمَ الفؤادُ على البلادِ ، ولا بلاد كأنها منفى
يوزِّعنا هُنا وهناكَ
عفوكَ يا رسولَ اللهِ إنّ نبوءة أخرى تشبُّ الآنَ
في دمِنا
وتبعَثُ زمزماً في كلِّ عاصمةٍ وعاصفة
كأنَّ الله ينفخُ روحَهُ فينا لنحيا
ألف مرحى
ألف مرحى
أيها الموتُ العظيم
بنارِ بوعزيزي العظيمِ
كفاكَ موتاً إننا نَرِدُ الشهادةَ فيكَ كي تحيـا
وكيْ تحـيا
ونحيـــــــــا من جديد...!!



#سليمان_دغش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نرجس الروح... صباح الجسد / سليمان دغش
- غزّة GAZA /
- حنان
- شعراء فلسطينيون يقاومون حباً وشعراً
- غزة
- GAZA غزّة
- نهارية سليمان دغش بالفرنسية
- ريم... / Reem
- آن له أن يعود
- بريد الغياب
- إقرأ
- ظلّ غيبته ( مرثية للشهيد الرئيس ياسر عرفات )
- مرمى الجسد
- إيمان
- مُحمّدنا الصغير( الى محمد الدرة في ذكرى استشهاده )
- على حافّة الروح
- الرسول
- قمر
- فاتحة الماء
- القصيدة


المزيد.....




- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...
- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية
- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...
- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان دغش - رؤيا محمد البوعزيزي