أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن طويل - كلمات خارجة عن القانون














المزيد.....

كلمات خارجة عن القانون


حسن طويل

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 08:04
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما افتح الجريدة بحثا عن فتاة جميلة ، أفاجأ بأكلة الورود يلتهمون كل شيء ماعدا كراهيتهم و يشربون كل شيء ماعدا الخمر ، غاسول الحمام الروحي ، فأعلن عن غضبي. فأدهب مهرولا لأقرب بائع خمر رديء لأصيب الدماغ بعطل مرحلي، حتى لا ينفلت اللاشعور من عقاله ويتكسر على واقع يمزج بين روح الخمر اللطيفة و روح إمام يرى الدنيا وليمة مجانية و كمية قليلة من النفاق وكثير من المناورات مع السماء .
البارحة مساءا حضرت عرس ، لم أجد تفسيرا لرائحة الحزن فيه ، فالرقصات جريحة والزغاريد مبحوحة و الأبيض الدي ترتديه العروس هو أقرب للباس الموت و غطاء سرير المستشفى و سترة الممرضات . العروسان جميلان لكن خائفان ، والجمال يخجل عندما يلتقي الخوف .أظن أن السبب هو موت قطة للعروس و ربما هذا سبب كاف لجعل كل شيء بين قوسين حتى موسيقى الفرح التي تشبه إلى حد كبير بكاء إمرأة فقدت قطتها.
بعد فطور عبارة عن زيتون أسود و شاي أسود و بقايا خبز قضى ليلة البارحة منتظرا صباح الغد ، خرجت بذلة سوداء مرتديا رجلا أربعينيا أبيضا . وصل الموظف إلى مكتبه بعد أن حيى الكل ماعدا بائع السجائر وعون الخدمة . بعد مدة قصيرة دخل الموظف إلى مكتب مديره ، سكوت ثم ضجة ، مادا وقع ؟ ضرب الموظف مديره و بدأ بالصفعات ، الكل إستفاد من كم قليل من الضرب . خرج الموظف من الإدارة ، سلم هذه المرة على بائع السجائر ، وطلب منه سيجارة أشعلها ثم تابع سيره وعلى محياه رسمت إبتسامة فيها شيء من الأمل وكثيرا من مرارة إنطفأت .
صاح أحدهم في الشارع العام : سلة الخضار تتبعني ، ظحك الجميع من أحمق يهاب السلل. صاح مرة أخرى : زوجتي تلتهمني ، قال أحدهم ياريت كنت في مكانك فأحسن موت أن تأكل من طرف إمرأة .لم يعرفوأ السبب فقد بدأ صديقنا في الجري و الضحك ، توقف ثم دخل مطعما بئيسا ، طلب أكلا و شايا و هو يقول : كيف تسجنون الحمار الطيب في حقل من البصل وتتعجبون لكثرة بكائه.
إرتدت أحسن مالديها، وضعت ميكياجا جميلا و خفيفا و خرجت ، إبتدأت بأكل سندويتش لذيذ ورخيص مصحوبا بجعة باردة في حانة الحارة ، التي ظهر ت فارغة ماعدا زبونها الدائم الذي يهوى غرق روحه في كؤوس الويسكي و دفن جسده في العاهرات المحبطات . إقتربت منه و بدأ الضحك ثم بكت ثم بكى فتصايحا ثم تعانقا فسكتا و في الاخير قبلها و قبلته ثم صاحا على النادل ليزيدهما خمرا وينقص من صوت الموسيقى .
قاما بحمام خفيف ثم إلتحقا بالسرير ، هو فتح كتابه ففتحت مجلتها . خيم سكوت مخيف ، تكلمت ذبابة أراد أن يسكتها فساعدته رفيقته ، في الأخير قتلاها . عاد لكتابه ، فعلت نفس الشيء مع مجلتها . طال السكون حتى صاح ، بعد مدة نهض فأزال لباسه ، فخلعت رداءها . ثم بدأ صوت السرير القديم يتصر على السكوت . بعد مدة و بدون أي كلام عاد لكتابه ورجعت هي لمجلتها و عاد صياح طيران ذبابة أخرى إلا أن هذه المرة كان صوتها حزينا.
كان يحب القنينة ويعشق الخمر ، حتى أنه توسل لنحاث هامشي تشكيل قنينة فوضعها في جحره. كان الكأس مؤنسه و صديقه و عدوه ووسيلة صعلكته ، فهو بديل الزوجة المفقودة و المستقبل المأمول و الفشل المتكرر. فالخمر وشيء من المطر وقليل من الأكل هي سعادته ، وما أحلى أن يحمل القلم ليقضي على أفكارويدفنها في أوراق بعد السكر و ما أجمل أن تأتي إستيهامات لذيذة بعد قتل الدركي المستقر في الدماغ عبر سلاح الخمر .
يتعب كثيرا في إرتداء الأقنعة كل يوم و كل لحظة ، فهو يستخدم بكثرة وبغفراط كلمة " يجب " . فهذه زوجته يجب أن يتعايش معها رغم كثرة إختلافاتهم و شخيرها الليلي و هذا جاره يجب أن يضحك في وجهه مهما تكن الظروف رغم عدم إرتياحه لثرتره ونفاقه و هذا مديره يجب أن يطيعه و يحترمه رغم تفاهته و سطحيته . بعد مرور السنوات ، مل الأقنعة فأصبح وحيدأ و بدون عمل أوجار مستقرا في قبر وظع في شاهده مجموعة من الأقنعة . الكل بكى بدون دمع : زوجته وجاره ومديره وتأسفو على الأقنعة بدله .



#حسن_طويل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة 20 فبراير و عيد العمال الأممي
- حركة 20 فبراير : السلفية الجهادية لغم ظلامي
- مجتمع الزيف الأنيق
- تقرير المجلس الأعلى للحسابات : وقاحة الفساد في المغرب
- الأصولية و الإستبداد : قصة حب جميلة
- حركة 20 فبراير : حان الوقت لإعلان مبادئ التغيير
- رسالة إلى الأنظمة الإستبدادية : عدو الشعوب الرئيسي هي أنتم
- حركة 20 فبراير : لتبدع أشكال نضالية جديدة
- حركة 20 فبراير: حذاري من إبتلاع السياسي الإقتصادي
- كازا نيكرا : صفعة الخماري في السينما المغربية
- جواب المخزن و حركة 20 فبراير
- شذرات مغربية
- الفقسة المغربية
- ما بعد يوم 20 فبراير:لعبة المخزن و إفلاس النخب
- ليكن 20 فبراير إعلان لشرارة ثورة 68 المغربية
- جولة صغيرة في البنية الإيديولوجية العامة للمجتمع المغربي
- 20 فبراير يوم الغضب المغربي
- حكاية الشيخ ع ياسين و أردوغان
- الجزيرة : المهنية في التدليس و أصولية في المنحى
- وهم الإستتناء المغربي


المزيد.....




- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...
- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية
- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...
- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن طويل - كلمات خارجة عن القانون