صالح مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 19:15
المحور:
الادب والفن
بدأت هذه القصيدة أثناء ثورة تونس وانتهت بعد سقوط الدكتاتور
تحيّةَ حبٍّ لثوّارِ تُونُس ..
هذا أوانُ انحسارِ الظلامِ ،
وهذا أوانُ زوالِ الألمْ ،
وهذا أوانُ رحيلِ الطغاةِ ،
وهذا أوانُ سُقوط الصنمْ.
*****
تحيّةَ حبٍّ لمن خرجوا من سُجونِ الكلامِ ،
وثاروا على الصمتِ ،
واحتَفلوا بانتهاءِ الصممْ
*****
تحيّةَ حبٍّ لمن سَقطوا ليَروقَ الجمالُ ،
وتبزُغَ شمسُ الوجودِ ،
ويرحلَ ليلُ العدمْ.
*****
تحيّةَ حبٍّ لتُونُس ..
وهي تُلوِّنُ بالحبِّ شكْلَ الحياةِ ،
وتغزِلُ بالنُّورِ أحلى نغَمْ.
*****
قرأنا على واجهاتِ الشّوارعِ:
تُونُس تُسقطُ أكبرَ طاغيةٍ في الزّمانِ
وتنفضُ عنها غُبارَ العصورِ ،
وتُولدُ كالضّوءِ بينَ رمادٍ ودمْ
*****
كتبْنا على صفحاتِ المواقعِ:
أبناءُ تُونُس مدرسةُ الثّائرينَ ،
وكليّةُ الغاضبينَ ،
وأسمى الشعوبِ ،
وأرقى الأُمَمْ.
*****
تحيّةَ حبٍّ لِمَنْ ذاقَ طعمَ الحقيقةِ ،
طعمَ الكرامةِ ، طعمَ الحضارةِ ،
طعمَ القيمْ.
*****
تحيّةَ حبٍّ لِمَن رَفضُوا ..
أن يكونَ رئيسُ العَصابةِ ..
رأسَ البلادِ ، وقاضيْ القُضاةِ ،
وحاميْ العلمْ.
*****
تحيّةَ حبٍّ لِمَنْ رَفضُوا
أن تكونَ الرّئاسةُ حقّاً من اللهِ طولَ الحياةِ ،
ومن رَفضُوا أن يكونَ الرئيسُ
مُجرّدَ لصٍٍّ ، وزِيرَ نساءٍ ،
وراعيْ غنمْ!
*****
فيا ليتني كنتُ لافتةً في شوارعِ تُونُس ،
أو ليتني كلماتُ هُتافٍ بلهجةِ تُونُس ،
أو ليتني حجرٌ في يَدَيْ تُونُسيٍّ ..
تَعذّبَ في سجْنهِ وانظلمْ
*****
رأيناكِ ، تُونُسُ ، في القنواتِ
وأنتِ تَهُزّينَ عرشَ الطغاةِ ،
وتقْتلعينَ التّسوَّسَ والسّرطانَ ،
وتستأْصلينَ بقايا الورمْ
*****
عرَفنا بأنّكِ أمُّ الرّجالِ ،
ومعشوقَةُ الشُّهداءِ ،
ومُلهِمةُ الشُّعراءِ ،
وحِبرُ القلمْ
وأنّ السّلاطينَ من ورقٍ ،
ورموزَ السّلاطينِ من ورق ٍ،
وكلابَ السّلاطينِ من ورقٍ ..
يسْقطونَ جميعاً بنفخةِ شعبٍ ..
بنفخةِ شعبٍ ..
بنفخةِ شعبٍ .. نعم!
#صالح_مجيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟