طارق عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 3169 - 2010 / 10 / 29 - 12:24
المحور:
المجتمع المدني
الانتخابات البرلمانية هي جزء مهم في الحياة الديمقراطية حيث ينتخب الشعب ممثليه ليطالبوا له بحقوقه المشروعة التي ينص عليها الدستور, والمعروف بان العراق يعيش في فترة فوضى واضطرابات وتفخيخات اصبحت الاسلحة كاتمة الصوت والمفخخات لا عبا اساسيا فيها , وبالرغم من كل هذا فقد خرجت جموع الشعب الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتها ,بعد ان استطاعت فرض القوائم المفتوحة في هذه الانتخابات ,وقد رافقت العملية حوادث قتل واعتداءات واطلاق قنابل صوتية لارهاب الشعب وثنيه عن مهمته ,الا ان الشعب كان مصمما على انتخاب ممثليه في البرلمان بعد ان كابد الفقر والحرمان من ابسط مقومات الحياة من نقص في الكهرباء الى فوضى امنية وفقدان الخدمات الاجتماعية والصحية والتربوية مستوى حياة لا يختلف اطلاقا عن دارفور والصومال حسب تقارير هيئة الامم المتحدة, كما نرى الحافز هو ليس حبا في سواد عيون الكتل السياسية وانما طموحا مشروعا في تحسين نمط الحياة البائسة التي اجبر عليها ورغبة في الحفاظ على ثروات البلاد المهدورة ومحاربة الفساد الاداري ,وانتهت الانتخابات وجاءت النتائج وخرجت كتل فائزة لم تستطع لحد الان الاتفاق على تشكيل الحكومة لاسباب كثيرة دوافعها الاساسية هي الحصول على اكبر قطعة من الكعكة ونست الكتل الفائزة من الذي انتخبها ولم تفكر في النتائج السلبية التي تصب بالدرجة الاولى في ميزان الشعب الجريح الصابر ,اما النواب الذين وصلوا الى المجلس فقد كان نصيبهم هو انعقاد المجلس لمدة ثمانية عشر دقيقة ووصلت رواتبهم خلال السبعة اشهرالى واحد وثمانون مليار دينار عراقي مقابل تلك الدقائق , المفروض والمطلوب من السيدات والسادة ان يفكروا باعادة هذه المبالغ الفلكية الى ابناء الشعب العراقي لمصلحة الرعاية الاجتماعية للفقراء ويكونوا بذلك قد ردوا جزء من الجميل الى الشعب الذي انتخبهم واوصلهم للجلوس على هذه الكراسي, وبادرة نية حسنة وبهذا يفتحون الطريق لاثبات انه لا زالت هناك قوى تفكر بطريقة انسانية و شربت من مياه دجلة والفرات , وتحسين صورة الحاكم العراقي وممثلي الشعب الذين امتازوا بصفات غريبة وفساد اداري والاستحواذ على اموال سلمت لهم كأمانة لأدارتها وليس لوضعها في جيوبهم وشراء العمارات داخل وخارج البلد .
طارق عيسى طه
#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟