أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالية - الاستعمار الثقافي كبديل للاستعمار العسكري (تتمة)














المزيد.....


الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالية - الاستعمار الثقافي كبديل للاستعمار العسكري (تتمة)


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 18:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(..) و قد اعتمدت فرنسا؛ في استعمارها الجديد على النخبة السياسية و الثقافة؛ التي استفادت من الاستعمار ماديا و رمزيا؛ و كانت أول المتضررين من الانسحاب الاستعماري الفرنسي؛ لذلك كانت هذه النخبة أول حاضن لهذه الطموحات الاستعمارية؛ و أول مروج لها؛ و ذلك تحت يافطة الانفتاح اللغوي؛ و التبادل الثقافي؛ و ترويج قيم الحداثة ...
و لعل الاختراق الحقيقي الذي دشنته الفرانكفونية؛ في مستعمراتها الحاصلة للتو على استقلال شكلي؛ تم من داخل منظومة التعليم؛ حيث كانت اللغة الفرنسية بعد انسحاب فرنسا من مستعمراتها هي لغة التدريس؛ و لا تشاركها العربية إلا بنسبة قليلة جدا؛ و ذلك راجع بالأساس إلى طبيعة تكوين النخبة السياسية و الثقافة التي قادت منظومة التعليم؛ و هو تكوين فرانكفوني صرف؛ لم تنجح السياسات المتبعة فيما بعد؛ في التقليل من هيمنته ( مبدأ التعريب و مبدأ المغربة بخصوص التجربة المغربية مثلا) .
و من داخل مؤسسات التعليم؛ حافظت اللغة الفرنسية على تواجدها القوي؛ داخل مستعمرات فرنسا السابقة؛ لأن ما يهم فرنسا أكثر هو تشكيل النخب السياسية و الثقافية على مقاسها ثقافيا و لغويا؛ و ذلك من منظور استراتيجي بعيد المدى؛ يقوم على اعتبار هذه النخب امتدادا لمصالح فرنسا في مستعمراتها السابقة .
" إن الفرانكفونية في العالم العربي هي بالأساس مدرسية وجامعية" تؤكد أستاذة الأدب المعاصر بجامعة القديس يوسف (كاتيا حداد) . و من خلال دراسة استقرائية لحضور اللغة الفرنسية ( أداة الفرانكفونية) في العالم العربي تخلص (كاتيا حداد) إلى خلاصات كبيرة الأهمية :
- الخلاصة الأولى: ترتبط بتراجع حضور اللغة الفرنسية في مجموع هذه الدول كلغة التواصل اليومي كما كان الأمر أثناء الاستعمار " فقد مضى عهد كان فيه حضور اللغة الفرنسية أكثر تنوعا حيث كانت الفرنسية "تجوب الشوارع " مما يعني أنها لم تكن محصورة في حيز المدرسة."
- الخلاصة الثانية: و في مقابل تراجع اللغة الفرنسية كلغة للتواصل اليومي؛ فإنها تعوض هذا التراجع عبر حضور كثيف في المدارس؛ كلغة أساسية في مناهج التعليم؛ و ذلك باعتبارها أصبحت تقترن (من منظور الاستلاب اللغوي) بمؤشر من مؤشرات التنمية المتمثل في المدرسة؛ و لذلك تؤكد (كاتيا حداد) أن تعلم الفرنسية في المدرسة قد يكون بمثابة استثمار على المدى البعيد . و تفسر ذلك باعتبار أن من يتعلم اللغة في المدرسة؛ خليق أن يحافظ عليها فيما بعد؛ بحيث تصاحبه مدى حياته..
و من خلال هذه الدراسة الاستقرائية؛ تثبت الأستاذة (كاتيا حداد) بالأرقام؛ الهيمنة التي أصبحت تمارسها اللغة الفرنسية في مجموعة من الدول العربية؛ فهي تخترق مؤسسات التعليم؛ باعتبارها لغة العلم و المعرفة الحديثة؛ في زمن لجوء المؤسسات الأكاديمية الفرنسية نفسها إلى اللغة الإنجليزية !؟ و هذا الأمر –في الحقيقة- أكثر من محير؛ و يثبت بالملموس أن اللغة الفرنسية في هذه الدول ليست اختيارا بيداغوجيا؛ يرتبط بمناهج التعليم؛ لأن هذه اللغة تثبت الآن؛ أنها غير قادرة على مسايرة التطور العلمي الحاصل باللغة الإنجليزية ؛ بل حتى باللغة الصينية و اللغة الألمانية و بعض اللغات الحية الأخرى .
تقول الأستاذة كاتيا حداد : " وقد أتاحت لنا الدراسة الاستقرائية التي قمنا بها إبراز حقيقة أن الفرانكفونية المدرسية تقدمت خلال العقد الأخير ولم تتأخر. وكان من أسباب هذا التطور انحسار تيار التعريب من المناهج الدراسية. فقد شهد العقد الأخير إعادة إدراج اللغة الفرنسية أو تقويتها في البرامج الدراسية بدرجات متفاوتة، وذلك في البلدان الآتية: تونس والمغرب وسوريا ومصر. وفي لبنان، تم اعتماد مبدأ الازدواجية اللغوية المبكرة على مستوى الدولة، وهو مبدأ جاء ليزكي اختيارات السكان اللغوية ويضفي طابعاً رسمياً على مكانة اللغات الأجنبية، وبخاصة مكانة اللغة الفرنسية، وكان هذا الإجراء أول سابقة من نوعها في هذا البلد"
إن ما يفسر هذا الحضور القوي للغة الفرنسية ضمن مناهج التدريس في مجموعة من الدول العربية؛ يرتبط في العمق بأبعاد إيديولوجية و مصلحية؛ ترتبط بالهيمنة التي أصبحت تمارسها الفرانكفونية على مستعمرات فرنسا السابقة؛ من خلال الحضور القوي للوبي الفرانكفوني؛ الذي يتشكل من نخب ثقافية و سياسية و اقتصادية؛ لا يهمها سوى الحفاظ على مصالحها الخاصة؛ في علاقتها بالمستعمر السابق؛ الذي نسجت معه شبكة من المصالح؛ الأمر الذي يحول اللغة لديها إلى إيديولوجيا؛ تتجاوز كل حدود المنطق .

( و للحديث بقية) ...

أنظر: كاتيا حداد : حصيلة دراسة واقع الفرنكفونية في العالم العربي- أعمال ندوة الفرانكفونية و العالم العربي : حوار الثقافات 31-30 مايو / أيار 2000 - إصدار الإيسيسكو .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- محمد عابد الجابري .. مات الانسان و ركب المناضل و المربي و ال ...
- استدراك - تقرير أطروحة الدكتوراه- التأسيس للرواية المغربية: ...
- تقرير أطروحة الدكتوراه- التأسيس للرواية المغربية: من البنيات ...
- بعد نجاح شعار التغيير الأوبامي داخليا - هل من أمل في التغيير ...
- نتنياهو .. و رهان تغيير أوباما
- الحركة الصهيونية: مشروع استعماري غربي بغطاء يهودي
- الكيان الصهيوني: منظمات إرهابية تشكل دولة !!!
- الموساد: منظمة إرهابية بغطاء دولي !!
- التنين الصيني - هل هي بداية تحطم أسطورة نهاية التاريخ ؟
- التحقيق مع طوني بلير: هل هي بداية ملاحقة مجرمي الحرب؟
- السياسة الخارجية الأمريكية وقود تنظيم القاعدة
- باراك أوباما و حصيلة السنة الأولى- ماذا بقي من شعار التغيير؟
- اليمن : البوابة الجديدة للسيطرة على الشرق الأوسط
- خطة أوباما الأمنية الجديدةهل هي بداية انتصار المقاربة الجمهو ...
- حصيلة القدس سنة 2009 : مزيد من التهويد
- نهاية سنة أمريكية دامية
- التقارب السوري-اللبناني: تغليب كفة المصالح المشتركة
- مذكرة اعتقال تسيبي ليفني: مصداقية القضاء البريطاني على المحك


المزيد.....




- -أكسيوس-: وزراء عرب يعارضون في رسالة إلى واشنطن إجلاء الفلسط ...
- 4 احتمالات.. سيناريوهات -اليوم التالي- في غزة تتصدر لقاء نتن ...
- البعثة الأممية تكشف عن تشكيل لجنة استشارية تمهيدا لجولات حوا ...
- الدوحة: إسرائيل لم ترسل وفدها المفاوض لإجراء محادثات المرحلة ...
- الخارجية الروسية تتهم USAID بالتلاعب الإعلامي وتجاهل جرائم ا ...
- الشرع: إجراء انتخابات رئاسية بسوريا سيستغرق 4-5 سنوات
- ملامح المرحلة الجديدة من الصراع بعد الطوفان
- ترامب يعتزم توقيع أوامر تنفيذية جديدة
- مهرجان للأضواء في كوبنهاغن.. المدينة تشعّ نورا يكسر رتابة ا ...
- حادث عرضي وليس تخريبًا: السويد تكشف أسباب قطع كابل بحري في م ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالية - الاستعمار الثقافي كبديل للاستعمار العسكري (تتمة)