|
جئتم للحوار و لا تطيقون حوارا
أمجد المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 23:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شهدت صفحات الحوار المتمدن على مدى الشهور الماضية مسـاهمات غيـر مسبوقة و لا منكورة من الكتاب التنويريين المتكلمين بالعربية ، و ذلك بعـد النجاح الرائع الذى حققه الموقع على مدى أعوام منذ تأسيسه مما اجتذب المزيد من الكتاب الجدد و شجعـعهم على عرض أفكارهم و رؤاهم عبـر الحوار المتمدن و قـد رأى فريق من هؤلاء و أولئك أن الإسلام السياسى يقف كالحجر العثرة و كالعقبة الكؤود أمام المجتمعات الاسلامية يعـرقل تقدمـها و يعـوق نـمـوها و يحول بينها و بين الاندماج مع باقى شعوب العالم و التواصل مـع العلوم و الثقافات و الفنون الـمعـاصرة ، و من ثم بدأ هؤلاء الكتاب فى نقد و تفنيد الإسلام السياسى و مرتكزاته و مرجعياته و أصوله و مصادره ، و كشف أدواته التمويلية و الدعائية و العسكرية و التعليمية و التربوية و إدراكا من الأصوليين أنصار و دعاة الاسلام السياسى لأهمية الحـوار الـمـتـمـدن و سعة انتشاره و قوة تأثيره ، فقد حرصوا على التواجد على صفحات الموقع للـرد و التعـليق على كتابات دعاة الليبرالية و العلمانية و حقوق الانسان المناهضين للاسلام السياسى إلى هنـا و الأمـر جيد ويستحق التقدير و الاشادة ، جميل أن يتحاور الجميع ، أن تقارع الحجة بالحجة و أن تقابل الرأى برأى ، و للمتلقى أن يقبل ما يشاء و يرفض مالا يروقه لكن أنصـار و دعاة الاسلام السياسى كان لـهم رأى آخـر و أسلوب آخـر فى الرد و التعليق على كتابات من يخالفهم ، لا يتطرق أى منـهم إلى مناقشة موضوع المقال ، بل يذهبون إلى وجهات أخرى مثـل = إتـــهام الكاتب بالكذب و التلفيق رغـم أنه ذكـر المصادر و المراجع التى استند إليها و كلـها من أمـهات كتب المسلمين كالقرآن و كتب الصحاح و مناهـج الأزهـر .. د . سيد القمنى مثالا = إتهام الكاتب بأنه ( نصرانى ) حاقد على الاسلام رغـم سابق تأكيده على أنه مسلم سابق و عضو سابق فى جـمـاعة الاخوان المسلمين ........ د . كامل النجـار مثالا = إتـهام الكاتب بالسـب و القذف و التطاول على الاسلام ، رغـم إيراد الكاتب وقائع مـحددة و سـلوكيات إسلامية شائعـة رأى فى اعتداءات على حقوق آخـرين ....... د . صـلاح يوسف مثالا = السـخرية من الكاتب و من عقيدته - حتى لو كانت الالحاد - و اتهامه بالجهل و الدعاء عليه و تهديده = الرد بآيات قرآنية تنطوى على تحقير و ازدراء غير المسلمين و وصفهم بـما لا يليق = الـرد عـلى طريقة ( يا عزيزى كـلنا أشرار ) بايراد أو اختلاق أحداث تاريخية مـجـهلة المصدر بأن آخـرين أيـضـا قـد ارتكبوا جـرائم و اقتـرفوا آثام * الـمــهـم أن هـؤلاء يمتنعـون تـماما عن مناقشة أطروحة الكاتب ، و يمتنعون عن تأكيد أو نفى أى حدث تاريخى بالمقال ، بل يلتفون حول الموضوع و يطعـنـون فى الكاتب و لتلاحـظ عـزيزى الـقارئ أننى لم أورد مثال د . وفـاء سلطان و ما تلقت من شتم و سباب و تطاول ، و اكتفيت بالكتاب التنويريين من ذوى الأصـول الاسلامية و الجـذور العربيـــة و التزاما بــ ( الحوار المتمدن ) و بـ ( المناقشة الموضوعية ) و بــ ( الشفافية ) أيضـــا ، أخـاطب السادة المعـلقين الذين علقوا معترضين على مقال د . صلاح يوسف الأخير المنشور على هذا المحور بتاريخ 20/5/2010 و الذيـن بلـغ ببعضهم الضيق حتـى طالبوا الكاتب بالتوقف عن الكتابة التى أوجعتهم ، كما طالبوا إدارة الموقع بايقاف الكاتب إن لم يتوقف طوعـا ، و هـى طلبات غـريبة و غير منطقية ، فكيف تأتى الى موقع الحوار طالبا قمع الحـوار ؟ لـماذا يفـكر البعض بعقلية هيئة الأمـر بالمعروف التى يصلى بنارها الناس فى المملكة السعودية ؟ لماذا تقومون بدور المحتسب الذى لا يكف عن رفع الدعاوى على المفكرين و الأدباء و الشعراء و يطالب بسحب جوائزهم ؟ هل تظنون الحوار المتمدن جريدة حكومية فى دولة دينية تحكمها المحاكم الاسلامية أو الأزهر أو تقع تحت ولاية الفقيه ؟ لماذا جئتم للحوار وأنتم لا تطيقون حوارا ؟ لماذا تتوافدون فرادى و زرافات من كل فج عميق الى رحاب العلمانية طالما لا تناسبكم العلمانية و لا تتسق مع ثوابتكم؟ وصف صلاح يوسف - فى مقاله سالف الذكر - صوت مؤذن الفجر بنهيق الحمار فغضبتم ... ما رأيكم فيمن قال "يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا " ؟
فى هـذه الأية من سورة التوبة ، يتطاول مؤلف القــرآن على المخالفين له فى العقيدة و يصفهم بالنجس ، و يأمـر بمقاطعتهم و بإبعادهم و بمنعهم من ممارسة عـباداتهم و زيارة مقدساتهم بعد أن استولى عليها لقد استخدم محمد و أبو بكر و عمر السب و الإهانات فى مخاطبة مخالفيه بعبارات مثل ( أمصص بظر أمك - أعضض ايـر أبيك ) - و غير ذلك من الشتائم و القباحات التى تعج بها كتب السيرة وفى مواضـع أخرى من قرآن محمد يصف الذين لم يؤمنوا به ( الكافرون ) بعبارات مثل : إن هـم إلا كالأنعام بل أضل ، بل أن مؤلف القرآن يقول فى سورة لقمان ( إن أنكر الأصوات لـصوت الحـمير ) فى معرض التوجيه بخفض الصوت و عدم الإزعاج و هـو تماما ما طالب به صلاح يوسف لقد اتخذت المحاكم منذ زمـن رمـزا عبارة عـن ميزان معتدل الكفتين يحمله شخص معصوب العينين ، فى إشارة الى إقامـة العـدل ( الميزان ) بحيادية ( الأعين المعصوبة ) لضمان عـدم تأثر القاضى بأشخاص القضية ، و أن يحكم فى موضوعـهـا دون النظر لشخص الجانى أو المجنى عليه بل الى الجريمة و الضرر و من ثم العـقوبة دعـونا ننظر بعين محايدة نزيهة ، و بعـقل راجح رزين ، و برغبـة حقيقية فى إدراك الحقيقة ، بـماذا نصف شخصا قتل و سرق و أحرق و زنا و روع وخطف و اغتصب و شكل تشكيلا عصابيا استخده فى قطع الطرق و السطو المسلح و الإغارة على الآمنين ؟ هــــو بالتأكيد شخص مجـرم حقير عديم الخلق يستحق العقوبة فضلا عن الازدراء و الاستنكار ، و بماذا نصف الأفعال التى ارتكبها ذلك الشخص وعصابته ؟ أليست جرائم مخلة بالشرف مسقطة للاعتبار ؟ لـــــن أذكـر اسم الشخص فـهـو معـروف بمـا فيه الكـفاية
فقط أقول : لا تـدينـوا كى لا تدانـوا ، فبالكيل الذى تكيلون يكال لكـم
#أمجد_المصرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مغامرات كهيعص (روايه) الجزء 17
-
قراءة فى كتاب : حارة النصارى
-
بدايات الدعوة - كهيعص 16
-
هل كان أبو بكر الصديق فاسقاً ؟
-
بدايات الدعوة - كهيعص 15
-
بدايات الدعوة - كهيعص 14
-
إنتبه من فضلك ، مصر ترجع إلى الخلف
-
الفتنة التى يريدونها نائمة
-
النازيه
-
بدايات الدعوة (كهيعص13)
-
جماعة الحشاشين
-
لقد رفضوا شريعتهم عندما طبقت عليهم
-
الأمن و العدالة و الطائفية فى قنا المصرية
-
مغامرات كهيعص ( رواية ) - الجزء 12
-
كذب المشايخ ( العبودية )
-
غزوة نجع حمادى ، بعد غزوة فرشوط
-
مغامرات كهيعص - رواية - 11
-
النون التى حيرتنى
-
حكايتى مع نون
-
مغامرات كهيعص - روايه (10)***
المزيد.....
-
أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب
...
-
رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في
...
-
ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة
...
-
هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
-
الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم
...
-
هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
-
السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
-
10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا
...
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|