أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - قعقور التفاوض وفنار لل OECD














المزيد.....

قعقور التفاوض وفنار لل OECD


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قعقور التفاوض وفنار للـ OECD
بقلم: راضي كريني
كنا في الصغر، لكي نتخلص من ألمنا ومعاناتنا جرّاء مرضنا أو جرحنا، نلجأ إلى بناء قعقور ليعثر به أحدهم ويهدمه ويأخذ عنا معانتنا...، وكنا نؤمن بأننا شفينا بفضل القعقور. والقعقور هو برج من الحجارة الصغيرة، يبنى حجرا فوق حجر حتى ارتفاع نصف متر تقريبا، وهو يشبه القعقور- الإناء، كالزير الصغير، الذي يستعمل لحفظ الزبدة والسمن والعسل و...
في سنة 1945 ترأس فارس الخوري (كان أشغل عدة مناصب في الدولة السورية من رئيس الوزراء ووزير المعارف والداخلية إلى رئيس مجلس الأمن في عام 1947) الوفد السوري إلى منظمة الأمم المتحدة، التي تمّ تأسيسها في العام نفسه، ليطالب بجلاء الاستعمارين الفرنسي والانجليزي عن سورية ولبنان، رغم ادعاء كل من الاستعمارين، بأنه سيبقى في المنطقة ليضمن استقلال سورية ولبنان من الاستعمار الآخر!
قال فارس الخوري في خطبته أمام مجلس الأمن : "إن أحد الدمشقيين تسلل في إحدى الليالي إلى أحد منعطفات المدينة، حيث جمع بعض الحجارة، وبنى قعقورا ووضع فوقه فنارا مضاءً، سأله الناس عن سبب وضع الفنار المضاء" (لأن القعقور كان مفهوما ومتبعا-ر.ك.) . أجاب: "لئلا يعثر المارة بالقعقور". قالوا: "ولماذا بنيت القعقور هنا"؟ قال : "لكي أضع الفنار فوقه" .
ففهم مجلس الأمن أنه ليس مهمًا، أي الاستعمارَيْن هو القعقور وأيّهما الفنار، بل المهم أن يجلوا عن المنطقة .
لقد بنت الإدارة الأمريكية قعقورا من المفاوضات المباشرة أمام الفلسطيني فقط، واليوم جاءت إدارة أوباما لتضع فوقه فنارا من المفاوضات غير المباشرة بين القيادة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية!
لماذا الآن وبهذه السيرورة والعجلة؟!....... شو هالفنار الحلو!
كان من الضروري لإسرائيل البدء بالمفاوضات غير المباشرة قبل اجتماع ممثلي 31 دولة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية- OECD، الذي سيصوّت على انضمام إسرائيل إلى المنظمة.
والله صحتين يا نتنياهو! لعبتها حلو! ضغط هنا وهناك ، وجلسة سرية هنا وعلنية هناك، ووعد استيطاني لهذا وتطميني لذاك، وتهديد وترغيب! المهم أن تبدأ المفاوضات المباشرة قبل اجتماع ألـ OECD....
وكان الانجاز الهام، وغدا الحلم حقيقة، صوتت المنظمة بالإجماع على انضمام إسرائيل واستونيا وسلوفانيا إلى المنظمة . لا تسألوني عن التحفظات المطاطية! لا احتلال وقمع يعرقل، ولا قعقور فلسطيني يعثّر أعضاء المنظمة ليأخذوا ولو بملاحظة أو بإشارة المعاناة الفلسطينية!
لا شك بأن انضمام إسرائيل إلى نادي مجموعة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية - OECD، هو مكسب سياسي هام (عقبال عندكم يا عرب)، لقد بذلت إسرائيل جهودا جبارة في سبيل ذلك، اعتقدنا لسذاجتنا وعلى أمل أن يكون انضمامها مشروطا بتنفيذها لقرارات الشرعية الدولية وبإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية .
لكن إسرائيل تعرف من أين يأتيها الفرج- فرج الرجعية العربية.
أعرف أن هناك فلاسفة تدّعي: أن لا بديل للمفاوضات غير المباشرة! وكأن النضال لا يسير إلا باتجاه واحد، إما مفوضات وإما مقاومة! وأي مفاوضات؟! وكيف ومتى واستنادا على ايش!!
ليذهب قعقور المفاوضات العبثية وفنار غير المباشرة، الذي لا يعثّر إلا القيادة الفلسطينية إلى الجحيم .
المفاوضات غير المباشرة الحالية استنفذت شرطها وحققت هدفها بانضمام إسرائيل المحتلة إلى منظمة أل OECD، والوسيط الأمريكي لن يجتهد كثيرا في تجهيز التهمة للمفاوض الفلسطيني واستثمارها في قعقور آخر ليعثر به الفلسطيني وليتحمل نتيجة ومسؤولية فشل المفاوضات!
لا بديل للفلسطيني عن الوحدة والمطالبة بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعن الضغط على مؤسسات الأمم المتحدة بمقاومة بلعين- نعلين والدول الصديقة وعلى طريقة فارس الخوري! علّنا بهذا نبني قعقورًا بدون فنار للقيادة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية لنتخلص ولو وهميا من ألمنا!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد سعد يا -خيّا-
- نتنياهو: أرفض الدخول في مفاوضات نتائجها محددة ومعلومة سلفا
- وظيفة المدرسة ديناميّة
- التضليل السياسي لحكومة بنيامين نتنياهو خطر كونيّ
- الجمل بيبي رخيص
- لو كنتم بشرا،لاعتذرتم
- هل البديل المهدد للمفاوضات هو دولة واحدة من النهر إلى البحر؟ ...
- أو..... با.........ما فانوس أمريكي
- تداعيات أزمة الغذاء وغلاء الأسعار العالمية:حين تلجأ الرأسمال ...
- لو خيًرت ما بين أن أكون سياسيا أومبدئيا
- قم يا بني وانجح!
- لجنة المتابعة.. مؤهّلة لخوض وقيادة معارك الاقلية القومية الع ...


المزيد.....




- تايلاند تعيد 7224 شخصا تم إطلاق سراحهم في ميانمار إلى بلدانه ...
- بلومبرغ تحدد -حجرعثرة- يمنع ترامب من شراء غرينلاند
- المغرب.. جهاز محمول لغسل الكلى
- الرفيق يونس سراج الكاتب العام للشبيبة الإشتراكية، ضيف برنامج ...
- سوريا.. قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق البلاد تطلق حملة أمني ...
- تونس.. تعرض مقام مؤسس -الإمارة الشابية- في إفريقية للتخريب و ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تعرض تخفيف العقوبات على روسيا ضمن مقترح سل ...
- تدمير نقطة عسكرية أوكرانية في مقاطعة سومي
- اليمن.. آثار قصف الطيران الأمريكي على -رأس عيسى-
- مقاتلات روسية تستهدف موقعا للقوات الأوكرانية


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - قعقور التفاوض وفنار لل OECD