أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - راضي كريني - أحمد سعد يا -خيّا-














المزيد.....


أحمد سعد يا -خيّا-


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 2992 - 2010 / 5 / 1 - 09:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أحمد سعد يا "خيّا"
لن ترتبك الملائكة والشياطين إذا ما لاقته يدخل ديارها، لن يتعب الكيّال والمحاسب عندما يستعرض حياته، ليتعرف عليه، فأحمد سعد أصيل وشفّاف، ولم يكن في يوم من الأيام إلا أحمد سعد.
رغم المعاناة وقوة تأثيره ومركزه وارتقائه سلم التطور درجتين وسقوطه الصحي درجة، لينهض كالعنقاء متشبثا بالقلم، وقابضا على عنق حياة المقعدين، غارسا أكسير الحياة في رئتيه المتأكسدتين كربونا أولا.. وثانيا.. وثالثا! لم يكن إلا أحمد سعد .
أحمد سعد كان يطرب لسماع صوت صديق عبر الهاتف، ويرقص قلبه للقاء قبل وقوع موعده وحدوثه، كان مسكونا بالفرح القادم إلينا من شراء حذاء، أو كسوة لطفل حافٍ وعارٍ! نفرح معه للبراءة، للطفولة، للعفوية، وللسذاجة التي تبرّد قلوبنا وتهدّئ من طبعنا الحامي وروعتنا، لم يتزعزع إيمانه بقوة النضال، بقوة العلم والمعرفة، بقوة الصداقة والتسامح والإخلاص، وبقوة الثقة بالغير وبالنفس، وبقوة الحق على الباطل، لم يكن إلا أحمد سعد!
لم ينعم أحمد سعد في حياته بحذاء وبكساء فاخريْن؛ في الصغر حرمه ذلك فقر التشريد، وفي الكبر تناوب الدورَ المرضُ، فكانت رجله الاصطناعية مجهزة بحذاء لا يفارقها، وجسمه مكسوّ بثوب العزّ والكرامة .
أعتزّ وأفتخر بصداقتي الصدوقة لأحمد سعد، إذ كان يسعدني عندما يناديني: "خيّا"، كنا نحصّن الروح الأخوية السائدة بيننا باطراد، ونذود عن علاقاتنا الاستثنائية المميزة بحزم مجبول بالرأفة والرقة، رغم كثرة نفخ نار الشامتين!
ما منا فيه سامحه الله به، وما منه فينا هو لنا وسيبقى معنا ما دمنا هنا والآن! لن نفرّط به تحت أي ظرف كان، فهو لنا زاد وخميرة لعجين طيّب لفكر ساطع بالديمقراطية والتقدمية والحرية والعدالة الاجتماعية، وهو سراج مشعّ على طريق العودة المظلل بالمخاطر، والمتعدّد التشعبات والتعرّجات والعقبات....
أبو محمد يا برواني، أو كما كان يحلو لك ، البرناوي، أو كما كنتُ أصفك "البرمائي" الذي يقطّعنا النهر..، لندخل ساحات النضال والتضحيات السياسية والفكريّة والنقابية والحقوقية الرافدة للمساواة والحرية والدولة المستقلة، والداعمة للناس الخاشعين أمام قبرك وللقدس عاصمة الدولة، وللكبار أمثال أحمد سعد.
نعم يا أم محمد ويا أبناء وعائلة أحمد سعد ورفاقه ، إنّني أنحني بخشوع وبإجلال وبتقدير وبألم وبحسرة أمام فقدان صديق عمر ورفيق درب وفكر...، أمام رجل التضحيات ونكران الذات، البرواني الذي لم يتوقف يوما عن الحداء للبروة والكويكات وعمقا وأخواتهن من القرى المهجّرة، هذا الصوت الذي استفزّ واستنفر الناس العاديين، وحرّضهم على حالة الضياع، كالأيتام على موائد اللئام، ليهبّوا وليستعيدوا أمجاد المواطنة، ولينبذوا مذلّة اللجوء وقهر الظلم، وليصدّوا كيد المحتلين والمستوطنين الغاصبين.
سيبقى أحمد سعد إضافة فكرية وسياسية وظاهرة اجتماعية حريّة بالتقدير والدراسة والاعتبار، سيبقى نبراسا للأذهان والقلوب الحية والحاضرة لنضال شعبنا وقواه الديمقراطية والوطنية الشريفة، فروحه الطاهرة وفكره المتوهّج وأخلاقه الحميدة والرفيعة ستبقى مصدر إلهام لنا- لكلّ مكمّلي السير على الدرب. مهما طال الزمن، لن نسمح لليأس أن يدخل غرف نومنا واستقبالنا ولا ساحات دورنا وملاعبنا.
فنم يا أحمد قرير العين هادئ البال، واسمح لنا أن نوقظك في يوم الشدّة يا خيّا!
بقلم: راضي كريني
كفر ياسيف



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو: أرفض الدخول في مفاوضات نتائجها محددة ومعلومة سلفا
- وظيفة المدرسة ديناميّة
- التضليل السياسي لحكومة بنيامين نتنياهو خطر كونيّ
- الجمل بيبي رخيص
- لو كنتم بشرا،لاعتذرتم
- هل البديل المهدد للمفاوضات هو دولة واحدة من النهر إلى البحر؟ ...
- أو..... با.........ما فانوس أمريكي
- تداعيات أزمة الغذاء وغلاء الأسعار العالمية:حين تلجأ الرأسمال ...
- لو خيًرت ما بين أن أكون سياسيا أومبدئيا
- قم يا بني وانجح!
- لجنة المتابعة.. مؤهّلة لخوض وقيادة معارك الاقلية القومية الع ...


المزيد.....




- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
- مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لفرض عقوبات على الجنا ...
- انفجار في سفينة حاويات في البحر الأحمر
- إعلام إسرائيلي يكشف عن وعد -حماس- لأسرتي البرغوثي وسعدات
- رئيسة الحكومة الإيطالية تخضع للتحقيق القضائي بعد قرار الإفرا ...
- مصر.. الجامعات تحسم مصير طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق إدار ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - راضي كريني - أحمد سعد يا -خيّا-