طارق عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 08:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا زالت ذاكرة المواطن العراقي تنتظر التحقيق في كثير من الجرائم ضد الانسانية مورست في مجتمع يرنو الى تحقيق ولو جزءا من طموحاته في الديمقراطية ونبذ الاساليب الديكتاتورية التي مارسها النظام الشمولي السابق, الكل يتغنى بالانعتاق من الحكم الشمولي
وخوف حكومات الدول المجاورة من النور المنبعث من العراق وليد الانسانية واحترام الرأي الثاني والتعددية الديمقراطية والشفافية وما شابه ذلك من المسميات يطربون على سماعها وهم يغنون تحت الدوش,والغريب ان المحتل هو الذي يكشف هذه الجرائم كمحاولة ابتزازية لمن يختلف معهم ويسحب مساندته لهم, لقد تخلت امريكا عن صدام حسين واسقطته
بعد ان سلمته زمام الحكم,وساندته في الهجوم العسكري ضد ايران , وعندما انتفت فائدته واصبح اكسباير ,وهناك امثلة كثيرة اذكر واحدة منها شاه ايران الذي مات في مصر وخرج مخذولا يجر اذيال الفشل من ايران ,اليوم ذكرت احدى الصحف الامريكية لوس انجلس تايم
بان هناك معسكرا سريا في مطار المثنى فيه ما يزيد على الاربعمائة سجين يعانون اقسى ظروف الاضطهاد والاغتصاب والتعذيب,بالاضافة الى سجون اخرى سوف يتم الكشف عنها ,وقد قابل وفد من القائمة العراقية السيد نوري المالكي وتحدثوا معه في امور السجن السري مطالبين اطلاق المواطنين الذي تم اعتقالهم في الموصل ونقلوا الى بغداد, السؤال هو
هل ان المحتل يرق قلبه المرهف بحب ابناء العراق الى هذه الدرجة حقيقة واقعة ؟ ام انه كان ينتظر الفرصة لفضح مثل هذه الفضائح؟ اذ لا يمكن ان تكون امريكا قد علمت بالموضوع للتو وفضحته , اذ انها تملك قوة عسكرية كبيرة ولها عيون وجواسيس في كل مكان,وقد سبق لامريكا ان كشفت سجنا سريا عندما كان السيد صولاغ وزيرا للداخلية تحت الارض, في الجادرية, وقد اظهرت مقابلة تلفزيونية السجناء واثار التعذيب على اجسامهم في المحطة الرابعة البريطانية,وقد وعدت الحكومة التي كان يرئاسها السيد الجعفري بالتحقيق الذي لم ينته لحد الان اذا كان في الحقيقة قد بدأ او لاسباب المحاصصة وتوزيع المسؤولية( شيلني واشيلك) لا زال التحقيق يتعثر لحد الان ,المتوقع من السيد نوري المالكي ان ينفذ وعوده امام القائمة العراقية في البدء بالتحقيق ومحاكمة كل من ارتكب اثما وزاول عمليات ارهابية لا انسانية ضد مواطنين مشتبه بهم فقط اي ان المتهم بريئ ويبقى بريئ ما لم تثبت ادانته
#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟