داليا علي
الحوار المتمدن-العدد: 2956 - 2010 / 3 / 26 - 11:44
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
استكمالا لحديثنا الشيق مع السيد كينيدي,,, وأقول شيق لاني تعلمت منه كثير ما كنت أدركه او أحاول تحليله لأصل للنتائج التي وصل لها
ولاني بالرغم من المتابعة الطويلة أضاف هو بعض نقاط ما كنت اعرفها لان أسلوب التحليل مختلف فقد كنت فقط اعلم ان الفتح الإسلامي كان إما بالحرب او باستسلام من المدن التي يصلها الجيش الإسلامي.. وتطلب الدخول تحت لواء حكم المسلمين بدون حرب, نقول خوف من القوة كما يقولون لكن ديه نقطة ها نرجع لها بعدين.. المهم إنني عرفت للمرة الأولي من السيد كيندي وتحليلاته ان في بلاد وافقت علي الاستسلام بمجرد رسالة أرسلت لهم وبالتالي دخلوا تحت حكم المسلمين دون ان يروا اي قائد مسلم, وهذا ما حدث في شمال أفريقيا..برسالة وافق الشعب بعد ان رحل الرومان بعد هزيمتهم في مصر واندثرت او انحصرت دولتهم, وقد أعجبني قوله "الفتح يعني أشياء مختلفة لأفراد مختلفة في أماكن مختلفة وفي أوقات مختلفة"
والغريب فعلا ان الفتح واستقرار العرب في البلاد من نقل عائلاتهم والإقامة في البلاد المختلفة لكل ما يطلق عليه الآن بلاد عربية تم بحلول عام 660 اي اقل من 20 عام من موت الرسول, اي ان هؤلاء البدو طلعوا بلا استرانيجية علمية كما يطلقوا عليهم حفاة وبلا حتى سروج للخيول ولا سلاح متطور مثل سلاح الروم والفرس وفي اقل من 20 عام استقر لهم الحكم في مساحة شاسعة حاول كلا الطرفين في النزاع الفرس والروم انتزاع ما يخص الأخرى منها وفشلا... وحتى صديقنا كيندي يتعجب من سرعة هذا الفتح فهي سرعة غير مفهومة ولا تتناسب من الأشخاص والإمكانيات الخاصة بهم وقوتهم وسلاحهم وإستراتيجيتهم بالمقارنة بمن هزموهم... وان كان عملية التحول للدين أخذت وقت أطول من التحول للغة حيث ما تمت الا بعدها بقرنين اي في القرن العاشر تقريبا وبالتالي موضوع الفتح بحد السيف المنتشر انتشار الهشيم من الجهلاء والمدعين ليس فقط ضعيف منقوص مغلوط لكنه ادعاء مغرض ضعيف مثل ضعف خلق من يطلقه الذي يعتمد علي الكذب والتخليل عن الأمانة العلمية بقوله... ولعل هذا الشرح الواضح يخرس كل من يلوك المقولة المتخلفة "الإسلام او الموت " الإسلام فتح بحد السيف" وان كنت اشك ان يخرس اي ممن يلوك الكلام دون فهم لاني لست الأولي التي تقول هذا ولست مكتشفة الذرة هنا وهم يدركوا هذا ويعلموا إنهم كاذبين واهمين, ولكن للأسف يستغلوا من جهل لعلهم يشتروا بضاعتهم الفاسدة.. وبكل حال لا بأس لان استمرارهم مؤشر وشارة يميزوا بها فيعرف كل من يريد الحق عندما يري تلك الشارة البينة إنهم من الفئة المغرضة وإنهم من المدعين الكذوبين فيتجاهل كل ما يطلقوه ويتجنبهم فمن الجيد ان يكون لكل فئة علامة تميزها وتعرف الحريصين علي تجنبهم سواء من الغرب او الشرق شيء يعرف الآخرين ان بضاعتهم فاسدة بفساد نشر تلك الأكذوبة وترديدها فلا يخطئهم ويقدر ان يحكم بهذا علي باقي ما يعرضونه لأنه لن يخلو من غرض خفي. يعني كده شامة علي جباههم تقول انهم غير أمينين في عرضهم مغرضين و مدعون... وبالتالي نفهم لم لا يصلوا لأي هدف من الأهداف التي دفعتهم لادعاء الكاذب بما هو ليس حق تاريخي وذلك ببساطة لأنهم ما عندهم ما يقدمونه كفكر وقيمة ولا يجدوا لأنفسهم مكان او لفكرهم سبيل لينفذ منه غير بتشويه الأخر
مثلهم مثل صديق السؤ حيث يعجز ان يكون علي مستوي الصديق صاحب الخلق فيحاول ان ينزل بصاحب الأخلاق ليكون علي مثل خلقة بكل السبل وان عجز ان يشده يلجأ لتشويه سمعته والتشكك فيه بكل طريقة لكي تتساوي الرؤؤس في الفساد........سياسية قديمة ومعروفة ومستهلكة لذلك لم تعد تأت بثمارها لكن بالرغم إنها أثبتت فشلها لكن إفلاس المساكين المغرضين يجعلهم يستمروا في استخدامها لعلها تصيب... ولا ننكر إنها من الممكن ان تصيب لكن من المؤكد إنها لن تصيب إلا من كان بالأساس مصاب ومعطوب فيأتي الكذب هذا علي هواه
وهاك دليل ثاني واضح وجلي لتكذيب المقولة ... فلم يدخل أهل البلاد الإسلام فقط ولكن حاربوا من اجل الإسلام... فللتأكيد إنهم ما دخلوا بحد السيف او للتخلص من الجزية عليهم ان يفهموا إنهم امتلئوا بالإيمان الذي جعلهم يسعوا للانضمام للجيوش والحرب في سبيل الإسلام فقد كان الجيش الإسلامي يتكاثر بالتكاثر العددي للمسلمين الذين يدخلون فيه ويرفعوا اللواء مع العرب باسم الإسلام... مرة أخري الإسلام مش بالتكاثر يا شباب وخاصة في أوله وإنما كان بالإيمان
واعتقد ان من يدعي علي من دخل الإسلام في ذاك العهد إنهم دخلوه لأنهم جبناء خافوا السيوف والحرب فتركوا ما يؤمنوا به او إفلاسا تركوا دينهم... بالعكس علي من يقول هذا ان يفهم إنهم كانوا رجال ورجال بحق وليسوا بالجبناء الذين يتخلوا عن دينهم خوفا... وإنهم كانوا أصحاب عقول مثلما انتم اليوم أصحاب عقول يختاروا بها وليسوا بالجبناء او الأغبياء المنصاعين ومن العار كل العار علي اللاحقين اليوم ان يرموا هؤلاء الشجعان بالجبن والحق يقال ان المصريين ما تخلوا عن دينهم وهم القبط للدخول في ملة مسيحية أخري للرومان وهربوا للجبال ومعابد الفراعين القدماء هربوا بدينهم وظلوا علي دينهم قرون إيمانا به... وهم أنفسهم نفس الأشخاص الذين اسلموا ليس جبنا وهربا ولكن إيمانا بما جاء به الدين الجديد هؤلاء ما باعوا أنفسهم للروم ليبيعوها للعرب بل إيمانهم وعقولهم وقلوبهم هي من جعلتهم يتبعوا هذا الدين ويقاتلوا في سبيله مجابهين الموت يبيعوا أرواحهم بلا مقابل ومن العار ان نقول إنهم تحولوا جبن او تفادي جزية, فما كانوا أبدا بالجبناء
ومرة أخري لعل هذا يخرس الجهلاء ولكن هيهات فسنري اليوم وغدا التعليقات هنا وهناك المسلمين هم الإرهاب المسلمين يرفعوا السيوف الإسلام حارب الإسلام بحد السيف كلام مستهلك عاري من كل مصداقية .. واستهلاك ممل يدعوا للضحك ويصبغهم بالسخرية وان كنت متأكدة من إنهم أدمنوا السخرية منهم وما باتوا يشعروا بجرح للكرامة وذلك لان تلك الكرامة تهرأت ودأبت من كثر تعرضها لمثل تلك الأكاذيب واختفت من داخلهم وأصبحوا لا يقدروا علي العيش بدون أكاذيبهم فهي ما بقت لهم, وأعادوا برمجة عقولهم بمجموعة قيم أخلاقية تتماشي مع الحداثة تتخلص من تلك البالية التي تقيد الضمير وفصلوا لأنفسهم أخلاق جدية علي ... أصبحوا عصريين هم وأخلاقهم
نعود للسيد كيندي في كتابة حيث يعرف بين الجزية والخراج الخاص بالأرض ويؤكد علي ان الكثيرين قاموا بالخلط بينهم حيث يكتب أكثر المستشرقين وكتاب التاريخ الجزية ويجمعهما مع الاختلاف البين بينهم وبالتالي الكلام الكثير عن الجزية فيه من التهويل ما فيه... والحق هنا من الممتع حقا ان نعرف كيف يفرق المؤرخون بين الصواب والخطأ وكيف يعرف العلماء الكذب والادعاء من الحقيقة... وليشرح لنا الكيفية يقول كينيدي ان في كثير من الأحيان في قراءة المكتوب يكون من السهل الحكم بالسؤال هل من المعقول او هل من المصدق ان يكون الفعل حدث كما كتبوا فيصل لما قد يكون فيه شطط لأكن في أماكن كثيرة يكون من الصعب الفصل وهنا يلجأ المؤرخ لمصداقية الراوي ويبحثوا في من قال وحدث وأهدافه ودوافعه وخلفيته وما كان يقصد ان يوصله ميوله لأي جماعة او مجموعة اهتماماته ويظلوا يسالوا ليتوخوا الحرص والأمانة.... الأمانة كلمة كبيرة نسيها الكثير وأسقطوها في موازين كتاباتهم ونقلهم للتاريخ
جميل جميل ان نعرف كيف يفكر العلماء كيف يحرص العالم علي الأمانة كيف يتمسك العالم بالأخلاق التي لا يختلف عليها اثنين في عملية البحث عن الحقيقة... الحقيقة ولذلك لا يساورنا الشك في ان الحقيقة لن تموت لان هناك الأمناء ولان هناك العقلاء
مرة آخري نستكمل الجولة مع صديقنا كينيدي... حيث تطرق للغة ووضح اللغات المستخدمة في ذاك الوقت وأماكنها وعرج علي الكتابات باللغات الأخرى التي أرخت لنفس الفترة والتي استخدمها كوسائل مساعدة للتحقق من الحدث وذلك عن طريق تتبع ما كان وكتب في نفس الفترة. وقد أعجبتني هذه النقطة لأنها أوضحت مرة آخري الفارق بين المؤرخ والباحث المحترم وبين الهواة وللأسف المغرضين ناقصي الضمير المتلاعبين بين الصفحات مستغلي المؤمنين بهم والمصدقين لهم لتضليلهم واللعب بهم اي بمنتهي البساطة خيانة الأمانة أمانة الكلمة وقول الحق... حيث تكلم عن السريانية والآرامية وعلاقتها بالعربية وأسلوب الكتابة الخاصة بهم وكيف ان الآرامية مازالت مستخدمة من مسيحي سوريا في بعض مناطق انطليا وان كل ما كتب في نفس الفترة بهذه اللغة كان من كتابات القساوسة ...
فقد قال كيندي هنا "وهنا علينا ان نقف أمام كتابة وفكر القساوسة حيث ارتأوا أن الإسلام والمسلمين ودخول المسلمين لسوريا ما هو إلا عقاب من الله وإنهم عليهم ان يتلقوا العقاب وبالتالي لا مقاومة فالله هو الذي سيرفع العقاب وكان الله سينزل ليحارب عنهم عقدة الذنب من ذنب ادم عند المسيحيين... كل الهرطقة والقصص الخرافية في المسيحية كل الكلام الخالي من المعني... وقد كان تعليق الكاتب عليه هو أن أي كاتب في العصر الحديث لا مناص سيتساءل كيف يصدق أي كائن هذا الكلام وهل حق كان هناك من يصدقه ويأخذه علي محمل الجد " تعليق واضح جدا
وهنا يستوقفنا الكلام ونستعجب كيف يحكم الغرب والعلماء علي أقوال وأفعال وما تركه القدماء المسيحيين والمسلمين كيف ينظروا لكتابات المسيحيين علي سذاجتها وخرافتها وكيف ينظروا لكتابات وتاريخ الإسلام بإجلال واحترام... عكس مسيحي اليوم ومدعي الإلحاد ورافعي راية رمي المسلمين بالباطل متسلحين بكل الأكاذيب والادعاءات بينما الغرب والعلماء الحق يملكوا القدرة علي التفرقة والحكم السليم... والدرس الأخر المستفاد هنا هو الفرق الشاسع بين الديانتين في الفهم والهرطقة والتفكير الساذج
ونرجع للغة فقد أضاف كيف ان مع هذه اللغة كانت هناك لغة الأنباط في البتراء وهي من تكتب بحروفها اللغة العربية وكيف نقش علي قبر خارج أسوار نبمار الرومانية في الصحراء السورية مؤكدا وجود اللغة العربية والحروف العربية نقش قبر امرؤ قيس الذي مات في هذا المكان البعيد عن بلدته النجدي في عام 328.قبل الرسالة بحوالي 300 عام.. لمن يتقول علي اللغة العربية قبر امرؤ قيس الذي ترك لنا العديد والعديد من الأشعار والمعلقات .. ونفهم من هنا اللغات في ذاك الزمان والحروف او الخطوط التي تكتبها مثل الرقعة والنسخ الحالي لكن بالنهاية تكتب ما ينطق وتنقله فمن شكك في هذا
وصديقنا بعين الفاحص وعين العالم ذكر أن هذا القبر وهذه الكتابة وقال "هي حجر زاوية يؤكد أن العرب كان لهم كيان وأفكار وخصوصية بعيدة عن محتليهم من الرومان في تلك البلاد البعيدة هؤلاء الأنباط من العرب علي حدود الصحراء السورية"
ويمر بنا السيد كينيدي علي وصف القبائل العربية والتركيبة العربية في الجزيرة العربية وتكوينها وكيف ان الإسلام وحد تلك القبائل وانهي تنازع القبائل مع الأخذ في الاعتبار ان نظام القبائل كان مدعم لانتشار الإسلام بسرعة في جزيرة العربية حيث يبايع كبيرها وتتبعه القبيلة..وهو ما أسس الجيش الإسلامي بقوه القبائل وتوحدها
وان كانوا علمونا زمان ان كل نبي جاء بمعجزه تتماشي مع عصره وان معجزة الرسول والإسلام هي القران لان قوة العرب كانت في الشعر والقول واللغة... ولذلك يعمل المدعين علي محوري اللغة والقرآن في تكوينه وإعجازه... ولذلك أسعدني كثيرا إفراد الكاتب لمساحة تتكلم عن براعة العرب في الشعر وكيف تميز العرب بالشعر وقوتهم وتمكنهم من الكلمات ... دونما يذكر تلك العلاقة التي تعلمناها في الصغر كما قلنا... وكان كل شيء منظم سواء في كتابة الكاتب او في تكتيك وتكنيك دخول المغرضين وتعاملهم مع الإسلام ومقوماته من لغة وقرأن... فقد وصف الكاتب كيف كانت قوه العرب في الشعر وكيف كانت مكانة الشعر وكيف كان اكتشاف ملكة الشعر لدي فرد من القبيلة يستدعي الاحتفال وخروج رجال ونساء القبيلة للغني والاحتفال وتبادل التهنئة لميلاد شاعر بالقبيلة لان وجود شاعر معناه العزة والخلود للقبيلة من خلال كلماته فعلا ما قالوه لنا كان صحيح فعلا الشعر كان له المكانة العالية وهاك العالم والباحث الغربي يدرك ما قصرت عقول أصدقائنا المغرضين عن إدراكه او بصريح العبارة أدركوا وعملوا علي التخريب له.. يذكر كاتبنا كيف ان الشعر كان من أحجار زاوية ثقافة وقوة وعزة العرب
الله الله دري عليك يا كينيدي والحمد الله من وجود أمثالك سكين مسنون في ظهور كل كذوب جهول الله الله كيف كان الشعر العربي والعربي الفصيح الله الله كيف حفظ الشعر لفظي وصحيح بتشكيله وقواعده العربية السليمة الله الله كيف يدرك أصحاب العقول ما تقصر عقول المغرضين عن إدراكه ويكتبوا فاضحين المدعين الله الله كيف قال الشعراء في ذاك الزمان وهم مالكي الشعر والقوة اللغوية علي القران "ما هذا بقول بشر"... الله الله علي العلم الذي أتاح لنا ان نعرف ونكشف بين الحق وبين الباطل ومن ختم الله علي قلوبهم... الله الله علي جمال القران الذي اخترق قلوب وعقول ووجدان مالكي اللغة في زمانهم وضاع من قلوب وعقول سفهاء زماننا الله الله علي اللغة وقوة القران
وللحديث بقية ان شاء الله
#داليا_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟