أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - المعارضة البديلة للحكومة الاصيلة















المزيد.....

المعارضة البديلة للحكومة الاصيلة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2844 - 2009 / 11 / 30 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اي نظام حكم حقيقي معبٌر عن ارادة و امال الشعب و مبادئه و مصالحه، يجب ان يكون نابعا من رحم المجتمع و يعمل من اجل تقدمه و رفاهه و تامين متطلبات حياته العامة، و يحاول قبل اي شيء ان يضمن العيش السليم الآمن لافرادهو عغيشه بعزة و كرامة و سلام، و اولى مهامه هي توفير مستلزمات حياته اليومية و الخدمات الضرورية الملائمة للعصر الذي يعيش فيه، و محاولته الوصول به الى مصافي الدول المتقدمة و المؤمنة بالعقلانية في الفكر و العمل بعيدا عن الخيال و جاهدا ازالة العوائق المترسبة امامه من تراكم الموروثات التي ابقتها له الحكومات الشاذة المتوالية ،و التي كانت جاثمة على صدوره لعهود طويلة .
من الاهداف السامية و العوامل المشتركة بين اغلب ابناء الشعوب هو العمل على سمو القانون و سيادته و علوه على الجميع دون استثناء، و هو الخطوة الكبيرة الاولى لتحقيق النسبة المرضية من المساواة و محاولة ضمان العدالة الاجتماعية و عدم التمييز بين المكونات المختلفة و تثبيت فكر المواطنة و الايمان به و بالوطن كحاضن اكبر، و زرع المحبة في عقلية و فكر اي فرد كان في المجتمع .
من العوامل الهامة و المقومات الرئيسية لتحقيق الاهداف العامة هو وجود حكومة حقيقية واسعة القاعدة معبرة عن اراء و تطلعات و مواقف الجميع و باسترضاء النسبة العالية ان لم تكن مطلقة من فئات الشعب. و يجب ان تكون واضحة المعالم و الجواهر و النيات و صاحبة الارادة و واثقة من امكانياتها و قدرتها لخدمة الشعب و موالية له فقط دون اي ميل او توجه خارجي مفروض عليه . و يمكن ان نسميها الحكومة الاصيلة، و هي المطلب الاساسي لعراق مابعد سقوط الدكتاتورية .
ان الحكومة الاصيلة هي التي يمكن ان تعتمد على نفسها و منشاها من جوهر المجتمع و هي المسؤولة عن امور البلاد بشكل مطلق و تتحمل الصعوبات و تعتمد على ما تملكها من القدرات ،و يمكن ان توصف بالصحية المتكاملة و منبثقة من ارادة الشعب ذاته فقط. وهي تفرض نفسها في موضع الاحترام و التقدير لكافة المكونات بلا استثناء ، و تنفذ جميع الفئات كافة متطلباتها و توفر عوامل نجاحها بشكل مريح و برحابة الصدر ، و بالاخص عندما يحس المواطن بانها منه و له و من اجله و لمصلحته، و بالنتيجة تكون حكومة فعالة و منتجة و دافعة للبلد و المجتمع نحو الامام .
و لا يمكن ايجاد حكومة بهذا الشكل و المعنى و المواصفات بعيدا عن الارضية الملائمة المطلوبة التي تتوفر فيها الركائز الاساسية لبنيان مثل هذه الحكومات ، من المستوى الثقافي العام و الترابط و الانسجام و التراصف الشعبي في ظل عقلية تقدمية ديموقراطية عصرية محبة للاخر و غير لاغية له و معتمدة على التحاور و النقاش المنطقي بوجود الامكانات الاقتصادية اللازمة، و الاهم في الموجبات الواجبة وجودها هي الاستقلالية في الفكر و العمل و القرار بوجود حس الانتماء بعيدا عن الاغتراب و التهميش لاي طرف كان .
عند لمسنا لهذه الحل او نسبة كبيرة منها يمكننا ان نعمل على رصد الاخطاء التي تحصل من دون شك من اجل عدم تعقيدها او الانحراف بها عن السكة، و هذا ما يحتاج الى آلية عقلانية بالاستناد على الديموقراطية الحقيقية الملائمة لظروف و صفات و سمات و طبيعة مكونات المجتمع و يجب ان يعتمد العمل على اسس متينة و بنيات صافية محبة للجميع. عندئذ يمكن ان تكون هناك معارضة بديلة مراقبة و عاملة و بوجود لحكومة ظل في سبيل السير السليم، و تتمكن من احلال موقع الحكومة ان تلكات في اداء الواجبات الضرورية بعد كل انتخابات و بشكل سلمي استنادا على صناديق الاقتراع بعيدا عن التشدد و الخشونة في التعامل، و بسلاسة وامان، حينئذ يمكن ان يكون الشعب هو القاضي و الحكم و الحاكم ايضا، و النظام الديموقراطي يترسخ و يجدد ذاته بعيدا عن كل تدخل اينما كان . و هذاما يحتاج الى توعية و تعليم و ممارسات متتالية من اجل نشر هذه الثقافة بين الافراد و العوائل و التجمعات و المؤسسات، و هذا من واجبات الحكومة الاصيلة و المعارضة البديلة و باليات منتظمة ومساعدة منظمات مدنية حرة غير تابعة، وكذلك هو من اهم مهامات الاحزاب التقدمية ، و العامل الحاسم هنا هو الشعب و الثقل الاكبر يقع على عاتق النخبة بانواعها المختلفة، و يجب الاعتماد على المؤسساتية في اداء الواجبات للابتعاد عن المحصصاتية و المحسوبية و المنسوبية، وزوالها التي هي اولى اهداف الشعب في هذه المرحلة. و هذا ما يحتاج الى وقت ، و يجب العمل على تقصيره استنادا على الخطط و البرامج و الاجندات و الاستراتيجيات العلمية المحكمة المناسبة في كل مرحلة لحين الوصول الى المحطة الرئيسية وهي تامين النظام الديموقراطي الحقيقي و تثبيت حقوق المواطنة و تنفيذ الواجبات بشكل سهل و باقتناع جميع المكونات و الجهات.
و من واجبات الفرد الهامة هو مراقبة افعال و برامج الجهات و مدى تحقيق الاهداف المعلنة لكل جهة على الساحة بعيدا عن عاطفة الصلات الاجتماعية من القرابة و القبيلة و العشيرة ، و الاستناد على ما موجودة على الارض من نتائج افعال كل طرف و مدى موالاته للشعب و الوطن فقط و ليس للمصلحة و من يوفرها ، و ليس نظريا فقط، كما نشاهد في الساحة السياسية العراقية خلال هذه الفترة. و يمكن التاكد من ذلك بلمس ما يُطبق على الارض من الوعود المقطوعة على النفس اثناء الحملات الانتخابية و الترويجات الحزبية و مدى واقعية و صحة التعهدات و الالتزام بها ، و تحديد الجهات التي نكثت ما وعدت من اجل محاسبتها ديموقراطيا و عدم تكراراختيارها باي شكل .
و لا يمكن اتمام النظام الديموقراطي من دون وجود معارضة حقيقية وطنية اصيلة بديلة ايضا بجانب الحكومة و السلطة، و مهامها الانتقاد البناء و الرصد و التصحيح و طرح البديل المناسب و الحلول للمشاكل و القضيا المختلفة و ما يخص الشعب و السياسة العامة للبلد، و بدعم الشعب و ليس بفرض الذات بالقوة و التشدد و الوسائل البالية التي لا يزكيها العصر. و ما مطلوب اليوم هو ضمان حقوق الانسان و السلم و الامان العالمي.
اذن النظام الديموقراطي التقدمي المطلوب في هذه الممرحلة الحساسة هو الضامن الاساسي لوجود حكومة منبثقة من الشعب و معارضة من اجل الشعب و ليس غيره، و لا يتم ذلك الا بضمان حقوق الشعب و تحقيق امانيه من العدالة الاجتماعية و المساواة و السلام و ضمان مستقبل اجياله،و المطلوب هو الحكومة الصيلة الرصينة و المعارضة التقدمية العلمانية البديلة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يستهدف الصحفيين في العراق ؟
- النظر الى قضية الحوثيين بعيون انسانية بحتة
- اعيد السؤال، لماذا أُرجيء التعداد العام لسكان العراق ؟!
- ماطبقت في اليابان و المانيا لا يمكن تكرارها في العراق
- لماذا الانتقائية في مقارنة فدرالية العراق مع دول العالم
- كيفية التعامل مع عقلية الاخر لتطبيق مادة 140 الدستورية
- ضرورة تجسيد التعددية الحزبية في العراق ولكن!
- هل تثبت تركيا مصداقية سياستها الجديدة للجميع
- المركزية لا تحل المشاكل الكبرى بل تعيد التاريخ الماساوي للعر ...
- من يمنع اقرار قانون الانتخابات العراقية
- لازالت عقلية الواسطي منغمصة في عهد ذي القرنين
- هل بامكان احدما اعادة البعث الى الساحة السياسية العراقية
- فلسفة التعليم في العراق بحاجة الى الاصلاحات و التغيير
- تكمن الخطورة في تصادم استراتيجيات الاطراف العراقية
- كيف تُحل القضايا الشائكة العالقة في العراق
- هل بعد الاحد و الاربعاء يوم دامي اخر
- ألم تستحق مجموعات السلام الاستقبال المشرٌف
- سلامي و عتابي ل(الاتحاد) الغراء
- ما العائق الحقيقي امام اقرار قانون الانتخابات العراقية
- ما مصير قانون الانتخابات العراقية


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - المعارضة البديلة للحكومة الاصيلة