صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2844 - 2009 / 11 / 30 - 23:06
المحور:
الادب والفن
توارى بعيداً عندَ مشارف النَّهرِ
37
.... .... ... .. .... ....
ابتعد أخي متابعاً لملمةِ (القرّامِ)
نوعٌ من النَّباتِ الطَّويلِ
يصنَعُ منهُ (ريسيّاتٍ*) ملفوفة
ليسخدمُها لصيدِ الأسماكِ
يسدُّ عرضَ النَّهرِ بأكوامِ (القرّامِ)
تنحشرُ الأسماكُ بينَ (الريسيّاتِ)
يسمعُ حركاتها
يمسكُ كثيراً
من سمكِ الشَّبّوطِ
جفلَت أختي وأمسكَتْ مرّةً أخرى
كتلةً طرية في أعلى الظَّهرِ
استنجدَتْ بأخي
لكنّهُ توارى بعيداً
عندَ مشارفِ النَّهرِ
اقتربتُ من أختي
شعرْتُ بالرُّجولةِ
مَعَ أنّي مَاكُنْتُ
قَدْ شَبَبْتُ
عَنِ الطَّوْقِ
أمْسَكْتُ حَجَرَ الصُّوانِ
ومنجلي الصَّغيرِ
قالَتْ أختي
إيّاكَ أنْ تكسرَ ظهري!
بكيتُ دونَ أنْ أذْرفَ دَمْعِي
كي لا تنهارَ أختي
اقتربْتُ منها
تلمّسْتُ ظهرَهَا
لم أجدْ ما يوحي بكائنٍ حيِّ
أأنتِ متأكّدةٌ
مِنْ وجودِ الحيّةِ؟
قالَتْ إنَّهَا في قبضتي
لكنّي لا أجدُ حولَ يَدِكِ أيُّ أثرٍ
لما تبقّى من الحيّةِ
ربّما هي حيّة (كِرِيْكُوْر)!
ماذا تعني كِرِيْكُوْر يا أختي؟
حيّة بدونِ ذنبٍ
قصيرةٌ للغايةِ
تلدغُ فيهرُّ شعرُ الرَّأسِ
..... .... ... ... يتبعْ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟