أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - كتاب ( طريدون ) القصصي ...رواية حديثة














المزيد.....

كتاب ( طريدون ) القصصي ...رواية حديثة


سعيد حاشوش

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 4 - 15:38
المحور: الادب والفن
    


قيل أن الأسكندر حين وقف على الضفة الأخرى من الخليج سأل أدلاءه ما الذي يقبع خلف البحر ؟ أجابوه : هناك ( مدينة القنص والطرائد )طرائد من ثمار وغزلان وبشر وكل من يمسك به في البحر أو الضفاف أو البقاع المجاورة يسأل هل أنت من الطرائد ؟وصار الأنسان طريداً والجمع" طريدون" ولأنهم لا يلفظون الطاء صار الجمع "تريدون" .
أستعارات المدينة أسمها من الأنسان وذكر المؤرخون أن تريدون تمتد حتى جنوب قضاء الزبير حالياً .
وظف الكاتب "جابر خليفة جابر" هذا الأسم الذي يستوعب رموزاً عديدة ( في طريدون حدثت قصتك الغارقة قبل الميلاد أم التي بعدها بألفي عام أم بينهما من طريدونات وموانئ ...)أن أنسنة العنوان يوحي بأن الأنسان مطارد في هذه المدينة قديماً وحديثاً ولأن المدينة البرية الترابية مترامية الأطراف قرنها بمدينة مائية مصغرة هي المركب طريدون ليوجز فلسفة الزمكان وجعل الفضاء فعالاً في الأحداث ففي قصة ( أرجوحة وأجنحة )ثمة أرجوحة يرتقيها البحار – أحد –الأرجوحة البندول بين الماء والتراب ( الحضور والغياب )والراوي حامل بطة الزيت الذي ينسج حكاية طريدون على سطح لوحة بأنزياح هائل في اللغة من الكلمات الى الفرشاة – وتعدد أصوات الروي – هذا طباخ السفينة يعيد تشكيل طريدون من البساط الى المرأة ومن ثم الى الصاج النحاسي – صاج الخبز يعكس نيران نفط الشعيبة أو عبادان ( بدت طريدون تختلق من نار ) أو ( من بين طياته ولدت طريدون ) بمرايا من صور وكلمات .
في مانشيت الغوص تغرق طريدون في ظلام دامس ونحن القراء نغوص أيضاً في ظلام مجهول ( حتى تخالنا نغذ السير في طرقات طريدون الغارقة في ظلام متراكم وكلما تزحف طريدون الى البحر تخلف وراءها ( شهداء وأضرحة وظلام )هذا التداخل الزمكاني يواكب جنوح مركب طريدون في ظلام أعماق مجهولة وفي مانشيت الخرائط تحاول السفينة الأبحار حيث كل شيء مهيأ للأبحار نحو الزرقة والحرية مثل خارطة النجوم وأسطرلاب وجدول فلكي لكن هذا الأمل يتبخر من عدم أصلاح قارب النجاة وتردد جملة كلازمة موسيقية ( لا تبحر طريدون من دون قاربها ولا يصلح القارب إلا ملاحوها ) والتأويل أن المدينة لا تصل للحرية إلا بنضال سكانها أما مانشيت الجدران فأنه رحلة غوص في أعماق المكان ، الذاكرة الموغلة في الزمن ( أجتياز الزمان المزخرف وأدخل ،يتبعني المريدون الى ذاكرة الشناشيل الغائصة في الأرض )أن بؤرة السرد هي الجدار الشاهد على ما حدث وسيحدث في الأيام القادمة .
الشهيد (مهدي )الذي أعدموه على الجدار كان (كأنه نقطة فوضى في نظامهم )أو هو نقطة النظام الوحيدة في فوضى الدكتاتورية ( أطلقوا النار على جسده أطلقوها زخات ومضوا ضمتهم اللاندكروز )يشهد جاره أن عصابات الدكتاتورية تركوا دماءه على الجدار وأختفوا في لا ندكروز مظللة .
ويتحول هذا الغائب الى حاضر في الحلم الشعبي حيث يدخل اللوحة ويخرج منها ، اللوحة في كابينة القيادة هي الرديف السردي للرواية وكذلك بقعة الزيت أو الصاج النحاسي لطباخ السفينة حيث تترابط الأمكنة والأزمنة والتداعيات والشخصيات مع الحدث الرئيسي وهو الأعدام الذي يؤول تعدد أصوات الروي (بالك – أحد البحارة – شهاب البحر –الرسام يحيى ) ومستويات القص بل يترأى لي أنا القارئ أن الكاتب وضع الشخصيات والأحداث المريرة في قدر أو صاج نحاسي مقلوب يغلي على نار جحيم الواقع في مشهد سينمائي تنثال فيه الوجوه والأصوات والأحداث حين تطفوا كالفين أو تتجلى قبل أن تغوص ثانية في أعماق القدر وأقترح الكاتب مدخلاً تسلسلياً آخر للقراءة ، العودة من الفصل الأخير ( الرسام ) عوداً للفصل الأول ( المسلة والمنظار )لأن القصص تتوحد بإيقاع الجمل والجو العام والشخصيات والمكان والزمان وبؤرة الحدث ولغة القص الشعرية الكثيفة أو ما يطلق عليها بشعرنه السرد وتعدد الأصوات وأختلاف مستويات القص ( والغوص في ما وراء السرد لأتاحة التأويل ) لذلك هي رواية فنية تتيح للقارئ تأويلات عديدة ، رغم أن القاص نشر قصصه في مجلات وأماكن متباعدة مثل محلية البصرة أواخر القرن العشرين في التسعينيات ومجلة تافوكوت 97(قصة الظل والحاشية ) ومجلة فنارات ، الخ ولأن العراق في عزلة ثقافية لذلك طرح الكاتب روايته بتمهيد خجول هو كاتب قصصي لكن التسعينات أنهت التجييل الأدبي وألأشتباك اللامرئي بين الشعر والسرد بجوهر الشعر وتجسد الزمكان ( الفضاء ) ببعده الواقعي ، أن السرد البروستي يتجلى عبر أنثيالات اللاوعي الجمعي سواء كان أحد الرواة أو المخطوطات ...وأن تعدد الأصوات لا يعني تعدد الرواة أنها رحلة في تاريخ الثورات والأضطهاد فهذا شهاب البحر حين ينزل من السفينة يتساءل ( من لطخ بدلتي بالوحل ؟)ويتجه الى طريق فرعي ويصل لبيت فيه برحية وسدرة وينقب في مكتبة صفراء ( الذاكرة الشعبية المختزنة في الوعي)ويقرأ عن ثورة الزنج وحمدان القرمطي ، وأضيف للكاتب ثورة "أوتوحيكال" وهي أول ثورة شعبية طبقية في جنوب العراق والعالم .
أن أرتباط هذه الرواية بالتاريخ والمثيولوجيا يفسر تكرار اللازمة ( لتغتبط شهيداً بقاربك ولترض طريدون عنك سيدي شهاب البحر ) هذه التعويذة أو الدعاء يتكرر ثلاث مرات في الرواية أو مشاعر شهاب البحر ، الى فتاة أحبها وهي أخت الشهيد – الحب هنا دلالة أنتماء – ( قلبي في ظل البرحية وعلى جذع السدرة قلبها )أما اللازمة الثالثة ( لاتبحر طريدون من دون قاربها ) ثلاث لازمات تردد ثلاث مرات كالنشيد الجمعي الذي يذكرنا بأنشودة المطر للسياب ..مطر ..مطر ..مطر أن التكرار الثلاثي هو أسقاط الوعي الشعبي بالأستغاثة من ظلم شنيع ، ما أقرب النثر للشعر .







#سعيد_حاشوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مجموعة علاء شاكر رجل في عقل ذبابة : تطويع اللغة ومر ...
- لاأحد يشبه المسيح
- أدباء بصريون.... ناصر قوطي .. العمق المنفرد
- ادباء بصريون...عبد الحسين العامر في مرزوك ...الإيقاعات الضائ ...
- أدباء بصريون...حارس المزرعة لنبيل جميل .... عبثية الإنسان ال ...
- أنفلونزا الصمت..للقطراني قصص قصيرة جدا
- أدباء بصريون ... لعنة ماركيز لضياء الجبيلي .. رواية عجائبية
- أدباء بصريون... قراءة في رواية - علي عباس خفيف - (عندما خرجت ...
- أدباء بصريون .... محمد خضير بين التشيؤ والمثيولوجيا
- مكنسة الجنة لمرتضى ﮔزار...رواية ذاتية التوالد
- رصد مدفعي
- مذكرات بائع جوال في إحدى صباحات الدولفين
- اضغط على الزر واشعر بالقوة
- صورتي الرائعة
- الوجهاء
- قوس قزح أبيض...قصة قصيرة
- نحن الحطب بعد شتاء أكلتنا الأرضة
- اليحامير


المزيد.....




- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
- -رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي
- فيلم -رحلة 404- ممثلاً لمصر في المنافسة على جوائز الأوسكار
- فنانون من روسيا والصين يفوزون في مهرجان -خارج الحدود- لفن ال ...
- اضبط الآنــ أحدث تردد قناة MBC 3 الجديد بجودة عالية لمتابعة ...
- كيف تمكنت -آبل- من تحويل -آيفون 16 برو- إلى آلة سينمائية متك ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - كتاب ( طريدون ) القصصي ...رواية حديثة