محمد أبو هزاع هواش
الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 08:21
المحور:
كتابات ساخرة
قرأت في أحد المقالات في الحوار المتمدن والمنشورة هذا الإسبوع بإن مسيلمة الكذاب قد حشد جيشاً في مواجهة جيش الخليفة أبو بكر الصديق وقد بلغ عدد هذا الجيش 40,000 مقاتلاً ضد بضعة آلاف من جيش المسلمين. الأسئلة التي تبادرت إلى ذهني كانت هل من المعقول أن يكون هناك ذلك العدد من المقاتلين في ذلك الزمان؟ هل من المعقول تصديق ماتعلمناه من مدارس الدول العربية والتي تقول بأن جيش الروم عند معركة اليرموك كانت تفوق المئة ألف مقاتل؟ هل من المعقول أن يكون عدد الفرس مثلما قالوا لنا في معركة القادسية وبقية المعارك؟ هل أرقام عدد محاربي المسلمين هذ كما قالوا لنا؟
هل لي أن أصدق كلام مؤرخي تلك المرحلة والذين كتبوا عن الأحداث عن بعد وعن طريق السماع والتشطيح. هل من دراسة لعلاقة إنتاج تلك المعرفة بالسلطة وهل جرى تزوير للتاريخ؟
ماهو عدد سكان الجزيرة العربية عند وقوع هذه الأحداث؟ وماهي المدن والتجمعات السكانية وماهي المدن الساحلية؟ وكم عدد سكان تلك المدن والقبائل؟ ماهو عدد القبائل بالتحديد وأين مواقعها بالنسبة للخرائط الجغرافية الحديثة؟ هل هناك من دراسة عن تعداد سكان تلك المدن؟ من هو العالم أو العالمة الذان قاما بهذا أو أوضحوا لنا هذا؟
في مدارسنا وفي تاريخنا الرسمي هناك حكاية دعامتها الكذب والتشطيح والبعد عن العلم. ليس هناك قانون يحمي الكلمة والإبداع في بلادنا فلهذا فالكلام رخيص.
هذه الأسئلة الكثيرة تطرح نفسها بقوة في هذا الحوار الفكري المعاصر. فلهذا فعلى كل من يريد الإجابة على هذه الأسئلة التمحيص والتدقيق رجاءً.
الجواب على هذه الأسئلة المطروحة هو من الطرق الدالة إلى إبستمولوجيا تلك الفترة الزمنية. البحث العلمي الشامل سيدل على حقائق لم نعرفها حتى الآن وذلك لسيادة ثقافة الإستعارة اللاأخلاقية ولهذا فمعرفتنا قليلة. معرفتنا العامة حول تلك الفترة ضعيفة في أحسن أحوالها. معرفتنا حول أماكن حدوث الأحداث التي نتكلم عنها مهمة. تلك المعرفة تقود إلى أمور بسيطة أهمها معرفة عدد السكان مثلاً. عندما نتكلم عن أربعين ألف محارب فإنه علينا تبرير وجود ذلك العدد من الناس فوق تلك البقعة من المكان.
معظم تواريخنا الرسمية تشطيح بتشطيح والشاطر هو من يشطح شطحات أكبر. فلهذا فسوف أختصر ...
#محمد_أبو_هزاع_هواش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟