فادي يوسف الجبلي
الحوار المتمدن-العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3 - 16:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نطق السيد حسن نصر الله في ذات مرة بعد عملية تبادل للاسرى مع اسرائيل بكلمة اعجبت بها وهي قوله بأنه(يحترم ارادة العدو (ويقصد اسرائيل) بسعيها الحثيث من اجل استراد رفات جنودها الى داخل وطنها حتى وأن تطلب ذلك خوضها مفاوضات شاقة مع اعدائها والاتفاق على تبادل لأسرى اعداء مقابل الافراج عن رفات لجنودها ) وكلمة حسن نصر الله هي كلمة حق ، فليس هناك في الوجود دولة تهتم بحياة ورفات ابنائها كدولة اسرائيل ، وكثيرا ما اردد مع نفسي القول بأن العرب كم هم محظوظون لانهم قد (عادوا) دولة تحترم ذات ابنائها كل هذا الاحترام لانني على اعتقاد بان الجيش العربي السوري الباسل لو استطاع ان يأسر(وهذا وهم وخيال جميل للبعض) عشرت جنود اسرائيليين ، لتنازلت اسرائيل عن مرتفعات الجولان مقابل الافراج عن جنودها الاسرى . فيما يتذكر الجميع كيف كانت دبابات الحلفاء تهشم عظام الجنود العراقيين وهم في حجورهم يوم شن الحلفاء المعركة البرية في عملية تحرير العراق في عام 1991 فيما كان الرئيس صدام حسين يرقص بين الكيولية احتفالا بنصره على اعدائه ويردد مقولة (يا محلا النصر بعون الله).
ولو تأمل أي منصف لمهزلة شريط عن جاليط مقابل مجاهدات فلسطينيات لأدرك حجم الفضيحة ، وما ان سمعت بهذا الخبر حتى اعادت لي ذاكرتي قصص كانت متداولة بين الالسن في العراق في الثمانيات عندما كان صدام حسين يحارب ايران وكذلك الحركة الكردية وكيف ان مخابرات البعث كان تدس عملاؤها بين افراد الجيش الشعبي( الجيش الشعبي كانت منظمة ميليشاتية شبه عسكرية تفتقر الى كل مقومات الجندية وكان يتم القاء القبض على افرادها من الاسواق والازقة في العراق وجلهم من الموظفين والكسبة والعمال ويتم سوقهم الى الجبهات الخلفية للجيش العراقي من دون تدريب او عملية التعرف على كيفية استخدام السلاح)
اقول ان المخابرات كانت تدس بين هؤلاء المساكين (خصوصا في المنطقة الشمالية) احد عملاؤها وتأمرها بأن يقتل جميع رفاقه في الربية العسكرية ويلتحق بعدها بالحركة الكردية كي يوهمها انه قد تمرد على النظام وانه قتل رفاقه في الربية كدليل على صدق انتمائه للحركة الكردية .
هكذا كان صدام حسين يحترم جنوده
وهكذا تحترم اسرائيل جنودها
#فادي_يوسف_الجبلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟