أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رجب الحكيم - أحكام الزنا والزواج أفضل في المسيحية أم الإسلام













المزيد.....

أحكام الزنا والزواج أفضل في المسيحية أم الإسلام


رجب الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 2633 - 2009 / 5 / 1 - 01:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أول الحجج التى يسوقها المتعصبون المسيحيون عندما يهاجمون الدين الإسلامي هى أحكام الزواج والزنا عند المسلمين فهم يتهمون الإسلام بتشجيع الدعارة المقنعة عن طريق تعدد الزوجات والطلاق والخلع (مؤخرا)، وسهولة زواج المتعة و المسيار فى الإسلام ، وفى المقابل فإن نفس النقطة تعد مثار سخرية من جانب المسلمين المتعصبين عندما يهاجمون المسيحية ، فالمسلمون يسخرون من تحريم الطلاق في المسيحية ومن قاعدة الزوجة الواحدة ، و يسخرون من الرهبنة والتبتل التى تحرم على الإنسان تلبية رغباته الجسدية والجنسية .

يقول المسيحي إن المسلم يضحي بالنعيم الأبدي لكي يرضي شهواته و ليستمتع بمباهج الدنيا خلال السنوات القليلة التى يحياها و التى لا تقارن بالخلود فى النعيم الأبدي ، وفي المقابل يرى المسلم أن الإسلام أعطي للإنسان الفرصة ليوازن بين الاستمتاع بحياته فى الدنيا وبنفس الوقت يفوز بالجنة في النهاية .
ولكن من منهم على حق ؟!
نجاح واستمرارية أحكام أي دين أو شريعة يكمن في إمكانية تطبيقها فعليا على البشر ، فلأي مدي نجحت أحكام الشريعة الإسلامية والمسيحية في التحقق على أرض الواقع ؟

في الحقيقة أحكام الزواج والمرأة والزنا فى كل ديانة تتأثر بشخصية مؤسس هذه الديانة والمجتمع الذي ولدت الديانة فيه ، لذا فالفرق بين أحكام الزواج والمرأة في الإسلام والمسيحية يعود إلى شخصية رجلي الديانتين ، فالإسلام أباح تعدد الزوجات حتى أربعة بالإضافة إلى إباحة التمتع بالجواري ، فضلاً عن إباحة زواج المتعة المحدد بوقت (لدي الشيعة ) وزواج المسيار (لدي السنة ) ، وسهولة الطلاق من جانب الرجل ، ومؤخراً سهولة الخلع من جانب المرأة ، وسهولة زواج الرجل أو المرأة مرة أخري وهكذا ، وهذه الإباحات هي الذريعة التى يتخذها المسيحيين ضد الإسلام ويتهمونه من خلالها بتقنين الدعارة ، أما حقيقة الأمر فهي أن هذه الأحكام الإسلامية تنطوي على ذكاء شديد من النبي محمد وفهم عميق لغرائز النفس البشرية ، فالهدف الأساسي من الزواج وتحريم الزنا هو عدم اختلاط الأنساب ، والإسلام بهذه الأحكام يحقق موازنة كبيرة بين رغبات الإنسان الجارفة من جهة و المحافظة على النسب من جهة أخري وذلك عن طريق تقنين الاختلاط الجنسي ، وبهذا الأسلوب فإن الإسلام يحل الكثير من الآفات الاجتماعية المنتشرة بين البشر ، وفى المقابل ولأسباب روحانية بحتة فإن المسيحية تربط الرجل بامرأته برباط مقدس حتى يوم الدينونة ويتبع ذلك تحريم الطلاق تماما في معظم الطوائف المسيحية وإباحته بقيود شديدة في طوائف أخري، ومفهوم الرباط المقدس يعني بالضرورة استحالة تشريع تعدد الزوجات ، يضاف إلى ذلك تشجيع المسيحية لعدم الزواج لمن يسلكون طريق التنسك والرهبنة من الرجال والنساء ، وذلك أملا في الفوز بالنعيم الأبدي في النهاية !!!.

المفكر المحايد ، بقليل من التفكير سيكتشف سريعاً كما أسلفت أن هذا التباين الواضح بين الإسلام والمسيحية يعود إلى بيئة و شخصية مؤسسيهم ، فالمجتمع البدوي المتساهل كثيرا في النواحي الجنسية والذي كان سائداً قبل النبي محمد ، بالإضافة إلى فهم النبي محمد العميق لسطوة الرغبة الجنسية على الإنسان ، بجانب خبرته الكبيرة في التعامل مع النساء و اكتشافه منذ 1500عام أن من أهم مقومات العقل والفكر السليم أن يحيا الإنسان حياة جنسية صحية ، أضف إلى ذلك قدرته الجنسية الفائقة التى لم يري حرجا من التصريح بها في أحاديث شرعية ، وغير ذلك من الأمور التى يتعامل معها المفكرين المسيحيين باشمئزاز ، رغم أنها اليوم تمثل واقع الحياة وخلاصة تجارب الفكر الغربي ، كل العوامل السابقة كان لها تأثير عظيم على الأحكام الإسلامية الخاصة بالزواج والأسرة.، وتعد هذه الأحكام ناجحة إلى حد بعيد في المجتمعات الإسلامية رغم تخلف هذه المجتمعات ورغم وضع المرأة المتأخر في المجتمع العربي والذي يرجع في أسبابه إلى العقلية القبلية للعربي التى ليس للإسلام دور كبير فيها كما يعتقد البعض

أما فى المسيحية ، فالوضع اختلف كثيرا حيث لم تنجح الأحكام المسيحية الخاصة بالزواج والزنا في أن تتوافق مع متطلبات النفس البشرية وهو ما يفسر انهيارها في المجتمع الغربي الذي أصبحت قوانينه أكثر يسر من حيث إباحة الطلاق وإمكانية الزواج مرة أخري ، وكذلك تمرد المجتمع الغربي على أصوله المسيحية الذي انعكس على إباحة العلاقات الغير شرعية بل وتشجيعها في بعض الأحيان . ولم يحدث هذا الأمر في المجتمع الغربي من فراغ بل بعد أن مر بتجارب اجتماعية مريرة خلال مئات الأعوام ، من علاقات جنسية سرية لكبار رجال الكنيسة و التى تحفل كتب التاريخ بأخبارها ، إلى استحالة طلاق المرأة التى كان يسافر زوجها للحرب لسنوات عديدة ، مرورا باستحالة الطلاق بين الزوجين في حالة عدم التوافق النفسي بينهم ، مما ولد شعورا على مر السنين بعدم ملائمة الأحكام المسيحية للطبيعة البشرية ليتخلى الغرب عنها أو عن معظمها في نهاية الأمر ولا يرثون منها إلا تحريم تعدد الزوجات .

عدم ملائمة أحكام الزواج المسيحية يرجعه البعض إلى شخصية المسيح الذي لم يتزوج ولم يكتسب الخبرة اللازمة في فهم العلاقات الإنسانية مما جعل نظرته للزواج أفلاطونية وهو ما تولد عنها بالنهاية فكرة الرباط المقدس ،وتحريم الطلاق !!، بل أن بعض المفكرين بالغ قائلاً إن تشجيع التبتل وكبح جماح الشهوة الجنسية أملا في ملكوت السماء !، يعود إلى احتمال أن المسيح كان ضعيفا جنسيا أو فاقداً للرغبة بطبيعته وهو ما انعكس على شريعته.بابتكار خلفاءه الرهبنة بعد ذلك .

أما فيما يتعلق بمسألة الزنا ، فتأثير شخصية المسيح والنبي محمد يظهران بجلاء أيضاً، فنجد أن الإسلام تبني الشريعة اليهودية التى تقضي برجم الزاني والزانية بالحجارة علانية وبدون رحمة أو تهاون في واحدة من أبشع صور العقاب الجسدي والنفسي ، وهذا راجع إلى العصبية والغيرة الشديدة عند البدوي والعربي بصفة عامة على زوجاتهم ، لدرجة أن النبي محمد حرم على زوجاته الزواج الشرعي بعد وفاته لذات الأسباب فكان جزاء الزنا متناسباً مع الغيرة العربية ،وهو ما يبرره المسلمين بأن الإسلام أباح المتعة الجنسية بطرق شرعية عديدة فلا أقل من تغليظ عقوبة الزنا.
وفى المقابل تكمن المفاجأة في المسيحية التى تتشدد في أحكام الزواج والطلاق لدرجة اعتبارها الطلاق نوع من أنواع الزنا ،و في حادثة تعتبر الأشهر في الكتاب المقدس وهي حادثة العاهرة ماريا المجدلية التى هم الجمع برجمها ، فرد عليهم المسيح بجملته المشهورة ، (من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر ) وهذه الجملة تجسد التسامح الشديد الذي أبداه المسيح تجاه جريمة الزنا وتقرير عقوبتها التى وصلت إلى إطلاق سراح الزانية ، وهذا الموقف كان له أثر عميق بعد ذلك على القوانين الغربية التى تساهلت كثيرا جدا في عقوبة الزنا بحيث أنها بدون عقوبة تقريبا في الفكر الغربي الحديث، وهذه إحدى الآثار القليلة التى تبقت من المسيحية على أحكام الزواج والطلاق الغربية.
قام بعض المفكرين بتفسير حادثة ماريا المجدلية بعد تجريدها من البعد الروحاني والديني على أنها تعود إلى عدم زواج المسيح وعدم ارتباطه بالنساء مما انعكس على تساهله مع المجدلية لانعدام خبرته الأسرية .

الخلاصة أن أحكام الأسرة والزواج في الإسلام تتناسب تماما مع الطبيعة البشرية ولا تلغي دور الغريزة الجنسية الطاغية على البشر وتعترف بتباين طباع البشر رجالا ونساء وبقليل من التطوير قد تنجح الأحكام الإسلامية في غزو قوانين الأحوال الشخصية العالمية ، وفى المقابل فإن احتقار المسيحية واشمئزازها الغير مبرر للغريزة الجنسية رغم أنها مكون أساسي في حياة البشر يعد إنكاره نوع من النفاق أو خداع الذات أدي إلى فشلها في مواكبة تطور العلاقات الإنسانية

كليبرالي ، لا يجب أن يفهم كلامى بالخطأ على أنه دعوة للإسلام ولكنه دعوة للاستفادة من بعض الايجابيات الموجودة بالإسلام لخدمة البشر ونفس الأمر مع المسيحية كما سأوضح لاحقاً





#رجب_الحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام هو الحل عند اللزوم فقط
- أنفلونزا الخنازير


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - رجب الحكيم - أحكام الزنا والزواج أفضل في المسيحية أم الإسلام