أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - أحمد السيد عبد السلام الشافعي ...والثور الأبيض














المزيد.....

أحمد السيد عبد السلام الشافعي ...والثور الأبيض


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 2565 - 2009 / 2 / 22 - 07:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خبر محزن عندما نقرأ شخصا يعرض نفسه للبيع ، كاملة أو مجزأ ، وهو دليل على انحطاط ثقافي وأخلاقي بالقيم المجتمعية حتى نترك إنسان لا يجد ما يسد رمق أسرته إلا ببيع نفسه ، فهل الذنب ذنب أحمد السيد ، أم أنه الفقر ، أم الذنب ذنب المجتمع بسلطاته ومنظماته ، بل وبقيمه الخداعة ، التي تتغنى بالقيم العليا ، وبالبر والتقوى ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفي أول تجربة حقيقية تظهر زيف تلك الدعاوى .
وهذه حالة واحدة من مئات الحالات ، بل ربما آلافها ، فكم من امرأة تعيش من بيع جسدها ، وكم من متسول يهين نفسه ليل نهار ويطلب للناس الخير بالدعاء ، عل أحدهم يرمي له ببضعة قروش ، وكم ممن لديه عزما أكثر فسرق أو رفع السلاح وهدد ، وكم ممن تحمل المخاطر وركب البحر بمركب صغير لا ينفع أن تعبر به نهرا ، أملا بعيشة كريمة ببلاد الغربة ، فتراه يغسل صحونا ، وينام بالطرقات ، ويستجدي هنا وهناك .
هذه ليست حالة فردية خاصة بأحمد السيد ، فأيام الحصار على العراق من عام 1991 ، والناس ، أكثر الناس لا تجد ما تسد الرمق به ، فترى الكثير ممن يبيع كليته ، وأصبحت سوقا رائجة ، فكلية بشرية جيدة لشاب لا يتجاوز سعرها الألف دولار ، ولربما عند عدم وجود الزبون يقل السعر أكثر .
ولكن مصر لا تعيش حصار ، وآخر حرب كانت عام 1973 ، ولا أعتقد أنها بحالة تأزم سياسي مع العالم ، بشرقه وغربه ، فما سبب ظهور هكذا حالات ، وما سبب معيشة أكثر من مليونين بالمقابر ، أهو اعتزاز بالميت فلا يستطيعون فراقه ، أم هو يأس من الحياة وطلب للموت ، أم لا هذا ولا ذاك ، بل ضيق الحال وعسره .
الإنسان مهان بمجتمعاتنا ، فابسط متطلبات عيشه بحياة كريمة قد سلبت منه ، ولا ذنب له في كل ذلك ، إلا اللهم انه لا يستطيع اختيار مكان وزمن ولادته ، بل حتى أبويه ، إن كان هذا ذنبا يحسب عليه ، ولربما لو خيّر بذلك لرفض المجيء لهذه الدنيا .
نقول ونخطب ليل نهار بأن لنا تأريخ كان كذا وكذا ، ولنا من الأنبياء الكثير ، ولنا من الأديان ، إلهية ووضعية الكثير ، وعندنا من القيم الكثير ، وأسمعنا أشعارنا القريب والغريب ، وأرينا رخائنا وعزنا البصير والضرير ، ولغتنا ليس لها نظير ، فالسامع يظن أنه سيرى مجتمعا لم يره على وجه الخليقة ، وهو مجتمع الأحلام ، وما الجمهورية التي حلم بها أفلاطون ، إلا تصور صغير لا يصل لحبة من قنطير.
أولم يسأل أحدكم لم لنا كل هؤلاء الأنبياء والرسل والمصلحين ، أبخير وجدوه عندنا فأتوا ليعززوه ، أم لشر فينا أتوا ليصححوه !!!
لو كانت لنا قيما حقه ، تطبيقية وليست تهريجية ، تحمي الناس دون ذلة ، مجتمعية خالصة وليست منة ، قانونا ودستورا وملة ، لكنا ما كنا .
ولكن هيهات هيهات ، فالشر فينا ، وننظر لمن يقع منا ، ونستهزئ به وبالدنيا ، ولا نعلم أن يومه هذا ، هو يومنا أيضا ، وحينها سنقول ، أُكِلتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض .
محمد الحداد





#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادل إمام و النصر
- الليبرالية - الجزء الثاني
- كتل كونكريتية وكتل سياسية
- اللّيبرالية - الجزء الأول
- الليبرالية – الجزء الرابع
- الليبرالية ...الجزء الثالث فصل الدين عن الدولة
- الشعب في غزة بين كماشتي مٌجرِمَي الحرب ... إسرائيل وحماس
- غزة ... الضفة ... وصراع السلطة
- الماسونية
- نموذج جديد من أجل بناء الدولة لمواطني العراق
- الإستبداد الشرقي الضعيف


المزيد.....




- تايلاند تعيد 7224 شخصا تم إطلاق سراحهم في ميانمار إلى بلدانه ...
- بلومبرغ تحدد -حجرعثرة- يمنع ترامب من شراء غرينلاند
- المغرب.. جهاز محمول لغسل الكلى
- الرفيق يونس سراج الكاتب العام للشبيبة الإشتراكية، ضيف برنامج ...
- سوريا.. قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق البلاد تطلق حملة أمني ...
- تونس.. تعرض مقام مؤسس -الإمارة الشابية- في إفريقية للتخريب و ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تعرض تخفيف العقوبات على روسيا ضمن مقترح سل ...
- تدمير نقطة عسكرية أوكرانية في مقاطعة سومي
- اليمن.. آثار قصف الطيران الأمريكي على -رأس عيسى-
- مقاتلات روسية تستهدف موقعا للقوات الأوكرانية


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - أحمد السيد عبد السلام الشافعي ...والثور الأبيض