أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاطمة ناعوت - الجميلةُ التي تبكي جمالَها














المزيد.....


الجميلةُ التي تبكي جمالَها


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 08:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عن رحلةِ أدائِه العُمرةَ، كتب الشاعرُ بهاء جاهين مقالا في الأهرام قائلا في نهايته: "نحن شعبٌ جميلٌ متحضّر‏.‏ مازالتْ فينا عذوبتُنا الكامنة‏.‏ إنه الفقرُ وغيبةُ سيطرة الدولة‏(‏القانون لا الأمن‏)‏ هو ما أدي بنا إلي التزلّف والبهلوانية وفلسفة الهراء التي أبدعت الموسيقي المنحطّة والرقصَ المتهتك والكلماتِ التي تجتهدُ أن تصلَ إلي مَثَلٍ أعلي من السوقية. ليس المصريون من السوقة‏.‏ فلماذا نُصِرُّ علي أن يرانا الناسُ رعاعًا مُنْحلّين؟ عندما كان عبد الوهاب وأم كلثوم والسنباطي وزكريا أحمد وبيرم يحيون ويبدعون بيننا‏ (أغفلَ الابنُ، حياءً، ذِكْرَ الأبِ العظيم صلاح جاهين، أحد أهمّ رموزنا),‏ كان المصريُّ عملاقا في عيون العرب‏.‏ فكيف غدوا يروننا، في زمنِ أقزامِ الفنِّ، أقزاما؟‏!‏" ‏
ذكرّني مقال جاهين برحلتي قبل سنوات للمغرب. أخبرني استقبالُ الفندق أن بعض أدباء المغاربة الشباب جاءوا لتحيتي. وبمجرد أن نزلتُ ابتدرني شاعرٌ: "إزيك يا أُختي؟" (مع مَطِّ حرف الياء في كلمة "أختي"، وإشباع الضَّمة على الألف، أما حرف "التاء" فقد حارَ بين التاء والشين مثلما حرفي Ch بالإنجليزية، والمحصلة أن الكلمة غدت: "أووختشي")!
انزعجتُ جدا! وانسحبتُ. عددتُها إهانةً! استوقفني كبيرُهم ليستوضحَ سببَ غضبي. فقلتُ: هذا خاطبني بما لا يليق! فقال ببراءة حقيقية: هو اعتبركِ أختا له، ففيمَ الغضب؟ فأوضحتُ أن اعتراضي على الأداء، وأسلوب النطق! فاندهشَ. وقال إنهم اتفقوا على أن يفاجئوني بنطق الدارجة المصرية تقرّبًا منّي ومحبةً، وإنهم ظلوا يتدرّبون على الأسلوب كما "تفعل النساءُ في أفلامنا"!! وسألني: ألا تتكلم المصرياتُ هكذا؟" فأجبته: لا طبعا! إنما شريحةٌ بعينها من النساء تبتذل اللغةَ والسلوك، كما في كل بلد آخر. ذاك هامشٌ، لكنّ "متنَ" البلدِ شيءٌ آخر. ولما جلسنا، شرحتُ لهم الفرقَ "البيّنَ" بين القروية الفاتنة، بذكائها وحدسها ولهجتها المموسقةِ العذبة؛ كما جسدتها الأسطورةُ سعاد حسني في فيلم "الزوجة الثانية"، والقاهرية التي تسكنُ الحارةَ الشعبية، بنبلها وشهامتها وأصالتها؛ كما جسدّتها الفاتنتان: زينات صدقي قديما، وعبلة كامل راهنًا، وبين المرأة التي تبتذلُ القولَ؛ لفقرٍ في وعيها أو شرخ في روحها. وأن المصريات لسن مَنْ يظهرن في بعض الأفلام المنحطة الراهنة، التي تسيء لمصرَ وأهلِها! إن مرآةَ مصر الحقيقية، لو اعتبرنا السينما بعضَ هذه المرآة، مطويةٌ في أفلامنا القديمة "الأبيض والأسود". حين كانت حتى الراقصةُ راقيةً في لغتها وأدائها مثلما تحية كاريوكا ونجوى فؤاد. أما النماذجُ البشرية المشوَّهَةُ المشوِّهة التي تعجُّ بها فنون مصر اليوم، فمصرُ والمصريون براءٌ منها، مثلما نحن براءٌ من طبقاتِ خَبَثٍ طَفَتْ بِليْلِ السبعينيات في غفلةٍ منا، ما هم إلا نتاجُ نُظُمٍ سياسية وتربوية وتعليمية وتوعوية خرّبتْ وعيَ ورقيَّ وثقافةَ بلدِنا الرفيع. والحقُّ أنكَ إنْ لم تزر بلدا، تغدو أغنياتُ وأفلامُ ومسرحُ هذا البلد، مرآتَه الوحيدة.
اعتذرَ الأصدقاءُ. لكن ثمة دلالةً خطيرةً بالأمر. ماذا دهى الجميلةَ، التي ظلّت على فتنتها حتى الستينيات الماضية؟ كيف سمحنا- نحن المصريين- أن نمشي بالمقلوب؟ نظرية "التطوّر والارتقاء"، تقول إنْ لابد أنْ يفرزَ الراهنُ نماذجَ أرقى من أم كلثوم، وعبد الوهاب، وزكي نجيب محمود، وطه حسين، ومشرّفة، وأضرابهم، من الدُّر الكريم النادر الذي بَثَقَـتْه مَحارةٌ حُرّةٌ خصبة؛ اسمها:



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صخرةُ العالِم
- يُعلّمُ سجّانَه الأبجدية في المساء، ويستسلم لسوطه بالنهار
- حين ترقصُ الأغنيةُ مثل صلاة
- من أين يأتيهم النومُ بليلٍ!
- هنا فَلسطين!
- لا يتكلمُ عن الأدبِ مَنْ عَدِمَه!
- سارة
- المرأةُ، كبشُ الفداءِ اليسِرُ
- لِمِثْلِ هذا يذوبُ القلبُ من كَمَدٍ
- أغنيةٌ إلى فينسينت
- هذه ليستْ تفاحة!
- هذه هي الكواليس، سيدي الرئيس
- أنا مؤمن والمؤمن مُصاب، بس انتم لأ!
- ليلةُ غفران
- ليلةٌ تضيئُها النجوم
- الرغيفُ أمْ القيثارة؟
- أنتِ جميعُ أسبابي!
- خلسة المختلس
- العصافيرُ ستدخلُ الجنة
- يا مولانا رفقا بالصبيّ!


المزيد.....




- ترامب يوضح دور إيلون ماسك في إدارته: لا يفعل أي شيء دون مواف ...
- مصدر لـCNN: ترامب ونتنياهو يعقدان مؤتمرا صحفيا مشتركا الثلاث ...
- ترامب يُعلّق فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة شهر ...
- في رسالة لأميركا..وزراء عرب يعارضون تهجير الفلسطينيين من غزة ...
- الرئيس المصري يتلقى دعوة لحضور احتفالات الذكرى الثمانين للنص ...
- روبيو: علينا أن نمارس مزيدا من الضغط على إيران
- روبيو: وكالة USAID تقوض عمل الحكومة الأمريكية
- طلاب من جامعة كولومبيا يقاضون الإدارة بعد إيقافهم بسبب مظاهر ...
- إعلان حالة التأهب الجوي في خمس مقاطعات أوكرانية
- مصر.. تفاصيل حكم ببراءة نجل الداعية الشهير محمد حسان في قضية ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاطمة ناعوت - الجميلةُ التي تبكي جمالَها