أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى العوزي - سجارة مارلبورو














المزيد.....

سجارة مارلبورو


مصطفى العوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 06:53
المحور: الادب والفن
    


دعوت زملائي مرة و نحن في أحد الأكشاك نسترق عناوين الصحف كالعادة أن نتوجه نحو الضفة المقابلة حيث البحر نطالع خباياه و نناجه قليلا عله يرشد التائه منا و يبسط جناحه للخائف من هول المستقبل بنوعيه، ونحن نعبر الطريق لفتت انتباهي قطعة ورق مرمية وسط الطريق ،و أنا بشقائي الفضولي لم أفوت الأمر ،و عدت إلى وسط الطريق لأخذ الورقة ،و قرأتها ، لكني كعادتي لا أحب امتلاك الطرائف لي وحدي ،لدى سأشرككم معي فيما قرأت على الورقة *إن سيجارة مارلبورو التي ستستمتعون بها هي سيجارة سترضي بالكامل حواسكم كلها . أوراق تبغ غنية و يانعة ممزوجة بتناسق وفقا لوصفتها الفريدة لتعطيكم إحساسا كاملا متكاملا بالنكهة تعززه نبرات متميزة . اليوم تأتيكم سيجارتكم مارلبورو في علبة مجددة تعبر عن جودتها و التزامنا الدائم بتقديم الأفضل إليكم .* ، حقا إنها جمل أو بالأحرى حقن رائعة للغاية ،فانا عندما قرأتها لأول مرة خلت نفسي عند نهايتها و كأني أضع سيجارة مارلبور على شفتاي الصغيرتان ، ربما وددت في ذلك و أنا الباحث دائما عن الاكسوسوارات التي يمكن أن تجعلني أنيقا ، سر هذه الجمل الجذابة هو توظيفها لكلمات ذات نبرة اغرائية ، فإذا ما قمنا بسحب كلمة مارلبورو سيعتقد كل من يقرأ هذه الجمل أن الأمر لا يتعلق بالسيجارة و إنما بفتاة عذراء شبيهة باللواتي يتحدث عنهم الأديب العالمي كارسيا ماركيز في روايته * ذكرى عاهراتي الحزينات * ، ربما تكون شريكة التبغ قد وصلت إلى فكرة مفادها أن جلب الزبناء بالكلمة هو أقوى من جلبهم بالصورة أو أي وسيلة إشهار أخرى ، لأن هناك من الزبناء من تفتنه الكلمة أكثر من أي شيء أخر ، أتذكر هنا أستاذي العزيز الذي تعود على شرح الدرس بسيجارة في يديه ، لا يدخنها لكنه لا يتركها ، ربما أصبحت جزءا لايتجزء منه ، لدى فهو غير قادر على فراقها . تعابير شريكة مارلبورو المكتوبة على الورقة تتقاطع بشكل كبير مع تعابير الشاعر العربي أبي نواس ، وذلك عندما يصف الخمر في عدة قصائد له ، فيصفها الخفيفة و المائلة و المهيجة .

في قطعة الورق التي قرأت مفارقة عجيبة ، تكمن هذه المفارقة في جملة تذيل أخر الورقة *التدخين مضر بالصحة * هذا هو محتوى الجملة الأخيرة ، لم تعجبني هذه الجملة ، ليس لأنها تتناقض مع تعابير سابقة و تدل على حمق مصممي الورقة، بل لأنها خطفت مني حلاوة كانت تدغدغ وجداني و أنا أطالع و رقة الطريق هذه . الورقة لازالت في حوزتي ،لأنني احتجها بين الحين و الأخر كما احتجتها اليوم عندما أردت أن أتقاسم معكم حلاوة سيجارة مارلبورو.



#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق من زمان البستان
- تجربة موت
- ودعا أية
- عندما يسطع شمس الهند يحق لنا الافتخار و التقليد
- العالم بين 1929 و 2008 / 1
- مئة عام من العزلة : رواية الصراع بين الواقع و الخيال التي بي ...
- مئة عام من العزلة رواية الصراع بين الواقع و الخيال
- رجال في المغرب
- يعني
- البكور
- يوم مواطن
- سعيد
- خلف الأصوار
- حوار مع الكاتب و الصحفي المغربي المقيم بألمانيا محمد نبيل
- ممنوع .... و شكرا
- الاتصال ألية من أليات العولمة
- جلباب المستعمر
- أقزام زمن العولمة
- نحن و مستوى السيغار
- حب على ضفاف الجامعة


المزيد.....




- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية
- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...
- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...
- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى العوزي - سجارة مارلبورو