جودت شاكر محمود
()
الحوار المتمدن-العدد: 2481 - 2008 / 11 / 30 - 06:01
المحور:
الادب والفن
أبحرتُ بعينيها..
بلا مجاذيف
أو سفن...
يغمرني الحنين إليها
وتسحُرني
أرصفةٌ من الطيبِ...والعسلِ
أبحرتُ أبحثُ
عن مرافئ عشق
وشواطئ أونس
كي أنسى الفراق... والمللِِ
أبحرتُ تتقاذفني...
أمواجُ شوقٌ
ورياح البُعد والألمِ
سفينتي... نظراتي المُعمدةُ
بالحزنِ والأملِ
وشراعي....رغبتي في الغوصِ
إلى الأعماقِِ...في المُقلِ
لأغرقُ بأعماقِِ أعماقِِ
بحور عينيها
كي أُشعرُ بدفءِ...
اللمس والقُبلِ
كي أشعرُ.... بالنشوةِ تحملني
لبحر من الإحساس بالخدرِ
فإني عاشقٌ...
يبحثُ في عالم النساء...
والعشاق عن النصرِ
وحسنُ السيرة...عند الذِكرِ
لأني رجلٌ... شرقيٌ...
من الرأسِ....
حتى أخمصُ القدمِ
شرقيٌ بلا شرق
وشريفٌ بلا قدرة...
على الفعلِ.... والعملِ
وعقلانيتي... هي تهوري
في النقدِ وتأجيج الخصومة
بلا تفكيرِ... أو سببِ
أنا رجلٌ ... يسترُ عورته... بالعرفِ
وما جاء به الرب....
ودلسه من قام في الدنيا
على الأمرِ
ومَنْ خطط للقتلِ
علناًً في فصيح القول
أو في السري والكذبِ
وأمرني مجبراً أن أخفي
مشاعر الحب.. والجنسي
في قُمقُم الذات والنفسِ
وأن أبقى... بلا عقلٍ... ولا حسٍ
وأن أشعرُ بالخوفِ من الإفصاحِ والجهرِ
أو البوحُ بما أشعر
وما أملك من الأسرارِ
عنها... وعن ما كان بالأمسِ
نتعاطاه بعيداً....
عن أعينِ الرقباء من الجن أو الأنسِ
ومن كان لنا عون...
على اللحادِ...والكفرِ
أبحرتُ
وتكتسحني رغبةٌ بالموتِ
غريقٌ بالذنبِ وبالإثمِ
بين رموش عينيها
أو فوق للؤلؤ الثغرِ
أو فوق الوجنتينِ متنزها....
أو صريعا.... فوق مرمر الصدرِ
لقد أبحرت بعينيها بلا خوفِ
مجاذيفي نظراتٌ .... من الوجدِ
وبعضٌ من كلماتِ... نساها الأبُ والجدِ
كلماتُ من السحرِ...من الشعرِ
لكِ يا من هواكِ.....
لن يفارقني أبدا
ورافقني من المهدِ... إلى اللحدِ
هواكِ في قُمقُم القلبِ
حبيس عن الناسِ
ومن يملك سلاح القتل....بالرجمِ
أبحرتُ في التيهِ ....
طوال العمر
وكنتُ بحار.. وسفينة.. وشراعٌ
يزهو بالنصرِ... وبالفخرِ
فأنا قرصانٌ....
وهذه مهنتي....
أُمارسُها من الصغرِ
فدعيني أبحرُ مرات ومرات
من العين.. إلى الثغر..
إلى النحر... إلى الخصرِ
فأنى يكون لي ذنب
وحبكِ شرعهُ ربي
ودعواه لا بغض ولا كره
سوى ترنيمة الحبِ
فكيف لمن كان سكناه
بين العقل والقلبِ
#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)
#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟