أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى العوزي - أوراق من زمان البستان














المزيد.....

أوراق من زمان البستان


مصطفى العوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 08:17
المحور: الادب والفن
    


مرة أخرى ينفجر الاصدقاء ضحكا ، بعضهم تمدد على الارض من فرط الضحك ، و البعض الاخر لازالت له بعض جزيئات التحكم في الذات تمنعه من ذلك ، و مع كل كلمة ينطق بها أحدنا رغم شدة تفاهتها الا أن أصوات الضحك تعلوا مع ذلك ، لقد تعودنا على مثل هذه الجلسات منذ قدومنا الى هذا المركب السياحي ، ندخل اليه بصفر درهم و نخرج منه بغنائم كثيرة ، زيادة على الارباح المشروعة التي تذرها علينا تجارة الحلوة و المثلجاث على بساطتها ، هناك غنائم أخرى نظفر بها و بوسائل مختلفة ، هناك أشياء نضعها تحت الكونطوار غالبا ما تكون أشياء من قبيل أغراض السباحة كالنظرات و غيرها ، نتمنى ان ينسها صاحبها لنظفر بها نحن في نهاية المطاف ، و أشياء اخرى نقوم بختلاسها في واضحة النهار ، حمزة خبير في سرقة أغراض السباحة ، في كل يوم اعود فيه الى البيت في مدينتي الصغيرة الا و أجد منشفة جديدة لا اعرف من أين أتت ، عندما أسأل امي تجبني أن حمزة جلبها معه من البستان ، أضحك ساعتها بصوت مرتفع ، لا لشيئ سوى لأني عرفت أن هناك ضحية جديدة وقعت اليوم في شراك حمزة ، و عصام معد البرامج الترفهية بالمسبح ، كان بدوره لصا خبيرا في مثل هذه الامور ، مرة و انا أمسح الثلاجة دنى مني ليطلعني على عملية سرقة يود القيام بها ، طبعا وافقته الرأي لاني أنا بدوي كثيرا ما قمت بعمليات من هذا القبيل ، لكن و مع ذلك تبقى هزيلة مقارنة مع العمليات التي قام بها حمزة و عصام ، أغراض كثيرة أراها اليوم في بيتنا او في بيت حمزة و أضحك عندها من شقاوة تلك الايام الجنونية ، كثيرا ما كن نجتمع بالليل عند المسبح ، انا و حمزة و نسرين ، عصام رجاء ادريس ولينا ، ملاك حمزة و ياسمين و أصدقاء أخرون ، نتحدث في كل شيئ دون ان نقول أي شيئ ، لم تكون الجلسات سوى ليال للمزحة و التسلية و الاستمتاع بلحظات الصيف الرائعة ، على مقربة من حمزة كانت الشيشة دوما تقف شامخة ، تدور على الحلقة المغلقة التي كن ننشئها على ضفة المسبح ، نستنشق منها و نزفر فيها سعة صدرنا ، نترك الدخان يتصاعد في السماء معلنا للجميع اجتماع زمرة من شباب الوطن الحبيب ، من حين لاخر يطرح أحدنا وسط الحلقة نكتة هزلية نطلق معها العنان لقهقهتنا المعروفة التي كانت دوم اتشكل مصدر ازعاج لشيوخ البستان .
عندما يقترب الفجر من مجلسنا نحس بنوع من العياء و الارتخاء المصحوب دوم اببعض التعب من أعباء اليوم الكثيرة ، منا من يفضل النوم هناك فوق العشب بين احضان احدى الصديقات اللواتي كن في الغالب صبورات يحتملن رؤسنا الثقيلة و هي تتمدد على أفخادهن ، و هناك من كان يفضل التوجه الى البيت ليحط رأسه على وسادة رطبة و ينعم بأحلام سعيدة يستفق غدا على وقع حلاوتها ، لا يحكها لأحد لكنه لا يضمرها في قراراة نفسه ، فقط يتحدث عنها بشكل ملتوي حتى لا يدرك احد أنه هو المعني بالامر .
في الصباح نلتقي عند المسبح الذي افترقنا عنده بالليل ، نلقي بأجسادنا في الماء البارد و الدافئ في الان ذاته ، عادة ما كنت أغطس في الماء زهاء ثلاث دقائق طمعا في اجلاء النوم عن عيناي اللتان كانت محمرتان من أثر السهر و الشيشة بالليل ، عندها يكون حمزة في عداد النائمين ، للأسف فرغم كموديته و خفة دمه الا انه كسول جدا ينام كثيرا و يجلس كثيرا و يدخن كثيرا ، رغم أني لم أكن من مدخني السجاءر الا أني تعودت على رائحتها بسبب اجتماعي بحمزة كثيرا ، مرة أخرى نضحك لكن ليس عند المسبح و لكن عندما نقرر لعب كرة المضرب كرياضة برجوازية لا يجمعنا بها سوى الخير و الاحسان نحن القادميم من احياء هامشية لا تعرف من حضارة و تقدم البشر سوى البرابول كجهاز تكنولوجي يجلس متبجحا فوق سطوح بيوتنا التي لم تكتمل و لن تكتمل أبدا ، في الاصل ما هي الا مأوي نتكدس فيها بشكل مخجل ن لكننا مع ذلك نرضى بتلك الحياة و بنمط عيشنا هذا ، فمع ذلك نحن ابناء هذا الشعب قتونا من قوته ، و رفما حلاوة البستان فلن ننساه أبدا.



#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة موت
- ودعا أية
- عندما يسطع شمس الهند يحق لنا الافتخار و التقليد
- العالم بين 1929 و 2008 / 1
- مئة عام من العزلة : رواية الصراع بين الواقع و الخيال التي بي ...
- مئة عام من العزلة رواية الصراع بين الواقع و الخيال
- رجال في المغرب
- يعني
- البكور
- يوم مواطن
- سعيد
- خلف الأصوار
- حوار مع الكاتب و الصحفي المغربي المقيم بألمانيا محمد نبيل
- ممنوع .... و شكرا
- الاتصال ألية من أليات العولمة
- جلباب المستعمر
- أقزام زمن العولمة
- نحن و مستوى السيغار
- حب على ضفاف الجامعة
- الحب في زمن الزيت الغالي


المزيد.....




- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية
- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...
- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...
- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى العوزي - أوراق من زمان البستان