أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار منديل - تنامي روح القطيع في بعض الكيانات السياسية العراقية














المزيد.....

تنامي روح القطيع في بعض الكيانات السياسية العراقية


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفلسفة الرواقية الأغريقية تقول ان افضل وسيلة لتحريك الجماهير والسيطرة على اذهانهم هي زرع الخوف والأمل فيهم وهو نفسه ما كان يسميه العرب القدماء ( الترهيب والترغيب ) او ما يسميه الغرب حاليا ( العصا والجزرة ) . ولكن ذلك ليس كل شيئ فثمة اساليب اخرى لتحريك الجماهير استجدت في العصر الحديث .
فمثلا ما الذي يحرك الجماهير العراقية اليوم ؟ .. شبان مهووسون يقاتلون في صف واحد بحماس واندفاع ثم ينقلبون ليقاتلوا بعضهم بعضا بنفس مستوى الحماس والإندفاع ما الذي يحركهم ؟ او من الذي يحركهم ؟ .. وبالطبع فان هناك دائما اجابات جاهزة في الوقت الحاضر . واغلب الإجابات تقول ان الإحتلال هو من يزرع الفتنة ، ولكن هل الإحتلال لديه القدرة السحرية على دفع هؤلاء الناس ليقتل بعضهم بعضا ؟ او ليقتلوا ابناء جلدتهم ؟ ثم ان ذلك كان يحدث قبل الإحتلال . ومن يعرف تاريخ العراق الحديث يعرف ان ذلك حدث قبل وجود اي احتلال ، حدث في الأربعينات والخمسينات ، وحدث قبل ذلك وبعد ذلك ، ويحدث الأن يوميا في اكثر من مدينة من مدن العراق .
بداية يجب ان نعرف سايكولوجية الجمهور. فالجمهور او ( الشعب ) بالتعبير المتداول كان وما يزال يكتسب صفة القداسة في برامج وكتابات وبيانات الكثير من الكتل والتيارات السياسية العراقية . في حين ان الجمهور ( الشعب ) شيئ هيلامي لا يمكن تحديد ابعاده وصفاته وفقا لتلك الكتابات . فإذا كان الشعب هو مجموع سكان الدولة فإن سكان الدولة هم عبارة عن كتل مختلفة واحيانا متنافرة ومتضادة بل لا يحترم بعضها البعض الأخر ، لا يحترم مقدساته ولا خياراته و لا يعترف بها ، اي لا يعترف به ككيان له خصوصية ، وقد رأينا ذلك في تاريخ كثير من الدول ومنها العراق . وحتى لا نذهب بإتجاه بعيد عن موضوعنا فذلك موضوع منفصل يحتاج الى بحث خاص ، فلنعد الى موضوع الجمهور .
الأفراد ( كائنا من يكونوا ) عندما يندمجون بالجمهور يفقدون صفتهم الفردية وسايكولوجيتهم الفردية ويتحولون الى قطيع ، يجري وراء انفعالاته او وراء غرائزه او وراء الإطار الذي وضع نفسه ضمنه او العنوان الذي اختاره ، لذلك فان الدفاع عن ذلك الإطار او العنوان يتحول الى مسألة كرامة او دفاع عن الذات وخياراتها ، لذلك فإن البيانات الموجهة لذلك الإطار تجعل من ينتمي اليه يتحرك بروح القطيع وينعدم في هذه الحالة التفكير الفردي او التحليل الفردي الذي هو من عادة الأفراد كبشر طبيعيين ويبدأ التفكير بروح القطيع . لذلك فإن اول ما تفعله النظم الدكتاتورية او الفاشية هي قتل الروح الفردية لدى البشر بحجة انها روح انانية او تقف ضد الجماعة والجماعة في هذه الحالة هي ( القطيع ) .
ان الهوس في تقديس بعض القيادات السياسية لدى بعض الأفراد هو هوس مرضي بسبب كونهم انسلخوا من فرديتهم او ان هذه القيادات سلخت منهم فرديتهم ووضعتهم ضمن أطر ثابتة وتم تحويلهم الى صواميل ضمن ماكنة كبيرة يمكن تحريكها بالضغط على الأزرار حيث يتحركون عند الضغط على الأزرار بل يتقاتلون ويموتون عند الضغط على هذه الأزرار . واحيانا تدخل هذه الأزرار في صلب شخصية عضو القطيع . انها نوع من غسل الدماغ الجماعي لذلك فإنه ليس من الغريب ان يقاتل بعض الناس من اجل اهداف غامضة ويموتون من اجل اشياء مبهمة . فهم يموتون دون ان يعلموا لماذا يموتون كما تموت القطعان السائمة .
عندما تنصهر شخصية الفرد في الجماعة وتذوب في التنظيم يتحول ذلك التنظيم الى عقل ذلك الفرد وهذا ما يحدث في بعض الجماعات الدينية او السياسية المتطرفة والمتعصبة .
ان الجمهور- عندما يجتمع معا – هو كتلة صماء ليس لها عقل وانما لها غرائز ، فالجمهور في الملاعب الرياضية مثلاً يتعطل عقله في حين تنطلق غرائزه التي تتعلق باقدام اللاعبين والكرة التي تجري امامهم لذلك فان الزئير المرعب الذي ينطلق من جمهور الملاعب انما هو صراخ حيواني غرائزي لكيانات لم تعد تفكر وانما تستجيب لغرائز الإنسان البدائي الكامن فيها .
كما ان الكيانات السياسية او الدينية او الميليشيات المنغلقة تمنح اعضائها نوعاً من الرضا الذاتي بما يجعلهم يشعرون بالتميز وبأنهم يمتلكون صفات استثنائية لا يمتلكها الأخرون خارج كياناتهم . وهذا بالضبط ما تسعى الى غرسه بعض القيادات السياسية ولاسيما في الكيانات المتعصبة . وكلما ارتفعت قناعاتهم الى مستوى المقدسات كان ذلك افضل للقيادات لأنه من السهل في هذه الحالة تحريك الموالين بالإتجاه المرغوب لأنهم يكونون طيعين ومنقادين بل ومندفعين .



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجيرات الجامعة المستنصرية ومحاولة اغتيال طارق عزيز - ذكريات ...
- مدينة الصدر ..مدينة البؤس والغضب
- محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم - ذكريات شخصية
- تأسيس وتوحيد الدول وتفتيتها - العراق نموذجا
- المحاكمات السياسية في العراق - محكمة المهداوي نموذجا
- البحث عن المدينة الفاضلة
- البحث عن البطل المنقذ
- دور الشائعات في حياة المجتمع العراقي
- العولمة بين انصارها وخصومها
- الفساد في العراق... الوباء القديم الجديد
- الجامعه المفتوحه


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار منديل - تنامي روح القطيع في بعض الكيانات السياسية العراقية