أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - رعاياكم في الداخل ، رعاياكم في الخارج














المزيد.....

رعاياكم في الداخل ، رعاياكم في الخارج


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يشبه اليوم أمس ، أم لابد من مرور كل سنوات العمر كي ندرك أن تغييرا جرى ، أم نوهم أنفسنا بأن الأمس ولى ولا عودة له . من يعطيني صك يقين بأن ما يحدث اليوم سيزول من عراق الغد وأن الأمان والإطمئنان وسيادة القانون والديمقراطية والعقل والحق سيسود وهو قادم لا محالة .
إن الوجه الحضاري لأي امة هو شكل تعاملها مع أبنائها ، نسير في أي بقعة أوأي دولة يشدنا الرقي الحضاري المتمثل بسلوك الموظف في دائرته ، فأي موظف ومهما كانت درجة وظيفته ، سلوكه مع مراجعيه يعكس الوجه الحضاري لتلك الدولة فما بالك بالعاملين في السفارات والقنصليات فهم بالتأكيد الوجه والعنوان لدولهم التي يمثلونها .
بالأمس أي قبل عشر سنوات أحوجنا قدرنا الأحمق الى جوازات عانينا الأمرين ودفعنا الاف الدنانير وشيئا من كرامتنا لنحصل عليها إذ في حينها ارتأت دائرة الجوازات أن تسلم الجوازات المنجزة لصاحبها عبر شباك أرضي لا يصل اليه الأنسان ذو القائمتين الا بإحناء جذعه والنزول قريبا من الأرض بوجهه وشحمه ولحمه لتصل يده ليد الموظف الواقف تحت ليسلمه جوازه ، بالإضافة لسوء المعاملة والنرفزة الدائمة المنطبعة دوما في وجوه أغلب موظفي الجوازات المأمولين بالرشاوي ـ هذه للتذكير قبل عشر سنوات .
اليوم وبعد أن ذهبنا مرارا وبناء على توجيهات الفضائية العراقية وبعد إعادة اعلان الخبر عن توفر جواز فئة ( g ) ولحاجة أبنائنا الماسة لتجديد الجواز لإنتهاء اقامتهم وانتهاء العمل بالجواز القديم ولكونهم طلبة فهم بأمس الحاجة وبأسرع وقت لهذا التجديد لما يترتب عليه من إقامة غير مشروعة تجعلهم تحت طائلة القانون وقد تتسبب بحرمانهم من الدراسة التي ندفع مبالغ طائلة لها ، وإبعادهم عن البلد وتغريمهم ماديا ، والسفارة في كل بقاع الأرض ومن واجبها رعاية مصالح جاليتها . وعند الذهاب أبلغونا بعدم توفر فئة ( g ) وانما تتوفر فئة ( s ) وهي تصلح لمدة محدودة ولذا أجبر أولادنا على التقديم على هذه الفئة وأعطوهم موعدا بعد عشرة أيام لتسلمه . وعند الذهاب بعد الموعد المحدد وانتظار الموظف المسؤول عن تسليم الجوازات أخرج الطلب من تحت كومة من الملفات وكان آخرها مما صدمتنا الحالة وبعد طلبنا من الوظف المسؤول تحديد مدة لتسلم جواز فئة (s ) حدد موعدا لنا بعد اسبوعين ، وعندما سألناه عن ضمانة تسلمنا في الموعد المحدد أجابنا بلغة متعالية أنا لا أضمن قدرتنا على تسليمكم إياه بهذا الموعد ، وبعد قلقلة وفضح لسوء معاملته نادى علينا شاب في الشباك الذي جنبه تبين أنه استلم المعاملة ووضعها على الدرج ولولا مراجعتنا لها بعد خمسة عشر يوما لكان مصيرها (سلة الزبالة ) ، هل هذا هو التعامل الحضاري في قنصلية العراق ، وفي بلد يشهد انفجارا في البناء والتقدم .
سألته بعد أن استفزني موقفه ألم تشاهد البلاد التي أنت فيها ، لو أحتجت أي معاملة لوجدت الكل يرحبون بك ويساعدونك على انجاز معاملتك إبتداء من أعلى موظف ولآخر فراش في غرفة الشاي هذه للوافدين، أما مواطنيهم فلهم القدح المعلا ،
أما نحن العراقيين والذين لا حول لنا ولا قوة فما زلنا نعاني من كل أنواع الفسادات التي استشرت في عقول الكثير من أبناء العراق ،هذا البلد الأصيل والذي تضرب به الأمثال منذ فجر التاريخ بالتقدم والرقي ،بلد الرقم الطينية التي سُجلت عليها أهم القوانين وأروع الملاحم الأدبية ، مازال أبسط موظف عندنا بيروقراطيا فاسدا ومفسدا ، وعند قيام أي تحول سياسي لا يصعد لتولي الأمور سوى النخب الفاسدة التي لها القدرة على التلون والتكيف لكل الأزمنة والسياسات .
إن العراق الذي مرغته الدكتاتورية منذ فجر التاريخ بأبشع المجازر ووسمت خارطته بالدم ، من الشمال للجنوب مازال متمسكا بالدكتاتورية ولا أكثر دلالة على ذلك من تجيير الإنتفاضات والمقابر الجماعية التي انتزعت خيرة شبابنا وعلمائنا، ومازالت ، لفئة ولأسماء لم تقدم أكثر مما قدمه برئ أو بريئة من سكنة المقابر الجماعية .
متى نرى الوجه الحضاري للعراق في أسماء مدننا وشوارعنا وسفاراتنا.



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألف آه لنوروز
- نساء تحت الضوء
- مواضيع لا رابط بينهما
- آراء مُتعِبة
- الإعلام والعراقية
- عندما يسقط الشاقول عموديا (2)
- عندما يسقط الشاقول عموديا
- أفكار مبعثرة
- أسطورة
- الحوار المتمدن
- همساتٌ لكَ
- كلمات لا تحدها جدر
- المرأة والسياسة
- وطني
- نزيهة لن تموت
- منعطف
- صمتٌ
- يوميات امرأة حالمة
- طفولة ينقصها السلام
- الى ولدي


المزيد.....




- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - رعاياكم في الداخل ، رعاياكم في الخارج