أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مردخاي كيدار - لا يمل؟ يمل!














المزيد.....

لا يمل؟ يمل!


مردخاي كيدار

الحوار المتمدن-العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أجرى طاقم إخراج البرنامج الانتقادي الساخر ((لا يمل)) نقاشا حادا استمر حتى ساعات الصباح لأن حسن نصرالله أعطاهم الكثير من الإمكانيات لإنتاج فصول انتقادية كثيرة وهم الآن في حيرة لكثرة هذه الإمكانيات: هل يعرضون نصرالله وهو يطلق خطاب تحريضي ضد حكومة لبنان في قناة ان بي ان تحت غطاء الهدوء المزيف أو ربما نجح في انتحال هذا المظهر الهادئ بواسطة تدخل جراحي من نوع ما؟ هل سيكون هذا نصرالله الكربلائي العاشورائي الذي يسحق شاشات البلازما العملاقة بسلسلة من الخطابات التي لا تضيف شيء للمشاهد اللبناني على الصعيد الداخلي؟ أوهل سيكون هذا نصرالله الكانيبال الذي يمارس تجارة الأشلاء بأيديه الملطخة بالدماء بعد أن وصفه اللبنانيون بأنه ((فرانكنشتاين)) المتعطش للدماء الذي يربط تجارة الأشلاء بمصير لبنان؟

ولكن من المتوقع أن يتخلى طاقم إخراج ((لا يمل)) عن جميع هذه الأفكار خشية على حياتهم بالرغم من أن هناك إمكانية أنهم سيتحلون في لحظة الحسم بجرأة مخرجي ((بسمات وطن)) من قبل سنتين. كما هناك إمكانية أن قرارهم بعدم الالتفات إلى طاغية الشاشات الذي يعيش خارج العصر ينبع من أن سماحته لا يناسب عنوان البرنامج ((لا يمل)) لأنه في حقيقة الأمر يمل الجميع ويثير الاشمئزاز بل والقرف عندهم وهم جربوا نفاقه ويدركون بعض الحقائق المتعلقة به:

نصرالله يقدم نفسه وكأنه الحامي الوحيد للدولة اللبنانية ولكن آلاف الصواريخ التي استلمها من إيران وسوريا لا تدفع به إلا للمزيد من التحرش بالآخرين والمقامرة على مستقبل لبنان حتى بعد أن اعترف بأنه شخصيا كان من جر على شعب لبنان مصائب حرب تموز.
الثلث المعطل في الحكومة الذي يطالب نصرالله به باسم العدالة السياسية التي يستخدمها أيضا لدفع لبنان إلى هاوية الحرب الأهلية ليس إلا ثلثا يريد سماحته استخدامه كفأس لضرب رقبة الديمقراطية اللبنانية والاستقلال اللبناني ولتمهيد الطريق أمام إيران وسوريا لتسليط ((ديمقراطيتهما)) على بلاد الأرز.
ربما نجح نصرالله مع أسياده الإيرانيين والسوريين في إعادة بناء عضلات حزب الله وهو يهدد بحرب جديدة ، للدفاع عن لبنان طبعا. ولكن حزب الله لم يعيد بناء ما دمرته الحرب حيث أن الكثير من البيوت والبنى التحتية والاقتصاد في لبنان لا تزال في نفس حالها منذ انتهاء الحرب ، فأين الوفاء بالوعود الرنانة التي سمعناها طيلة الشهور بعد الحرب؟
حزب الله لا يضيع أي فرصة للإعلان أنه أعاد بناء قوته العسكرية بينما لا يزال المواطن اللبناني يدفع ثمن مغامرات سماحة الأمين العام دام ظله.
منذ حرب لبنان يخشى حامي لبنان الخروج من جحره الذي يختبئ فيه تحت الأرض ومن داخله فقط يجرؤ على الخروج بالخطب المسجلة ليطل على الجماهير من الشاشات العملاقة . أما في المناسبات القليلة التي خرج بها فعلا إلى نور الشمس نجد أن الجماهير هي التي تحميه بدلا من أن يكون هو حاميها ربما لأنه في حقيقة الأمر ((حراميها)). فقد خرج ((قائد المقاومة)) يوم السبت التاسع عشر من كانون الثاني كالفأر من جحره ، اختطف قطعة جبنة من طعم العلاقات العامة وهرع إلى ما وراء الجدران ليستخدم آخر صيحة التطور التكنولوجي للغرب الكافر ليبث عبرها خطابه الناري بمناسبة العاشر من محرم.


لقد أدرك اللبناني السليم العقل أن مصير لبنان على كفة الميزان لأن مستقبل المؤسسة السياسية اللبنانية والمحكمة الدولية وانسجام لبنان في التطورات السياسية والاقتصادية الإقليمية ، موجودة اليوم تحت رحمة بهلوان شاشات البلازما الذي يستمد علمه وخبرته وأجندته من لدن ملالي قم ومراجع نجف. ربما يتمكن البعض من مقارنة مسرحية نصرالله بدور صدام حسين في تمثيليته عام 2003 قبل أن سقط من المنصة إلى مزبلة التاريخ. ما بقي للبنانيين هو التأكد من متانة المنظومة السياسية اللبنانية كي تتمكن من الصمود أمام محاولة ((عرقنتها)) كليا وإغراقها في مستنقع الحرب الأهلية مجددا. من المؤكد أن نصرالله سينزل عاجلا أم آجلا من المسرح السياسي اللبناني وليس للبنانيين إلا أن يتأكدوا من أن رؤياه الهدامة لمستقبل لبنان ستختفي للأبد قبل أن تهدم لبنان المعاصر المستنير الديمقراطي.



= = =



مردخاي كيدار – محاضر في قسم الدراسات العربية وباحث في معهد بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان – إسرائيل




#مردخاي_كيدار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماهير الشارع وأمين عام الشاشة
- سؤال يثير الحيرة عن إيران
- يسرح لبنان من الخدمة الإلزامية الإيرانية
- الدستور وأشلاء العراقيين
- المستضعفات على الأرض
- أختي, من هنا تبدأ الدائرة!!
- نعش عرفات بين نظام القاهرة وعفوية رام الله
- الحياة في الوطن العربي وجودتها – أرخص بضاعة في العالم. لماذا ...
- رسالة مفتوحة الى اللاجئين الفلسطينيين عن النظرة الاسرائيلية ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر لحظات إطلاق النار في حرم جامعة ولاية فلوريدا
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
- روسيا تستعرض درونات ومعدات عسكرية جديدة في بغداد
- وسائل إعلام: واشنطن ستسحب مئات الجنود من قواتها في سوريا
- اكتشاف طبي ثوري: علاج جديد لمرض باركنسون باستخدام الخلايا ال ...
- مقتل نحو 40 في هجوم للجيش الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي ...
- كولومبيا.. 3 قتلى و26 مصابا بتفجيرات استهدفت قوات الأمن
- مجموعة من العسكريين الأوكرانيين تستسلم في كورسك
- يوتيوبر أمريكي يواجه تمديد احتجازه في الهند بعد مغامرة خطيرة ...
- واشنطن تعلق على مصير سفينة قمح متجهة من أراضيها إلى اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مردخاي كيدار - لا يمل؟ يمل!