جواد الحسون
الحوار المتمدن-العدد: 2126 - 2007 / 12 / 11 - 08:29
المحور:
الادب والفن
في الشارع الترابي المنفرد .. قررت ان اتتبع رسم خطاها متخذا من الثقوب التي يدحثها كعب حذائها المدبب دليلا لوجهتي .
تنحرف صوب النهر .. تتوسط الطريق وتتحاشى بركة ماء احدثها مطر الليلة الماضية .
تنحرف يمينا. . ثم يسارا .. سأضل الطريق ..؟ الى أي جهة ستمضي ..؟ اليمين ام اليسار ..؟ لم يعد ذلك ذا اهمية لانني حتما سأضل الطريق .
اخر نقش لكعب حذائها يبعد عن اسفلت الشارع الاسود خطوة واحدة. آه .. ماذا لو بعد الشارع بضعة اشبار ..؟ بضعة اشياء ..؟ لكانت لي معها خطوتان .. ربما ثلاثة .. المهم كنت سابقى معها ولا يهم كم ..؟ وكيف ؟
صرت اتخيل .. اجتهد الاتجاهات .. على الاغلب انها قررت العبور الى الجهة الاخرى .. كانت نظراتي تلتهم الارض .. عبر اشياء لم أألفها من قبل .
صوت يقول .. أهدأ .. ستكون بخير وتغادر هذا الوحل ... الوحل ؟ لا يمكن ان يترك اثراً لكعب حذاء ...؟
اشياء مبهمة .. لم يعد الشارع اسفلتاً .. الشارع اجساد مرصوفة .. مثقوبة .. في الصدر .. في الظهر .. وفي العينين .. صرت اسير فوق عيون لم تغمض قط .
انتشر الاثر في الارض .. صار بكل اتجاه .. بكل مكان .. آخر نقش اهتديت له كان عميقا .. عميقا جدا .. كان بعمق المسافة التي قطعتها .. فهويت .. وصرت اثرأ يقتفى .
#جواد_الحسون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟