في الذكرى السنوية الخامسة لانتفاضة أكتوبر 2019، شعار (كل السلطة للجماهير المنتفضة)


مؤيد احمد
الحوار المتمدن - العدد: 8119 - 2024 / 10 / 3 - 02:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

في الذكرى السنوية الخامسة لانتفاضة أكتوبر 2019
شعار (كل السلطة للجماهير المنتفضة)

مؤيد احمد

ان ذكرى انتفاضة أكتوبر هي، قبل أي شيء، ذكرى المئات من الشابات والشباب والمنتفضين من مختلف الاعمار الذين قُتلوا على ايدي قوى الأمنية والقمعية والميليشية للنظام البرجوازي الإسلامي والقومي الحاكم. ستبقى ذكراهم حية في قلوبنا وقلوب الجماهير المنتفضة من الشبيبة والمفقرين والمضطهدين.
لم تتحقق اهداف الانتفاضة في الخلاص من النظام، وإيجاد التغيير الثوري، في حياة العمال والشبيبة والنساء، وكسب الحرية والرفاهية والمساواة، وذلك بسبب قمع النظام الوحشي لها، وضعف الانتفاضة السياسي والتنظيمي. غير ان تلك الأهداف بقت في اجندة التاريخ وتطرح نفسها باستمرار وبإصرار اكبر في لحظات الحقبة الحالية التي يمر بها العراق.
ان شعار(كل السلطة للجماهير المنتفضة) كان شعار حركة حية على ارض الواقع تم صياغته ورفعه في خضم هذه الحركة، أي الانتفاضة، وبالارتباط معها، وكإحدى لحظاتها، أي في قلب الحدث السياسي الجماهيري الذي لم يسبق له المثيل في تاريخ العراق الحديث، وكجواب على احدى اهم مسائلها السياسية الملحة.
رُفِعَ الشعار من قبل خط ماركسي ثوري منظم؛ منظمة البديل الشيوعي في العراق، التي تأسست قبل هذا الحدث بعام واحد فقط، والهدف منه هو التعبير السياسي المكثف والواضح والصريح، وبشكل يفهمه الجميع، عن الرد على مسالة سياسية آنية وملحة ومهمة للغاية طرحتها الانتفاضة على بساط تاريخ الصراع السياسي الطبقي في العراق، الا وهي مسألة السلطة السياسية التي يقاس انتصار او عدم انتصار أي انتفاضة ثورية بمدى حسمها لصالحها.
كانت الانتفاضة والشبيبة الثائرة تدعو الى رحيل النظام ولكن القسم الأكبر منهم لم يكونوا مقتنعين بتنظيم نفسها في المجالس كأداة سلطة سياسية ولا بكل اشكال التنظيم، وهكذا وفي قرارة نفسها كانت الانتفاضة تترك السلطة ما بعد رحيل النظام لمصير مجهول ولقوى خارجها، وهذا بسبب افتقارها لرؤية سياسية واضحة تخدم مصالحها.
ان وقت الانتفاضات الثورية ثمين للغاية ولا يقاس وفق الوقت المعتاد في الأيام الروتينية، فإما ان تقدم الانتفاضة وبسرعة على تحقيق المهمة الرئيسة في جدول اعمالها التاريخي بشكل حازم، او تكبل ايديها بالأعمال التفصيلية والمراوغة في مكانها، وبالتالي تنتظر الاطروحات السياسية البائسة للإصلاحيين المساومين مع قوى السلطات، وتترك مصيرها لقوى الثورة المضادة الإسلامية والقومية والليبرالية داخلها كي تتلاعب به. وهذا ما حدث فعلا لانتفاضة أكتوبرولم تكن قادرة على انجاز مهمتها الرئيسية.
كان هذا الشعار على الأرض الواقع وبشكل فعلي دعوة صريحة كي تقدم الانتفاضة على العمل كسلطة سياسية في البلاد وذلك عبر تنظيم نفسها في المجالس الجماهيرية الثورية في جميع محافظات العراق وعلى صعيد محلات العيش واماكن العمل.
انه من المعلوم والشواهد التاريخية تثبت ذلك، ان الانتفاضات الثورية لجماهير العمال والكادحين والمفقرين والنساء المضطهدة لا يمكنها ان تنجح بدون تسلحها برؤية سياسية طبقية تخدم مصالحها الطبقية المستقلة في التحرر، ولا تكسب أهدافها الثورية بدون تنظيمها الطبقي المستقل أي حزبها الشيوعي الثوري.
عندما تقدم الجماهير على الانتفاض الثوري فعلى الماركسيين ان يطرحوا هذه الحقائق بشكل واضح وصريح، ويعملوا من اجل تطور الحركة الطبقية المستقلة للبروليتاريا، ليس فقط داخل المجتمع، انما أيضا داخل أوساط الانتفاضة.
ان شعار (كل السلطة للجماهير المنتفضة) ذو صلة وثيقة بهذه المهام الطبقية البروليتارية المستقلة في قلب حركة جماهيرية ثورية واسعة اسمها انتفاضة أكتوبر.
1 أكتوبر 2024