في الذكرى السنوية السادسة لتأسيس منظمة البديل الشيوعي في العراق


مؤيد احمد
الحوار المتمدن - العدد: 8052 - 2024 / 7 / 28 - 12:22
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية     

مؤيد احمد

منذ تأسيس منظمة البديل الشيوعي في العراق يوم 25 تموز 2018 عبر الاعلان عن بيانها التأسيسي، وخوضها لنضال دؤوب والتغلب على شتى العوائق التي اعترضتها، استطاعت هذه المنظمة ان تستمر بثبات، رافعة راية الماركسية الثورية والشيوعية الأممية، بكل جراءة وحزم، وتشق طريقها النضالي على صعيد العراق من اجل تحقيق أهدافها السياسية والاجتماعية الاشتراكية والاممية المعبرة عنها في هذا البيان.
ترسّخ موقع منظمة البديل الشيوعي واستمر بالارتباط مع نضالات جماهير العمال والكادحين والنساء المضطهدات والشبيبة التحررية، وأهداف هذه الجماهير في الحرية والمساواة والرفاهية. وهذا ما جعل المنظمة تتسم بطابع هذا القطب الطبقي الاجتماعي، وديناميكيته السياسية والفكرية والتنظيمية. وان تمسكها بالنظرية والمنهج الماركسي واستخدامها الحي لهما، في نضالها، وبالأخص في الرد على معضلات ومسائل الصراع الطبقي الجاري في العراق، ومحطات المسيرة النضالية التي اجتازتها جماهير الشغيلة والمفقرين والمضطهدين، وفي ميدان أسلوب العمل التنظيمي الشيوعي، جعلها ان تكون فصيلا شيوعيا امميا وخطا ماركسيا ثوريا واضح المعالم داخل هذا القطب الاجتماعي، وبالتالي اكثر استعدادا اليوم لإنجاز مهامها.
يمر النظام الرأسمالي الامبريالي العالمي، بما في ذلك النظام الرأسمالي في العراق ومنطقة الشرق الأوسط، بأزمات اقتصادية وسياسية متعددة، فالإفقار والبطالة وتدهور الخدمات العامة، جعل من حياة معظم الجماهير مليئة بالمشقات والمصاعب، وبشكل متزامن، باتت الفاشية والتيارات السياسية النيو فاشية والقومية والدينية واحزابها تتنامى بقوة وبوتائر متسارعة. هذا وان وتيرة انحطاط أيديولوجيا البرجوازية فاقت جميع مراحلها السابقة.
وبالتزامن مع ذلك، و كجزء من العلاقات الاقتصادية لرأس المال والمنافسة الدائرة فيما بين رأس المال القومي للبلدان المختلفة وتكتلاته الاقتصادية العالمية والإقليمية، تتفاقم الصراعات الجيوسياسية داخل هذه المنظومة الاقتصادية والدولية. ان الحروب الناجمة عن هذه الصراعات اصبحت تهدد البشرية، وان النظام الرأسمالي نفسه بات، ومنذ عقود، المسبب الاول للكوارث البيئية المدمرة التي تهدد الحياة على سطح كوكبنا. كما وان حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين في قطاع غزة والمجازر المستمرة في الضفة الغربية، والحرب الاهلية في السودان، والحرب في أوكرانيا، تجليات مأسوية لهذه الصراعات الجيو سياسية والجيو اقتصادية.
وسط هذه الأوضاع، فإن النضال من اجل تحقيق البديل الاقتصادي الاشتراكي لسيطرة راس المال والنظام الرأسمالي، و تبني سياسة واستراتيجية ثورية على أساس طبقي مستقل، وخوض النضال السياسي بوجه الدولة والأنظمة والتيارات السياسية على هذا الأساس، دون الانجرار وراء التشوهات الشعبوية والديماغوجية البرجوازية والنظريات المتنوعة للإصلاحيين البرجوازيين وأفكار القوميين والدينيين الرجعية، والتمسك بالنظرة المادية الماركسية في التعامل مع السياسة والفكر والصراع الاجتماعي، هو من جملة ما يتطلبه تطوير الحركة العمالية والاشتراكية المعاصرة في بلدان العالم المختلفة ومنها العراق، وهو من مميزات الخط المتمثل بمنظمة البديل الشيوعي.
ان تبني استراتيجية توحيد نضال جماهير الطبقة العاملة والكادحين والنساء المضطهدات والشبيبة على صعيد العراق، وعلى أساس المصالح الطبقية المشتركة لها، في حركة سياسية جماهيرية ثورية بوجه راس المال وممثليها السياسيين القوميين والإسلاميين والطائفيين، ونظامهم الفاسد والمحاصصاتي هو الشرط الضروري لإنجاح هذه المساعي الثورية، وهو احد علائم ما يميز الخط الماركسي لمنظمة البديل الشيوعي عن جملة من الأحزاب والمنظمات التي تدعي الشيوعية ولكنها بقت في احضان السياسة البرجوازية القومية والطائفية.
كما، وان تطبيق نمط وأسلوب العمل والتنظيم الشيوعي، الذي بات مُدّعو الماركسية والشيوعية لفظا غرباء عنه، يشكل احدى مهام وميادين التحدي بالنسبة لمنظمة البديل الشيوعي لبناء حزب سياسي شيوعي جماهيري مرتبط بمصالح جماهير العمال والكادحين ونضالها التحرري.
ان استمرار النظام السياسي القومي والإسلامي المحاصصاتي والميليشياتي الفاسد في البلاد، وقمعه المنظم للجماهير ونضالاتها، ونهبه لثروات البلاد، ودوره في اخضاع مصالح المجتمع الأساسية لصالح الدول الامبريالية والأقطاب الإقليمية، بالأخص ايران وأمريكا، يشكل مصدرا رئيسيا لاستياء وغضب الجماهير. إن نضالات الشبيبة والجماهير التحررية لإحداث التغيير الثوري في نظام الحكم، يشكل ميدانا مهما لنضال التيار الماركسي والحركة الشيوعية من اجل انتصار هذه النضالات، وللحيلولة دون الاجهاز عليها من قبل احزاب المعارضة البرجوازية والتيارات النصف إصلاحية المشبعة بروح الخنوع للنظام البرجوازي القومي والإسلامي.
هذا، وان تقوية النضال التحرري النسوي يشكل احدى اهم علائم ما يميز نضال التيار الماركسي وخط منظمة البديل الشيوعي عن جميع الأحزاب البرجوازية، وقسم كبير من اليسار. وان النضال من اجل الخلاص من النهب و الفساد و فرض تامين الخدمات العامة الاجتماعية والصحية والتعليمية هي الأخرى، احدى ميادين النضال الأساسية المباشرة بالنسبة لمنظمة البديل الشيوعي.
ان منظمة البديل الشيوعي دخلت معترك النضال في هذا العهد، وفي خضم تلك الأوضاع وكجزء من مساعي البروليتاريا الاشتراكية في العراق والمنطقة لإيجاد التغيير الثوري والاشتراكي. ان أي صعود للحركة الشيوعية في العراق مجددا، وأي تقدم قد يحصل في الموقع النضالي الذي تشغله منظمة البديل الشيوعي في العراق، وفي بلد اصبح، منذ عقود، مركز اشتداد الصراع الجيو سياسي العالمي والإقليمي، سيترك تأثيره، لا محال، على نطاق المنطقة برمتها لتقوية الحركة الشيوعية الصاعدة فيها.
نحن ماضون بحزم في هذه المسيرة النضالية، وفي الذكرى السنوية السادسة لتأسيس منظمة البديل الشيوعي، نتقدم بخالص تهانينا، للطبقة العاملة والجماهير الكادحة في العراق، وللحركة العمالية ونشطائها الشيوعيين وجميع التحرريات و التحررين والداعين للمساواة في العالم. كما ونتقدم باحر التهاني الى جميع الرفيقات والرفاق أعضاء المنظمة وأصدقائها ومؤيديها.
هذا، وندعو جميع الشيوعيين والبروليتاريين الاشتراكيين وجماهير العمال والكادحين وجميع المضطهدين و التحررين الى توحيد النضال في صف حزبي منظم صوب تحقيق المهام العظيمة التي امامنا.
24 تموز 2024