إزدواجيّة خطاب و تواطؤ الحكومة المكسيكيّة في ما يتّصل بالإبادة الجماعيّة في غزّة


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 8021 - 2024 / 6 / 27 - 01:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

- لسان حال المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك Aurora Roja الفجر الأحمر -
جريدة " الثورة " عدد 859 ، 24 جوان 2024
https://revcom/us/en/duplicity-and-complicity-mexican-government-relation-genocide-gaza

ملاحظة الناشر : البيان التالى مقتطف من مدوّنة " الفجر الأحمر " ، لسان حال المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك . ) و النصّhttps://aurora-roja.blogspot.com/2024/06/la-duplicidad-y-complicidad-del.html(
revcom.us الأصلى صدر باللغة الإسبانيّة و قد ترجمه إلى الأنجليزيّة متطوّعون من موقع أنترنت
---------------------------------
من البداية ، تبنّت الحكومة المكسيكيّة إزدواجيّة الخطاب و التواطؤ في ما يتّصل بالإبادة الجماعيّة الجارية في غزّة و التي ترتكبها إسرائيل و تموّلها و تسلّحها أيّما تسليح إمبرياليّة الولايات المتّحدة . و قد كانت لسكرتير وزير خارجيّة المكسيك ) في خضمّ الإبادة الجماعيّة الجارية و ذلك بمناسبة عيد إستقلالwww.gov.mx الجرأة على تقديم التهاني إلى إسرائيل (
المعلن سنة 1948 إبّان النكبة التي قام الصهاينة خلالها بالإغتصاب و التعذيب و المجازر في حقّ العديد من الفلسطينيّين و الفلسطينيّات ، بما لا يقلّ عن 31 مذبحة موثّقة ، و طردوا بالعنف ما يناهز المليون فلسطيني وفلسطينيّة من ديارهم و أراضيهم ، و دمّروا قراهم لينشؤوا دولة إسرائيل العنصريّة للتفوّق اليهوديّ .
و بدوره ، الرئيس المكسيكي أندراس مانوال أوبرادور ( أملو) قد رفض إدانة الإبادة الجماعيّة ، فما بالك بقطع العلاقات مع إسرائيل و قد أعلن نفسه " محايدا " في ما يتعلّق ب " النزاع " في غزّة . محايدا تجاه إبادة جماعيّة ! هذا غير مقبول تماما ! و في الوقت نفسه ، قد أخفى تواطأه مع الإبادة الجماعيّة بالدعوة إلى " السلام " و " إيقاف إطلاق النار " ( و هذا قد إقترحه بنفاق حتّى جو بايدن الإبادي الجماعي ، رئيس الولايات المتّحدة ).
و الآن ، إزاء الإحتجاجات المتّسعة أبدا ضد الإبادة الجماعيّة ، في كلّ من المكسيك و حول العالم ، طالبت الحكومة المكسيكيّة شكليّا بالتدخّل في السيرورات التي إفتتحتها محكمة العدل الدوليّة في لاهاي بفضل الدعوة التي تقدّمت بها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل متّهمة إيّاها بإرتكاب إبادة جماعيّة في غزّة " ( جريدة " لاخرنادا " ، 29 ماي 2024 ) . و قد وقع تأويل ذلك من قبل الكثيرين على أنّه إلتحاق بالدعوة ضد إسرائيل لإقترافها إبادة جماعيّة ، لكن هذا ليس سوى حركة إشهاريّة مثيرة للظهور بمظهر من يفعل شيئا . و في الوقاع ، الحكومة المكسيكيّة لم تطالب سوى ب " التدخّل من أجل المساهمة بوجهة نظرها في تأويل مبادئ القانون الدوليّ ". و قد كان رئيس المكسيك حتّى أوضح في اليوم التالي عندما قال " سنتبنّى موقفا حياديّا في التنديد بإسرائيل " و إنّهم لن يدينوا أيّ إدانة إسرائيل لإبادتها الجماعيّة ، و لن يقرّوا حتّى بحصول إبادة جماعيّة و تواصلها ( جريدة " لاخرنادا " ، 30 ماي 2024 ) ، محاججا أنّه بهذه الطريقة وحدها يمكن أن تتمّ المساهمة في إيقاف إطلاق نار و في السلام .
أكذيب ! المعارضة الحقيقيّة الوحيدة للقتلة المنفّذين للإبادة الجماعيّة هي التنديد المتنامي و الكفاحي بالإبادة الجماعيّة التي تقترفها إسرائيل/ الولايات المتّحدة ، من طرف ملايين الناس حول العالم ما إضطرّ حكومات إلى على الأقلّ تبنّى معايير مزدوجة في الوعود ب " السلام " و هراء مشابه . إعلان موقف " محايد " بشأن مثل هذه الإبادة الجماعيّة البديهيّة التي يتمّ إقترافها أمام أعين كامل العالم لا يعدو أن يكون إلاّ تواطؤا .
و ينبع تواطؤ هذه الحكومة من تبعيّتها إلى إمبرياليّة الولايات المتّحدة ، رغم خطابها " الوطني " الزائف . الولايات المتّحدة هي القوّة الإمبرياليّة الأساسيّة التي تهيمن و تستغلّ الشعب في المكسيك ، و في المكسيك الممثّلون السياسيّون للرأسماتليّين الكبار ( مثلما هو حال جميع الأحزاب الإنتخابيّة ، رغم الخصومات بينها ) تفهم فهما جيّدا أنّه لا يتعيّن أن تمضي بعيدا في مناقضة المصالح الأكثر جوهريّة لإمبراطوريّة الولايات المتّحدة في العالم . و للدولة المكسيكيّة مصالحها الخاصة في الحفاظ على روابطها مع النظام الصهيوني في إسرائيل : فالشركات الإسرائيليّة تزوّدها ببرامج التجسّس مثل بيغاسوس ، و كذلك ببرامج المراقبة المتقدّمة و الروبوتات التي إستخدمها الجيش المكسيكي للتجسّس على و مهاجمة الذين ينقدون أو فقط يضعون موضع السؤال الحكومة و الجيش ( حتّى كارمن أرستاغى ! ) .( أنظروا " “Ejército de Bots: las operaciones militares para monitorear las críticas en redes sociales y manipular la conversación digital” [Army of Bots: military operations to monitor criticism on social networks and manipulate digital conversation], among other investigations, ضمن أبحاث أخرى ، على موقع r3d.mx ).
إذا أردتم حقّا أن توقفوا إبادة الجماعيّة في غزّة ، التي تقترفها الصهيونيّة و الإمبرياليّة الأمريكيّة ، عليكم أيضا أن تفضحوا تواطؤ و حكومتكم " الخاصة " المكسيكيّة و إزدواجيّة خطابها .
و عدم القيام بذلك يعدّ أيضا تواطؤ .

Aurora Roja
Voice of the Revolutionary Communist Organization, México
[email protected] | aurora-red.blogspot.com