أرقام قياسيّة مسجّلة على الأرض و في البحر : الكوكب يغلى غليانا بسبب النظام الرأسمالي - الإمبريالي – الثورة وحدها هي التي توفّر مستقبلا للكوكب و للإنسانيّة


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 13:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

أرقام قياسيّة مسجّلة على الأرض و في البحر : الكوكب يغلى غليانا بسبب النظام الرأسمالي - الإمبريالي – الثورة وحدها هي التي توفّر مستقبلا للكوكب و للإنسانيّة
جريدة " الثورة " عدد 855 ، 27 ماي 2024
https://revcom.us/en/heat-records-smashed-land-and-sea-planet-boiling-because-capitalist-imperialist-systemonly

طوال عدّة عقود كان كوكبنا ، الأرض ، يشهد إرتفاعا في حرارته ، رئيسيّا بسبب حرق الوقود الأحفوري من قبل النظام الرأسمالي – الإمبريالي . لكن ارتفاع الحرارة العهالمي عرف قفزة . ففي كلّ يوم من أيّام السنوات الفارطة ، كانت حرارة المحيطات تسجّل أرقاما قياسيّة أرفع فأرفع في ذلك اليوم . (1) و فى كلّ شهر من الأشهر ال11 الماضية ، كانت حرارة الهواء أرفع في معدّلها ممّا كانت عليه في ذات الشهر في السنوات السابقة المسجّلة تاريخيّا . تغيّر المناخ يخنق بلا هوادة و بشدّة كوكبنا .
و لطالما أعرب علماء المناخ أنّه سيكون من الخطر الشديد إذا بلغت حرارة الكوكب حرارة عالية تمتدّ على عدّة سنوات ب 1.5 جرجة سلسوس ( 2.7 درجة بسلّم فارنهايت المستخدم في الولايات المتّحدة ) فوق مستوى أواسط القرن الثامن عشر حينما إنطلق التصنيع على نطاق واسع . و طوال ال12 شهرا الماضية ، معدّل الحرارة العالميّة كان 1.58 درجة سلسوس فوق هذه المستويات . و هذا ليس بعدُ دائما لعدّة سنوات – إلاّ أنّه يحدث الآن بمنتهى الشؤم .
عالم بيولوجيا بحريّة حول إرتفاع حرارة الكوكب : " إنّه غليان للكوكب ، و ليس مجرّد ارتفاع في الحرارة العالميّة "
إنّ لإرتفاع الحرارة هذا تأثير هائل على الكوكب و سكّانه . ارتفاع حرارة الهواء بقتُل الناس بعدُ عبر الكوكب ، الآن . تغيّر المناخ يثير حاجة ماسة إلى التغييرات الجوهريّة و التحرّك الإستعجالي ، في زمن يقع فيه بعدُ النظام الرأسمالي – الإمبريالي في أزمة شديدة و تمزّق شديد أيضا .
إنّ التغيّر المناخي الممزوج مع تدمير الإمبرياليّة لبلدان جنوب الكوكب بواسطة الحروب الرجعيّة و الإستغلال يدفع عدّة ملايين من الناس إلى القلاع الإمبرياليّة بحثا عن مكان أين يكون بوسعهم الحياة . و الذين يتدبّرون أمرهم للبقاء على قيد الحياة رغم الرحلات الخطيرة – مواجهين الموت في البحار أو بفعل حرارة الصحارى – يواجهون قمعا شديدا و تعبأة فاشيّة تُنكر حقوقهم في الوجود .
قريبا جدّا سنكون على " حافة ما يمكن للبشر تحمّله "
إنّه متوسّط حرارة الكوكب هو الذى يحدّد الأرقام القياسيّة المسجّلة – بعض الأماكن أبرد من المعدّل ، و بعضها أسخن منه بكثير . لكن فقط في الأيّام الخمس الأولى من شهر ماي 2024 ، تجاوز 70 بلدا الأرقام القياسيّة المسجّلة في الحرارة : تيلاندا و فيتنام و الهند و الفليبين و المكسيك و غيرها من البلدان .
و في البلد الأفريقي ، مالي ، بلغت مدينة 119 درجة ما يمكن أن يُعتبر أعلى درجة حرارة سُجّلت أبدا في أفريقيا . و هذا المستوى من الحرارة قاتل . كبد الإنسان و كليتيه تكفّان عن العمل و دماغه ينتفخ .
قال عالم مناخ يدعى كسوندسيدا غيغما مقيم في أفريقيا : " إنّنا متعوّدون على الحرارة غير أنّنا لم نعرف أبدا هذا المستوى الأقصى . قريبا جدّا سنكون على المحكّ نفسه ، على الحدّ ذاته لما يمكن للبشر أن يتحمّلوه عمليّا ". (2)
التدمير الكبير للأرصفة المرجانيّة
لقد تسبّبت حرارة المحيط الخارقة للعادة في أكبر و أوسع تقليص في الأرصفة المرجانيّة التي هي حيويّة لحياة المحيطات حول العالم . و يحدث التقلّص لمّا تصبح الأرصفة المرجانيّة تحت الضغط جرّاء ارتفاع الحرارة بحيث أنّ الطحالب التي تعيش في نسيجها و هي المورد الأساسي لغذاء المرجان وهي تعطيه اللون اللامع ، تموت . و في ألسبوع الفارط ، جاء في تقرير للإدارة القوميّة للمحيطات و الجوّ أن تقريبا ثلثي الأرصفة المرجانيّة عالميا تضرّرت فقط في السنة الماضية – و هذه النسبة المئويّة في ارتفاع .
الأرصفة المرجانيّة جميلة وهي أيضا تغذّى ما يقدّر بربع الأنواع افى المحيطات في نقطة معيّنة من دورات حياتها . و دون أرصفة مرجانيّة عديد أنواع الأسماك و الحياة البحريّة الأخرى مصيرها الموت .
و أبعد من الأرصفة المرجانيّة ، تتسبّب الحرارة في ضرر هائل لجميع الحياة في المحيطات . فالماء المرتفع الحرارة يحتوى على أوكسيجين أقلّ و هذا يتسبّب في موت خاصة الكائنات البحريّة الصغيرة التي تمثّل غذاء الأسماك و الثدييّات البحريّة . " الكوكب يشهد غليانا و ليس فقط ارتفاع حرارة ." هذا ما صرّح به عالم بيولوجيا بحريّة من تايلندا .
مشكل نظام
سنة بعد أخرى ، يُقدّم علماء المناخ أدلّة على أنّ كوكب الأرض ترتفع حرارته إرتفاعا خطيرا و على أنّ حرق الوقود الأحفوري يجب أن يقع تقليصه بشكل صارم .... فالمزيد من الناس يموتون و المزيد من الطبيعة تتدمّر بفعل تغيّر المناخ ... و تجتمع حكومات الكوكب من أجل " محادثات عن المناخ "... و سنة بعد أخرى ، إنتاج و نقل و حرق الوقود الأحفوري يتواصل في الإرتفاع .
و يُعزى هذا إلى كون الوقود الأحفوري جزء حيويّ من أسس النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي . و الذين يسيّرون هذا النظام لن يوقفوا – و ليس بوسعهم أن يوقفوا – إستخدام هذا الوقود الأحفوري . لذلك تغيير المناخ مشكل نظام . و من أجل نظرة عميقة إلى لماذا ذلك كذلك و كيف أنّ الولايات المتّحد تلعب دورا بحجم غير عادي في تغيير المناخ ، عليكم بالتوجّه إلى هنا (https://revcom.us/en/worse-fine--print--trickery-bidens-imperialist-climate-bill-devil-lies-big-picture) للحصول على فضح هام من ريموند لوتا لقانون البيئة الذى أصدره بايدن .
نظام يضع في المصاف الأوّل الأرباح بالنسبة إلى المؤسّسات الرأسماليّة و السيطرة الجغرافيّة الإستراتيجيّة على الكوكب على حساب ما إذا كان كوكب الأرض سيكون قابلا لحياة الإنسان عليه نظام لم يعد بإمكاننا السماح له بمواصلة تسميم الكوكب . و مثلما وضع ذلك بوب أفاكيان في ما نشره على وسائل التواصل الاجتماعي في العدد الثالث من الثورة :
"إلى متى يمكننا أن نسمح بمواصلتهم القيام بما يقومون به – إلى الشعب هنا و إلى الشعوب عبر العالم قاطبة ؟ إلى متى ؟ لماذا علينا القبول بهذا في حين أنّ هناك طريقة أخرى تماما و أفضل بكثير يمكن أن يكون عليها العالم ؟ "
من أجل نظرة و خطّة شاملتين و ملموستين لمثل هذا العالم المختلف راديكاليّا و الأفضل ، ألقوا نظرة على " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفه بوب أفاكيان و على " نحتاج و نطالب ب : طريقة جديدة تماما للحياة ، نظام مختلف جوهريّا " ،بيان للشيوعيّين الثوريّين ( revcoms ) .
---------------------------------------------------------------
و من الثورة عدد 19 ، " أجل ، من الممكن حقّا إنشاء عالم مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير ! " @BobAvakianOfficial :
" هذا النظام الرأسمالي الذى نحن مضطرّون الآن إلى العيش في ظلّه قد تطوّر منذ فترة طويلة إلى نظام إستغلال و إضطهاد عالمي هو النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و هذا النظام فات أوانه منذ زمن بعيد – إنتهت مدّة صلوحيّته منذ وقت طويل ، و منذ وقت طويل إنتهت صلحيّته في التمكّن من النهوض بأيّ دور إيجابي .
و إليكم الحقيقة الأعمق و الأكثر أساسيّة في كلّ هذا : مع كلّ الفظائع الحقيقيّة جدّا الذى عناها ذلك ، فإنّ تطوّر المجتمع الإنساني ، إلى الرأسماليّة و خلالها ، أنشأ أساسا لقيام عالم خال من جميع هذه الفظائع . و الآن يتوفّر أساس – أساس تكنولوجي و معرفي و علمي - لإيجاد حياة كريمة و ثريّة بإستمرار و بطريقة شاملة لكافة البشر على كوكب الأرض هذا، دون أي إنقسامات إضطهاديّة في صفوفهم .
و يتوفّر أساس تحوّل البشر أخيرا إلى رعاة للأرض ككلّ .
و القوّة الأساسيّة التي تمنع هذا من تحقيق هذا في الواقع هي هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يحكم هذه البلاد و يهيمن على العالم . و يتعامل هذا النظام مع القدرة الإنتاجيّة و المعرفة الإنتاجيّة للبشر على أنّها " ملكيّة خاصة " ، ملكيّة أقلّية ، في حين أنّه تمّ إنتاجها بفضل العمل اليدوي و الفكري للجماهير – مليارات الناس . و ما يحرّك هذا النظام هو المنافسة و النزاع بلا رحمة بين مختلف المستغِلّين الرأسماليّين و مختلف البلدان الرأسماليّة – ما يؤدّى إلى التدمير الجاري و المتسارع للبيئة و إلى الحروب المستمرّة و ما يمثّل خطرا متناميا على مستقبل البشر و على وجود الإنسانيّة ذاته على كوكبنا . يجب التخلّص من هذا النظام – و تعويضه بنظام قائم على الملكيّة الجماعيّة للناس لوسائل الإنتاج التي أنشأها البشر في كلّ مكان – بما يخدم مصلحة الإنسانيّة جمعاء ، بجيلها الحالي و الأجيال القادمة : نظام إشتراكي هدفه إنشاء عالم شيوعي حيث يتمّ إلغاء علاقات الإستغلال و الإضطهاد و الثقافة التي تتناسب مع و تعزّز هذه العلاقات و إجتثاثها و يمكن للإنسانيّة أن تزدهر حقّا – وبمقاربة علميّة مستمرة التطوّر ، يتمّ التشييد على كلّ ما هو من الماضي و يمكن أن يساهم في هذا التحرّر المستقبلي ، و و يمكن الإستفادة من التنوّع البشريّ الثريّ بما يسمح بإزدهار جميع الناس الذين يشكّلون العنصر البشري ، و ذلك في إطار و على أساس المعاملاتو و الفوائد المتبادلة .
و هذا ليس مجرّد حلم غير قابل للتحقيق . بل هو إمكانيّة واقعيّة – إمكانيّة قد تتحوّل إلى واقع بواسطة ثورة تكنس النظام الرأسمالي – الإمبريالي الوحشيّ حقيقة و تضع الإنسانيّة على الطريق المفضية إلى الشيوعيّة ..."
( تابعوا بوب أفاكيان على كافة منصّات التواصل الاجتماعي على @BobAvakianOfficial )
هوامش المقال :
1. This means, for example, that April 3, 2024 average ocean temperature was the hottest April 3 ever recorded.
2. Earth’s record hot stream might be a sign of a new climate era, Washington Post, April 19, 2024.