بوب أفاكيان : الفلسفة و الثورة – الجزء الأوّل و الجزء الثاني


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 8001 - 2024 / 6 / 7 - 14:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

الفلسفة و الثورة – الجزء الأوّل : الواقع الموضوعي و الحقيقة ، في تعارض مع الإنتهازيّة التفاهة على أنّها ضارة – تشويه النظريّة الشيوعيّة باسم الثورة البروليتاريّة / الشيوعيّة
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 856 ، 3 جوان 2024
https://revcom.us/

في هذه الأيّام ، يشدّد عديد الناس على أنّه لا وجود لشيء إسمه الحقيقة الموضوعيّة ، و بدلا من ذلك يعتبرون أنّ الحقيقة " ذاتيّة "– أنّ " الحقيقة " ترتهن بعرق الناس و جندرهم و ما إلى ذلك و أنّ هناك " حقائق " مختلفة ل" هويّات " مختلفة. و مثلما أكّدت في رسالة الثورة عدد 23 على وسائل التواصل الاجتماعي (@BobAvakianOfficial ) :
" لا وجود لأشياء مثل " الحقائق " المختلفة بالنسبة إلأى الناس المختلفين . يمكن أن تكون تجارب الناس مختلفة ، لكن " حقيقة " كلّ هذا هي نفسها للجميع . مرّة أخرى الحقيقة هي ...الحقيقة . "
و مع ذلك ، حتّى ضمن من يسمّون أنفسهم " شيوعيّين " ، هناتك تأكيد على " الحقيقة " الذاتيّة – بوجه خاص بزعم وجود شيء مثل " الحقيقة الطبقيّة " – " الحقيقة الطبقيّة " المفترضة للطبقة العاملة المضطهَدَة ، البروليتاريا . و هذا الفهم خاطئ تماما – و له تبعات غاية في الخطورة .
و المعنيّة هنا هي مسألة العلاقة بين الماركسيّة ( الشيوعيّة ) كعلم و طبيعتها المتحزّبة لقضيّة الثورة التي تمثّل المصالح الجوهريّة للبروليتاريا . و الفهم الصائب هو التالي : الماركسيّة منهج علميّ لفهم الواقع و تغييره ، بطريقة تحريريّة – وهي متحزّبة لقضيّة الثورة البروليتاريّة / الشيوعيّة على ذلك الأساس . و الماركسيّة متحزّبة لقضيّة الثورة البروليتاريّة / الشيوعيّة لأنّ الحقيقة الموضوعيّة التي تخرجها الماركسيّة إلى النور هي أنّ الشيوعيّة ضروريّة لوضع نهاية لكافة علاقات الإستغلال و الإضطهاد ، في كلّ مكان ، و أنّ هذا يمثّل المصالح الجوهريّة للبروليتاريا .
( نقاش مستفيض لهذا متضمّن في مقال هام يفضح تمام الفضح و يدحض أحد " منظّرى " هذا الفهم الخاطئ ل " الحقيقة الطبقيّة " و تشويهات أخرى للشيوعيّة . و هذا المقال ، " آجيث – صورة لبقايا الماضي " ألّفه إيشاك باران و ك ج أ ، وهو منشور على صفحات المجلّة النظريّة للشيوعيّة الجديدة ، " تمايزات " عدد 4: demarcations-journal.org . و هنا سأتناول بالبحث بضعة مسائل مفاتيح متّصلة بالمنهج و المبدأ المعنيّين و أهمّيتهما حيويّة ) .
و المنهج و المقاربة الفعليّين للشيوعيّة يعنيان ، كما يجب ، تحليلا و خلاصة علميّين ليس للمكاسب الكبرى فحسب بل أيضا لمشاكل و أخطاء جدّية ، في تجربة الثورة الشيوعيّة . و هذا تطبيق للمبدأ الحيويّ للشيوعيّة الجديدة التي تقدّمت بها : " كلّ ما هو حقيقيّ عمليّا جيّد للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على الوصول إلى الشيوعيّة " . ( و هذا يتعارض مع الفهم الخاطئ جدّا و الضار جدّا لكون " كلّ شيء جيّد بالنسبة للبروليتاريا حقيقة " – و هذا تعبير من تعبيرات " الحقيقة الطبقيّة " ) .
و أمر هام جدّا هو أنّ الناس الذين ليسوا متحزّبين للثورة البروليتاريّة / الشيوعيّة يمكن أن يكتشفوا و يكتشفون عديد الحقائق الهامة – و ليس في ما يتعلّق بالطبيعة و الكون فحسب و ما إلى ذلك ، بل كذلك في ما يتعلّق بالمجتمع الإنسانيّ ( بما في ذلك الثورة الشيوعيّة ) . و من الضروريّ التعلّم من هذه الحقائق . و هذا تعبير عن المبدأ الحيويّ بأنّ كلّ ما هو عمليّا حقيقة – مهما كان من هو أو ما هي مصدر هذه الحقيقة – جيّد للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد في الوصول إلى الشيوعيّة .
و طريقة من الطرق التي يدافع بها بعض " أنصار آجيث " عن المفهوم الخاطئ ل " الحقيقة الطبقيّة " هو اللجوء إلى خدع رخيصة حول واقع ما إذا كان شيئا حقيقية أم لا يرتهن ما إذا كان أم لم يكن إنعكاسا دقيقا للواقع . و هذا المفهوم الصحيح يشوّهه هؤلاء الإنتهازيّين ليعني أنّ سيرورة الحصول على معرفة دقيقة ( صادقة ) يعنى مجرّد إنعكاس سلبي للظواهر في عقل المرء ( إنعكاس بهذا المعنى ).
و مثلما شدّدت على ذلك في عدّة مناسبات ، لا سيما عندما حينما نتعاطى مع شيء أبعد من الظواهر البسيطة ، بلوغ الحقيقة يتطلّب المضيّ أبعد من ما هو ظاهري و سطحيّ لتحليل و تلخيص الواقع الأوسع و الأعمق ( تفحّص النماذج و القوى و الأسباب الكامنة في و المحرّكة للأشياء ). لكن بلوغكم عمليّا الحقيقة من عدمه يتحدّد بما إذا كان أو لم يكن فهمكم يتناسب مع – إنعكاس دقيق – للواقع الموضوعي . ( نضرب مثالا بسيطا : إن قال أحدهم أنّ المطر يهطل لكن ليس هناك مطر ، تأكيده ليس صحيحا – لأنّه ليس إنعكاسا صحيحا للواقع الموضوعي . أو ، إذا قال أحدهم أنّ داء الكلب ينتشر بين الناس لأنّ الشيطان يتملّكهم ، أو أنّ الكوفيد غير موجود عمليّا و إنّما وقع إختراعه من طرف الشركات الصيدلانيّة لتكسب المال – فهذه التأكيدات هي أيضا ليست إنعكاسا صحيحا للواقع . لكن ، إن قال شخص داء الكلب سببه فيروس و يمكن فعليّا مواجهته بتلقيح – و الكوفيد فيروس مختلف يمكن التقليل من تأثيراته بتلقيح مختلف – فإنّ هذه التأكيدات إنعكاس صحيح للواقع الموضوعي ، وبالتالي هي حقائق ) .
و طبعا ، تحديد أنّ شيئا حقيقة – هو عمليّا إنعكاس صحيح للواقع الموضوعي – ليس مجرّد مسألة إعلان أنّ الأمر كذلك. محكّ الحقيقة هو الواقع عينه . و من أجل التركيز الصلب لحقيقة شيء ( فكرة ، نظريّة ، و ما شابه ) من الضروري إنجاز سيرورة قائمة على الدلائل ، إختبار الواقع و تحديد النماذج و القوى والأسباب الكامنة و المحرّكة في الواقع الذى يقع بحثه، مطلقين فرضيّات حول مآل بعض تحرّكات و تغيّرات الواقع و التفاعل الإجرائي و عن وعي مع الواقع لإختبار – إثبات أو تفنيد – الفرضيّات المقترحة .
و في نهاية المطاف ، محكّ أيّ نظريّة إلخ هو ما إذا كانت أم لا ما تعكسه من الواقع أكيد أم لا . و في الوقت نفسه ، النظريّة العلميّة ، مستخدمة إستخداما صحيحا ، يمكن – على أساس التجربة و المعرفة التاريخيّتين المراكمتين – أن تعكس بدقّة ما سيكون على الأرجح نتيجة سيرورة تطوّر أشياء . و على سبيل المثال ، هذا هو الأساس الذى عليه يمكن لعلماء المناخ أن يقوموا بتوقّعات صحيحة في الأساس حول ما سيتطوّر إنطلاقا من النزعات التاريخيّة و الحاليّة . و لهذا يمكن التأكيد علميّا أنّ الإطاحة بالرأسماليّة و تعويضها بالشيوعيّة ، من المصالح الجوهريّة لجماهير الإنسانيّة ، و في نهاية المطاف الإنسانيّة ككلّ .
و عندئذ ما هو سبب و هدف تشويه الإنتهازيّين ل" نظريّة الإنعكاس " الماركسيّة بالمحاججة من أجل " الحقيقة الطبقيّة "؟ حسنا ، زعم أنّ " نظريّة الإنعكاس " الماركسيّة تعنى ببساطة إنعكاس ا لظواهر في الذهن ، يرسى أرضيّة للأشياء للتشديد على أنّه من الضروري المضيّ أبعد من مثل هذا " الإنعكاس " المفترض ، ب " تأويل " الظواهر بنظرة و منهج بروليتاريّين، بالماديّة الجدليّة ، و – بالقيام بهذا – هكذا ! – من المفترض أن تتوصّلوا إلى " الحقيقة الطبقيّة " للبروليتاريا.
لكن ، مرّة أخرى نؤكّد على النقطة الحيويّة ، بكلمات بسيطة و جوهريّة : الماديّة الجدليّة ليست صالحة لأنّها نظرة و منهج البروليتاريا ( الشيوعيّة ) ، و إنّما لأنّها منهج و مقاربة علميّين يجعلان من الممكن الحصول على فهم صحيح ( إنعكاس صحيح في وعي المرء ) لكيفيّة وجود العالم / الكون عمليّا : العالم / الكون يتشكّل من وجود موضوعيّ لواقع ماديّ ( هذا هو الجزء الماديّ ) و أنّ هذا الواقع الماديّ ليس متجانسا و ثابتا ، بل يزخر بالتناقضات و الحركة و التغيّر ( و هذا هو الجانب الجدليّ ).
و حجّة هؤلاء الإنتهازيّين دفاعا عن " الحقيقة الطبقيّة " – في تعارض مع الحقيقة الموضوعيّة – تعكس واقع أنّهم يتعاطون مع الماديّة الجدليّة ليس كأداة علميّة بل كأداة متحزّبة للبروليتاريا ( أو الذين يزعمون أنّ÷م يمثّلون مصالح البروليتاريا). لكن ، إذا لم يكن إستنتاج الماديّة الجدليّة أنّ الثورة الشيوعيّة ضروريّة و ممكنة و تحريريّة حقيقة موضوعيّة ، بل عوضا عن ذلك مجرّد " حقيقة بروليتاريّة " متحزّبة عندئذ لماذا تكون هذه " الحقيقة الطبقيّة " أكثر صلوحيّة من أيّ " حقيقة طبقيّة " أخرى بما في ذلك المفترضة " حقيقة " البرجوازيّة ( الطبقة الرأسماليّة ) القائلة بأنّ الرأسماليّة أفضل نظام ممكن و بأنّ الثورة الشيوعيّة ليست ضروريّة و ستؤدّى إلى كارثة ؟ إعلان أنّ إستنتاجات النظريّة الشيوعيّة هي أنّ " الحقيقة البروليتاريّة " يشوّه و يقوّض طابعها و أهمّيتها الفعليّين كحقيقة موضوعيّة قائمة على العلم .
و طبعا ، يتطلّب الإقرار التام و العمل إنطلاقا من الحقائق الجوهريّة حول الرأسماليّة ، من ناحية ، و الشيوعيّة من الناحية الأخرى ، يتطلّب توجّها و و رغبة في أن نكون منفتحين على تلك الحقيقة ، في تعارض مع التمسّك بالأوهام حول الرأسماليّة و الأكاذيب بشأن الشيوعيّة . لكن مرّة أخرى ، الشيوعيّة ليست مجرّد " حقيقة " مفترضة " مفيدة " في معارضة الرأسماليّة: الشيوعيّة منهج و مقاربة علميّين لفهم الواقع و تغييره ، على نحو تحريريّ .
و إليكم نقطة حيويّة على صلة بكلّ هذا : حينما يتمّ رمي الواقع الموضوعي بعيدا بإعتبارها محكّ الحقيقة – حينما لا يعود الواقع الموضوعي معيار تقييم كافة المواقف و الأفكار إلخ و تعيين إن كانت صأئبة أم لا – عندئذ يمكن إعلان كافة أنواع الأشياء على أنّها " حقيقة " ، و غالبا بتبعات رهيبة .
و الهجوم على مبدأ " الإنعكاس " الماركسي / النظريّة الشيوعيّة – وهي ، مجدّدا ، أساس منهجها و مقاربتها العلميّين – سيفضى إلى كافة أصناف المشاكل الجدّية . و للتأكيد مرّة أخرى على هذه النقطة الحيويّة : حينما تنحرف أيّ محاولة لتغيير العالم عن الأرضيّة العلميّة ، و تعبّر عن نزعات ذاتيّة ، يكون الباب مشرعا لتشويهات جدّية للواقع و لأعمال رهيبة حقّا، حتّى باسم ما يُفترض أنّه غايات سامية . و هناك سخرية كبرى و ضرر كبير بوجه خاص عندما يصدر الهجوم و التشويه من إنتهازيّين يزعمون أنّهم شيوعيّون ! و في الجزء الثاني من هذا المقال ، سأنكب على بحث المزيد من أبعاد " نظريّة الإنعكاس " الماركسيّة الصحيحة و دحض الهجمات التي تتعرّض لها على يد إنتهازيّين " شيوعيّين " زائفين .
الفلسفة و الثورة – الجزء الثاني : المزيد عن " نظريّة الإنعكاس " الماركسيّة و أهمّية الشيوعيّة كمقاربة علميّة لفهم الواقع و تغييره – و دحض الهجمات الإنتهازيّة عليها من طرف " شيوعيّين " زائفين "
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 856 ، 3 جوان 2024
https://revcom.us/
في الجزء الأوّل ، تحدّثت عن المبدأ الأساسي الذى تدافع عنه الماركسيّة ( الشيوعيّة ) و تكرّسه و مفاده أنّ شيئا حقيقة أم لا يرتهن بما إذا كان يتناسب مع – إنعكاس صحيح – للواقع الموضوعي . و قد دحضت الخطّ الخاطئ للمحاججة التي تهاجم هذا المبدأ الأساسي و تبحث عن تعويض الحقيقة الموضوعيّة الفعليّة بحقيقة ذاتيّة ، مفترضة " حقيقة طبقيّة " .
" نظريّة الإنعكاس " الماركسيّة تشتمل أيضا على هذا المبدأ من الشيوعيّة ، كمنهج و مقاربة علميّين ( و هذا أساس العلم عامة ) : الواقع موجود موضوعيّا – بصفة مستقلّة عن رؤية أي شخص له و أفكاره حوله ، إلخخ – و وعي الناس و أفكارهم و ما إلى ذلك ، هي إنعكاس للواقع المادي الموجود موضوعيّا . و هذا في تعارض مع الفهم الخاطئ بأنّ الأفكار و النظريّات و ما شابه لدي الناس - أو إلاه من الآلهة – هي التي تخلق الواقع المادي أو تحدّد ما هو الواقع عمليّا.
و بطبيعة الحال ، مثلما أشرت إلى ذلك في رسالتى عدد 21 على وسائل التواصل الاجتماعي -@BobAvakianOfficial، من الميزات المحدّدة للبشر ميزة أنّه " بإمكاننا أن نخلق في خيالنا كافة أنواع الكائنات ، و أشياء أخرى ، ليست موجودة في العالم الواقعي ". لكن ما نخلقه في خيالنا مستمدّ من وهي تنويع من الأشياء الموجودة حقّا ، منعكسة في أذهاننا . فعلى سبيل المثال ، لهذا يُعتقد عامة أنّ " الإلاه " ذكر – " الإلاه ، الأب السماوي " ( أو كما يوضع أحيانا " الرجل في الطابق العلويّ " ) و هذا إنعكاس للواقع الموضوعي للمجتمع البطرياركي ( الذى يهيمن عليه الذكور ) ."
و في تعارض مع المنهج و المقاربة العلميّين للشيوعيّة ، الحجّة المدافعة عن " الحقيقة الطبقيّة " يشتمل على مفهوم أنّ هناك شيئا في الطبيعة الأساسيّة و الموقع الطبقي للبروليتاريّين – أو بصفة أعمّ الناس المضطهَدِين – تجعلهم قادرين بصفة خاصة على إدراك الحقيقة حول الحاجة إلى ثورة تحريريّة . و يؤدّى هذا الفهم إلى التذيّل إلى جماهير الناس المضطهَدَة ، قد يؤدّى إلى بعض المواقف و التصرّفات الضارة للغاية لأنّ في الواقع النظرة " العفويّة " و نزعات الجماهير الشعبيّة بما في ذلك أكثرها إستغلالا و إضطهادا ، تتشكّل بشكل واسع بالعلاقات الأساسيّة للنظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى تجد نفسها مضطرّة للعيش في ظلّه ، وبسيره و أفكاره و طُرق تفكيره السائدة . و بدلا من التذيّل إلى هذا ، ثمّ’ حاجة إلى صراع شديد لإبعاد الناس عن هذه التأثيرات السامة ، و كسبها إلى تبنّى نظرة الثورة الشيوعيّة و قيمها و أهدافها ، ذلك أنّها تمثّل فعلا مصالحها الجوهريّة . ( هذه مسألة غاية في ألأهمّية تحدّثت عنها بشكل مفصّل أكثر في مقالى المنشور على موقع www.revcom.us، " النظريّة الشيوعيّة العلميّة و مشكل " الخطّ الجماهيريّ " " . و مثلما ، لاحظت في الجزء الأوّل من هذا المقال ، مقال مجلّة " تمايزات " عدد 4 : demarcations-journal.org ، " آجيث - صورة لبقايا الماضي " تأليف إيشاك باران و ك ج أ يتعمّق و يتبسّط في هذا أكثر ).
و مثلما شدّدت على ذلك أيضا في الجزء الأوّل من هذا المقال :
" الهجوم على مبدأ " الإنعكاس " الماركسي / النظريّة الشيوعيّة – وهي ، مجدّدا ، أساس منهجها و مقاربتها العلميّين – سيفضى إلى كافة أصناف المشاكل الجدّية . و للتأكيد مرّة أخرى على هذه النقطة الحيويّة : حينما تنحرف أيّ محاولة لتغيير العالم عن الأرضيّة العلميّة ، و تعبّر عن نزعات ذاتيّة ، يكون الباب مشرعا لتشويهات جدّية للواقع و لأعمال رهيبة حقّا، حتّى باسم ما يُفترض أنّه غايات سامية . و هناك سخرية كبرى و ضرر كبير بوجه خاص عندما يصدر الهجوم و التشويه من إنتهازيّين يزعمون أنّهم شيوعيّون ! "
و الشيوعيّة الجديدة التي تقدّمت بها – واضعا الشيوعيّة على أساس أكثر إنسجاما علميّا حتّى و تحريريّ تماما – متعارضة بصلابة و جوهريّا مع تلك المقاربة المفلسة و الخطيرة :
إنّ الشيوعيّة الجديدة تنبذ تماما وهي مصمّمة على أن تجتثّ من الحركة الشيوعيّة المفهوم و الممارسة السامين ، أنّ " الغاية تبرّر الوسيلة " . و مبدأ و حجر أساس الشيوعيّة الجديدة أنّ " وسائل " هذه الحركة يجب أن تنبع من و تنسجم مع " الغايات " الجوهريّة للقضاء على كاّفة أشكال الإستغلال و الإضطهاد بواسطة الثورة المقادة على أساس علميّ .