- الخطوط الحمراء - لجو بايدن الإبادي الجماعي مكتوبة بحبر يتبخّر – في غزّة و الضفّة الغربيّة : أكاذيب إيقاف إطلاق النار و تصعيد الإبادة الجماعيّة


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 00:32
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية     

" الخطوط الحمراء " لجو بايدن الإبادي الجماعي مكتوبة بحبر يتبخّر – في غزّة و الضفّة الغربيّة : أكاذيب إيقاف إطلاق النار و تصعيد الإبادة الجماعيّة
آلان غودمان ، جريدة " الثورة " عدد 856 ، 3 جوان 2024
https://revcom.us/en/gaza-and-west-bank-ceasefire-lies-escalating-genocide

في 31 ماي 2024 ، زعم جو بايدن الإبادي الجماعي أنّ إسرائيل قدّمت مقترح إيقاف إطلاق نار إلى حماس . و بدم أكثر بكثير من عشرة آلاف طفل فلسطيني تلطّخ يديه ، كان بايدن منافقا بفجور لينحو باللائمة على حماس و يقول ، " حان الوقت لإيقاف هذه الحرب و لينطلق يوم ما بعد الحرب " .
إيقاف إطلاق النار سيكون إيقاف إطلاق نار في مكان يزخر بالجثث و القنابل التي لم تنفجر تحت الأنقاض ؛ في مكان يعمّه الدمار و الجوع . و مع ذلك ، قد يوفّر على الأقلّ فسحة للناس كي يلتقطوا أنفاسهم .
لكن زعم بايدن أنّ حماس هي التي تعرقل إيقاف إطلاق النار سخيف و فاجر . فالولايات المتّحدة قد عرقلت بصفة متكرّرة نداءات في الأمم المتّحدة إلى إيقاف إطلاق النار . ، و في كلّ مرّة تحدّت فيها إسرائيل بجلاء هذه النداءات ، لم تُحرّك الولايات المتّحدة ساكنا . و بُعيد إنهاء بايدن دعوته إلى إيقاف إطلاق النار ، أدانها مكتب الوزير الأوّل نتنياهو – نتن – النازي - ، قائلا إنّ " شروط إنهاء الحرب لم تتغيّر " . و هذه الشروط هي " تحطيم جيش حماس و قدرتها على الحكم ، و تحرير الأسرى و ضمان أن لا تمثّل غزّة من هنا فصاعدا تهديدا لإسرائيل ."
لدي جو بايدن الإبادي الجماعي و نتن – النازي خلافاتهما الحقيقيّة حول كيفيّة الحفاظ على إسرائيل طدولة تفوّق يهودي مستقرّة ، و دولة فصل عنصري / أبارتايد فارضة للإمبرياليّة الأمريكيّة . إلاّ أنّهما معا يؤطّران ما يجرى ضمن تشويه بغيض للواقع . ما يجرى في غزّة لم " يبدأ " في 7 أكتوبر ، و ليس أساسا " حربا " بين إسرائيل و حماس . إنّها مذابح من جانب واحد لفلسطينيّين و فلسطينيّات في غالبيّتهم عُزّل .
لقد إستغلّت إسرائيل هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل – و الذى تضمّن جرائم حرب أخذ رهائن و قتل مدنيّين – لمحاولة التعاطى مع ما يراه حكّام إسرائيل على أنّه تهديد وجوديّ . أي : في المنطقة التي تحكمها الآن إسرائيل ( دولة إسرائيل و ألأراضي التي تحتلّها ) ن يمثّل اليهود أقلّية . و هدف إسرائيل من الهجوم الإبادي الجماعي على غزّة هو تقليص الفلسطينيّين إلى وضع لا يعودون فيه قادرين على تشكيل تهديد لوجود إسرائيل بما هي دولة فصل عنصري / أبارتايد ، تفوّقيّة يهوديّة . ( لاحظوا ، مثلا أنّ نتن – النازي يحدّد أهداف إسرائيل على أنّها " ضمان أنّ غزّة " – و ليست حماس – " لا تمثّل تهديدا لإسرائيل " .
في الثمانية أشهر الآن ، تصاعد بشكل جهنّميّ قتل الإبادة الجماعية و الدمار و المجاعة المفروضة و الأمراض و محاولة سحق ذات وجود الشعب الفلسطيني .
في هذه الأيّام العشرة الماضية وحدها ...
- الغزو الإسرائيلي الكبير لمدينة غزّة قام بتغطيته إعلاميّا صحفي من قدماء الصحفيّين في الميدان من قناة الجزيرة سمّى
ما يجرى " تعتيما إعلاميّا " . لكن الصور من الجوّ و الصور من الأرض للسحب الكثيفة من الدخان الناجم عن القنابل و التقارير التي يصدرها الجنود في الدبّابات و المشاة الذين يستولون على منطقة مفتاح من المدينة ، و واقع أنّ مليون يائس و أناس مجوّعين قد فرّوا من المدينة ، كلّ هذا يشير إلى غزو إسرائيلي كبير قاتل و تدميري لرفح – بالضبط ما إدّعى جو بايدن الإبادي الجماعي أنّه تجاوز ل " الخطّ الأحمر " . و مع ذلك يحدث هذا و الولايات المتّحدة تسلّح و تواصل المساعدة في تغذية ذلك .
بدأ الغزو من الجهة الشرقيّة لرفح حيث جاء في تقارير للجزيرة أنّ أحياء كاملة هُجّر سكّانها تهجيرا تاما من المباني السكنيّة . و إستولت إسرائيل على معبر رفح من مصر إلى غزّة و أغلقته و قد كان الشريان الوحيد الثابت للمساعدات بما أنّ إسرائيل كانت بصفة متكرّرة تُغلق المعابر المباشرة من إسرائيل إلى غزّة أمام الشاحنات . و في 31 ماي 2024 ، ورد في تقرير لقناة الجزيرة أنّ شهود عيان وصفوا مدافع و مصفّحات و مدرّعات كانت بلغت مخيّما لمهجّرين في الجزء الغربي من المدينة . و في 31 ماي 2024 ، إستهدفت إسرائيل مجدّدا و قتلت عمّال طواقم طبّية ، و طاقم شبه طبّي حاول بلوغ ضحايا هجوم إسرائيلي بالقنابل في رفح .
و يظهر المزيد عن الجحيم في رفح جرّاء القنابل الإسرائيليّة . طوال الأسبوع الماضي ، ظهرت تفاصيل جديدة هن النيران الجهنّميّة التي تسبّبت فيها القنايل الإسرائيليّة في 19 ماي في منطقة كثيفة السكّان خارج مدينة رفح ما خلّف مجزرة في حقّ 45 إنسانا ، العديد منهم حُرقوا و هم أحياء . و زعمت إسرائيل و الولايات المتّحدة أنّ هذا الأمر يتعلّق ب قنبلة " دقيقة " صغيرة لم يكن أحد يتوقّع أنّها ستحرق الناس وهم أحياء .
و هذه أكاذيب . كانت قنبلة بوزن 240 باوند زوّدت بها الولايات المتّحدة إسرائيل وهي مصمّمة للإنفجار قبل بلوغ لمس الأرض ما يضمن أنّها ستتسبّب في ضرر و موت في منطقة واسعة . و جاء في إفادة خبير في الأسلحة إلى قناة سى بى أس نيوز أنّ نوع القنبلة المستخدم يلحق " أضرارا شديدة " بالمدنيّين ، لا سيما في ظروف تكدّس الناس في خيام ملتصقة ببعضها البعض .
- الناس العائدون إلى جباليا شمال غزّة يكتشفون دمارا مذهلا عقب أسابيع من القصف الإسرائيلي بالقنابل و الهجوم المسعور في ماي . و جاء في تقرير لجريدة " الواشنطن بوست " أنّ الناس اليائسين الذين يحاولون إعادة بناء الحياة هناك يصفون " الدمار الشامل " لمخيّم اللاجئين قرب المدينة . و قد كان المخيّم بما هو مشروع إسكان مكتظّ أكثر من اللازم ، موطنا للمهجّرين من ما بات الآن إسرائيل أثناء النكبة و التطهير العرقي لفلسطين سنة 1948 اللذان تسبّبا في تهجير أكثر من 750 ألف فلسطينيّ و فلسطينيّة من ديارهم . و صرّح رجل :" لم أعرف أين يوجد منزلى او أين هي حدوده . لم يكن يوجد بالمنطقة منزل قابل للعيش فيه البتّة ". و المدرسة التي آوى إليها الناس وقع تدميرها . و يأكل الناس الخبز الفاسد الذى يجدونه على الأرض و هم يفتّشون عن جثامين أقربائهم الواقعين تحت الأنقاض .
- المجاعة تنتشر عبر غزّة . لقد دمّرت إسرائيل تدميرا منهجيّا القدرة على صناعة الخبز و إمكانيّة الحصول على مياه للشرب . و نظرا لنقص أو غياب الوقود ، أكثر من 98 بالمائة من مخابز غزّة إضطرّت إلى غلق أبوابها ، ما قطع مورد غذاء مفتاح . و تسبّب الدمار الناجم عن الغزو الإسرائيلي في إيقاف عمل أكثر من 700 بئر .
و في 31 ماي 2024 ، جاء في تقرير للأمم المتّحدة أنّ أكثر من أربعة من خمسة أطفال في غزّة " لم يأكلوا ليوم كامل على الأقلّ مرّة في الثلاثة أيّام ". و " هؤلاء أطفال سنّهم دون الخمس سنوات و هم لا يحصلون على الغذاء طوال اليوم "، هذا ما أدلى به الناطقة الرسميّ باسم WHO ، الدكتورة مرغرات هاريس . " لذا تسألون " هل تصل المساعدات ؟ " لا، الأطفال يعيشون مجاعة ".
- قبل السابع من أكتوبر 2023 ، كان الناس في غزّة يعوّلون على ثلاثة مصانع كبرى لتحلية المياه تزيل ملح البحر لتجعل الماء قابلا للشرب . و جميع هذه مصانع الثلاثة دمّرتها القنابل الإسرائيليّة أو أغلقت أبوابها لأنّ إسرائيل منعت دخول الوقود إلى غزّة . و في 22 ماي 2024 ، ورد في تقرير وكالات أنّ عديد الناس في غزّة يعيشون ثلاثة بالمائة من كمّية المياه الأدنى التي يحتاجها الإنسان للشرب و الغسل و الطبخ . و نقصان أو غياب المياه النظيفة و خدمات الصرف الصحّي قد رفعت بدرجة لها دلالتها من الإسهال الحاد في صفوف الأطفال دون سنّ الخامسة ، و الأمراض المتّصلة بنقص المياه بما فيها إلتهاب الكبد تنتشر بسرعة في صفوف الأسر التي لا تستطيع الوصول لا تستطيع الوصول إلى موارد ماء نظيف.
- المستشفيات دُمّرت و تدهورت خدماتها . في 30 ماي 2024 ، منظّمة الصحّة العالميّة أصدرت تقريرا و مماّ ورد فيه أنّ فقط حوالي 12 من 36 مستشفى بغزّة لا تزال قادرة على العمل نسبيّا . و تلك التي بقيت محطّمة و مكتظّة أكثر من اللازم و لا تملك صرفا صحّيا و موارد مثل صابون اليدين للجرّاحين الذين يقومون بعمليّات جراحيّة . و نسبة وفايات ضحايا القصف الإسرائيلي بالقنابل و الصواريخ تقارب الثمانين بالمائة في المستشفيات .
و الفلسطينيّون و الفلسطينيّات المهجّرون ، و العديد منهم فرّوا من العنف لأربع أو خمسة مرّات خلال الحرب ، يكافحون ليعيشوا في ملاجئ محشورة حشرا بموارد صحّية قليلة . و الإكتظاظ يتسبّب في أمراض معدية تستشرى بسرعة ، وفق وكالة الأمم المتّحد لللاجئين الفلسطينيّين ( الأونروا ) ، و ليس هناك ما يكفى من اللقاحات أو الأدوية لتلبية حاجيات الناس. " نحتاج إلى الحصول على ما نطلب بأمان و دون قيود " ، هذا ما أفادت به الوكالة و مركز توزيعها للمساعدات صار الآن غير ممكن الوصول إليه . و بضعة المستشفيات التي لا تزال قادرة على توفير الرعاية الصحّية في غزّة سرعان ما تنفذ مواردها الحيويّة .
- التعليم وقع تحطيمه . فأكثر من 80 باتلمائة من معاهد غزّة تضرّرت شديد الضرر أو تدمّرت جرّاء القتال ، وفق الأمم المتّحدة ، ب 212 " إصابة مباشرة " لمدارس حطّمت ما لا يقلّ عن 53 منها ، هذا مع شهر مارس . و عديد المدارس الأخرى يتمّ إستخدامها كملاجء للأسر المهجّرة . و الدلائل التي تُدين غزو إسرائيل المسعور الذى يستهدف سحق الشعب الفلسطيني و ثقافته و وجوده ذاته كشعب هو أنّ جميع ال12 جامعة و معهد عالي في غزّة وقع تدميرها إلى جانب مباني هندسيّة و تاريخيّة لا تقدّر بثمن و فضاءات ثقافيّة . و في حال جامعة إسراء ، إستولى الجنود الإسرائيليّون على المركّب الجامعي و إستخدموه كمركز إيقاف / تعذيب و موقع قنّاصين لإطلاق النار على المدنيّين الفلسطينيّن ، ثمّ فجّروه .
- " المستوطنون " و الجيش الإسرائيلي يصعّدان من الإرهاب و القتل في الضفّة الغربيّة . إنّ منطقة فلسطين التاريخيّة غرب نهر الأردن ( على الجانب الشرقي لما هو الآن إسرائيل ) تحوّل إلى معسكرات إعتقال مسيّجة في العقود الماضية ، و تعرّض السكّان الفلسطينيّون إلى إرهاب و ترويع مستمرّين على يد " مستوطنين " مدجّجين بالسلاح و عنصريّين بشراسة. و هذا الترويع و القتل مضى إلى مستوى آخر إثر أحداث 7 أكتوبر 2023 ، وهما يتصاعدان و أنتم تقرأون هذا المقال .
منذ 7 أكتوبر 2023، وقع قتل أكثر من 500 فلسطيني و فلسطينيّة ، بمن فيهم ما لا يقلّ عن 130 طفلا ، في الضفّة الغربيّة، و حوالي 5 آلاف جُرحوا على يد " المستوطنين " و الجيش الإسرائيلي . و في ماي 2023 ، هدّد وزير الماليّة الإسرائيلي القويّ الفاشيّ المسعور سموتريتش بتحويل المدينة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة " إلى أنقاض مثلما حصل في قطاع غزّة " .
في 30 ماي 2024 ، فجّرت القوّات الإسرائيليّة سوقا براملّة ، أوسع مدينة في الضفّة الغربيّة . و تدمير هذه سوق الخضار و الغلال ينسجم مع تدمير إنتاج الغذاء و البنية التحتيّة مثل أنظمة الصرف الصحّي ، و جرائم حرب أخرى موجّهة مباشرة ضد السكّان المدنيّين في الضفّة الغربيّة ، في حين تزعم إسرائيل أنّها تستهدف الإرهابيّين .
كلّ جريمة من هذه الجرائم سمحت بها " المساعدة " الإقتصاديّة و الدبلوماسيّة و العسكريّة الكبيرة من الولايات المتّحدة. و مطلب إستعجالي يُطرح أمامنا في حصن الوحش الإمبريالي ، فإسرائيل بالنسبة له رابط مفتاح و فارض للإمبراطوريّة العالميّة للإستغلال و الإضطهاد . و تحدّى كلّ واحد و واحدة منّا ساخط و قلبه يعتصر ألما بسبب ما يجرى يتكثّف في خاتمة بيان الهيئات الشيوعيّة الثوريّة من أجل تحرير الإنسانيّة ، " مفترق طُرق في النضال من أجل إيقاف الإبادة الجماعيّة للولايات المقترفة من الولايات المتّحدة – إسرائيل ضد الفلسطينيّين و الفلسطينيّات ...لحظة تاريخيّة في العالم : كيف نمضى قُدُما ؟ - مساهمة من الهيئات الشيوعيّة الثوريّة من أجل تحرير الإنسانيّة " :
" من أجل الشعب الفلسطيني . من أجل توجّه هذه البلاد . من أجل مستقبل العالم . و لا نبالغ حينما نقول إنّ حياة مئات آلاف الفلسطينيّين الآن الجائعين في غزّة ، و مستقبل الشعب الفلسطيني ككلّ ، و آفاق تحرير العالم بالنسبة إلى الإنسانيّة سيتأثّر بما نقوم به هنا . لنتقدّم جميعنا بأفضل فهم لدينا و نضعه على طاولة الصراع الحيويّ حول المسائل الكبرى التي نواجهها . و لنفعل ذلك بشكل مبدئيّ و مضامين مبدئيّة بعيدا عن الذاتيّة . لنزن كلّ فكرة و برنامج مع الواقع الذى نواجهه و ما إذا كانت أو كان ستتقدّم أو يتقدم بقضيّة التحرير أو يعمل ضدّها . و من خلال القيام بهذا ، لنعقد وحدة إرادة أعمق و علاقات تدوم و نضال مصمّم للتصرّف بجرأة و وضوح و نتقدّم نحو النضال الأوسع نطاقا و الأكثر تصميما و الأقوى الذى لم يسبق له مثيل لأجيال . لنستعدّ إلى لا شيء أقلّ من التحرير الكامل للشعب الفلسطيني و من أجل تحرير كافة شعوب العالم . "