خطط أمريكا اسمها -النسور-


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 7968 - 2024 / 5 / 5 - 20:01
المحور: الادب والفن     

للحرب بالوكالة إطار استراتيجي يكون التوجه السياسي من خلاله، يطارد أحد الطرفين الآخر كما يجري بين أُسود وظباء بينما تنتظر النسور الانقضاض على اللحم المتنائر، فتلتهمه بهدوء وخاصة بثقة، الشيء نفسه يتم اليوم بين جحافل نتنياهو وجحافل حماس، لكن هناك ما يحول دون التوجه السياسي، ما استجد بالحرب ومنها، وبالتالي ما يجب على الإدارة الأمريكية مواجهته ليكون النجاح

من ناحية حماس هناك قيادتان داخلية وخارجية، القيادة الخارجية مجرد وجودها في قطر كقاعدة أمريكية سياسية يعني أن هذا الوجود قد مضي بأمر أمريكي، وكل ما تبع بأمر أمريكي، القيادة الداخلية وجودها في القطاع عماده التنسيق بين القيادتين بدون خط مفتوح على الأمريكيين إلا من الطرف الموجود في قطر، هذا يعني أن الطرف الموجود في غزة يجهل ذلك

من ناحية نتنياهو هناك الحكومة الإسرائيلية وهناك الأجهزة الأمنية، 7 أكتوبر كانت الأجهزة الأمنية على علم بوقوعه بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأمريكية، ولم تكن الحكومة الإسرائيلية، لم يكن رئيس الحكومة الإسرائيلية على علم بوقوعه، كل ما دار حول الموضوع يؤكد ذلك، وما يؤكد ذلك بالفعل الوحشية التي نفذ بها الجيش الإسرائيلي الأوامر

ما استجد بالحرب ومما استجد على الخصوص الالتفاف الجماهيري غير المتوقع حول حماس والالتفاف الحكومي غير المتوقع حول نتنياهو، إذا سلّم قادة حماس في قطر وقبلوا بالهدنة وإطلاق سراح الرهائن حسب الشروط الأمريكية (لا توجد شروط إسرائيلية إلا بالظاهر) دون أن يرضوا شارعهم أضاعوا فرصة لا تعوض بأخذ دولة فلسطين، قطعة من قِطَع اللحم في أسطورة النسور، وإذا سلم رئيس الحكومة الإسرائيلية وقبل بأي طبخة أمريكية خرج عليه وزراؤه الحريديم وأسقطوه، لهذا كل التمطيط في الدوحة ثم في القاهرة بين أمريكا وعملائها، هم هنا (بيرنز وبلنكن وبايدن ساكنون هنا) ليس لأن أوامرهم في الاتجاه النتنياهوي والاتجاه الحماسوي غير مسموعة، هم هنا ليصلوا إلى حل يرضي الشارع الحماسي والشارع التطرفي

خطط النسور تمشي في زمن الأسلمة زمن تستجد عنه الأسلمة، الحرب في غزة أنهت الأسلمة بالشارع الذي يرى حماس من منظار المقاومة وليس من منظار الدين، وأنهتها بالحريديم الذين يرون فلسطين والفلسطينيين من منظار الإبادة لشعب وليس من منظار دين لدين، فما يفرض نفسه على الإدارة الأمريكية والحال كذلك دولة فلسطينية علمانية ديمقراطية سلمية تولد من مخاضها دولة إسرائيلية علمانية ديمقراطية سلمية في إطار استراتيجي جديد تحل فيه الأمركة -كما أطرح- محل الأسلمة والممالك السبع -كما أقاتل من أجله منذ اثنين وعشرين عامًا- محل الأنظمة المتساقطة من الرباط إلى طهران ومن أنقرة إلى صنعاء