فى قضية الشهيدة الإيرانية مهسا أمينى .. تحديد موقف
حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن
-
العدد: 7396 - 2022 / 10 / 9 - 00:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اختلفت وسأظل اختلف مع الموقف الرسمي للحكومات والأنظمة الخليجية وحلفائها من الدول العربية في الترويج لمسألة (الخلاف السني الشيعي) والتمادي في ذلك لدرجة وضع إيران في منزلة العدو الاول بديلاً عن العدو الصهيوني ومازلت على هذا الخلاف .
، واختلفت مع الموقف المصري الرسمي ولازلت اختلف في الموقف المتعلق بعدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية وطبيعية مع إيران الدولة الشرق أوسطية ذات الوزن الإقليمي الهام ، وفي حين أتمسك بهذا الموقف لاعتبارات جيوسياسية وإقليمية ليس من بينها على الإطلاق طبيعة النظام الإيراني
ولايمثل هذا الموقف أدني تفكير في دعم هذا النظام أو تأييده أو حتي الدعوة لإسقاطه باعتبار أن هذا شأن الشعب الإيراني وليس شأننا نحن ..
وادرك - في نفس الوقت - أن النظام السياسي الإيراني هو نظام ملالي ذو طبيعة دينية نظام تهيمن عليه وتحكمه العمامات الدينية وطبقة البازار ، ولايختلف عن أي نظام ذو طبيعة طائفية سوى من حيث نوع الطائفة واسمها وحيث لايختلف عن أنظمة الإسلام السياسي سوى في كونه يتبع المذهب الشيعي لكنه في النهاية نظام طائفي ديني وللشعب الإيراني كامل الحرية في مناهضته أو قبوله (إذا ماكان هذا اختياره الحقيقي) دون أية وصاية عليه ..
كما أن الموقف المساند لإيران الدولة والشعب في معاداة الهيمنة الأمريكية ومعاداة الدولة الصهيونية بمايتلاقي مع المواقف السياسية الوطنية والتقدمية في المنطقة العربية لايمنعني إطلاقاً من اعتبار أن سحل وقتل الفتاة الإيرانية (مهسا أميني) على يد (شرطة الأخلاق) الإيرانية هى جريمة بشعة تؤلم الضمير الإنساني وتؤجح فينا نحن شعوب الشرق الأوسط البائس مشاعر الحزن والغضب والثورة على جماعات التجارة السياسية بالدين وكل افكار (ولاية الفقيه) و(الطائفة المنصورة) و(الفرقة الناجية) التي ينصب اصحابها من انفسهم الوصاة على حياة الناس وملبسهم ومأكلهم وتجلياتها التي تمثلت في ظهور جماعات وتشكيلات (الأمر بالمعروف) في دول الشرق الاوسط بفضل ظاهرة التجارة السياسية ذات الطابع الطائفي البغيض بالدين الإسلامي
إذن .. ليس لدي تفسير لمسألة (مهسا أميني) سوى أن هذه الفتاة ومثيلاتها في عالمنا الشرق أوسطي هي ضحية تسلط وإرهاب العمامات المتاجرة بالدين ، وأن مهسا أميني هي شهيدة النضال من أجل الحريات والحقوق الإنسانية الطبيعية والحياة الكريمة في عالمنا ..
ومن الطبيعي أن اقف (كإنسان يزعم أنه تقدمي الفكر) مع حق الشعب الإيراني في مناهضة مثل هذه الظواهر ومناهضة هيمنة الملالي بالضبط كما اقف مع حق كل شعوب المنطقة في رفض ظاهرة تسلط عمامات التجارة بالإسلام على مناحي الحياة الإجتماعية والفكرية والسياسية ..