تيارات أناركية معاصرة
سامح سعيد عبود
الحوار المتمدن
-
العدد: 5623 - 2017 / 8 / 28 - 02:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأناركيات البيئية والخضراء:
الأناركية الخضراء (أو الأناركية البيئية) هيَ مدرسة فكرية داخل الأناركية تؤكد على محورية القضايا البيئية، وقد سبقها في ذلك أناركيو المذهب الطبيعي، والذين ألهموا التيارات الأناركية البيئوية والأناركية البدائية وأناركية البيئة الاجتماعية.
من المؤثرين المبكرين الهامين في الفكر الأناركي في هذا الاتجاه الأمريكي هنري ديفيد ثورو وكتابه والدن وليو تولستوي والجغرافي الأناركي الفرنسي أليسي ريكلو، وفي أواخر القرن الـ19 ظهر هناك أناركيو المذهب الطبيعي.
الكتاب المعاصرون البارزون الذين يتبنون الأناركية الخضراء يشملون موراي بوكتشن، ودانيال جودركوف، والأنثروبولوجي بريان موريس، والملتفون حول معهد البيئة الاجتماعية. وأولئك الذين ينتقدون التكنولوجيا مثل ليلى عبد الرحيم، وديريك جينسين، وجورج درافان، وجون زرزان.
أما أنصار البيئة الاجتماعية، وهم أيضا ينتمون إلى الأناركيات الاجتماعية، فغالبا ما ينتقدون التيارات الرئيسية للأناركية لتركيزها في المناقشات والنضال حول السياسة والاقتصاد بدلا من التركيز على النظام البيئي ( وعلاقة الإنسان والبيئة). وهذه النظرية تعزز استقلال البلديات الذاتي التحرري، والتكنولوجيا الخضراء غير الملوثة للبيئة، والمهدرة للموارد الطبيعية.
تنتقد الأناركية البدائية غالبا الأناركية السائدة لدعمها الحضارة والتكنولوجيا الحديثة التي يعتقدون أنها تستند في جوهرها على الهيمنة والاستغلال، وأنهم بدلا من ذلك يدعون إلى عملية إعادة التوحش أو إعادة الارتباط مع البيئة الطبيعية. أما النباتيون فهم أنصار الفلسفة السياسية الخضرية (والمهتمون أكثر بتحرير الحيوانات من السيطرة والاستغلال البشريين). وهذا يشمل إظهار الدولة باعتبارها غير ضرورية وضارة لكل من الإنسان والحيوان، في حين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا.
الأناركية الطبيعية:
ظهرت الأناركية الطبيعية (العراة) في أواخر القرن الـ19 باسم الاتحاد الأناركي للعراة. وكان له أهمية في الأوساط الأناركية الفردية في المقام الأول في إسبانيا، وفرنسا، والبرتغال. وكوبا.
تدعم الأناركية الطبيعية، النظم الغذائية الطبيعية النباتية، والحب الحر، والعري، والمشي، والتجوال، وتبنى وجهة نظر العالم البيئية ضمن الجماعات الأناركية وخارجها. وتروج الأناركية الطبيعية للنظرة البيئية إلى العالم، وتدعم القرى البيئية الصغيرة، والحياة البسيطة المندمجة في الطبيعة، والعري كوسيلة لتجنب التصنع المميز للمجتمع الصناعي والحداثة، والعراة مثلهم مثل الأناركيين الفرديين، يركزون على حرية الجوانب البيولوجية، الجسدية والنفسية للفرد في حياته ويحاولون إلغاء القيود الاجتماعية.
أناركية البيئة الاجتماعية:
أناركية البيئة الاجتماعية هي الفلسفة التي وضعها موراي بوكتشن في ستينيات القرن 20. وهو يذهب إلى أنَّ أصل المشاكل البيئية الحالية هي مشاكل اجتماعية عميقة الجذور، لا سيما في النظم السياسية والاجتماعية الهرمية التحكمية، التي أدت للقبول غير النقدي بنمو التنافسية الشديدة على حساب الموارد البشرية والطبيعية وتوازن البيئة. ويشير إلى أنَّ هذه لا يمكن مقاومتها عن طريق العمل الفردي مثل الاستهلاك الأخلاقي أو التفكير الأخلاقي بشكل أكثر دقة مثلما يفعل الطبيعيون والبدائيون، ولكن يجب أنْ تعالج من خلال النشاط الجماعي، وترتكز على المثل الديمقراطية الراديكالية. وتشدد على تعقيد العلاقات بين الناس وبعضهم وبينهم وبين الطبيعة، جنبا إلى جنب مع أهمية إنشاء البنى الاجتماعية التي تأخذ في الاعتبار هذا الارتباط.
ولطالما كانت قضايا البيئة والاستدامة قضايا للأناركيين لزمن يعود إلى كروبوتكين 1899 في كتابه “الحقول والمصانع وورش العمل”، ولكن منذ سبعينات القرن العشرين ازداد تحريض الأناركيين في الدول المتقدمة للحفاظ على البيئة الطبيعية. ويتبنى الأناركيون الخضر قضايا البيئة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والاستدامة، ضد التدهور البيئي. وغالبا ما يستخدم الأناركيون البيئيون العمل المباشر ضد ما يعتبرونه مؤسسات تدمير الأرض. وتكتسب أهمية حركة “الأرض أولا” أهمية خاصة في هذا المجال، والتي يتخذ أعضاؤها إجراءات مثل الجلوس على الأشجار لحمايتها من القطع. كما أنَّ هناك “جبهة تحرير الأرض” الأكثر تشددا، التي انبثقت من حركة “الأرض أولا” ولها أيضا اتصالات مع الحركة الأناركية. بالإضافة إلى عنصر آخر مهم هو النسوية البيئية، التي ترى مفهوم في السيطرة على الطبيعة رمزا للهيمنة الذكورية على النساء.
عمل موراي بوكتشن على البيئة الاجتماعية، وعمل ديفيد واتسون وستيف بوث في نشر الأناركية الخضراء في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى كتابات جراهام بورشاس عن النقابية الخضراء، وساهمت جميعها في خلق مجموعة واسعة النطاق من الأناركية الخضراء، ونشر الفكر الأناركي للبيئة. وتشمل أدبيات الأناركية الخضراء أيضا على نقد الرأسمالية الصناعية، وبالنسبة لبعض الأناركيين الخضر، نقد الحضارة نفسها.
يرى معظم الأناركيين البيئيون الاجتماعيون، المجتمع الطبقي باعتباره السبب الرئيسي للتلوث البيئي. ويقولون إنَّ طبقة صغيرة من الملاك أو المتحكمين لديهم الثروة لتفادي أسوأ تداعيات التلوث في الهواء والماء والغذاء، وكذلك فئة أكبر من ذلك بكثير جدا من العمال لأنهم دون هذه الثروة فليس لهم أيُّ رأيٍ في تسيير العمل و من ثم يدفعون ثمن تلك التداعيات من صحتهم وصحة أسرهم.
وهكذا في ظل الرأسمالية واالمجتمعات الطبقية الأخرى أولئك الذين يسيطرون على أماكن العمل أيضا هم أنفسهم أولئك الذين يجنون أقل فائدة من الحد من التلوث، وفي الواقع التدابير الأكثر مكافحة للتلوث تضاف إلى تكاليف تلك الطبقة، ومن ثم سوف يكون لها مصلحة في التقليل من مثل هذه التدابير حتى ولو حساب سلامة البيئة وصحة البشر.
في ظل الرأسمالية التلوث غالبا ما يكون ناتج تقليص التكاليف، لزيادة الربح، على سبيل المثال نقل الملوثات من ممتلكات المالك، للنهر العام بتحويل تكلفة التخلص من النفايات من الرأسمالي إلى المجتمع ككل. والحل الشيوعي الأناركي هو التأكد من أنَّ جميع أولئك الذين يعملون ويعيشون داخل التأثير البيئي للمصنع لابد وأن يكون لديهم السيطرة على جميع مخرجاته، بما في ذلك الملوثات.
الأناركية البدائية:
هي الفلسفة التي تدعو إلى العودة إما إلى المجتمع ما قبل الصناعي (أيْ القرن الثامن عشر)، أو ما قبل المجتمع الزراعي التقليدي أيْ من 10 آلاف سنة، و قد طورت الأناركية البدائية نقد الحضارة الصناعية، حيث نقدت التكنولوجيا الآلية، وأشكال التنمية التي يكون فيها الناس منفصلين عن العالم الطبيعي. وهذه الفلسفة تعيد الاعتبار لممارسات سابقة لمحطمي الآلات، وقد تأثرت بكتابات جان جاك روسو. وتتجسد الحركة البدائية في حركات “استصلاح الشوارع”، و”الأرض أولا”، و”جبهة تحرير الأرض”. وكتب جون زرزان، أحد مفكريها:“إنَّ الحضارة وليس الدولة فقط ما تحتاج الأناركية لاسقاطه حتى يمكن تحقيقها”. وتشير الأناركية البدائية إلى الطبيعة اللاسلطوية في كثير من “المجتمعات البدائية”أو البدائية على مر التاريخ في العالم، وتقدمها كأمثلة للمجتمعات الأناركية.
وفقا للأناركية البدائية، أدى التحول من الصيد وجمع الثمار إلى زراعة الكفاف التقليدية إلى نشوء الطبقات الاجتماعية، والإكراه، والاغتراب، والرق. ويدعو الأناركيون البدائيون إلى العودة إلى الطرق غير “المتحضرة” في الحياة من خلال إلغاء الصناعة، وإلغاء تقسيم العمل أو التخصص، والتخلي عن التقنيات على نطاق واسع. وهناك أشكال أخرى غير أناركية من البدائية، فليس كل البدائيين يشيرون إلى نفس الظاهرة كمصدر للمشاكل العصرية والمتحضرة.
كثير من الأناركيين التقليديين يرفضون نقد الحضارة في حين أنَّ البعض يوافقون على النقد، ولكن لا يعتبرون أنفسهم أناركيين بدائيين. وغالبا ما تتميز الأناركية البدائية بتركيزها على التطبيق العملي لتحقيق حالة التوحش والحياة البدائية البسيطة بالعودة للطبيعة، بعيدا عن حياة المدن والصناعة من خلال “إعادة التوحش”.
على الرغم من أنَّ معظم المجتمعات في العصر الحديث تتميز بوجود التسلسل الهرمي للسلطة، أو الدولة، فقد درس علماء الأنثروبولوجيا العديد من المجتمعات المساواتية عديمة الدولة، بما في ذلك معظم المجتمعات البدائية من الصيادين وجامعي الثمار ومن يمارسون الزراعة البستانية والرعي البدائي. فكثير من هذه المجتمعات يمكن اعتبارها أناركية بمعنى أنها ترفض صراحة فكرة السلطة السياسية المركزية.
تثير المساواتية النموذجية للبشر الصيادين جامعي الثمار الاهتمام عندما ينظر إليها في سياق تطوري. فواحد من اثنين من أقرب الأقارب من الرئيسيات للبشر، وهو الشمبانزي العادي، لا تعرف مجتمعاته المساواة، حيث تتشكل جماعات الشمبانزي العادي في تسلسلات هرمية غالبا ما يهيمن عليها الذكر الأقوي، على عكس جماعات الشمبانزي القزم المعروف بالبونوبو الأناركية تماما في بنيتها. لذلك يكون تناقض مجتمعات الشمبانزي العادي مع مجتمعات البشر من الصيادين جامعي الثمار مبررا لأن يناقش على نطاق واسع بين علماء الأنثروبيولوجي للعصور الحجرية فكرة أنَّ مقاومة الهيمنة السلطوية في القطيع البشري، كانت عاملا رئيسيا في دفع الظهور التطوري للوعي واللغة والقرابة والتنظيم الاجتماعي لدى البشر.
حاول ديفيد جريبير الأنثروبيولوجي الأناركي تحديد مجالات الأبحاث التى يمكن للمثقفين عبر استكشافها، إنشاء نظرية متماسكة للأناركية الاجتماعية من شظايا المعارف الأنثروبولوجية الأناركية، وقد افترض جريبير أنَّ الأنثروبولوجيا في“وضع جيد بشكل خاص” كفرع أكاديمي يمكن أنْ ننظر عبره إلى سلسلة من المجتمعات والمنظمات الأناركية، لدراسة وتحليل وفهرسة البنى الاجتماعية والاقتصادية البديلة عن المجتمعات والنظم السلطوية في جميع أنحاء العالم، والأهم من ذلك، تقديم هذه البدائل له.
درس بيير كلستر المجتمعات بلا دولة، وسجل بعض الممارسات والاتجاهات الثقافية السائدة فيها، والتي تتفادى تطور التدرج الهرمي للسلطة، ومن ثم نشوء الدولة. وقال بناء على ذلك إنَّه يرفض فكرة أنَّ الدولة هي نتيجة طبيعية لتطور المجتمعات البشرية، أيْ أنَّه كان يمكن للبشر أنْ يحققوا كل ما حققوه من تقدم دون دولة.
يؤسس الأناركيون البدائيون نقدهم للحضارة الحديثة جزئيا على الدراسات الأنثروبولوجية عن البدو الرحل والصيادين وجامعي الثمار، مشيرين إلى أنَّ التحول نحو التمدين ربما كان سببا في زيادة المرض، والعمل، وعدم المساواة، والحرب، والاضطرابات النفسية. ويقول جون زرزان أنَّه يتم استخدام الصور النمطية السلبية عن المجتمعات البدائية (على أنها عادة ما تكون عنيفة للغاية أو فقيرة على سبيل المثال) لتبرير قيم المجتمع الصناعي الحديث، وإبعاد الأفراد عن المزيد من الظروف الطبيعية والمنصفة للحياة.
الأناركية النسوية:
تجمع الأناركية النسوية بين الأناركية والحركة النسائية. وتعتبر الأبوية (هيمنة الرجل على المرأة) التي كثيرا ما يعارضها الأناركيون عموما كمظهر من مظاهر التسلسل الهرمي القسري الإجباري الذي ينبغي الاستعاضة عنه بحرية تكوين الجماعات اللامركزية، وتعتقد النسويات أنَّ النضال ضد النظام الأبوي هو جزء أساسي من الصراع الطبقي، والصراع الأناركي ضد الدولة. وترى النضال الأناركي باعتباره عنصرا ضروريا من النضال النسوي والعكس بالعكس. وتدعي سوزان براون أنَّ“الأناركية هي الفلسفة السياسية التي تعارض كل علاقات السلطة، ومن ثم فهيَ نسوية بطبيعتها”. وبدأت النسوية الأناركية مع كتابات القرن الـ19 من الأناركيات النسويات، مثل إيما غولدمان ولوسي بارسونز، وفولتاريني دي كليري، واللواتي مثل النسويات الراديكاليات الأخريات، انتقدن ودعون إلى إلغاء المفاهيم التقليدية لأدوار الأسرة، وإلى المساواة بين الجنسين، وموقف النسويات كان حاسما خصوصا من الزواج. فعلى سبيل المثال، الأناركية النسوية إيما غولدمان قد جادلت بأن الزواج هو اتفاق اقتصادي بحت. تدفع فيه إمراة ثمن ذلك الاتفاق من اسمها، وخصوصيتها، واحترام ذاتها، وكل حياتها”.
وتنتقد النسويات أيضا في كثير من الأحيان آراء بعض الأناركيين التقليديين مثل ميخائيل باكونين، الذين آمنوا أنَّ النظام الأبوي الذكوري ليس سوى مشكلة بسيطة وتعتمد فقط على وجود الدولة والرأسمالية، وسوف تختفي فورا بعد أنْ يتم إلغاء هذه المؤسسات. أما النسويات من وجهة نظر أخرى فإنه بالنسبة إليهن الأبوية والذكورية مشكلة أساسية في المجتمع، ويعتقدن أنَّ النضال النسوي ضد التمييز على أساس الجنس والنظام الأبوي هو عنصر أساسي من الصراع الأناركي ضد الدولة والرأسمالية.
النسويات الفرنسيات من وقت مبكر، مثل جيني دي هيريكوت وجولييت آدم، انتقدن كراهية النساء في أناركية برودون خلال خمسينات القرن 19.
الأناركية النسوية هي نوع من الحركة النسوية الراديكالية التي تتبنى الاعتقاد بأن النظام الأبوي هو المشكلة الأساسية في المجتمع. ومع ذلك، لم تُصَغ بشكل صريح من الأناركية النسوية حتى أوائل سبعينات القرن 20، أثناء الموجة الثانية من الحركة النسوية.
تنظر الأناركية النسوية للأبوية باعتبارها أول مظهر من مظاهر التسلسل الهرمي في التاريخ البشري؛ وهكذا، حدث أول شكل من أشكال القمع في هيمنة الذكور على الإناث قبل حتى ظهور الطبقات. ثم تختتم الأناركية النسوية استنتاجاتها بأنَّه يجب على الناشطات ضد النظام الأبوي، أنْ تكنَّ أيضا ضد كل أشكال الهرمية في العلاقات حتى داخل الأسرة، وبالتالي يجب أنْ يرفضن الطبيعة الاستبدادية للدولة والرأسمالية.
في الموجة النسوية الأولى تمسكت ماري ولستونكرافت بوجهات النظر الأناركية، وغالبا ما يعتبر ويليام غودوين أحد أسلاف الأناركية النسوية. في حين أنَّ معظم الأناركيين في تلك الفترة لم يأخذوا هذه الأفكار على محمل الجد، في حين أنَّ آخرين، مثل فلورنسا فينش كيلي وموسى هارمان اعتبروا المساواة بين الجنسين موضوع ذو أهمية كبيرة. وفي أوائل القرن العشرين حصلت الأناركية النسوية على مزيد من الاهتمام من خلال عمل الكاتبات والمنظرات الأناركيات، مثل إيما غولدمان وفولتاريني دي كليري، وتأسست منظمة موخيريس يبريس الإسبانية (بالعربية: المرأة الحرة)، وهي جماعة أناركية نسوية قامت للدفاع عن كل من الأناركية والأفكار النسوية في الحرب الأهلية الإسبانية.
على عكس الحركة النسوية الماركسية والنسوية الاشتراكية، فالأناركية النسوية لا تعتمد بالضرورة على النموذج التاريخي للنظام الأبوي الذي درسه إنجلز في كتابه “أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة”. فبدلا من ذلك، تعرض الأناركيات-النسويات الأبوية الذكورية كأحد مكونات وأعراض النظم المترابطة من القمع. وفي مثل هذا النموذج، المعارضة للنظام الأبوي ليست هي الوسيلة الوحيدة لمعارضة القمع السلطوي، ولكن بدلا من ذلك تصبح مكونا رئيسيا من مكونات حركة معارضة كل الأشكال المترابطة من القمع.
أناركية الكوير:
هو اتجاه في الأناركية يقترح الأناركية كحل للقضايا التي تواجه جماعات LGBT، الذي تضم أساسا متعددي الميول الجنسية، والمثليِّي الجنس، والمتحولين جنسيا والمزدوجين جنسيا. وقد نشأت أناركية الكوير خلال أواخر القرن 20 على أساس عمل الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو: تاريخ الجنسانية.
الأناركيات الدينية المعاصرة:
أوحت النظرات الدينية المناهضة للسلطوية بإشكالية هامة فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان كل من الأناركية والدين متوافقين أم لا؟ في ظل وجود التيارات الأناركية اللادينية الأكثر انتشارا. والمعارضة لكل أشكال السلطة بما فيها سلطة المؤسسات الدينية السلطوية بطبيعتها، والمرتبطة عضويا بالدين وبالكهنوت باعتباره السلطة الدينية.
“معظم الأناركيين تاريخيا من أنصار التفكير الحر، وهيَ الحركة المعادية أساسا للمسيحية، والمناهضة لمؤسسات الكهنوت، ورجال الدين الذين يجعلون الفرد سياسيا و روحيا مترددا في اتخاذ القرار بنفسه في المسائل الدينية وغير الدينية والاحتكام اليهم. وطالما نظروا للكنيسة كحليف مشترك مع الدولة، و كقوة قمعية في حد ذاتها “.
بينما لا تعارض الأناركية في حد ذاتها المعتقدات والممارسات الروحانية الفردية طالما لم تشجع على ممارسة التسلط والقمع والخضوع للسلطة، إلَّا أنَّ معظم الأناركيين مثل برودون وباكونين وكروبوتكين وغيرهم، عارضوا الدين المنظم معتبرين أنَّ الأديان الأكثر تنظيما، هرمية أو سلطوية بطبيعتها، وأنها تتماشى مع هياكل السلطة المعاصرة مثل الدولة ورأس المال في أكثر الأحيان. ومع ذلك، فالبعض الآخر وفق الأناركية مع الدين المنظم فيما يعرف بالأناركيات الدينية المعاصرة، التي تجد جذورها في العصور الوسطى والقديمة، و تشير الأناركيات الدينية لمجموعة من الاتجاهات الأناركية المستوحاة من تعاليم الأديان (المنظمة). ومع أنَّ الغالبية من الأناركيين لا دينيون تقليديا سواء (لا ربوبيون أو لا أدرييون أو ربوبيون)،مثلهم مثل خمس سكان العالم، ومشككون عموما في الغيبيات والروحانيات، ويعارضون الدين المنظم، ويناهضون المؤسسات الدينية و رجال الدين والكهنوت، لكنْ الأناركيون الدينيون اتخذوا كثيرا من الديانات المنظمة المختلفة مصدر إلهام لأشكال من الأناركيات الدينية المتنوعة.
الأناركية المسيحية:
تجمع بين الأناركية والمسيحية، بدعوى أنَّ الأناركية لها ما يبررها ويسندها في تعاليم يسوع المسيح. وقد وصف الأناركيون المسيحيون وبعض المؤرخين الطوائف المسيحية الأولى بالأناركية. ويعتقد الأناركي المسيحي ليو تولستوي أنَّ تعاليم بولس الرسول المؤسس الفعلي للمسيحية السائدة المخالفة للمسيحية الحقيقية، قد تسببت في التحول من التعاليم الأصلية ليسوع المسيح الأكثر مساواتية واللاسلطوية إلى تعاليم سلطوية وأقل مساواتية. ويعتقد الأناركيون المسيحيون أنَّه لا توجد سوى سلطة واحدة هيَ سلطة الله، ولذلك يعارضون كل السلطات الدنيوية، وكل الكنائس القائمة..ويرى بعضهم أنَّ تعاليم ونصوص المجموعات المسيحية اللاسلطوية الأولى تم إتلافها من قبل الكنائس السلطوية، وعلى الأخص عندما أعلن ثيودوسيوس الأول في مجمع نيقية أنَّ المسيحية هيَ الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية، وبذلك أصبحت المسيحية دينا لدولة يبرر مظالمها وقمعها واستغلالها بدلا من كونها طائفة دينية متمردة على الدولة والسلطة في أصولها الفكرية والتاريخية. وكان هذا هو السبب الرئيسي فيما تلقاه أتباعها الأوائل من اضطهاد وتعذيب في الامبراطورية الرومانية، ويتبع الأناركيون المسيحيون، توجيهات يسوع المسيح حرفيا، ولذلك عادة ما يكونون دعاة سلام وتسامح صارمين، على الرغم من أنَّ بعضهم يعتقد في تبرير محدود لحق الدفاع عن النفس، وخاصة الدفاع عن الآخرين. وكان المدافع الأكثر شهرة عن الأناركية المسيحية هو الروائي والمفكر الروسي ليو تولستوي، مؤلف كتاب “ملكوت الله في داخلك”، وهو الكتاب المرجعي للأناركية المسيحية، والذي دعا إلى مجتمع قائم على مبادئ الرحمة، واللاعنف، والحرية. ويميل الأناركيون المسيحيون إلى تشكيل المجتمعات المستقلة (الكوميونات)، كما أنهم يقاومون في بعض الأحيان دفع الضرائب للدولة، ويرفضون الانخراط في الخدمة العسكرية. فهم دعاة سلام ونزع سلاح، ومعارضين لكل أشكال العنف والعسكرية والحرب، وينسحب الأناركيون المسيحيون عادة من الارتباط بالدولة محاولين تحقيق أكبر قدر من الاستقلال عنها، حيث يقولون إنَّ الدولة عنيفة، ومخادعة، وتمجيدها، ما هو إلَّا شكل من أشكال الوثنية.
فالأناركية المسيحية هيَ الاعتقاد بأن هناك مصدرا واحدا فقط للسلطة التي يكون المسيحيين مسؤولين أمامها في نهاية المطاف، هيَ سلطة الله على النحو المنصوص عليه في تعاليم يسوع المسيح الداعية لعدم مقاومة الشر والتسامح والتقشف والمحبة. فموعظة الجبل التي تهاجم بوضوح الأغنياء والكهنوت والأنانية والعنف هيَ مصدرهم المعتمد أكثر من أيِّ مصدر آخر من مصادر الكتاب المقدس الأخرى، وما ورد فيها من تعاليم تستخدم كأساس للأناركية المسيحية.
التولستويّون هيَ المجموعة الأناركية المسيحية الصغيرة التي شكلها رفيق تولستوي، “فلاديمير شيرتكوف” (1854-1936) في روسيا، لنشر تعاليم تولستوي. وكان بيتر كروبوتكين قد كتب عن تولستوي في مقاله عن الأناركية في الموسوعة البريطانية عام 1911، في حين كتب تولستوي مئات من المقالات على مدى السنوات العشرين الأخيرة من حياته مؤكدا على النقد الأناركي للدولة، وناقش رؤياه الأناركية المسيحية في رواية “البعث” إحدى أعظم رواياته، والتي تحمل في سطورها ظلالا من سيرته الذاتية، وأوصى مساعديه بكتب كروبوتكين وبرودون لقرائتها له، وتخلى عن أسلوب حياته الأرستقراطي ليعيش مثل الفلاحين في ضيعته، وحاول أنْ يتنازل عن ضيعته للفلاحين، في حين رفض في نفس الوقت اعتناق الوسائل الثورية العنيفة.
الأناركية البوذية:
نشأت في سياق الحركة الأناركية الصينية التي كانت قوية التأثير في عشرينات القرن 20، ويعتبر تاكسيو، واحد من مفكري وكتاب هذه المدرسة الرائدة، وقد تأثر بشدة بأعمال الأناركيين المسيحيين مثل تولستوي والمفاهيم البوذية والأفكار والنصوص الطاوية القريبة من الأناركية السابق ذكرها. وتأثرت في أواخر القرن الـ19 حركة جدار في الهند بالفكر الأناركي البوذي وأفكار سوامي دايانانادا ساراسواتي، وبرزت الأناركية البوذية في وقت لاحق في ستينيات القرن 20 من قبل كتاب مثل جاري سنايدر، وقد أبرز تلك المدرسة الفكرية جاك كيرواك في كتابه دارما المتشردين.
الأناركية الوثنية:
أدى تركيز حركات الوثنية الجديدة، على قضايا البيئة والمساواة جنبا إلى جنب مع نزعتها نحو اللامركزية لظهور عدد من الأناركيين الوثنيين الجدد، وابرزهم ستار هاوك، الذي يكتب على نطاق واسع حول كل من الروحانية والنشاطات الأناركية.
الأناركية الإسلامية:
في سياق مناقشات الحركة الأناركية في بريطانيا في عام 2002، حول الأصولية الإسلامية المتصاعدة قال آدم كي: إنَّ“هناك تصورا جاهلا ومهيمنا عن المجتمع الإسلامي لدى كثير من الأناركيين الإنجليز”، وهو ما عزاه إلى“طبيعة حركتهم المتمركزة على إنجلترا”. منتقدا ما نقله عن بيان منشور في مجلة أناركية جاء فيه أنَّ“الإسلام عدو لكل حريات الناس”،وقال إنَّ هذا الخطاب “لا يختلف عن الخطاب المتعصب لجورج بوش أو حتى زعيم الحزب القومي البريطاني نيك جريفين”.
أما الأناركية الإسلامية فهي مصطلح يستخدم لتفسير الأفكار الأناركية بين المسلمين التي تقوم على المفهوم الإسلامي القائم على التسليم لله وحده، ويرفض أيَّ دور لأيِّ سلطة بشرية. وقد ظهرت الأفكار الأولية لهذه الحركة فيما يعرف بـ”العهد الأناركي الإسلامي” الذي نشره البريطاني المسلم يعقوب إسلام في يوليو 2005.
وكتب حكيم باي وهو لاسلطوي متصوف، يعرف أيضا بمفهومه عن الشبكات المستقلة المؤقتة، عن الحركات التي اعتبرها مهرطقة في التاريخ الإسلامي، كتاب يوتوبيا القراصنة، ومفهوم إمامة الفرد لذاته.
كما كتبت الأستاذه بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة د. “هبة رؤوف عزت” الإسلامية والتحررية التوجه، مقال:“الفوضوية، الفلسفة التي ظلمتها الترجمة” مدافعة فيها عن المفاهيم الأناركية، وربطها بمفهومها عن الأمة الإسلامية والشريعة الإسلامية.
وكتب الأناركي الإسلامي المصري الكندي محمد جين فينوس دراسة الهيمنة، هيمنة الهيمنة، والأناركية الإسلامية المترجم للعربية، والمنشور ترجمته بمدونة الأناركية بالعربية.
أما يعقوب إسلام فهو مسلم بريطاني نشر عهد اللاسلطوي المسلم الذي يقوم على مجموعة أفكار أناركية وفقا للتوجهات الإسلامية، كالإيمان بالله، والنبي محمد، والنزعة الإنسانية، حيث يرى أنَّ الطريق الروحي للمسلم لا يمكن تحقيقه إلَّا عبر التجرد من السلطة بكل أشكالها، القضائية، والدينية، والاجتماعية والسياسية.
ورغم أنَّ الإسلام دين منظم وثيق الصلة بالسياسة والدولة والتشريع، لكنه وفقا للرؤية الأناركية الإسلامية فإنَّ هناك ما يجمع بين الأناركية والإسلام فيما يتعلق بالملكية، والاحترام الاجتماعي، وقضايا الاضطهاد والعنف. فالفكر الأناركي عموما يهدف لمجتمع يقوم على التجمع الحر للأفراد الأحرار، وغياب الدولة وأيِّ شكل اضطهاديٍّ، وإسقاط الرأسمالية والملكية بالمفهوم الرأسمالي، والتركيز على التعاون والمعونة المتبادلة. ويرى الأناركيون المسلمون أنَّ هناك سماتٍ مشتركة بين الإسلام واللاسلطوية.
فوفقا للأناركية الإسلامية فإنَّ كل شيء على الأرض يعود لله وحده، والناس فقط مؤتمنين على إدارتها واستثمار موارد الأرض لصالحهم. لذا فإنها ترفض الرؤية الرأسمالية للملكية القائمة على الاستغلال والاستعباد.
كما تنظر الأناركية الإسلامية لموضوع الملكية من ناحية بيئية، لذا تقول بأن النباتات والحيوانات التي هي مخلوقات الله يجب أنْ لا تستهلك إلَّا عند الضرورة القصوى. كما يرفض هذا الفكر الربا، بما في ذلك الفائدة على القروض والفائدة المبالغة في التجارة.
ويرى الأناركيون الإسلاميون ضرورة إعادة توزيع الثروة، ويرفضون تراكم الثروة في أيدي القلة. كما أنهم يدعمون تشكيل مجتمعات تقوم على المعونة المتبادلة والصلات الاجتماعية الوثيقة، وعلى رفض القوانين الرأسمالية للعمل حيث يباع العمل، ويشترى كسلعة، لذا فإنهم يدعمون بناء المجتمعات وفقا للرؤى الاشتراكية الأناركية.
يرفض الأناركيون الإسلاميون وجود مؤسسة دينية منظمة ويرون أنَّ الامامة تعني دراسة الإسلام والمعرفة به، ودور الأئمة هو النصح لا الحكم، وتنطلق في هذا من مبدأ التسليم لله لا لرجال الدين. كذلك تقول الأناركية الإسلامية بالأخوة بين كل البشر رجالا ونساء.
ترى الأناركية الإسلامية بأن العنف يستخدم فقط للدفاع عن النفس، كما ترفض التوسع العسكري، والإكراه الفكري، لذا فإنها تؤمن بمبدأ لا إكراه في الدين حيث تقول بوجوب الحرية الدينية، فترفض أحكاما مثل حكم الردّة. كما أنها ترفض الاضطهاد بكافة أشكاله لذلك ترفض وجود الدولة من الأساس، وتقول أنها تريد مجتمعا لاسلطويا لاطبقيا ولادولتيا.
الأناركية الرأسمالية:
الأناركية الرأسمالية تدعو للقضاء على الدولة لصالح السيادة الرأسمالية ليس في السوق الحرة فقط ولكن مجمل المجتمع البشري. الأناركية الرأسمالية تطورت من الليبرالية الراديكالية المناهضة للدولة والأناركية الفردية، وتنطلق من اقتصاد المدرسة النمساوية التي انطلقت منها مدرسة شيكاغو والليبرالية الجديدة في الاقتصاد. وهناك تيار أغلبية قوي داخل الأناركية يرى أنَّ الأناركية الرأسمالية لا يمكن اعتبارها بأيِّ حال جزءا من الحركة الأناركية، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنَّ الأناركية تاريخيا حركة مناهضة للرأسمالية، وذلك للأسباب التعريفية التي ترى الأناركية تتعارض مع كل أشكال الرأسمالية خاصة وحكومية. في معظم تاريخها، قد عرف أنصار الأناركية بأنهم معارضين للرأسمالية، التي يعتقدون أنها لا يمكن أنْ تستمر إلَّا من خلال عنف الدولة، ومعظم الأناركيين الفرديين غير رأسماليين،حيث يتبعون برودون في معارضة ملكية الرأسماليين لأماكن العمل، ويهدفون إلى استبدال العمل المأجور باتحادات تعاونية عمالية. ويتفق هؤلاء الأناركيون مع كروبوتكين في تحديده أنَّ“أصل نشأة الأناركية في المجتمع...[يكمن في] الانتقادات...للتنظيم الهرمي والمفاهيم السلطوية في المجتمع” وليس في المعارضة البسيطة للدولة أو الحكومة. وهم يقولون بأنَّ نظام الأجور هرمي وسلطوي بطبيعته، وبالتالي، فإنَّ الرأسمالية لا يمكن أنْ تكون أناركية.
كثير من الأناركيين الفرديين، يدعي أنَّ الأسواق أمر ضروري لمجتمع حر. ومع ذلك، يعتبر معظم الأناركيين الفرديين منذ وقت مبكر أنفسهم من “المناهضين المتحمسين للرأسمالية...والذين لا يرون أيَّ تناقض بين موقفهم كفرديين، ورفضهم للرأسمالية”. بل ويعرف الكثيرون منهم أنفسهم كاشتراكيين. الأناركيون الفرديون المبكرون يعرفون “الرأسمالية” بطرق مختلفة، ولكن في كثير من الأحيان يناقشونها إنطلاقا من مصطلح الربا:
“هناك ثلاثة أشكال من الربا، الفائدة على المال، وإيجارات الأراضي والمنازل، والربح من التبادل. وكل من يستلم أيَّا من هذه المداخيل مرابٍ”. فإذا استثنينا هؤلاء، فإنهم يميلون إلى دعم التجارة الحرة، والمنافسة الحرة، والمستويات المتفاوتة من الحيازة الخاصة مثل تيار تبادل المنافع والمصالح. ومن هذا التمييز الذي أدى إلى الخلاف بين الأناركية والأناركية الرأسمالية. تاريخيا، يعتبر الأناركيون أنفسهم اشتراكيين ومعارضين للرأسمالية. وبالتالي، تُعتبر الأناركية الرأسمالية من قبل العديد من الأناركيين اليوم على أنها ليست أناركية حقيقية.
فالأناركية الرأسمالية في حقيقتها هيَ إطلاق الحرية للرأسماليين في استغلال وقهر البروليتاريا دون حمايتها بالحد الأدنى من الحقوق التي تمنحها الدولة لمواطنيها، وترك الجميع نهبا لقواعد السوق العمياء، فيتم استعباد الغالبية من البروليتاريا في مواجهة الحرية المطلقة لسادتهم الرأسماليين في استغلالهم وقهرهم، ومن ثم فهيَ تنكر كل سلطة إلَّا سلطة الرأسماليين على عمالهم، فيا لها من أناركية!.
المنظمات الأناركية، على سبيل المثال CNT (إسبانيا) والاتحاد الأناركي (بريطانيا وأيرلندا)، عموما اتخذوا موقفا صريحا مناهضا للرأسمالية. في القرن 20، وبدأ العديد من رجال الاقتصاد ينتقدون شكل التحررية الأمريكية المتطرفة المعروفة باسم الأناركية الرأسمالية. ويرون أنَّ الرأسمالية قمعية بطبيعتها أو دولتية. وكثير من الأناركيين والأكاديمين لا يعتبرون الأناركية الرأسمالية متماسكة بشكل صحيح مع روح ومبادئ وتاريخ الأناركية. ومع ذلك، فالأناركيون وغيرهم من الأكاديمين يعتبرون أنَّ الأناركية الرأسمالية تشير فقط إلى معارضة عدم خصخصة جميع جوانب الدولة، وبالتالي لا يرون الأناركية الرأسمالية يمكن أنْ تكون شكلا من أشكال الأناركية.