تجارب ونماذج تعاونية
سامح سعيد عبود
الحوار المتمدن
-
العدد: 4831 - 2015 / 6 / 8 - 23:30
المحور:
المجتمع المدني
نماذج وتجارب تعاونية
تعددت التجارب والنماذج التعاونية عبر تاريخ الحركة التعاونية، كثير منها فشل واندثر، لكن الكثير منها أيضا نجح واستمر، بل نمى وتوسع. كثير منها تشوه وانحرف عن قيم التعاون ومبادئه وأهدافه. وكثير منها ترسمل أى تحول لمنشئات رأسمالية، وكثير منها تحول لمؤسسات حكومية. وكثير منها صمد أمام محاولات الانحراف والتشويه، وكل هذه المصائر على اختلافها كانت بسبب من عوامل خارجية مؤثرة كنوع التدخل الحكومى، وقوة وضعف التمويل، والتخلف والتقدم التكنولوجى، وتأثيرات السوق الرأسمالى المهيمنة ايجابا وسلبا، وعوامل داخلية مخربة، وأهمها عدم الالتزام الدقيق والصارم بجوهر التعاون ومبادئه، والسلوكيات المتنافية مع قيم التعاون، وفساد الإدارة وانتهازيتها، وانعدام الشفافية، وسلبية الأعضاء فى ممارسة الديمقراطية والرقابة، ومن بين كل تلك التجارب التى لايمكن حصرها اخترت عدة تجارب ونماذج، من بقاع شتى من العالم احاطت فى حدود حجم الكتاب بأهم الأنواع المختلفة للتعاونيات.
الجمعيات التعاونية الاستهلاكية بالكويت :
يوجد في الكويت حاليا 56 جمعية تعاونية استهلاكية عامة وأكثر من 350 فرعا لها تنتشر في أنحاء الكويت كافة، وتنشأ الجمعيات التعاونية الاستهلاكية في إطار قانوني يحدد كيفية إنشائها وشروط العضوية فيها وهيكل إداراتها وسبل الرقابة عليها وكيفية حلها.. إلخ، وذلك بموجب القانون رقم 20 لسنة 1962، ولعل من أهم أسباب نجاح هذه الجمعيات الملفت للانتباه فى دولة بترولية غنية، هذا النجاح الذى تفتقدة دولا عربية فقيرة، إنه يتم تجديد ثلث أعضاء مجلس الإدارة كل عام، وتدار الجمعيات بصورة ديمقراطية ذاتية من جانب المساهمين دون أى تدخل من الدولة.
ولا يقتصر نشاط هذه الجمعيات على العمل التجاري، وإنما تلعب أيضا دورا مهما في الحياة الاجتماعية لسكان المنطقة التي تتواجد فيها، وذلك من خلال تقديم بعض الخدمات وتنظيم بعض الأنشطة التي تخدم مساهميها، حيث تقوم الجمعيات بتخصيص ربع أرباحها السنوية للإنفاق على هذه الأنشطة، وتقديرا من الدولة للدور المهم الذي تلعبه الجمعيات الاستهلاكية في حياة المقيمين فيها، فإنها دائما ما تخصص للجمعية التعاونية الخاصة في المنطقة قطعة أرض مناسبة تؤجر بسعر رمزي سنويا، وهو ما يخفض من تكاليف هذه الجمعيات وإنفاقها على هذا البند المهم، لتقام عليها الجمعية وملحقاتها. وبهذا الشكل تحولت المناطق التي تنشأ فيها تلك الجمعيات إلى أسواق مركزية تقدم فيها الخدمات المختلفة للسكان، واستنادا إلى ذلك تمنع الحكومة الكويتية في أغلب الأحوال فتح أية محال في المناطق السكنية النموذجية، اكتفاء بالخدمات التي تقدمها الجمعيات التعاونية، ولقد ساعد قرب الأسواق المركزية للجمعيات التعاونية من أماكن إقامة السكان في كل منطقة على ازدهار هذه الجمعيات، حيث يلجأ إليها المقيمون في المنطقة في المقام الأول بسبب رخص أسعارها، فضلا عن توافر معظم ما يحتاج إليه المقيمون في المنطقة تقريبا في السوق المركزية.
مع تزايد أعداد هذه الجمعيات تم إنشاء اتحاد عام لها يسمى اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية، الذي أنشئ في عام 1971 ليمارس قدرا من الرقابة على عمل هذه الجمعيات ويقدم بعض الخدمات لها، كما يسعى لحل المشاكل التي قد توجد في أي من الجمعيات الأعضاء وحسم الخلافات التي تنشأ فيما بينها، والأهم من ذلك كله أنه يقوم بعمليات الشراء الجماعي لبعض أنواع السلع فيحصل فيها على خصم مرتفع، نظرا لضخامة الكميات، التي يشتريها، حيث يستطيع اتحاد الجمعيات التعاونية كتكتل أن يمثل قوة تفاوضية كبيرة عند الشراء، حيث يستطيع توفير المواد، التي تحتاج إليها الجمعيات بخصومات شراء كبيرة تنعكس على الأسعار، التي تباع بها السلع للمستهلك النهائي، وهو ما يساعد على توفير السلع للجمعيات بتكلفة أقل عما لو قامت بعمليات شرائها بنفسها، كذلك يثبت الاتحاد ويوحد أسعار 27 ألف سلعة، وهو ما يساعد على تثبيت معدلات التضخم في الكويت .
التعاونية الاجتماعية الإيطالية :
" التعاونية الاجتماعية"، نموذج ناجح لا سيما كتعاونية لأصحاب المصلحة المتعددين ومنها نحو 7000 تعاونية فى ايطاليا. النوع أ من التعاونيات الاجتماعية تجمع بين مقدمي الخدمات والمستفيدين من الخدمات الاجتماعية كأعضاء. النوع ب من التعاونيات الاجتماعية تجمع العمال الدائمين والعاطلين عن العمل الذين يرغبون في الاندماج في سوق العمل. ومن الناحية القانونية: ما يزيد عن 80? من الأرباح يمكن توزيعها، والفائدة تقتصر على معدل السندات وعند التصفية (لا يجوز توزيع الأصول)
كان الهدف من تلك التعاونيات من نوع ب هو تحقيق المصلحة العامة للمجتمع والاندماج الاجتماعي للمواطنين ودمج الفئات المحرومة في سوق العمل. ويمكن أن تشمل فئات محرومة بسبب الإعاقة الجسدية والعقلية وإدمان المخدرات والكحول واضطرابات النمو والمشاكل مع القانون. والتعاونيات من النوع أ توفر الخدمات الصحية والاجتماعية أو التعليمية لفئات مختلفة من المساهمين يمكن أن يكونوا أعضاء، بما في ذلك العاملين بأجر، والمستفيدين والمتطوعين (تصل إلى 50? من أعضاء)، والمستثمرين الماليين والمؤسسات العامة. في التعاونيات من النوع ب يجب أن يكون 30? على الأقل من الأعضاء من المجموعة الأولى المستهدفة من الفئات المحرومة.
التعاونيات السمكية فى اليابان :
JF Zengyoren هو اتحاد وطني من التعاونيات السمكية فى اليابان التي ينظمها الصيادون في المناطق المحلية. تم تأسيسه لإدارة حماية مصايد الأسماك وحياة الأفراد العاملين بالصيد، وتعزيز الموارد البحرية الغنية، والمساهمة في دفع تعاونيات الصيد للنجاح، وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي لأعضاء الجمعيات التعاونية، وتكثف الأنشطة المختلفة للحفاظ على بيئة الصيد البحرية بعيدا عن التلوث، لكى تضمن للأجيال القادمة خيرات البحار وفيرة دون انهاكها بالصيد الجائر والمفرط. يتألف JF Zengyoren أساسا من اتحادات المحافظات للجمعيات التعاونية لمصايد الأسماك، فضلا عن 980 من الجمعيات التعاونية لمصائد الأسماك العاملة في مجال أنشطة الصيد الساحلية في جميع أنحاء البلاد. وينشط في مجالات الأعمال التجارية مثل العرض، والتسويق وخدمات التوجيه و إمدادات احتياجات العمل، ويوفر جميع المواد والسلع الضرورية لصيد الأسماك. ويوفر أعمال التسويق ويوفر امدادات مستقرة من المأكولات البحرية ويضمن جودة الأطعمة المجهزة للمستهلكين، تحت شعار "المأكولات البحرية آمنة وموثوق بها"• وتهدف خدمة الإرشاد لتحسين وضع صناعة صيد الأسماك، وتعزيز التطوير التنظيمي.
كريدي أجريكول :
كريدي أجريكول تعاونية ائتمان لديها عدد من التعاونيات التابعة المتخصصة في جميع مجالات التمويل المالى وتخدم البنوك التعاونية الإقليمية (التي تملك فيها حصة 25?) والشبكات المصرفية في فرنسا والخارج. ويتم إدراج مجموعة كريدي أجريكول في بورصة يورونكست باريس. وتتضمن مجموعة كريدي أجريكول، بنك كريدي أجريكول ويمارس ثلاث مهام عبر ثلاث هيئات رئيسية:
? الهيئة المركزية وتضمن تماسك وسلاسة تشغيل الشبكة، وتمثل المجموعة فيما يتعلق بالسلطات المصرفية
? البنك المركزي ويضمن وحدة المجموعة المالية وهو الجهة المسؤولة عن تطوير استراتيجية متماسكة للمجموعة ويعمل مع الشركات التابعة له لتنسيق استراتيجيات مختلف خطوط الأعمال التجارية في فرنسا والخارج وينظم ثلاثة مجالات أعمال:
? الخدمات المصرفية للأفراد في فرنسا والخارج.
? خطوط الأعمال المتخصصة وإدارة الأصول والتأمين والأعمال المصرفية الخاصة والتمويل الاستهلاكي والتأجير والتخصيم ... الخ .
? الخدمات المصرفية للشركات والاستثمار.
البنوك الإقليمية لكريدي اجريكول هي الكيانات والبنوك التعاونية الفرعية، وتوفر مجموعة شاملة من المنتجات والخدمات المالية وتخدم العملاء الأفراد والمزارعين والشركات الصغيرة والسلطات المحلية، وتقود السوق الفرنسية للخدمات المصرفية يوما بعد يوم. وتقدم خدمات المدخرات والاستثمارات والتأمين على الحياة والقروض وأدوات الدفع ومنتجات التأمين على الممتلكات ومصممة خصيصا لضحايا متطلبات السوق. أنها في المرتبة رقم واحد تقريبا في كل من الأسواق المحلية في فرنسا.
والبنوك التعاونية المحلية تشكل الخلايا الأساسية لبنك كريدي أجريكول. وهذه البنوك المحلية تمتلك أكثر رأس مال البنوك الإقليمية. ولديهم أكثر من 6.9 مليون عضو، والذين ينتخبون 32000 عضو فى مجالس إدارات تلك البنوك.
وتملك البنوك الإقليمية حصة أغلبية في بنك كريدي اجريكول، التي تملك بدورها حصة 25? في كل بنك إقليمى (باستثناء البنك الكورسيكي الإقليمي).
الاتحاد الوطني كريدي أجريكول (المجلس الوطني الاتحادي) هي الهيئة التي من خلالها تناقش البنوك الإقليمية السياسات، ويعبر فيها الأعضاء عن آرائهم وتمثيل أنفسهم. والمجلس الوطني الاتحادي يلعب دور هيئة التجارة. وهو منتدى للمناقشات التي تنشأ على مستوى القاعدة الشعبية، ويضمن أن تلعب، دورا توجيهيا نشاطا و تمثل البنوك الإقليمية لدى كريدي أجريكول فيما يتعلق بالسلطات العامة والجمعيات التجارية والهيئات مع سلطة المصرفي التعاوني والمشترك ويقدم المجلس الوطني الاتحادي الخدمات للبنوك الإقليمية، وخاصة في مجالات التعليم المستمر وإدارة الموارد البشرية.
الاتحادات الائتمانية في الولايات المتحدة :
تعاونيات ائتمانية تخدم 96 مليون عضو، وتضم 43.7? من السكان النشطين اقتصاديا. والاتحادات الائتمانية فى الولايات المتحدة لا تهدف للربح، ومعفاة من الضرائب. ونظرا لصغر حجمها ومحدودية التعرض لتوريق الرهن العقاري، فقد نجت الاتحادات الائتمانية من الانهيار المالي عام 2008 إلى حد معقول. وبلغ عدد الاتحادات الائتمانية ذروتها في عام 1969 حيث وصلت إلى23866 من اتحادات الائتمان، وإجمالي الموجودات المتداولة بلغت 16 مليار دولار.
في الولايات المتحدة، كما في أماكن أخرى، تم تشكيل الاتحادات الائتمانية تاريخيا حول كنيسة واحدة، أو مكان واحد للعمل أو السكن، أو نقابة عمال، أو نقابة مهنية، أو سكان مدينة أو سكان حى أو بلدة. وقد تقتصر العضوية على أولئك الذين ينطبق عليهم الاشتراك فى نفس الكنيسة أو مكان العمل أو النقابة العمالية الخ. فقانون الاتحاد الائتماني الفيدرالي لعام 1934 يحدد العضوية فى "جماعات تجمع بينهم رابطة مشتركة من محل السكن أو العمل، أو لجماعات داخل حي محدد أو منطقة ريفية معينة".
و سمح التنظيم الاتحادي عام 1982 أثناء رئاسة رونالد ريغان للعديد من الاتحادات الائتمانية في النمو وتوسيع عضويتها إلى ولايات متعددة. وقد بلغت عضوية الاتحادات الائتمانية 71 مليون عضوا بحلول عام 1997، أي أكثر من ضعف عدد الأعضاء في 1991.
من الناحية القانونية، وللأغراض الضريبية، تعتبر الاتحادات الائتمانية في الولايات المتحدة منظمات غير هادفة للربح. وتجادل البنوك الرأسمالية أن هذا الوضع يعفي الاتحادات الائتمانية من العديد من الضرائب الاتحادية والولائية، وهذا يعطي الاتحادات الائتمانية ميزة تنافسية فى مواجهتها. وقد ردت الاتحادات الائتمانية على مجادلة البنوك التجارية بأن المؤسسات المالية التقليدية تأخذ المزيد من رؤوس المال من الجماعات ذات الدخل المنخفض من صغار المودعين الذين ترفض اقراضهم بحجة عدم وجود ضمانات لتقرضها للأكثر ثراءا حتى بدون ضمانات كافية.
فالمؤسسات المالية التقليدية مثل البنوك الرأسمالية وصناديق التوفير الحكومية وغيرها، تراكم المزيد من رؤوس الأموال فى صورة ودائع من الجماعات ذات الدخل المنخفض من صغار المدخرين الذين تعطيهم فوائد أقل من معدل التضخم، فيخسرون قيمة مدخراتهم مع الزمن، وترفض اقراضهم فى نفس الوقت بحجة عدم وجود ضمانات لديهم، لتقرضها للأكثر ثراءا ليزدادوا ثراءا، وأحيانا حتى بدون ضمانات كافية ليمولوا مشروعاتهم بنقود الفقراء لا بنقودهم.
و اعتبارا من عام 2003، تطلب الوكالات التنظيمية الحكومية من الاتحادات الائتمانية تقيد عضويتها على شرائح محددة من السكان، طلاب بالمدارس في منطقة جغرافية محددة جيدا. أو موظفي الشركات، أو أعضاء لجماعات غير هادفة للربح محددة، بما في ذلك النقابات العمالية، وجمعيات الخريجين، أو منظمات الدفاع الأخرى، والنزل، والكنائس، أو ما شابه ذلك؛ أو مجموعة مهنية معينة، مثل المعلمين والأطباء، الخ. وهذا ما يشار إليها باسم "ميدان عضوية" اتحاد ائتماني في الولايات المتحدة.
تأسست الاتحادات الائتمانية في وقت كانت البنوك غير مهتمة بالسوق الاستهلاكية، وخاصة في مجال الودائع الصغيرة والقروض المطلوبة عادة من قبل أفراد الطبقة العاملة. وجاءت فكرة اتحاد الائتمان إلى الولايات المتحدة من ألمانيا، حيث تم تشكيل الاتحاد الائتماني الأول قبل نحو 130 عاما. في نيو هامبشاير. وفي كاليفورنيا، تم تشكيل الاتحاد الائتماني الأول في سان فرنسيسكو في عام 1924 وصدر أول قانون اتحاد ائتماني في كاليفورنيا 1927. وهذا مهد الطريق لتطوير واسع النطاق للاتحادات الائتمانية في الولاية. وارتفع عدد الاتحادات الائتمانية بسرعة أكبر بعد صدور قانون الاتحاد الائتماني الفيدرالي 1934. أصدرت كاليفورنيا نسخة محدثة من قانون الاتحادات الائتمانية في عام 1951، الذي يؤكد صراحة على ديمقراطية الاتحادات الائتمانية.
اتحادات الائتمان تهدف لتنمية المجتمع، وتنظم الاتحادات الائتمانية في الغالب الجماعات ذات الدخل المنخفض. بالإضافة إلى توفير احتياجات المستهلكين، ولديها مهمة واضحة لإعادة الاستثمار وتنشيط المجتمع. وتوفر التمويل لشراء المساكن وإعادة التأهيل للشركات الصغيرة المملوكة للقطاع الخاص على حد سواء وبشكل تعاوني.
إنركوب للطاقة - فرنسا :
في 1 يوليو 2004، فتحت فرنسا سوق توليد الكهرباء وتوزيعها للمنافسة الحرة. لتنهى احتكارالدولة لتوليدها وتوزيعها، وبالتالى أصبح يمكن لأي وافد جديد للسوق من المؤسسات التجارية توفير الكهرباء للمستهلكين. وبالتالي تخلت فرنسا عن نموذج أن يتم توفير خدمات الطاقة عن طريق شركة مساهمة عامة إلى النموذج الليبرالي، حيث تتقاسم الشركات الخاصة أنصبتها في سوق توليد وإمدادات الكهرباء. ولكن أنكروب استعدت باقتراح طريق ثالث، بديلا عن الدولة ورأسالمال، فى شكل مؤسسة تعاونية خاصة، تعمل لصالح الجمهور لا المستثمرين. ولا شك إن التغيير العميق في اقتصاد الطاقة شارك في الدفع بتلك التحولات:
فقد وضع البرنامج النووي لكى تنفذه الحكومة في سبعينات القرن العشرين فى أعقاب الصدمات النفطية فى السبعينات التى وضعت فرنسا في حالة إفراط لبيع الإنتاج، وتم تشجيع المستهلكين على الاستهلاك؛ وأصبحت فرنسا تقترب من القرن الحادي والعشرين، وهى فى عطش مريع للطاقة.ولوحظ إن مركزية توليد وتوزيع الكهرباء في فرنسا تؤدي إلى خسائر في نقل الكهرباء، وضخامة النفايات الناجمة عن عدم التوافق بين حجم الإنتاج واحتياجات الاستهلاك.أما برنامج الاستثمارات الضخمة في مجال الطاقة النووية على حساب تنمية الطاقة المتجددة، فقد جعل الحكومة الفرنسية تعاني من نقص حاد في الاستثمار فى هذا المجال.
وفى نفس الوقت بدأ الوقود الأحفوري (النفط، الغاز، الفحم) يشح بسرعة أكبر.
وعزز هذا الخليط من نضوب مصادر الطاقة، والإفراط في الإنتاج النووي والمستوى العالى من المركزية فى تغيرات المناخ.
ونظرا لإلحاح الوضع وحتمية تحرير قطاع الكهرباء، فإن الجهات الفاعلة في الاقتصاد الاجتماعي، وتلبية منها لهدف الطاقة المتجددة في ربيع عام 2004، عشية افتتاح سوق الطاقة للاستثمار الخاص، أعادت اختراع نموذج أخلاقي ومسؤول، وحددت ان تحرير سوق الكهرباء، يجب عليه تحقيق الأهداف التالية:
? تشجيع استخدام الطاقة المتجددة.
? الدفاع عن السيطرة الاجتماعية على استهلاك الطاقة.
? لامركزية الإنتاج
? توفير فرص الحصول على الطاقة لكل مواطن.
و في سبتمبر 2005، تأسست انركوب قانونيا باعتبارها الجمعية التعاونية للخدمة الاجتماعية ويسمح هذا الهيكل:بالجمع بين أصحاب المصلحة المتنوعين (المنتجين والمستهلكين والجمعيات التعاونية والسلطات المحلية والعاملين) حول نفس المشروع وممارسة ديمقراطية شفافة مع الإلتزام بقاعدة "شخص واحد = صوت واحد " في عملية ديمقراطية وشفافة بين قاعدة المساهمين المتنوعة.
• إعادة استثمار ما يقرب من جميع الفوائد والعوائد لصالح توليد الطاقات المتجددة (بانشاء وسائل جديدة لإنتاج الطاقة) والتحكم في استهلاك الطاقة، وذلك بفضل وضع المصلحة العامة فوق مصلحة الأعضاء.
تحقيق اللامركزية في الإنتاج، واتخاذ القرارات، والتفكير في نهاية المطاف فى تكرار هذا النموذج محليا، وحشد المسؤولين المنتخبين والمستهلكين والمنتجين والجمعيات التعاونية في عملية الخدمة العامة اللامركزية. ويفتح هذا النموذج إمكانية بناء سياسة جديدة للطاقة على المدى الطويل، مستدامة ومسؤولة ومحلية، للتأثير على الوضع على المستوى الوطني.
اخترع المشروع مفهوم سياسي جديد، وذلك تمشيا مع الاقتصاد الاجتماعي والتضامنى، في منتصف الطريق بين الرأسمالية والاشتراكية. وفي سبتمبر 2006، تلقت انركوب موافقة "مؤسسة التضامن".وخلال الشهر نفسه، وقعت أنركوب أول عقودها المهنية.
في 1 يوليو 2007، تم إشراك الأفراد المعنين داخل أنركوب. ووقعت خلال الشهر الأول، 433 عقد.
وتجاوزت أنركوب اليوم 18000 مستهلك و11000 عضو.. هذه النتائج الأولية تقودنا إلى أن الطريق البديل ملموسة وذات مغزى أن يوضع المواطن في قلب العملية البيئية كمستهلك وترسيخ مفهوم التضامن بين المواطنين .
مؤسسة موندراجون :
مؤسسة موندراجون اتحاد تعاونيات للعمال مقره في منطقة الباسك في أسبانيا. وقد تأسست في مدينة موندراجون في عام 1956 من قبل خريجي كلية التكنولوجيا المحلية. ومنتجها الأول كان سخانات البارافين. وهي الآن سابع أكبر مؤسسة اقتصادية أسبانية من حيث قيمة التداول والأصول ومجموعة الأعمال الرائدة في الباسك. وفي نهاية عام 2012، كانت توظف 80321 شخص في 289 تعاونية في أربعة مجالات أساسية من الأنشطة: المالية والصناعة وتجارة التجزئة والمعرفة وتعاونيات موندراجون تعمل وفقا لبيان "الهوية التعاونية" الذي أقر به التحالف التعاوني الدولي.
كان العامل الحاسم في إنشاء موندراجون هو وصول شاب اسمه خوسيه ماريا أريزمندريتا إلى موندراغون، عام 1941وهي بلدة يبلغ عدد سكانها 7000 شخص كان لم يشف بعد من آثار الحرب الأهلية الإسبانية: حيث الفقر والجوع والنفي والتوتر
في عام 1943، أنشأ كلية التكنولوجيا التي أصبحت مركزا لتدريب أجيال من المديرين والمهندسين والعمالة الماهرة للشركات المحلية، وأساسا للتعاونيات .
وقبل إنشاء أول تعاونية، قضى عدد من السنوات فى تثقيف الشباب حول شكل من أشكال التعاونية على أساس التضامن والمشاركة، وأهمية اكتساب المعرفة التقنية اللازمة. في عام 1955، اختار خمسة من هؤلاء الشباب لإنشاء أول شركة تعاونية صناعية كبداية لمؤسسة موندراجون .
في السنوات ال 15 الأولى تم إنشاء العديد من التعاونيات، وذلك بفضل الاكتفاء الذاتي للسوق وصحوة الاقتصاد الاسباني. .
خلال السنوات ال 20 التالية، 1970-1990، استمرت موندراجون فى التطور، مع زيادة كبيرة في مبيعاتها، وإطلاق العديد من التعاونيات التي روجت لها إدارة المؤسسة مع تشكيل الجماعات المحلية، وإقامة مركز أبحاث علمية وتطوير تكنولوجى "إيكيرلان" عام 1974 .
مع تغييرات كبيرة حدثت في الأفق مثل انضمام أسبانيا إلى الجماعة الاقتصادية الأوروبية، في عام 1986، فقد تقرر اتخاذ خطوة مهمة، هى إنشاء مجموعة موندراجون التعاونية في عام 1984، تمهيدا للشركة الحالية. وكان لدى المجموعة 23130 عامل في نهاية 1990 0.
غالبية تعاونيات موندراجون صناعية والباقي تعاونيات زراعية، ومركز دراسات علمية وتطوير صناعات وتكنولوجيا، واستشارات خدمية وهندسية، وبنك, وسلسلة مدارس, وجامعة، وتأمين صحي.و لا يوجد فى هيكلها التنظيمى سوى ثلاثة مستويات للترقية، ومن الممكن ان يوافق العمال على زيادتها برضاهم. وللانضمام للتعاونية يشارك كل عامل بحوالي 15 ألف يورو، ويمكن ان يقترضهم إن لزم الامر، ويكون بذلك عامل شريك، وقد تم التوافق على ذلك، لكي يتم تحجيم سيطرة المال على العمل، وابعاد من يملكون ولا يعملون.
لم يحدث غير اضراب واحد في تاريخ موندراجون، وتم التوصل بعده إلى أن لا يزيد أعضاء أى تعاونية عن 500 عضو لتكون إرادتهم هي المنفذة، وأن أرباح موظفي البنك عبارة عن متوسط أرباح التعاونيات، ومجلس إدارة البنك مكون من 12 عضو أربعة فقط منتخبين من موظفي البنك، والثمانية الآخرين منتخبين من التعاونيات لضمان ارتباط مصلحة البنك بالتعاونيات، ويعمل البنك على دراسة طلبات إنشاء التعاونيات الجديدة، وبسبب هذا الأسلوب المتبع لم تغلق أية تعاونية منذ انشاء الاتحاد، وداخل الجامعة التعاونية يتم تعريف الطلبة بالمبادئ التعاونية، والإدارة التعاونية، والرقابة الجماعية، ويعمل الطلبة بعد يومهم الدراسي داخل التعاونية الصناعية التى تتبع الجامعة .
على الساحة الدولية، كان الهدف من التوسعات الجديدة خارج الحدود هو الرد على عملية العولمة المتزايدة، وتعزيز التوسع بقوة في الخارج من خلال إنشاء مصانع إنتاج في عدد من البلدان. وكانت المكسيك الأولى في عام 1990 ووصلت 73 بحلول نهاية عام 2008 و105 في نهاية 2012. وكان هذا جزءا من استراتيجية تهدف إلى: زيادة القدرة التنافسية وحصتها في السوق، خاصة في قطاعي السيارات والأجهزة المنزلية؛ وتعزيز فرص العمل في بلاد الباسك، من خلال تشجيع تصدير المنتجات المصنعة من قبل الجمعيات التعاونية عن طريق أسواق جديدة .
وفي أكتوبر 2009، أعلنت نقابة عمال الصلب المتحدون عن اتفاق مع موندراغون لتأسيس تعاونيات عمال في الولايات المتحدة .
في 26 مارس 2012، كل من عمال الصلب المتحدون، وموندراغون، ومركز العامل المالك بأوهايو أعلنوا نموذج مفصل لاتحادهم التعاوني .
في عام 2012 وصلت مبيعات صناعتها الدولية إلى 4 مليار يورو مسجلة رقما قياسيا جديدا. وتم افتتاح 11 فرعا جديدا للإنتاج. ومثلت مبيعاتها الدولية في ذلك العام 69? (بزيادة 26? 2009-2012) و14000 شخص يعملون في الخارج. وكانت الزيادة في حصة موندراجون في أسواق البريك (البرازيل وروسيا والهند والصين) أيضا له أهمية خاصة، مع معدل نمو حوالي 20? مقارنة بالعام السابق .
تأسس اتحاد موندراجون للتعاونيات على أساس مفهوم إنساني للأعمال، وفلسفة المشاركة والتضامن، وثقافة العمل المشترك، وعدد من المبادئ والقيم المؤسسية والسياسات التجارية .
و على مر السنين، تجسدت هذه الروابط في سلسلة من قواعد التشغيل تمت الموافقة عليها من الأغلبية فى المؤتمرات التعاونية، التي تنظم نشاط الهيئات الرئاسية للمؤسسة (اللجنة الدائمة للمجلس العام).
وقد تمت هيكلة هذا الإطار من ثقافة الأعمال بناء على الثقافة المشتركة المستمدة من المبادئ الأساسية العشرة التعاونية، والمتجذرة فى موندراجون.
ويكمل هذه الفلسفة أربعة من القيم المؤسسية: التعاون، بوصفهم أصحاب وأنصار؛ المشاركة، والتي تأخذ شكل التزام بالإدارة؛ والمسؤولية الاجتماعية، من خلال توزيع الثروة على أساس التضامن. والابتكار، مع التركيز على التجديد المستمر في جميع المجالات .
ثقافة الأعمال تلك تترجم إلى الامتثال لعدد من الأهداف الأساسية (التركيز على العملاء والتطوير والابتكار، والربحية، والتعاون بين الناس، والمشاركة في الجماعة) والسياسات العامة التي يوافق عليها المؤتمر التعاوني، التي تؤخذ على محمل الجد في جميع المستويات التنظيمية للشركة، ودمجها في خطط الأربع سنوات الاستراتيجية، وخطط العمل السنوية للتعاونيات الفردية، والأقسام، والشركة ككل.
في موندراجون، يتم الاتفاق علي أن هناك نسب للأجور بين العمل التنفيذي والعمل الميداني أو المصنعى الذي يكسب الحد الأدنى للأجور. وتتراوح هذه النسب من واحد لثلاثة إلى واحد لتسعة في تعاونيات مختلفة، وبمتوسط واحد لخمسة، فالمدير العام للتعاونية فى موندراغون يكسب فى المتوسط ما لا يزيد عن 5 أضعاف الحد الأدنى للأجور التى تدفعها التعاونية. في الواقع، هذه النسبة هي أصغر من ذلك لأن هناك عدد قليل من العمال وأصحاب موندراجون يكسب الحد الأدنى للأجور، وذلك لأن معظم الوظائف متخصصة إلى حد ما، وتصنف على مستويات أعلى للأجور. ويتم تحديد نسبة الأجور فى كل تعاونية دوريا من قبل العمال أصحابها من خلال التصويت الديمقراطي
بالمقارنة مع وظائف مماثلة في الصناعات المحلية، فأجور مديري موندراجون "هي أقل بكثير من أمثالهم فى الشركات والمشاريع الأخرى التى تدفع أضعاف تلك الأجور لمديريها .
وتعادل مستويات الأجور للإدارة المتوسطة والتقنية والمستويات المهنية. ما هو أعلى فى المتوسط بنسبة 13? من وظائف مماثلة في الشركات المحلية. ويقلل معدل الضريبة التصاعدية فى أسبانيا المزيد من أي تفاوت في الأجور
تعاونيات المؤسسة تعمل في أربعة مجالات: التمويل، والصناعة، والتجزئة، والمعرفة، مع تميز موندراجون الأخير فى المجموعات التجارية الأخرى. .
مجال العمل المصرفي بلغ حساب الأصول لديه قيمة 4200 مليون يورو في نهاية 2009. ويستخدم العائد لصالح صندوق لتغطية احتياجات التقاعد على المدى الطويل، والترمل، وإعانات العجز، مكملة لتلك التي يقدمها نظام الضمان الاجتماعي الأسباني.
في قطاع السلع الاستهلاكية، بلغت المبيعات 1500 مليون يورو، وتنتج موندراغون السلع المنزلية: الثلاجات، والغسالات، والأفران، وغسالات الصحون، والمراجل، تحت العلامات التجارية فاجور، براندت، وماستركوك، وتحافظ على موقعها الريادي في أسبانيا وفرنسا وتشارك في القيادة في بولندا والمغرب. كما أنها تنتج الأثاث المكتبي والأثاث المنزلي. في المجال الترفيهي والرياضي، تقوم بتصنيع الدراجات أوبرا ومعدات ومواد للتخييم، والحديقة والشاطئ .
في السلع الرأسمالية، بلغت المبيعات 976 مليون يورو في عام 2009، فى تشكيل المعادن والأدوات والأجهزة، وآلات التعبئة والتغليف وآلات عمليات تجميع وتجهيز الأخشاب، والشاحنات والروافع الشوكية، والمحولات الكهربائية، ومعدات متكاملة لصناعة الطعام، ومخازن التبريد، ومعدات التبريد. مع التركيز بشكل خاص على قطاع السيارات، والشركة أيضا تقوم بتصنيع مجموعة واسعة من القوالب، والأدوات لصب الحديد والألومنيوم، وتحتل مكانة رائدة في آلات قطاع الصلب. وفي المكونات الصناعية، بلغ التدوير المالى فى موندراغون 1500 مليون يورو في عام 2009، وهو القطاع الذي تعمل فيه كمورد متكامل لشركات صناعة السيارات الرائدة، وتصميم وتطوير أجزاء لتصنيع وتوريد المكونات والتجميعات. ولديها وحدات الأعمال المختلفة مثل الفرامل، والمحاور، والمحركات، وحواف العجلات الألومنيوم، وتوصيل السوائل، وغيرها من مكونات السيارة الداخلية والخارجية. كما أنها تنتج المكونات الرئيسية لمصنعي الأجهزة المحلية في ثلاثة مجالات: السلع المنزلية، والإلكترونيات. وتقوم بتصنيع الاكسسوارات وأنابيب معالجة النفط والغاز ومصانع البتروكيماويات وتوليد الطاقة والموصلات الكهربائية من النحاس والألومنيوم، ومكونات الناقلات .
في البناء، بلغ مجموع المبيعات 974 مليون يورو في 2009. وقد شيدت موندراجون مباني ومشاريع البنية التحتية الهامة. حيث تم تصميم وبناء كوبرى معدني كبير، والخشب الرقائقي وهياكل الخرسانة الجاهزة. وإمدادات جاهزة من الخرسانة البوليمرية. وتقدم حلولا للاغلاق وفتح الهياكل المعدنية، وكذلك ماكينات الأشغال العامة، والتصنيع في عملية البناء، بما في ذلك خدمات الهندسة والتجميع. كما أنها تنتج المصاعد.
في الخدمات لقطاع الأعمال، بلغت المبيعات 248 مليون يورو في عام 2008، بما في ذلك خدمات الأعمال الاستشارية والهندسة المعمارية والهندسة والاستشارات العقارية، والتصميم والابتكار، وهندسة النظم للمنشآت الكهربائية والهندسة اللوجستية المتكاملة. ويقدم أيضا خدمة وتصنيع المعدات التعليمية الحديثة، وتقدم خدمات الفنون التخطيطية.
في عام 2009، جاءت 59.4? من قيمة التداول من المبيعات الدولية. والمبيعات الناتجة من تصدير المنتجات إلى الخارج والإنتاج في 75 شركة تابعة تقع في 17 دولة مختلفة: الصين (13) وفرنسا (9)، وبولندا (8)، جمهورية التشيك (7)، والمكسيك (7) والبرازيل (5 )، ألمانيا (4)، وإيطاليا (4)، المملكة المتحدة (3)، ورومانيا (3)، الولايات المتحدة الأمريكية (2)، تركيا (2)، البرتغال (2)، سلوفاكيا (2)، الهند (2)، تايلاند (1) والمغرب (1). عموما، في عام 2009 أنتجت هذه الفروع بضائع بقيمة 3100 مليون يورو ووفرت العمل ل14506 شخص. .
في عام 2012، تم افتتاح 11 فرع جديد في الخارج، توظف حوالي 14،000 شخص. مبيعاتها الدولية في ذلك العام شهدت نموا قياسيا من 69? من إجمالي مبيعاتها كما تشارك في 91 من المشاريع الدولية .
موندراجون تدير واحدة من مجموعات تجارة التجزئة الرائدة في أسبانيا، وبدوران مالى يبلغ 8.3 مليار يورو في 2010. وتعمل في جميع أنحاء أسبانيا وجنوب فرنسا.
في نهاية 2009، كانت لها سلسلة واسعة 2400 من المخازن و113 من محلات السوبرماركت، 224 وكالة سفر، 58 محطة بنزين، 40 محلات أدوات الرياضة، 289 مخازن العطور، 7 وسائل الترفيه والثقافة و40 مستودعات البضائع. بالإضافة إلى هذه السلسلة، هناك 481 امتياز منافذ الخدمة الذاتية. وعلاوة على ذلك، في جنوب فرنسا لديها 4 من محلات السوبر ماركت، 17 محطة بنزين، ولها 4 مخازن عطور في أندورا مجال التجزئة وتعمل أيضا في المطاعم والتنظيف وتربية الماشية، وقطاعات البستنة وتقدم أيضا خدمة متكاملة في قطاع الصحة.
فى مجال التعليم والتدريب والابتكار، وهو أحد العناصر الأساسية التى لها دور في تطوير المؤسسة. يرتبط التدريب والتعليم أساسا بجامعة موندراجون، وهي جامعة تعاونية تجمع بين تطوير المعارف والمهارات، والقيم التعاونية، وتحافظ على علاقات وثيقة مع قطاع الأعمال، وخاصة تعاونيات موندراجون. يتم إنشاء الابتكار التكنولوجي من خلال الإدارات الخاصة والتعاونيات R & D، وهيئة الشركة للعلوم والتكنولوجيا و12 مركزا للتكنولوجيا والابتكار . ومراكز التكنولوجيا تلعب دورا أساسيا في تطوير قطاعات الأعمال. في عام 2009 كان يعمل فيها 742 شخصا، وكان لها ميزانية بلغت 537 مليون يورو .
في عام 2012 شبكتها من مراكز التكنولوجيا ووحدات R & D وفرت فرص عمل ل 2000 شخص. في ذلك العام نفسه، وجاءت 19? من عائداتها من المنتجات المتقدمة في السنوات الخمس الماضية. وموندراجون لديها 564 براءة اختراع .
و أشاد علماء مثل ريتشارد دى. وولف، أستاذ الاقتصاد الأمريكي، بموندراجون كمجموعة من الشركات، بما في ذلك الأجور الجيدة التي تقدمها للموظفين، وتمكين العمال العاديين من صنع القرار، والالتزام بمقاييس المساواة للعاملات، وذلك نجاح كبير، وقد استشهد على أنها نموذج عمل بديل لنمط الإنتاج الرأسمالي .
فى حين قال نعوم تشومسكي أنه في حين تقدم موندراجون بديل للرأسمالية، فإنها لا تزال جزءا لا يتجزأ من النظام الرأسمالي الذي يحد من حرية اتخاذ القرارات فى موندراغون :
و لتناول القضية بشكل أكثر تقدما: فمع الاقرار أن موندراغون مملوكة للعمال، وعلى الرغم من أن الإدارة تأتي من قوة العمل في كثير من الأحيان، ولكنها لا تزال تستغل العمال في أمريكا الجنوبية، وأنها تفعل الأشياء التي تضر المجتمع ككل، كتلويث البيئة، واهدار الموارد، شأنها شأن أى شركة رأسمالية، وليس لديهم أي خيار فى ذلك، لأنهم محكومين في النهاية بنظام السوق، إذا كنت في قلب نظام حيث يجب تحقيق الربح من أجل البقاء على قيد الحياة، فأنت مضطر لتجاهل العوامل الخارجية السلبية، وآثار نشاطك على الآخرين.
وكتب فنسنت نافارو انه من منظور الأعمال التجارية، فموندراجون ناجحة في مطابقة الكفاءة مع التضامن والديمقراطية. ومع ذلك، فأن عدد الموظفين الذين ليسوا ملاك لها زاد بسرعة أكبر من العمال الملاك، في بعض الشركات، على سبيل المثال سلاسل محلات السوبر ماركت التي تملكها موندراجون. وهذا يضع نظام من مستويين قد يؤثر على علاقات العمل، فقد كان واحدا من النجاحات التي حققته موندراجون هو خلق الإحساس بالهوية المشتركة بين العمال داخل الشركة، وتشجيع بيئة من التضامن والزمالة بينهم، والمشاعر التضامنية التي امتدت أيضا (وإن كان ذلك بدرجة أقل من ذلك بكثير) إلى العمال غير المالكين. و إن ما كان تشعر به المجموعة الأخيرة أضعف إلى حد ما، وكشف النقطة الضعيفة للتعاونية.
ولتدارك هذا الضعف، عقدت جمعية عمومية لتعاونيات موندراجون عام 2008، و وافق العمال الأعضاء بأغلبية الأصوات على تحويل الشركات التابعة للمجموعة ككل إلى نظام التعاونيات، وعلى جعل العاملين برواتب عمال وأعضاء فى نفس الوقت، على أن يتم تنفيذ العملية على مدى السنوات القليلة التالية للقرار.
وجدير بالذكر أن نظام موندراغون هو واحد من أربع دراسات حالة تم تحليلها في تقرير رأسالمال وفخ الديون، التي لخص الأدلة القائلة أن التعاونيات تميل إلى أن تستمر لفترة أطول وأقل عرضة للقرارات الضارة وغيرها من المشاكل الإدارية التنظيمية من أى منظمة تدار تقليديا,(تمت الإشارة إليه فى فصل كفاءة التعاونيات)
اتحاد تعاونى سيكوسيسولا :
كان عندما يموت شخص في أى قرية فنزويلية يجمع السكان فيما بينهم أموالا فى نظام أشبه بالجمعية لتغطية تكاليف الجنازة، شبيه بنظام "النقوط" فى المناسبات الاجتماعية فى مصر، هذه الطريقة في جمع الأموال جعلت المؤسسين يقرروا شراء 50 كيلو من خمس منتجات زراعية كى يبيعوها في السوق بسعر التكلفة، حتى وصلت مبيعاتهم الآن ل450 طن خضروات ومبيعات ب18 مليون دولار، وتلك كانت بداية الاتحاد التعاوني المسمىCECOSESOLA ، وفى رواية أخرى ومن زاوية أخرى فإن من بدأ تأسيسه هى مجموعة كانت تحمل السلاح ضد الحكومة على النمط الجيفارى، وعندما اكتشفوا عقم هذا الطريق، تخلوا عن حلم تغير العالم بالضربة القاضية الفنية، وعلى الفور، وعلى نحو شامل وكاسح، وعبر الصراع الدموى، فاستطاعوا تغيير حياة عشرات الآف من الأشخاص فى تجربة إدارة ديمقراطية مباشرة أفقية وليست هرمية. توفر السلع المختلفة بخفض ثلاثين بالمئة من سعرها فى السوق وبخفض تكلفة الخدمة الصحية للنصف.
وهيكلها التنظيمى خالي من التسلسل الهرمي، مع تركيز نشاطها على الزراعة، وتوزيع المواد الغذائية والرعاية الصحية وخدمات الجنازات.
تأسست سيكوسيسولا كاتحاد لتعاونيات الخدمات الاجتماعية في ولاية لارا في غرب فنزويلا، وعاصمتها باركيسيميتو، مع عدد سكان يبلغ مليون نسمة. في وقت متأخر في 1967. وكان المشروع الأول من سيكوسيسولا هو تنظيم الجنازات. وهو الآن الأكبر في المنطقة، وهناك 20،000 أسرة تدفع اشتراكات شهرية صغيرة. ويتولى الاتحاد إنتاج التابوت الخاص بالمتوفى وتنظيم الجنازة.
فيما يتعلق بالأجور كانوا يدفعون مبلغا أسبوعيا " يبلغ حوالي ضعف الحد الأدنى للأجور الذى حددته الحكومة. ويستند هذا التقدم على متطلبات الناس، لأن احتياجات الحياة ليست هي نفسها بالنسبة للجميع. فالأسر التي لديها أطفال، على سبيل المثال، تحصل على أجر أعلى. في عام 2010، وبلغ دوران الأعمال 430 مليون بوليفار - حوالي 100 مليون دولار أمريكي.
تنظم سيكوسيسولا ثلاث أسواق عامة أسبوعية، فى كل أسبوع حوالى 55،000 عائلة ربع سكان الحضر – يتم تزويدهم بالفواكه والخضروات والأطعمة. ويتم بيع 450 طنا من الفواكه والخضروات أسبوعيا. والأسعار تصل فى المتوسط أقل ب 30 في المئة من سعر الأسواق التي يديرها القطاع الخاص. وبالإضافة إلى ذلك، هناك متجر للأجهزة المنزلية والأثاث، حيث يمكن للأعضاء شراء المنتجات مع الأقساط بدون أسعار الفائدة المرتفعة المعتادة فى المحلات التجارية.
وهناك ستة مستشفيات للرعاية الصحية، ويتم إجراء 1900 عملية جراحية سنويا. وفي عام 2009، تم افتتاح المركز الصحي، ويقدم علاجات بديلة مثل الوخز بالإبر والتدليك، وأيضا العمليات الجراحية والفحوصات المخبرية والأشعة السينية. وأسعار العلاج تصل ل 60 في المئة أقل من تلك السائدة فى المستشفيات الخاصة. ولأعضاء التعاونيات بعض العلاجات المجانية.
ويشمل النشاط أيضا مزارع تعاونية إنتاجية بلغت 12في ولايتى لارا وتروخيو مع أكثر من 200 مزرعة صغيرة فردية (2-3 هكتار) لتزويد الأسواق بالمنتجات الزراعية. والتعاونيات الزراعية تحاول استبدال المواد الكيميائية لحماية المحاصيل بيولوجيا. وتعاونيات الإنتاج الصغيرة تنتج الأطعمة التي تباع في الأسواق - الخبز والحبوب الكاملة والمكرونة والحبوب وصلصة الطماطم، والأعشاب، والتوابل، والعسل، ولب الفاكهة الخ وهناك أيضا اتحاد الائتمان والتمويل وصندوق التضامن.
الميزة الأكثر لفتا للانتباه فى تجربة سيكوسيسولا هو غياب الهياكل الهرمية. "فجميع الأعضاء يمكنهم دائما المشاركة في جميع المستويات بنفس الحقوق. والقرارات يتم اتخاذها بالتوافق ،و يمكن إعادة المناقشة إذا أعلن شخص عدم قبوله للقرار، وبغض النظر عما إذا كان الشخص شارك فى اتخاذ القرار أم لا أو تغيب. في عام 2011، كان هناك حوالي 3000 من الاجتماعات الأسبوعية في المشاريع التعاونية ".
ولا يوجد مجلس إدارة،. فكل شخص أو مجموعة تتحمل المسؤولية عن القرارات التي يجب اتخاذها في الحياة اليومية. وهذا النوع، من اتخاذ القرارات، يمكن أن يؤدي بوضوح إلى الفوضى والأخطاء التي قد تؤدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة والافلاس. ولكن كل الخسائر الاقتصادية الناتجة عن ذلك يتم تعويض عنها من المرونة والدينامية التي تعمل بها المنظمة، حيث يرون أن علينا أن نحرر أنفسنا من القيود الثقافية التي تقيد كل قدراتنا وإمكانياتنا الخلاقة. "
سيكوسيسولا تحاول أن تفكك النظام السلطوى الهرمى في عملية معاكسة. هى تفكيك الهرمية، مما يجعل المعلومات متاحة للجميع، وبناء علاقات الثقة وإرساء هويتها الخاصة للتأكيد على القوة الجماعية للتضامن. وتجربة سيكوسيسولا يمكن أن تفسر الظواهر الآتية:
قوة "التعاون" المثمر تؤدي إلى زيادة الكفاءة.
طريق التعاون والتماسك زادت الدافعية لدى العاملين
بناء هياكل الشبكة على أساس من الثقة والتعاون يدعم بقاء طويل الأمد للتعاونيات.
حيث هناك خيار يتطلب منا التغلب على علاقة هرمية السلطة على الآخرين التي هي جزء من تراثنا الثقافي ، .
ان الوحدات الإنتاجية في سيكوسيسولا تجتمع أسبوعيا لتتشارك الخبرات والتجارب بالاضافة الي التحدث عن احوالهم الاقتصادية. ومن الممكن أن تحصل التعاونيات على قروض ب 2?--;-- فائدة شهرية ومصدر هذه الأموال صندوقين تضع فيه كل تعاونية 0.5% من أرباحها وصندوق آخر يوضع أيضا فيه 0.5% لكنه خاص بالتعاونيات الإنتاجية. وأخيرا سيكوسيسولا متعاقدة مع شركات استشارية وتجذب مختصيين تقنيين للدعم التقني للتعاونيات .
الاتحاد التعاونى الوطنى الكندى :
قام الاتحاد التعاونى الوطنى الكندى بإنشاء صندوق للاستثمار يوفر القروض للتعاونيات الناشئة وكذلك التى تقوم بأعمال توسع، والفكرة فى هذه الصناديق التعاونية ان الدراسات الميدانية كشفت عن عزوف مؤسسات التمويل التقليدية عن تمويل الجمعيات التعاونية، وعجز هذه المؤسسات عن فهم فلسفة العمل التعاونى والملكية الشائعة والإدارة الجماعية (من بين أشياء اخرى فى صلب بنية الاقراض الرأسمالى فى حين أن اتحادات الاقراض ماهى الا تعاونيات تدرك وتعلى من قيمة العمل التعاونى وعلى حد تعبير رئيس الصندوق التعاونى للاقراض-الأفضل لنا ان نعمل معا لنصنع الفرق ونؤسس نموذجنا التعاونى حيث ان للتعاونيات فلسفة وأغراض عليا لاتحيد عنها فى دفاعها عن القضايا الاجتماعية والعدالة الاقتصادية كذلك حماية البيئة فنحن بدعمها ننجز التغيير المنشود فى مجتمعاتنا
وبناء على ذلك لقد اتحدت كل من (ACU,Vancity )كتعاونيات اقراض مع الاتحاد الفيدرالى الكندى للعمال.
ثم جمع حوالى 6مليون دولار كندى لانشاء الصندوق الوطنى الكندى ويطمح لزيادة احتياطاته الى مابين 20 مليون و40 مليون دولار كندى. وسوف يدار هذا الصندوق التعاونى كسائر التعاونيات من خلال مجلس إدارة يمثل الأعضاء المشاركين فى الجمعية العمومية منفذا للقرارات التى توافق عليها أغلبية الأعضاء حيث السيادة للجمعية العمومية. وستلقى التعاونيات المساهمة فى هذا الصندوق عوائد على أرباحه.
يمثل هذا الاتحاد التعاونى للاقراض بين المنظمات سالفة الذكر خطوة عملاقة فى تولى وقيادة التعاونيات العمليات البنكية، وان الثقة التى أظهرتها هذه الخطوة الشجاعة سيكون لها أبلغ الأثر على نمو وازدهار القطاع التعاونى ككل. وملهمين بالسنة الدولية للتعاونيات انشئ هذا الصندوق برعاية مشتركة من الاتحادين التعاونى الكندى والدولى مدعومين بفريق المهمات للا تحاد التعاونى الدولى
ان اتحادات التعاونيات البنكية ستكون ناقلة للتعاونيات لتنمو وتنتشر مساهماتها فى المجتمعات فدعم وتمكين التعاونيات ماهو الا دعما وتمكينا للاكثر احتياجا شعوبا وافراد
تعاونيتي دار الضمانة والنجاح لإنتاج وتسويق النسيج التقليدي بمدينة وزان بالمغرب :
"تعاونية دار الضمانة لإنتاج وتسويق الخرقة (الثوب أو الجلابة الزى الشعبى للمغاربة) الوزانية بمدينة وزان بالمغرب، واحدة من بين تعاونيات الصناعة التقليدية النشيطة بالمدينة وبالجهة ككل. بحيث تجاوزت العمل الفردي، وإكراهاته المتعددة وسلبياته المختلفة. لتشق لنفسها مسارا تصاعديا بفضل استعمالها وسائل تقليدية وأخرى شبه عصرية لإنتاج وتسويق المنتج التقليدي. عبر وسائل تقليدية موروثة عن الأجداد، اللذين إبتكروا وأبدعوا في فن حياكة الخرقة الوزانية، وأخرى شبه عصرية حصلت عليها التعاونية من مندوبية الصناعة التقليدية بالمدينة. كما تمكنت التعاونية من إضافة حصص جديدة في رأسمال التعاونية 2000 درهم للعضو، خلال جمعها العام الأخير وإدماج منخرطين جدد. وهي مجهودات شارك فيها الجميع تنم على روح التضامن، والمسؤولية الجماعية، الديمقراطية في إتخاد القرارات، والعمل الجماعي. فهي تجربة تهدف إلى تحسين الوضعية الإقتصادية والإجتماعية للأعضاء والمساهمة في التنمية المحلية والجهوية والوطنية.
يعتمد سكان المنطقة في معظمهم على الأنشطة التقليدية، سواء كانت زراعية أو صناعية. وتعتبر الصناعة التقليدية، خاصة الإنتاجية مصدر رزق لعدد كبير من الحرفيين. ولقد تمكنت تعاونية دار الضمانة للخرقة الوزانية من قطع أشواط مهمة منذ تاريخ تأسيسها من طرف 54 عضوا في سنة 1977. وأهم ما يميز التعاونية، هو التشبث بالإنتاج التقليدي أثناء عملية إنتاج الخرقة الوزانية ومنتوجات أخرى جديدة، خصوصا وأن المنطقة تتوفر على مواد أولية مهمة من الصوف التقليدي. كما لمس الأعضاء تحولا إيجابيا كبيرا تحقق بفعل تنويع المنتج ".
تعاونيات إيميليا رومانا بإيطاليا :
"إيميليا رومانا هى مقاطعة (محافظة) تقع فى شمال شبه الجزيرة الإيطالية ويبلغ عدد سكانها حوالى 3.9 مليون نسمة، وهو ما يمثل 7% من مجموع سكان إيطاليا. فى المقابل تنتج المقاطعة 9% من الناتج المحلى لإيطاليا، وتصدر 12% من صادراتها، وهى مسئولة عن 30% من براءات الاختراع الصادرة فى إيطاليا. وفى حين تمثل البطالة مشكلة متنامية فى إيطاليا وأوروبا بصفة عامة فتبلغ نسبتها أكثر من 8% فإن إيميليا رومانا تفخر بأن نسبة البطالة بها لا تزيد على 3% فقط!
هذه المقاطعة التى كانت فى أعقاب الحرب العالمية الثانية واحدة من أفقر الأقاليم فى إيطاليا وأوروبا هى اليوم بين المناطق الأكثر ثراء فى العالم. وهذا التحول الكبير حققته إيميليا رومانا من خلال تجربة متميزة اختارت فيها بديل التعاونيات للاعتماد عليه فى تحقيق تنميتها الاقتصادية.
أكثر من نصف سكان المقاطعة هم أعضاء فى مؤسسات تعاونية تغطى مختلف أشكال النشاط الإقتصادى (استهلاكى ــ خدمى ــ إنتاجى). ويبلغ عدد هذه المؤسسات أكثر من 420 ألف مؤسسة تتفاوت فى حجمها بين المتناهى فى الصغر والصغير والمتوسط. ويعمل فى تعاونيات العمال (أى المؤسسات التعاونية الإنتاجية التى يديرها عمالها) أكثر من 10% من قوة العمل بالمقاطعة وينتجون أكثر 30% من إنتاجها وتصل مساهمتهم فى إنتاج بعض المدن إلى 60%.
العدد الكبير لتعاونيات الإسكان والتعاونيات الاستهلاكية فى إيميليا رومانا يحافظ على معدلات مناسبة لأسعار السلع وتكاليف السكن. أما فى ظل توجه الحكومة الإيطالية عبر العقود الماضية إلى خصخصة الخدمات فإن غالبية هذه الخدمات انتقلت من ملكية الدولة إلى ملكية التعاونيات ويصل نسبتها فى مجال الخدمات الصحية إلى 60% وهو ما حمى السكان من الآثار السلبية لخصخصة هذه الخدمات على مستوى معيشتهم.
النجاح الكبير للتعاونيات فى إيميليا رومانا لم يأت من فراغ بالطبع فهو يقوم أولا على وجود جذور تاريخية للعمل التعاونى تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر ولكن هذه البدايات الأولى لم تحقق نجاحا كبيرا نتيجة لعداء الرأسمالية المحلية والحكومات المتعاقبة لها وكانت أسوأ مراحل اضطهادها هى مرحلة حكم الفاشية فى ظل الديكتاتور موسولينى. هذا الوضع تغير بعد الحرب العالمية الثانية فقد أفرد الدستور الإيطالى المكتوب فى عام 1947 نصا خاصا للتعاونيات اعترف أولا بأهمية دورها الاجتماعى وأعلن عن التزام الدولة برعاية نمو وانتشار التعاونيات من خلال القوانين المنظمة لعملها.
تميز إيميليا رومانا عن غيرها من المقاطعات الإيطالية رغم استفادتها جميعا من نفس الميزات التى يمنحها القانون الإيطالى نتج عن اللا مركزية فى الحكم، فاختارت الحكومات المتتابعة للمقاطعة أن تعتمد على نمط التنمية التعاونى لانتشال المقاطعة من موقعها ضمن الأكثر فقرا فى أوروبا، واستخدمت لذلك نمطا عمليا لدعم نمو وانتشار التعاونيات. فأهم ما قد يعيق التعاونيات كمؤسسات صغيرة الحجم بطبيعتها هو افتقادها إلى المميزات التى تحصل عليها فقط المؤسسات الكبيرة، وهى ما يطلق عليها فى مجملها اقتصاديات الحجم. وللتغلب على هذه المعوقات دعمت حكومة الإقليم إنشاء مراكز للتنمية الصناعية تقوم بتوفير الخدمات التى لا تتوافر عادة إلا للمؤسسات الكبيرة. فهذه المراكز تقدم للاتحادات التعاونية ما تحتاجه فى مجالات البحث والتطوير وشراء مستلزمات الإنتاج وتوفر فرص التعليم والتدريب للعمال والمشاركين فى التعاونيات وتشرف على إجراءات السلامة والأمان فى أماكن العمل كما تتيح فرصة تسويق وتوزيع وتصدير السلع والخدمات التى تنتجها التعاونيات بشكل جماعى.
تدعم هذه المراكز أيضا نمطا للتكامل بين التعاونيات يسمى بالتصنيع المرن حيث يجتمع عدد من التعاونيات صغيرة الحجم للتشارك فى المنافسة على عطاءات ومناقصات لمشروعات أو عمليات توريد كبرى وتؤدى هنا مراكز التنمية الصناعية دور أشبه بالمكتب الفنى الذى ينسق بين التعاونيات فى إعداد عطائها المشترك وفى عملها لتنفيذه أيضا ."
تعاونيات إجتماعية وتنافسية.. تجربة بلغاريا :
أنشئت هذه التعاونية لصناعة الملابس الجاهزة منذ أكثر من 60 عاما. وهناك سبعون شخصا تقريباً يعملون فيها، نصفهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وجميع القرارات الاستراتيجية يتم اتخاذها من قبل الأغلبية المطلقة لجميع الأعضاء خلال الاجتماعات العامة.
كمثال على هذا، في العام 2003، بحلول الأزمة، قررت الجمعية التعاونية عدم الإعتماد على أوامر عملائها، بل تطوير إنتاجها لصناعة ملابس الأطفال.
يبتكر فريق التصميم سنويا 100 نموذج جديد حالياً، وطورت الشركة ايضا شراكات مع التعاونيات الإيطالية التي تقدم أقمشة فائقة الجودة. ولقد أثر هذا على الوضع المالي للتعاونية. فنسبة المبيعات ارتفعت إلى ما بين خمسة إلى عشرة بالمئة سنويا، كما وظفت الكثير، من بينهم أشخاص من ذوي الأحتياجات الخاصة، حيث كان لديهم ما بين ثمانية إلى عشرة أشخاص. بعد سبع سنوات أصبحوا 30 شخصاً.
بالنسبة إلى هذه التعاونيات في السنوات الأخيرة الماضية فهناك أشياء كثيرة تغيرت مثل إنتاج الملابس وتسويقها في المحلات التجارية وعلى شبكة الإنترنت:. وبناء على طبيعة المشروع الإجتماعي الذي يهدف إلى العلاج من خلال العمل، لذوي الإحتياجات الخاصة، فهذه التعاونية حصلت على مساعدات بلغت قيمتها 190 الف يورو لتدريب العاملين فيها لمدة 5 سنوات، وشراء آلات جديدة، وأجهزة لتحسين نوعية الهواء، وتركيب الألواح الشمسية وبفضل العديد من المشاريع التي تدعمها صناديق الاتحاد الأوروبي، كالصندوق الاجتماعي (الصندوق الاجتماعي الأوروبي)، أو الصندوق الأوروبي للتنمية الإقليمية (صندوق التنمية الإقليمية الأوروبية) .
الجمعية التعاونية للمتعاملات بالأطعمة والمشروبات والبائعات الجائلات :
لقد حققت هذه التعاونيات الفوائد والأهداف التالية:
1- تحقيق الإستقرار للعضوات المستفيدات وحمايتهن من حملات النظام العام.
2- المشاركة في تحسين بيئة العمل للبائعات في الأسواق.
3- المساهمة في زيادة دخل بائعات الأطعمة والشاي.
4- مساعدة البائعات علي رفع قدراتهن في مجال العمل والمعرفة لحقوقهن القانونية والعمل علي زيادة الوعي في مجال التثقيف الصحي.
5- تم تدعيم النواحي المؤسسية لمجموعات النساء.
6- تنظيم وتدريب عدد مقدر من المستفيدات في مجال العمل التعاوني.
7- إنشاء الصندوق الخيري الذي يقوم بتسليف المستفيدات المشاركات فيه في الحالات الطارئة (المرض – الوفاة – العجز... الخ) وهذا الصندوق تجربة جديدة بدأته الجمعية التعاونية
8- وفرت هذه الجمعيات لمعظم المستفيدات الإستقرار والحماية القانونية اللازمة .
الهوامش
أ.د. محمد إبراهيم السقا التعاونيات الاستهلاكية فى الكويت الجمعيات التعاونية.. دروس للمملكة من تجربة ناجحة
http://www.zengyoren.or.jp/syokai/jf_eng1.html
JF Zengyoren is a nationwide federation of JF (Japan Fisheries Cooperatives) organized by fishers in local areas.
Objective and organization network of JF Zengyoren
http://www.credit-agricole.com/en%C3%AF%C2%BF%C2%BD%C3%AF%C2%BF%C2%BD %C3%AF%C2%BF%C2%BD/Group/Group-structure
من "ما هو التعاوني؟" عن مركز التعاونيات جامعة كاليفورنيا
http://cooperatives.ucdavis.edu/what/index.html]
http://www.enercoop.fr/Le-projet-Enercoop_475.html
a b c d Mondragon Corporation. "Annual Report 2012
The Mondragon Experiment - Corporate Cooperativism (1980) FULL
Molina, Fernando (2005). Jose Maria Arizmendiarreta. Caja Laboral. ISBN 84-920246-2-3.
Foote, William (1991). Making Mondragon. IRL Press. ISBN 0-87546-182-4.
http://www.eroski.es/es/conoce-eroski/una-empresa-diferente/historia
http://www.euskomedia.org/aunamendi/76338
"Year-on-year Development, MONDRAGON Corporation". http://www.mondragon-corporation.com. Archived from the original on 2011-12-31.
كاميلا بينيرو هارنيكر التحديات الأساسية أمام التعاونيات فى فنزويلا-مايو 2008 ترجمة: محمد الخطيب 2013 الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 13:14
Ormaetxe, Jose Maria (2003). Medio siglo de la experiencia cooperativa de Mondragon. Azatza. SS- 1433/2003.
Wilson, Amanda. Bendable Business: Cooperatives less likely to break in economic crises. The Dominion. 4 December 2009.
http://assets.usw.org/our--union-/coops/The--union--Co-op-Model-March-26-2012.pdf
http://www.tulankide.com/en/internationalisation-consolidates-mondragon2019s-industrial-business-with-sales-abroad-in-excess-of-20ac4bn-3
Larra?aga, Jesus (1998). El cooperativismo en Mondragon. Azatza. ISBN 84-88125-12-7.
Foote, William (1991). Making Mondragon. ILR. ISBN 0-87546-182-4
a b Herrera, David (2004). "Mondragon: a for-profit organization that embodies Catholic social thought.". Review of Business (The Peter J. Tobin College of Business, St. John s University) 25 (1): 56–68. Retrieved October 21, 2012.
a b Vincent Navarro, What About Cooperatives as a Solution? The Case of Mondragon, CounterPunch, 2014.04.30
a b Herrera, David (2004). "Mondragon: a for-profit organization that embodies Catholic social thought.". Review of Business (The Peter J. Tobin College of Business, St. John s University) 25 (1): 56–68. Retrieved October 21, 2012.
Jeffrey Hollender (June 27, 2011). "The Rise Of Shared Ownership And The Fall Of Business As Usual". Fast Company. Retrieved 2011-06-28.
Organisational Estructure in Mondragon, consumer goods
Organisational Estructure in Mondragon, industrial components
Corporative Profile 2010
Tu Lankide, 17 June 2013, "Internationalisation consolidates Mondragon’s industrial business with sales abroad in excess of €4bn", http://www.tulankide.com/en/ internationalisation-consolidates-mondragon2019s-industrial-business-with-sales-abroad-in-excess-of-20ac4bn-3
Magnitudes econ?micas de Eroski
Mondragon Annual Corporate Profile for 2010
Mondragon Yearly Report 2010
http://www.mondragon-corporation.com/ENG/Press- room/articleType/ArticleView/ articleId/1730.aspx
Wolff, Richard (24 June 2012). Yes, there is an alternative to capitalism: Mondragon shows the way. The
Guardian.
Talking With Chomsky, Laura Flanders, CounterPunch.
"CECOSESOLA - On the Way", published by Die Buchmacherei, Berlin 2012 -
Barquisimeto Venezuela, April 2010 TOWARDS A COLLECTIVE MIND?
Transforming meetings into get-togethers
كاميلا بينيرو هارنيكر التحديات الأساسية أمام التعاونيات فى فنزويلا-مايو 2008 ترجمة: محمد الخطيب 2013 الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 13:14
http://www.assiniboine.mb.ca/News/ACU-Helps-Launch-National-Fund.aspx
نشوى زين تعاونيات الاقراض والتسليف -كندا-
عبد اللطيف زرغيلى دور التعاونيات في التنمية المحلية "حالة تعاونيتي دار الضمانة والنجاح لإنتاج وتسويق النسيج التقليدي بمدينة وزان"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=349880
تامر موافي كيف تنجح التعاونيات.. التجربة الإيطالية؟ -
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=15022012&id=1fdaf873-390c-4b75-8ac2-551baaab2f56
euronewshttp://morpheus-path.blogspot.com/2013/02/successful-cooperatives.html# sthash.y37Sjae6.dpuf
مبادرة الاسكندرية محافظة تعاونية
https://www.facebook.com/Cooperative.Alex/posts/600769266615992