|
العالم: مادة وحركة
هشام غصيب
الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 01:02
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
يمكن القول إن مقولة “العالم مادة وحركة”، وهي مقولة مادية صارمة، وبصورتها المكتملة والجلية، هي نتاج الحقبة الحديثة، وبالتحديد الثورة العلمية الكبرى (1543-1687). وهي النظرة السائدة مذّاك في الأوساط العلمية والفلسفية، وإن برزت بعض الأصوات في فيزياء القرن العشرين والتي شككت في اكتمال هذه المقولة وشمولها، حيث أكدت هذه الأصوات على أولية الوعي والفعل الواعي.
ومع أن العالم القديم شهد تيارات مادية أكدت هذه المقولة، وفي مقدمتها التيار الذري( لوكيبوس وديمقريطس وأبيقور ولوكريشس)، إلا أنها كانت مهمشة في الحضارات القديمة وفي العصر الوسيط. كما إنها لم تفلح في تكوين تصور شامل وجلي لهذه المقولة، فظل تصورها للمكان والذرات وحركاتها منقوصاً ومبهماً جداً. وقد تم إحياؤها في مطلع الحقبة الحديثة، ولكن بصورة أكثر وضوحاً واكتمالاً وشمولاً على أيدي برونو وبيكون وغاليليو وغاسندي وهوبز وديكارت (إلى حد ما) ونيوتن وغيرهم. وقد سعى أولئك العلماء إلى سد ثغرات التصورات الذرية القديمة وترييضها ورفدها بميكانيكا رياضية وتجريبية في آن، أي بنظرية رياضية تجريبية في الحركة. كما سعوا إلى دمجها بإحكام بهندسة إقليدس، أي الهندسة المستوية المألوفة. وكانت النتيجة بروز مقولة : “العالم مادة وحركة”. ومفاد هذه المقولة المادية أن الكون هو مكان لا نهائي يطيع مبادئ هندسة إقليدس، وأنه يعج بالمكونات المادية المتجانسة من حيث كونها مادة. وتتحرك هذه المكونات في أرجاء المكان الفسيح بتأثير قصورها الذاتي من جهة وتفاعلاتها معاً من جهة أخرى. وتنبع ظاهرات الكون كلها من هذه الحركات والتفاعلات. اذ تتراكب المكونات المادية على بعضها فتكون البنى المعقدة من أجسام وأجرام ونجوم والتي لا نفتأ نشاهدها في الكون. إن العالم مادة وحركة تطيعان قوانين سببية صارمة تحدد ماضيهما وحاضرها ومآلهما وأشكالهما المتنوعة ومسارهما في مكان وزمان يمتدان إلى ما لانهاية. ولا يحكم هذا العالم المادي أي نسق مسبق أو أي هدف أو مرمى مسبق. كما إنه مكتف بذاته يشمل جميع المكونات والمؤثرات المادية، ولا يتأثر بغيرها. هذه هي الصورة المادية الجديدة التي انبثقت من قلب الثورة العلمية الكبرى، التي دمجت هندسة إقليدس بتبصرات ديمقريطس وأبيقور الذرية ونظرية الحركة الجديدة (غاليليو، كبلر، ديكارت، هوبغنز، نيوتن).
وبالمقارنة، فإن كون أرسطو، الذي ساد في العالم القديم منذ القرن الرابع قبل الميلاد وحتى عصر الثورة العلمية الكبرى، كان مغايراً تماماً للصورة الكونية الحديثة، حيث إنه تضمن كثيراَ من الجوانب المثالية والمعنوية. إذ إنه تضمن بنى وأنساقاً ومفهومات، مثل مفهوم الكمال ومفهوم الخلود ومفهوم الثبات المطلق، لا يمكن اعتبارها مادية أو منتمية إلى صورة “العالم مادة وحركة”. بل بمكن القول إن مادة كون أرسطو لم تكن مادة بالمعنى الحديث. فهو قد تكلم عن عناصر مثالية لا يتغير الواحد منها البتة، وإنما يتغير تراكبها على بعضها واندماجها معاَ على الأرض وفي محيطها. وعد السماوات أزلية وأبدية وخالدة لا يطالها التغيير. كذلك الأمر بالنسبة إلى الحركة في كون أرسطو. فهي ليست حركة بالمعنى الحديث. فحركة الأجسام في كون أرسطو لا تنبع من تفاعلاتها المادية معاً، وإنما تنبع من عشقها لأماكنها الطبيعية وسعيها إلى الاستقرار فيها. والأصل في كون أرسطو هو السكون. فالحركة لا تنبع من داخله، وإنما تأتيه من خارجه، مما أسماه أرسطو المحرك غير المتحرك. كما إن السماوات تتسم بالكمال، الذي يتمظهر على صورة خلودها وكريتها وكون حركتها الطبيعية حركة دائرية منتظمة. كما إن هذا الكمال يتدرج في هرمية واضحة من الأدنى إلى الأعلى، من مركز الكون (مركز الأرض) إلى فلك النجوم. هذا ناهيك بأن كون أرسطو محدود في جوهره وبنيته الداخلية، في حين أن “العالم مادة وحركة” لا نهائي بأكثر من وجه في أساسه وقانونه العام.
لكن، ينبغي التنبه إلى أن مقولة “العالم مادة وحركة” لم تنبثق دفعة واحدة ومكتملة على أنقاض كون أرسطو، وإنما استلزمت عدة تداخلات وتشابكات ولحظات قطع حتى تبلرت، ثم ترسخت في قلب المجتمع العلمي والفلسفي والثقافي. وقد تمثلت في بادئ الأمر في إحياء النظرية الذرية القديمة وتطويرها، لكنه تم إحياؤها مدمجة في أطر ونظم وتقاليد فكرية مثالية، كالفيثاغورية والهرمسية والأفلاطونية واللاهوتية. هذا ما نلاحظه بجلاء في كوبرنيكوس وبرونو وتوماس دغز وكبلر، بل وحتى في غاليليو، مؤسس مشروع العلم الحديث، الذي نجد فيه مخلفات أفلاطونية واضحة.
ولنأخذ مثالاً على ذلك الفلكي الألماني الكبير، يوهانس كبلر (1571-1630). لقد بدأ كبلر حياته العلمية فيثاغورياً صرفا، أو بالأحرى فيثاغوريا بلون مسيحي. إذ اعتقد أن الكون مخلوق، وأن خالقه هو رياضي وموسيقي متفوق، وأنه صنع الكون وفق أسس ومبادئ هندسية وحسابية وموسيقية ومسيحية أيضا، ومن ثم وضع نصب عينيه السعي الحثيث إلى قراءة عقل الخالق باكتشافه هذه المبادئ وكيفية تجليها في الكون. كما إنه اعتقد أن الخالق شكل الكون على صورة الثالوث المقدس في العقيدة المسيحية. وقد عبر كبلر عن فيثاغوريته المسيحية في كتابه الأول ذي العنوان ” اللغز الكوني”، والذي نشره عام 1596.
وفي هذا الكتاب الغريب، دافع كبلر عن نظرية كوبرنيكوس في مجابهة نظرية بطلميوس دفاعاً متقدماً عجز عنه صاحب النظرية نفسه. لكنه لم يخف عدم ارتياحه لبعض الجوانب المتناقضة في نظرية كوبرنيكوس. ثم طرح مشروعاً بحثيا في علم الفلك تمثل في: حل تناقضات نظرية كوبرنيكوس، وترسيخها في المجتمع العلمي، وتفسير عدد الكواكب المعروفة (ستة كواكب)، وتفسير أبعاها وأزمانها. وفق مبادئ فيثاغورية مسيحية، أي قراءة عقل الله، الصانع الرياضي الأكبر.
ولهذا الغرض، وتنفيذاً لهذا المشروع البحثي الطموح، وضع كبلر نظرية فيثاغورية ارتكزت إلى فكرة أن هناك خمسة مجسمات منتظمة فقط. وبهذه الفكرة ظن أنه استطاع أن يفسر لماذا خلق الله سنة كواكب فقط (عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشتري، زحل)، وأنه استطاع تفسير أبعاد الكواكب وأزمانها. كما ظن أنه استطاع تفسير بنية الكون بفكرة أنها صورة للثالوث المقدس.
لكن كبلر لم يكتف بإعطاء التفسيرات الكيفية والعامة، وإنما سعى إلى اختبار تفسيراته مقداريا وكمياً باللجوء إلى الرصدات الفلكية المتوافرة لديه. وهو في ذلك كان يتبع التقاليد الفلكية التي أرسى دعائمها البابليون والإغريق والعرب. كما إن شغفه بالرصدات الدقيقة كان تعبيراً عن روح العصر، عصر الثورة العلمية الكبرى. ولكن، حين قارن بين نتائج تفسيراته والرصدات الفلكية، لم يجد التطابق المرجو. وعزا ذلك إلى عدم الدقة الكافية للرصدات التي ارتكز إليها. لذلك وضع نصب عينيه الوصول إلى الرصدات الحديثة غير المسبوقة في دقتها والتي أجراها الفلكي الدنماركي، تايكو براهه. وبعد جهود ومحاولات مضنية، استطاع كبلر أن يحصل على هذه الرصدات. وبدأ العمل عليها في مطلع القرن السابع عشر، بمهاراته النظرية والرياضية المتميزة.
وفي هذه الاثناء، بدأت تتملك كبلر نزعة أخرى، نزعة مادية مجالية، شكلت ارهاصا لنظام نيوتن الكوني لاحقا. وتمثلت هذه النزعة في اعتبار النظام الشمسي نظاماً فيزيائيا مكونا من أجرام مادية تتفاعل معا عن بعد وفق قوانين طبيعية صارمة. وكانت هذه المعالجة المادية المجالية للنظام الشمسي أول معالجة من نوعها في التاريخ. إذ كان هذا النظام قبل كبلر يعالج بوصفه نظاماً مثالياً كاملاً وخالداً لا تتفاعل مكوناته ماديا معا، وإنما تستمد حركاتها من خارج الكون. ولم تكن تنطبق عليه قوانين فيزيائية صارمة، وإنما أساليب هندسية نقية.
وقد قادت هذه المعالجة الجديدة من نوعها كبلر إلى استقراء قانونيه الأول والثاني في حركة الكواكب من رصدات تايكو الدقيقة. ومفاد القانون الأول أن الكواكب تدور في إهليلجات حول الشمس، وأن الشمس تحتل أحد بؤرتي الإهليلج. وشكل هذا القانون ثورة كبرى في تاريخ الفكر الإنساني. إذ ساد الاعتقاد لمدة ألفي عام قبل كبلر أن الحركة السماوية ينبغي أن تكون في جوهرها حركة دائرية منتظمة. لكن قانون كبلر الأول يؤكد على أنها غير منتظمة وغير دائرية. وتنبع هذه النتيجة بالضرورة من التصور المادي المجالي للنظام الشمسي.
أما قانون كبلر الثاني، فينص على أن المعدل الزمني للمساحة التي يمسحها الخط الواصل بين الشمس والكوكب ثابت لا يتغير. وهو قانون غير مسبوق في تاريخ الفكر، وينتمي إلى فصيل من فصائل قوانين الطبيعة يشكل اليوم قلب منظومة قوانين الطبيعة. وهو فصيل قوانين الحفظ. فقانون كبلر الثاني هو أول قانون حفظ تم اكتشافه في التاريخ. وقد تبين لاحقا أنه تعبير معين عن قانون حفظ الزخم الزاوي، الذي يعد اليوم قانونا كونياً أساسياً في العلم.
بيد أن هذه النزعة المادية المجالية لم تلغِ بتاتا النزعة الفيثاغورية الافلاطونية في كبلر. صحيح ان كتابه العظيم، الذي يحمل عنوان “علم الفلك الجديد” (1609)، والذي تضمن قانونيه الأول والثاني، عبر بجلاء عن نزعته المادية المجالية وخلا تقريبا من العناصر الفيثاغورية، إلا أنه عاد بزخم ملحوظ إلى أفكاره وأشواقه الفيثاغورية في كتاب رئيسي له نشره عام 1619، وحاول فيه التوفيق بين فكرته الفيثاغورية، التي فصلها في كتابه الأول (اللغز الكوني، 1596)، وبين قانونيه الأول والثاني، مضيفاً إلى ذلك محاولة إيجاد أنساق وانتظامات موسيقية في نظام الكون على غرار ما سبق أن فعله فيثاغورس. وفي هذا السياق تمكن كبلر من اكتشاف قانونه الثالث في حركة الكواكب، والذي يربط أزمان الكواكب بأبعادها عن الشمس. لكن النقطة الجوهرية هنا هي أن النزعتين المادية والفيثاغورية اجتمعتا معاً في عقل كبلر ولم تحل الواحدة منهما محل الأخرى. بل إن التوتر القائم بينهما كان مصدراً رئيسياً لتلك الطاقة الخلاقة العارمة التي تحلّى بها عمل كبلر العلمي.
إذاً فقد انبثقت النظرة المادية (مقولة “العالم مادة وحركة”) في أكثر من صورة. لكنها برزت مختلطة مع النظرات القديمة، الفيثاغورية والهرمسية واللاهوتية والمثالية الأفلاطونية، كما رأينا في حالة كبلر. وتتبدى هذه الظاهرة أيضاً في كوبرنيكوس وتوماس دغز وجيوردانو برونو، بل حتى في غاليليو، رائد العلم الحديث ومدشن مشروع العلم الحديث.
ولعل أول من برزت لديه مقولة” العالم مادة وحركة” في نقائها، وخالية من العناصر الفيثاغورية والأفلاطونية والغائية والهرمسية، كان الفيلسوف والرياضي والفيزيائي الفرنسي الكبير، رينيه ديكارت (1596-1650).إذ وضع ديكارت تصوراً للكون مفاده أن الكون عبارة عن امتداد مادي لانهائي تتحرك مكوناته وأجزاؤه وفق قوانين سببية محكمة مشكلة الكون بكواكبه ونجومه وأشيائه وإشعاعاته. بذلك، يمكن القول إن ديكارت هو مدشن المشروع المادي الحديث ومبدع مقولة “العالم مادة وحركة”. وقد حوله الفيزيائي الإنجليزي، إسحق نيوتن (1642-1727)،لاحقا إلى أساس مكين لعلم الطبيعة بإضافة مفهوم الخلاء ومفهوم الفعل عن بعد، وبتأكيده مفهوم الكتلة على حساب مفهوم الحجم الديكارتي. فكون نيوتن هو عبارة عن مكان مطلق ولانهائي يتحرك في خلائه حشد من الجسيمات (النقط التي تحمل كتلة) المتفاعلة معاً إما عن بعد وإما بالتصادم، في زمان مطلق ولانهائي. وهذه التفاعلات هي أساس ظاهرات الكون وتغيراتها.
ولكن، كيف تسنى لديكارت أن يحقق هذه القفزة المهولة في تاريخ الفكر؟ هذا ما سنتناوله في مقلات لاحقة.
#هشام_غصيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العقل والثورة
-
آلهة الغسق - إلى ذكرى إرنستو تشي
-
فجر الحداثة والمشروع المادي الحديث
-
جدل المنهج العلمي
-
إيقاع التاريخ: من الأثير إلى الأثير
-
المنهج الأفلاطوني لدى غاليليو
-
المغازي الفكرية للثورة العلمية الكبرى
-
كتاب “العودة إلى الأنسنة” لجورج الفار
-
تأملات في مغازي الثورة العلمية الكبرى
-
النقد والنسف في العلم والفلسفة
-
الثورة بين يوليو ويناير
-
نظرية الحزب لدى مهدي عامل
-
العلم ثورة فكرية
-
انتحار علم
-
أطروحات ماركسية حول الديموقراطية
-
الفلسفة بين الدين والعلم
-
هل هناك منهج علمي؟
-
دور الفلسفة في منهج آينشتاين
-
أزمة حركة التحرر القومي العربية
-
حوار حول العلمانية
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|