المنطقة مرت في مراحل متتابعة سيطرت فيها تيارات ايديولوجية فكرية متنافسة على الفضاء الفكري والسياسي: الحقبة الليبرالية في مرحلة ما قبل الاستقلال, ثم الحقبة القومية/الاشتراكية في الخمسينيات الى اواخر السبعينيات (مع استثناء اليمن الجنوبي) ثم الحقبة الاسلامية من الثمانينيات وحتى الآن. في تقديري المتواضع سوف تفشل الاسلاموية كما فشلت التيارات الاخرى والسبب هو الايديولوجيا, وهو ذات السبب الذي افشل من قبلها. الفشل السابق عقلن الى هذه الدرجة او تلك الايديولوجيا الاخرى, وبقيت الاسلاموية تعيش في عالم طوباوي متعالي سوف ينتهي اثر تسلمها الحكم ومواجهتها الواقع. بعد ذلك يتواضع الجميع عند قسوة الواقع ويتعاملون معه وفق اشتراطات سياسية ومساومات متبادلة وليس تبعا لاحلام ايديولوجية مسبقة. وفي نقطة ثانية اسمح لي اخ اسماعيل ان اعترض على استخدام لفظة -الجذور البدوية- لأن فيه لمسة احتقارية ليس للاسلاميين فحسب بل ولنا جميعا. فالليبراليون العرب, والاشتراكيون العرب, والقوميون العرب, وكل العرب لهم -جذور بدوية-, ومع ذلك قادرين على صناعة مجتمعات تسودها الحرية والديموقراطية ومزدهرة.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خالد الحروب - كاتب وباحث أكاديمي / مدير مشروع الاعلام العربي في جامعة كامبريدج/أنجلترا - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الربيع العربي: من رُهاب الواقع والاسلاميين إلى افق المستقبل. / خالد الحروب
|