النهج الاصولي في التفكير, بمعنى التطرف والتشدد والانغلاق, لا ينحصر في التيارات الدينية سواء أكانت اسلامية, مسيحية, يهودية, هندوسية او غيرها, بل يتجاوزه ويمس كل الافكار بما في ذلك العلمانية والماركسية والليبرالية. الاصولية في التفكير تحول كل فكرة متحررة ومنطلقة الى عقيدة مغلقة. لكني اعتقد ان سيرورة التاريخ تشير الى الاصوليات سواء الفكرية او السياسية تظل على هامش المجرى العريض للاجتماع السياسي. القاعدة الواسعة من الناس تقع في الوسط ولا تستهويها الافكار المتطرفة لفترات طويلة من الزمن حتى لو انجرت وراءها في حقبة زمنية ما, او بسبب ظروف موضوعية معينة. ضمن تيارات العلمانيين والاسلاميين والماركسيين والليبراليين العرب وغير العرب هناك جيوب متطرفة واصولية وهناك دوائر اقرب الى الاعتدال والتعقلن (بنسب متفاوته وبحسب المرجعيات وسوى ذلك). كلما تتسع مساحات التقاطع بين دوائر الاعتدال بين التيارات المختلفة رغم انتماءاتها لمرجعياتها الفكرية والسياسية يتعمق تيار الوسط وتتسع حدوده وتقوم اسس اكثر متانة للمجتمعات. ازعم اننا بدأنا في هذه السيرورة في المنطقة العربية بمعنى اتساع مساحات البراغماتية والعقلانية حتى داخل التيارات الدينية.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خالد الحروب - كاتب وباحث أكاديمي / مدير مشروع الاعلام العربي في جامعة كامبريدج/أنجلترا - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الربيع العربي: من رُهاب الواقع والاسلاميين إلى افق المستقبل. / خالد الحروب
|