|
متى اصبحت امريكا نصيرة للثورات ؟ - عبد الرحمن كاظم زيارة
- متى اصبحت امريكا نصيرة للثورات ؟
|
العدد: 359566
|
عبد الرحمن كاظم زيارة
|
2012 / 4 / 22 - 20:10 التحكم: الكاتب-ة
|
1. اثار الكاتب موضوعات متعددة ومتداخلة ليس من الصعب الوقوف عند تناقضاتها الواضحة ، بداية نحن لانؤمن ولانعتقد بأن ما يجري الان في الوطن العربي هو ثورات لسببين في الاقل : الاول ، وهو ان التغيرات التي حصلت حتى الان افضت الى اعادة بناء المجتمعات العربية السياسية ـ احزاب ومنظمات ـ على اسس طائفية وعرقية تمهد لعودة الاقطار العربية الى عصر ما قبل الدولة ، والثاني ، ان التغيرات الحاصلة قد اعادت ظاهرة الاحتلال والهيمنة والاحتكارات الاجنبية الى الدول العربية .. 2. هنالك مشكلة مفاهيمية وقع الكاتب ضحية لها كما وقع مثله وغيره كثيرون لاسباب مفهومة بالنسبة لنا ، وهو استخدام مصطلحات العدو ، إذ اطلق الحلف الاطلسي وقادتها على الحراك الجماهيري في الوطن العربي - الربيع العربي - ، وطبقا لنتائج هذا الحراك على المديين القصير والبعيد ليس هو إلا ربيعا اطلسيا يأكل الزرع والضرع ، قوامه تحالف جديد يضم كل من الحركات الشعوبية وبعض اجنحة الاحزاب الشيوعية العربية والمتأسلمين والامبريالية العالمية.. خليط عجيب تم دمجه عبر مقدمات يطول شرحها هنا . 3. أمر طبيعي بالنسبة للاخ الكاتب وطالما انه مؤيد لما يسمى الربيع العربي ونسميه الربيع الاطلسي ، امر طبيعي بالنسبة ان يكون متحمسا جدا لدعوة حلف الناتو في التدخل في سوريا ، فدعوته هذه تنسجم مع التكتل او التحالف الجديد الذي اشرنا اليه ، ولكن يبقى لنا هنا سؤال ، كيف يمكن ان يتفق اطلاق لفظ ثورة على ما جرى مثلا في ليبيا وقبله في العراق بأنه ثورة وقد تم خلالها احتلال البلدين المذكورين .. عادة وكما نفهم بأن الثورة تحريرية في المقام الاول .. فكيف والكاتب يدعو الناتو الى احتلال سوريا .. ام انه يعتقد ـ الكاتب ـ يمسك بزمام الناتو ليحدد نطاق تدخله وتوقفه عند - دعم الثوار - ؟ هل دعم الاحتلال والتعاون مع دول العدوان اصبحت وجهة نظر .. لاتفسد في الود قضية ؟ 4. يقول الكاتب بأن ما حدث في العراق امر مختلف عما حدث ويحدث في الوطن العربي ، ونقول ان الامر لايختلف من حيث الجوهر ، كما نقول مباشرة دون ان نذكر المقدمات المعروفة التي يمكن لذوي البصيرة ان يراها : كان احتلال العراق طليعة ومفتتح الربيع الاطلسي ، وان الفارق بين ما جرى للعراق وليبيا هو ان الحلف الاطلسي وعبر اجهزته المخابراتية ان يوظف السلفيين والاخوانيين وتنظيم القاعدة ـ خاصة اولئك الذين بلغ عددهم نحو 450 معتقل من مصراتة والذين تم اطلاق سراحهم فيما بعد ـ الفرق ، وان حلف الناتو لم يجد مثل هؤلاء في العراق لذلك كان خيار الناتو الحرب المباشرة والاحالال المباشر ، وعدا ذلك فأن الحالين لايختلفان في كل من العراق وليبيا من حيث النتائج .. ان النتائج الكارثية في العراق جراء الاحتلال الامريكي الغاشم هي نفسها تحصل الان في ليبيا ، ومن ذلك مثلا تطابق السياسات الامريكية فيما يتعلق بنفط العراق ونفط ليبيا ، فدرلة البلدين برغم ان كل منهما بلد موحد الاقليم وموحد تاريخيا . 5. قد يحتاج المتخصص في مجال علمي معين الى تصنيف مادة بحثه ، والتصنيف في العلوم الاجتماعية يشكل خطرا داهما على المجتمعات اذا ما نظر الى المجتمع مجرد تجمع سكاني لفئات غير منسجمة كما هي نظرة الكاتب الى المجتمعات العربية . الى ذلك فأن ملاحظته النقدية الى تحقق وحدة الهوية الفرنسية تفصح عن رغبته في الغاء الهوية الوطنية لمجتمعات العربية او لمجتمع العربي ككل . 6. أليس غريبا ان نصف ما حصل في ليبيا وفي مصر وفي تونس وفي غيرها بأنها ثورة والداعم الرئيسي العدو الامريكي المعروف بعداوته للانسانية ومعه الحلف الاطلسي ؟ أليس هذا غريبا وتجاوز على المفاهيم ... أليس غريبا ان نوقف البناء الديمقراطي على الانتخابالت العامة والتي تقيأت احزاب متأسلمة لاهم لها سوى الظفر بامتيازات السلطة وهي خالية الوفاض من برامج في التنمية والتنشئة السياسية وما يرتبط بهما ؟ أليس غريبا ان يكون لكاتب مفهوما غريبا للديمقراطية يستند الى مبادئ تجاوزها العقل البشري المعاصر واصبحت من مخلفات الماضي المتخلف ، واعني مبدأ الانتماء الطائفي ومبدأ الانتماء العرقي ؟ مع شكري وتقديري ..
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
إسرائيل ترفع القناع عن وجهها القبيح وعزلة دولية في انتظارها
/ سنية الحسيني
-
تصاعد الصراع الداخلي في الكيان يعد انتصار.
/ ابراهيم القعير
-
سعاد وسعيد
/ نعمت شريف
-
سعادة مُعاقة - قصة قصيرة
/ عبد الرضا المادح
-
سولفلي, شكو ماكو اليوم؟
/ ظافر شانو
-
حين يجلس وزير العدل في وجه وزير العدل: كوميديا تارودانت القض
...
/ بن سالم الوكيلي
المزيد.....
-
مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يستدعى وفد التفاوض من قطر
-
الحكم بإعدام أحد رجال حقبة صدام لارتكابه جرائم قتل طالت 198
...
-
الإمارات تدين مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واش
...
-
دور الرواية الفلسطينية كسلاح في مواجهة الإحتلال
-
أشعة الشمس لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء
-
السودان: ما أبرز التحديات أمام الحكومة المرتقبة؟
المزيد.....
|