ملف :
ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
تؤكد المعطيات المتوفرة دولياً إلى واقع اتساع كبير لظاهرة البغاء
والمتاجرة بالجنس في جميع دول الشرق الأوسط دون استثناء على حساب
المرأة وعائلتها وكرامتها وصحتها ومستقبلها. إن اتساع هذه الظاهرة
يرتبط عضوياً بعدة عوامل, ومنها:
1. تنامي حالة الفقر والعوز لنسبة مرتفعة من العائلات المهمشة
اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً والتي تعيش دون ضمانات لسد لقمة العيش,
في وقت يتعاظم غنى الفئات المُستغِلة في هذه المجتمعات .
2. استمرار وجود بطالة واسعة وخاصة بين النساء اللواتي يجبرن على تأمين
لقمة العيش لهن ولأفراد عائلاتهن, وخاصة بين الأرامل ومن لهن أطفال
تجبرن على إعالتهم.
3. فقدان المرأة لحريتها وحقها في اختيار شريك حياتها أو إجبارها على
الزواج من شخص لا تريده أو لا تحبه أو ممارسة الضغط عليها بما لا
تتحمله أي امرأة فتهرب من بيتها ومجتمعها.
4. إضافة إلى ابتعاد الكثير من الشباب عن الزواج نتيجة البطالة والعوز
وعدم وجود مورد مالي يساعدهم على دفع المهر أو القدرة على تأجير شقة أو
دار للسكن, مما يدفع بالشباب إلى إشباع حاجتهم الجنسية في الشوارع أو
دون الدعارة لشراء الجنس.
5. انتشار واسع لعصابات الجريمة المنظمة التي تقوم بإغراء الشابات من
ذوات المعرفة السطحية والخبرة القليلة, إضافة إلى إغراء الصبية والشباب
لممارسة بيع الجسد أيضاً. فعمليات البغاء وأن انتشرت بين النساء, فإنها
موجودة بين الأولاد والشباب أيضاً, رغم أن المجتمع لا يتحدث عن ذلك.
وتقوم هذه العصابات بتصدير الفتيات والفتيان إلى مناطق مختلفة ويصبحون
أسرى لدى تلك العصابات لتمارس الجنس القهري ضدهن.
6. إن هجرة العائلات بسبب الاضطهاد السياسي أو البطالة أو الحاجة
الاقتصادية إلى دول أخرى دفع بعدد غير قليل من النساء إلى ممارسة
البغاء للحصول على لقمة العيش لهن أو لهن ولأفراد عائلاتهن.
ومما يزيد الأمر خطورة هو احتمال نقل الأمراض المعدية عبر الجنس إلى
المزيد من لناس, خاصة وأن ليست هناك دور خاصة لممارسة الجنس ومراقبة
الدولة وأجهزتها الصحية على من يمارسن الجنس التجاري في الشوارع
والأزقة وهو في كل الأحوال غير مراقب.
ندرك بان ليس هناك من يحق له فرض الرقابة على حرية الإنسان وحقه في
التصرف بجسده, إلا أن ما يستوجب النقاش حوله هو:
1. كيف يمكن منع البغاء الناتج عن الحاجة الاقتصادية أو المعيشية
الماسة التي لا تجد المرأة سوى درب البغاء لتوفير لقمة العيش؟
2. كيف يمكن منع محاربة العصابات الإجرامية التي تتاجر بجسد المرأة
وتحولها إلى أداة لكسب المال وبالرغم منها وتأمين الضمان الاجتماعي لها؟
3. كيف يمكن حماية النساء وأبناء شعوب المنطقة من الإصابة بالأمراض
المعدية وخاصة مرض نقص المناعة (الأدز) وعواقبه الوخيمة؟
4. كيف يمكن لدول الشرق الوسط أن تمارس رقابتها على مثل هذه الحرفة
التي هي من أقدم الحرف في العالم؟
5. كيف يمكن تجنيب أطفال وعائلات البغايا من الوقوع بنفس المشكلة بسبب
الدور الذي يمارسه القوادون أو عصابات الجريمة المنظمة التي تعمل في
مجال التجارة بالنساء والجنس؟
6. كيف نؤمن ممارسة المرأة لحقوقها الكاملة والمتساوية ومنع التمييز
عنها بما يساعدها على تجنب المزالق المحتملة في حياتها ولصالح بناء
مستقبلها؟
إننا نطمح في مشاركة واسعة وجادة من جانب القراء والكتاب وإبداء الرأي
حول هذه المشكلة الاجتماعية ذات الخلفية الاقتصادية والسياسية
والاجتماعية وذات النتائج السلبية على المرأة والعائلة والمجتمع.