أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - محمد فُتوح - الزواج السياحى ....... نساء للبيع














المزيد.....


الزواج السياحى ....... نساء للبيع


محمد فُتوح

الحوار المتمدن-العدد: 6999 - 2021 / 8 / 25 - 17:42
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


الزواج السياحى ... نساء للبيع
أعرف مقدماً مدى الغضب ، الذى سوف يجتاحكم أيها القراء والقارئات ، بمجرد أن تقع أعينكم على هذا العنوان ، الذى قد يبدو للوهلة الأولى ، شديداً وقاسياً وجارحاً وغريباً علينا ، فى الوقت نفسه .
لنصبر قليلاً حتى تفرغوا من قراءة هذا الموضوع ، وحينها قد تلتمسون لى العذر فى اختيار هذا العنوان الذى يستفزنى أنا شخصياً ، مثلكم ، وما أكثر الأشياء المستفزة فى بلدنا.
" إعلان مهم : نحن بعض الأثرياء هدفنا الاستمتاع بالحياة نعتصرها حتى الرمق الأخير. المتعة هى غايتنا نبحث عنها فى كل مكان ، نسافر ونقطع المسافات فى كل الاتجاهات من أجل لحظة استمتاع تأجج رغباتنا المتشوقة لرعشة الحب والجمال والحياة. فبعد القحط والشظف ومرارة الاحتياج أنعم الله علينا بالمال الوفير ، جاءنا من حيث لا نحتسب. فرحنا ننثره يميناً ويساراً وفى كل الجهات ... ننهل من متع الحاضر ونعمه. من أجل ذلك نحن نشترى ونقتنى كل شىء قديماً كان أم جديداً ، ندفع بسخاء بالسعر الذى تحددونه ، ندفع بكل العملات المحلية والعالمية ... لن نختلف وليس لنا اعتراضات تذكر حول السعر ، فقط قدموا لنا ما عندكم وسنمنحكم الهدايا الثمينة فوق ما تطلبون. فهل من شىء تبيعوننا إياه ... عفواً ... إن كنتم فى حالة من الفقر والعوز الشديدين ولم تجدوا أو تعثروا على شىء ، تبيعونه ، فلا تتكدروا ولا تحزنوا فلأننا أناس مرهفو الإحساس ومن أهم صفاتنا رقة المشاعر فلن نخذلكم ، فهناك ما هو أثمن من الأشياء يمكن أن نشتريه منكم ولديكم منه الكثير والكثير ... فإلى جانب الأشياء نحن نشترى الأجساد والنفوس ، ألم نقل لكم أننا نشترى كل شىء ؟؟! . أما ما نفضل شراؤه فهو البنات الصغيرات العذراوات ، ويمكن أن نقبل بالنساء الناضجات الحسناوات ، ستتغير أحوالكم من الفقر والحرمان إلى ثراء ورغد ونعيم. سنغدق عليكم من أموالنا الوفيرة فتتحول نظرتكم السوداوية التشاؤمية إلى تفاؤل وألوان وردية. فلا تفوتوا هذا العرض المغرى والفرصة الذهبية ، أقلامنا متحفزة منتصبة على دفاترنا المصرفية ، وإذا أردتم الثمن نقداً فأيدينا متحفزة على جيوبنا ، فقط ننتظر الموافقة ونتشوق لسماع كلمة نعم سنبيع ".
هذا الإعلان بالرغم من أنه يمثل نوعاً من الفانتازيا ، إلا أنه واقع مؤسف .
لقد حدث هذا فى محافظة ( إب ) فى اليمن ، جنوب العاصمة ( صنعاء ) ، وفى أماكن أخرى من عالمنا الإسلامى.
وقد جاءت الموافقة بالبيع ، للتخلص من هوان الفقر . فى يوم واحد يتم الزواج ، فيأتى المأذون والشهود ، ومع القبول من الطرفين يصبح الزواج رسمياً وشرعياً ، ويصطحب الثرى العربى عروسه إلى أحد الفنادق ، حيث يقضى معها عدة أيام ، ثم يختفى إلى الأبد ، عائداً إلى بلده بحجة السفر لاستخراج تأشيرة للعروس الجديدة.
وهكذا تنتهى القصة بالنسبة له ، ولكن تبدأ العواقب الوخيمة ، للعروس ولأسرتها ، الذين يظلون فى حالة من الانتظار اليائس للزوج الهارب.
ليست زيجة واحدة التى حدثت بهذه الطريقة ، بل مئات الزيجات ، إلى درجة أصبح فيها هذا الزواج ظاهرة ، تسمى " الزواج السياحى " .
إن الأسرة تدفع ثمن تسرعها ، وكذلك البنت تهدر كل حياتها ، بعد أن تكتشف اللعبة ، والخديعة.
إن المسألة لا تتوقف عند هذا الحد ، فالمشكلات تتضخم وتتوالى ، فمع هروب الزوج تصبح المرأة معلقة بقية حياتها ، لا هى متزوجة ولا هى مطلقة . وحتى إذا حدث وطُلقت ، فلن يقبل أى رجل على الزواج منها ، فى ظل العادات والتقاليد المحافظة ، وقد يتسبب هذا الزواج فى الحمل وميلاد طفل ، سيظل مصيره مجهولاً مدى الحياة.
لقد فَجر" الزواج السياحى " ، العديد من المشاكل ، فالزوج الهارب فى أغلب الأحيان ، يتزوج باسم مستعار وبيانات شخصية غير حقيقية ، ومن هنا فقد يكون زواجه هذا للمرة الخامسة أو السادسة ، وهذا ما يتنافى مع شروط الزواج الصحيح فى الإسلام.
إن " الزواج السياحى " ، ليس إلا جريمة يرتكبها رجال أثرياء مستغلون صيادون ، يسبحون فى بحور من الثراء ويحكمون قبضتهم على الفريسة التى تغرق فى بحور من الفقر والعوز والحاجة. لقد ماتت ضمائرهم وانحطت أخلاقهم. إنهم نوع من الرجال الذين لا يرون المرأة ، إلا جسداً أو سلعة تباع وتشترى. وأيضاً الأمهات اللائى زوجن بناتهن بهذه الطريقة ، لا ينظرن إلى أنفسهن بعيداً عن تلك النظرة ، فهن أجساد وسلع معبأة ومغلفة فى أقمشة سوداء ، ينتظرن من يأتى ليدفع الثمن.
إن الفقر بالرغم من كونه يمثل سبباً قاهراً ، إلا أنه ليس ذريعة ، لأن تباع النساء المستسلمات لقدرهن دون أى شكل من أشكال المقاومة أو الرفض أو التمرد على هذا المصير.
وبالرغم من هذا ، فمازلنا نتشدق فى مجتمعاتنا العربية بأنه ليس للمرأة مشكلة أو قضية . إن " الزواج السياحى " ، ما هو إلا تنويعة فجة فى نوتة التفرقة والدونية بين المرأة والرجل فى مجتمعاتنا العربية. إن الأسباب الحقيقية لمثل هذه الممارسات تكمن فى ميراث من الظلم الاجتماعى وشهوة التملك وحب السيطرة وعدم العدالة والمساواة وغياب الحرية وعدم الفهم والوعى بقضية المرأة.
فهل للرجال وأيضاً النساء ، أن يتخففوا من هذا الميراث الثقيل حتى يمكن القضاء على كثير من السلوكيات الشائنة ، التى تُباع فيها النساء وتُشترى. ومع الأسف تستغل الفتيات الفقيرات ، وأسرها تعتبر أنها قد ودعت الفقر إلى الأبد.
ماذا أقول ؟ لو كان الفقر رجلاً ، لأعدمته علناً فى ميدان عام.



#محمد_فُتوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارهاب التيارات الاسلامية يخدر العقول
- كيف تصنع ارهابيا ناجحا ؟
- اطعام فقراء مصر من فضلات القمامة
- افتراءات رجل ذكورى يدمن الجمود والتعصب
- أقراص فياجرا أم صواريخ كاتيوشا !
- غيبوبة لكل مواطن
- أمركة العالم .. أسلمة العالم .. منْ الضحية ؟
- مجمع الفقه الإسلامى و - زواج الفريند -
- عقول ذكورية فى أثواب نسائية
-   - مختل - عقليا .. - محتل عقليا - نقطة واحدة فرق لكنها بحجم ...
- تحطيم الفاصل التعسفي المضلل بين -الخاص- و -العام-


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - محمد فُتوح - الزواج السياحى ....... نساء للبيع