|
عن حقوق المرأة في كوردستان - رحمتك يا قانون الغاب مهداة الى ذكرى دعاء في ثلاثينيتها
خالد الفرحة
الحوار المتمدن-العدد: 1910 - 2007 / 5 / 9 - 11:22
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
- عندما تبتر البشرية من الطبائع الانسانية وتتيه الروح آخذة بالعواطف الى المجهول الغائب بُعداً بفعل قدسية المعتقد وحرمة دعاته . لابد للعقل ان ينطفىء حينها وللتفكير ان يندثر في ادمغة لا تحمل إلا عدوانية الكائن للكائن المنتقل من طور الهمجية الى الحيوانية المتوحشة ، وهي بذلك ارض خصبة لنشر التطرف المولود من التدين والموؤد دونه ، وبيئة تكون فيها السيطرة المطلقة للقوي الذي يحبه الله على الضعيفة التي خلقها الله على هيأتها لتصبح بها متاعاً بوجودها واستثماراً بلحمها ودمها لمن اراد الخلود والبقاء آبداً . فوااسفاه .......
- مجتمعنا المحافظ القاطن في عش الكراهية قد قيّد ايادينا عن الوصول الى التجدد بدءاً من سوط القيل والقال ماراً بمرارة صحاري الماضي الخلقي الى لغة الترهيب مما هو آت بالرياح الغربية . وما التاريخ المأساوي بحدثه الشاهد على ان اجراس التغيير قد حانت لتُقرع بأيادٍ متكاتفة وقلوب عاقدةٍ للعزم لإيصال الصوت الذي قد يُحدث تغييراً في مجتمعنا الكوردي بألوانه الكثيرة وعاداته العقيمة . الصوت القوي المستنهض من تحت الركام ( الاصوات عندما يقال انها قوية،يظن البعض انها مدوية ، لكن الاصوات القوية تنتهي بفعل)- توماس مورتون .
- دعاء قد اعلنت الثورة على اربعين مليون كوردي ووضعتهم امام تاريخهم العريق .. ماذا فعلوا ... اين كانوا ... ماذا كانوا ... اين وصلوا ... ماذا اصبحوا ... . قد جعلتنا نتلمّس مكانتنا على مقياس التمدن (نعم ... في الدرك السفلي) أنحن عنه غافلون !؟ . مدّعوا الثقافة نحن وان حملنا يوماً كتاباً ودفناه تحت غبار تخبطنا ، نحن الواهمون بتحضرنا وبأننا بظلامنا من سيجلب التنوير لشعوب الشرق الاوسط ، بل نحن انيابٌ فرائسها نحن ، ودواةٌ مدادها الدم القريب .
- تنهدّتُ حين سمعت النبىء المفجع برجم فتاة كوردية حتى الموت وبَعده ، في قضاء بعشيقة القريبة من الموصل ، واستذكرت حادثة قتل سبقتها لفتاة مسلمة لأنها احبت شاباً يزيدياً وما تلا ذلك من همجية الموقف بتاريخ 25/2/2007 في منطقة شيخان . اذ لم يكتفي ذوو الشكيمة من انجازاتهم في ذبح الفتاة حتى اقبلوا حرقاً وتخريباً لممتلكات اليزيدين بماطالتهم مخالبهم فأحرقوا بيوتهم ومحالهم التجارية و عدة سيارات كما اضرموا النار في دار عبادتهم (لالش) وحاصروا منزل اميرهم (المير تحسين بك) . الى ان تدخلت الحكومة اخيراً والحمد لله كما في نهاية افلام الاكشن .
- هذا الوضع التراجيدي قد ولّد وبلا شك كرهاً جديداً تجاه الآخر المسلم وهذه المرة الكوردي . لتأتي بعدها واقعة قتل دعاء خليل اسود ذات ال 17 عاماً على يد ذات مجتمعنا المنغلق على نفسه وراء قضبان الجهل واقفاص الحديد التي سُدّت فيها حتى منافذ النور والهواء .
- احتارت فيَّ المشاعر و انكوت وهي تبصر صوراً التقطت من احتفالية حشود الغوغاء بانهاء حياة المستضعفة على الارض وتفريغ كل ما وجد من غضب عليها كقطيع ذئاب سال غلّها لتنهش ضحيتها .
- تسآلت بعد ان امضيت اياماً ، ومازلت لم اصحو من هول ما رأيت . كيف يحدث ان يجتمع المئات وهم يهللون بالتلذذ في رجمها ولا وجود لضميرٍ يطلب الرحمة بها . كيف هذا وقد اشتركوا بجمعم في الجريمة . فما الذهنية المبنية في تلك الرؤوس وأيُّ قلوبٍ شقية منزوعة الرحمة تلك . أليسوا جزءا من المجتمع المنتمين إليه ، ألم ندرك ان هذه اللا انسانيات تمثّل لنا ارفع درجات القيم النبيلة والاخلاقيات السامية ورفعة الرأس... بلا والله ( البعض مذنب لكن الجميع مسؤول )- ابراهام هيشل .
- تأملت هذه المسكينة وهي تُقتاد الى من عنقها الى الساحة وسط الجموع وهي تتلقى ما اوتي من ضرب ولكمات اصحاب الشوارب المفتولة المملوءة رجولة حتى فاضت بها . ( فلتتخيلوا مقدار الخوف الذي كان يتملك الفتاة ) . سقطت على الارض وانهالت الرفسات لا الركلات لتعلن بدء الحفلة كما مصاصي الدماء ، ولكن هذه المرة في وضح النهار بحضورٍ شرفي لشرطيين يظهران في التصوير ليكونوا دليلاً على التواطؤ الامني العشائري في الاشتراك والتستر . حقيقة يعلمها الجميع ويخشاها الجميع .... (الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس) قولٌ اصبح على ما يبدو في زماننا هذا اغنية بالابيض والاسود عند البعض وربما من كلمات الطرب .
- لنعد الى تراجيدية المشهد وقد اشتمّت الوحوش رائحة الدماء التي تسيل من رأس الفتاة نتيجة رمي حجارةٍ بالكاد يستطيع بعضنا رفعها عن الارض ، اللون الاحمر ينزف وجدان الانسانية ويدنّس تحت اقدام الانجاس .
- ما رأيته لن انساه ما حييت رغبة مني ورغماً عني ، فتاة قروية جميلة احبت فرجمت ، وهي تكاد تفقد وعيها منازعة الموت , ينزع عنها اصحاب غسل العار ثيابها ويظهرون عورتها ، وهي تتخبط بدمائها تبحث عن شيء ٍ فتغطي بها نفسها ليأتي احدهم بضربة من حافره ليمنعها (اولاد القحبة ما اشرفكم)- مظفر النواب .
- يا الله اين انت أما ارسلت نبييك لخلاصنا ( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين )
- تتالت الحجارة المرمية حتى تفجّر رأسها وسط الابتهالات والتبريكات ، لكن ضربها والتنكيل بها لم يهدأ بل بدأ حينها من جديد ، كُسِرَت اضلاعها ، سُحلَت على الارض امام أنظار كل النساء ترهيباً بهم. ورميت بعدها بين اكوام الاوساخ .أيُّ دنيء يبرر هذا العمل وأي حقير يُشرّع له .
- حادثة بعشيقة لم تكن طيش شباب ولا حالة هيجان وغضب ، ليست نزوة كما لم تكن ادماناً على جرعات العنف وتأثراً باللون الاحمر الذي شاهدناه بوضوح عند طالبان في افغانستان السلفية ونشهده الآن في البركة العراقية . بل هو الواقع الاجتماعي المكبوت المنطوي ، المهمّش والمهمل من المثقفين واشباههم والسا سة ودعاة الحقوق الانسانية في المجتمع المتمدن .
- جرائم الشرف عندنا ليست نتيجة تعاليم دينية بحتة ، فالمرأة كانت توأد قبل الاسلام واصبحت ترجم بعدها رأفةً بها وهذا ما فعلوه مع دعاء التي لم تشهر اسلامها على الرغم ان النص اليزيدي واضح (ان الله وحده يبعث الحياة ووحده له الحق في أن يأخذها) .
- للمرة الاولى اجد وسائل الاعلام تسلط الضوء على حادثة قتل من اجل الشرف وتصادف ان مرتكبيها ماكانوا من المسلمين ، وعامل انتشار الصورة المؤثرة كان الحافز وراء الوقوف على الحدث كخبر لا كمشكلة يراد لها حلولٌ جذريّة مدروسة او الوقوف على الواقع المرير الذي نتذوقه باستساغة . بل ووجد اصحاب الفتن فرصة لبناء اقتتال طائفي كما حدث بعدها بقتل 23 عامل يزيدي في معمل النسيج بالموصل من قبل جماعات المسلحين تحريضاً للفتنة .وكذلك هروب بعض العاملين اليزيديين من زاخو وكذلك المضايقات والتهديدات لهم في هولير العاصمة . (يبدو ان اقتتال الاخوة لم يكسبنا العبرة) .
- تلك الحجارة التي حطمت رأس الفتاة قد مزقت الحجاب على الابصار وابكت مدامع خامدة منذ زمن فاستفاقت . ولكن أعلينا ان نكتفي بالذرف ام لقول المسيح (ارحموا في الارض يرحمك من في السماء) الهاماً للعقول كي تتعلم ألف باء التسامح وتتراحم فيما بينها ، ام ان لغة الدم المتأصلة يصعب اقتلاعها وستبقى تحفر لنا مقابر الاقارب ...... فلنكن جديرين بالمسؤولية تجاه أجيالنا ولتكن افعالنا عند حسن ظن اقوالنا ولنستعد لخوض الانقلاب الفكري لنبني قالباً نركن اليه ما دامت دعاء قد بدأت بوضع حجر الاساس .
بعض حبر من بقايا ضمير كوردستان
#خالد_الفرحة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مين اللي سرق الجزمة.. استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة ون
...
-
“بسهولة وعبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل”… خطوات وشروط التس
...
-
الشرع يرفض الجدل بشأن طلبه من امرأة تغطية شعرها قبل التقاط ص
...
-
-عزل النساء- في دمشق.. مشهد يشعل الغضب ويثير الجدل
-
سجلي الـــآن .. رابط رسمي للتقديم في منحة المرأة الماكثة في
...
-
طريقة التسجيل في منحة المرأة العاملة في السعودية .. عبر المو
...
-
سوريا.. إدارة الشؤون السياسية تخصص مكتبا لشؤون المرأة يعنى ب
...
-
تعيين أول امرأة في الإدارة السورية الجديدة
-
لا اعتراف بأمومتكن.. أهلًا بكنّ في “برمانا هاي سكول”
-
سوريا.. تعليق أحمد الشرع على قلق العلمانيات من فرض ارتداء ال
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|