أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - التجربة التركية ماذا نريد من الإسلاميين ؟














المزيد.....

التجربة التركية ماذا نريد من الإسلاميين ؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن تأسست الجمهورية التركية المعاصرة على يد كمال أتاتورك 3/3/1924 وهذه الجمهورية تتنازعها إشكاليات عميقة ليس أهمها بالطبع مشكلتها مع الإسلام السياسي فهذه إشكالية جديدة من منظور التطور التاريخي للحالة التركية . فمنذ ثلاثينيات القرن العشرين وتركيا ومعها الغرب عموما تعيش هاجسين الأول يتمثل في الخوف من المد الشيوعي على حدودها الشمالية والشرقية , وثانيا الخوف من القضية الكردية في تركيا . وكان حتى فترة ليست بعيدة أي حتى مجيء حزب العمال الكردستاني بزعامة عبد الله أو جلان وبدعم شبه كامل من السلطة السورية . كان هنالك معارضة مسلحة وغير مسلحة يوشحها اليسار عموما دون تمييز واضح بين تركي وكردي كما نلاحظ اليوم . لدرجة أن هنالك من كتب في سبعينيات القرن العشرين ـ يورك أوغلو ـ كتابا أسماه تركيا حلقة ضعيفة ! ناضجة لسقوط نظامها لصالح نظام يساري مدعوم من السوفييت . وهذا أيضا لم يحصل ولكن لابد لنا من الوقوف عند قضية على غاية من الأهمية في تركيا وهي فساد الطبقة الحامية للعلمانية على مدار أكثر من سبعة عقود , إضافة إلى قومجيتها المفرطة تجاه الحقوق القومية للشعب الكوردي كانت بشكل أو بآخر تتمسك بعلمانية ذات ديمقراطية منقوصة وأحيانا دموية في سلوكها مع المعارضة اليسارية . حيث لم يكن هنالك معارضة إسلامية تذكر ! ونظرة بسيطة للفارق بين مدينة استنبول وبقية الأجزاء التركية ليعرف المرء مدى الفساد والنهب والإفقار الذي عانى منه الشعب التركي وخصوصا الكردي منه ومناطقه لازالت شاهدة على ذلك . ومع ذلك شهد النسق السياسي التركي تطورات مهمة كانت دوما يتم التغطية عليها عبر سلسلة من الانقلابات العسكرية التي كانت تشهدها تركيا كلما وصلت الطبقة السياسية الفاسدة إلى طريق مسدود . فالانقلابات في السابق لم تكن تحدث خوفا من مجيئ الإسلاميين بل لأسباب أخرى وأهمها الخوف من وصول حالة البلاد لكي تكون مهيئة لمجيئ اليسار التركي الموالي للسوفييت إلى الحكم . وهذه القضية كانت تشكل خطا أحمر بالنسبة للجيش التركي وللعالم الحر كما كان يسمى آنذاك . الآن تركيا ومنذ أكثر من عقدين مع تنامي التيار الإسلامي بعد فشل اليسار وانتهائه الشعبي وبعد وصول الفساد إلى درجة بات العمق التركي على كافة الصعد والمستويات يحتاج إلى ألوان سياسية جديدة . وهذا ما ساعد التيار الإسلامي في الصعود السريع لكي يشكل وعبر الانتخابات حكومة لوحده دون حتى مشاركة مع حزب آخر وهذا إن دل فهو يدل على أن الحاجة إليه في هذا العمق الشعبي هي حاجة لإصلاح سياسي واقتصادي وتكنيس لآخر بقايا الطبقة السياسية التقليدية الفاسدة والتي كانت مؤسسة الجيش تحميها بحجة حماية العلمانية . والآن نشاهد معركة من نوع آخر وهي نجاح عبدالله غول في الوصول تقريبا لكي يصبح أول رئيس جمهورية إسلامي أو من خارج الطبقة السياسية التقليدية . من جهتنا لانرى مبررا للخوف على الديمقراطية من حزب السيدان أردوغان وغول مطلقا بل الخوف يبقى على أنهما لايأخذان بعين الاعتبار إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية . وهاهما في موقع اختبار حقيقي ومعهما التيار الإسلامي التركي الحداثوي من زاويا كثيرة لن نعرج عليها الآن . لأنني كمواطن عربي أتمنى نشوء مثل هذا التيار في بلداننا تيارا يقبل بفصل الدين عن الدولة قولا وممارسة وإن كان له برنامجا إسلاميا فالواقع هو من يتكفل بترجمته سلبا أو إيجابا . كماأنه من حقنا كعلمانيين أن نقف سياسيا وديمقراطيا ضد هذا التيار ولكن ليس لدرجة أن نتوقع أن هذا التيار سيصبح مثلنا عندما نصفه بأوصاف لا علاقة لها بمايدور داخل تركيا , هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الإسلام السياسي في منطقتنا العربية يمارس نفاقا ويعتبر أن نجاح التجربة التركية نجاحا له وما يحدث هو عكس ذلك تماما . ومع هذا النفاق السياسي نجدهم لايقتدون بهذه التجربة بأن تتحول أحزابهم إلى أحزاب دنيوية على الطريقة التركية . هذا ما نريده من الإسلاميين لكي تتضح معالم المعركة الديمقراطية التي نخوضها على أرض الواقع لا أن نكرس لغة شقاقية من نوع جديد تكون وجها آخر للإسلام السياسي المتشدد والمنافق المتواجد عندنا والمتجادل مع رفض السلطات عندنا أيضا لقيام نموذج إسلامي تركي وهنا بيت القصيد . ومادام حزب الرفاه يمارس الديمقراطية فلا نستطيع أن نمنعه بالقوة ونحرض من أجل تدخل العسكر . رغم أننا كمواطنين سوريين نجد أن علاقة السلطات التركية بالسلطة السورية في أوج تميزها في هذه المرحلة . وهذه بالنسبة لنا مثلبة على هذه الحكومة التركية .
إذن في المحصلة هو أن يقبل الإسلام السياسي بأن يتحول إلى أحزاب دنيوية تقبل الآخر وتوقع على المعاهدات الخاصة بشأن شرعة حقوق الإنسان . أم غير ذلك فالمواجهة الديمقراطية مستمرة وستبقى إلى أجل غير مسمى .



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأد علني للديمقراطية تجربة المعارضة السورية
- حنين العدالة أم ماركسية مقولبة ؟ملاحظات على الوثيقة التأسيسي ...
- آخر العنقود في عائلة معتقلة أنور البني 5 سنوات سجن
- الشعب السوري أمريكي
- معارضة وموالاة سورية في محنة
- سوري في الكنيست من أجل السلطة لا من أجل السلام
- نحو كتلة ديمقراطية سورية
- أساس الفتنة السلطة فوق الدولة
- ثقافتنا شفهية والمكتوب منها شمولي
- مؤتمر الأقليات في زيورخ خطوة نوعية ولكن؟
- الفساد في سورية نظام وليس ظاهرة
- الأشقاء العرب قبل القمة وبعدها رسالة من مواطن عربي
- إرهاب قطاع خاص وثقافة قطاع دولة
- الإسلام ليس حاكما ولن يكون
- المرجعية الكردية في سورية بين القومي والديمقراطي
- لبنان الشقيق والدولة الصديقة
- أمريكا عدوة نفسها
- الدرس الكوري الشمالي بعد ليبيا
- هل المشكلة في أن أمريكا تدعم الديمقراطية ؟ 2
- مجزرة حماة كيف نفكر..؟


المزيد.....




- فيديو رفض الجيش الإسرائيلي نشره للحظة قتل مسعفين فلسطينيين ف ...
- اليمن: مقتل وجرح العشرات في غارات استهدفت محافظة صنعاء والمح ...
- سعد الدين الهلالي يدعو لـ-المساواة في الميراث-، ويثير جدلاً ...
- بحث صعب عن آخر المجرمين النازيين الأحياء
- رئيس وزراء اليابان يرسل قرابين إلى معبد مثير للجدل.. ويمتنع ...
- مسلحو كييف يطلقون النار على جنود روس يرفعون أعلاما بيضاء أثن ...
- وفد وزاري رسمي سوري يزور واشنطن للمرة الأولى منذ أكثر من عقد ...
- تركيا.. استبدال شواهد القبور الرخامية بالبلاستيك
- بيستوريوس يتحدث عن علاقة -حميمة- بين الألمان والأسلحة
- تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة يودي بحياة 8 مواطنين ويفاقم ا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - التجربة التركية ماذا نريد من الإسلاميين ؟