بث مباشر للمبارة المرتقبة بمناسبة طلة تباشير الديمقراطية على سوريا

سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1895 - 2007 / 4 / 24 - 08:32
المحور: كتابات ساخرة
    

المكان : ملعب الأمويين الدولي
الزمان : يوم الانتخابات التشريعية .

مشهد رقم 1- ثلاث كاميرات
كات----صورة للبطل العالمي مدير عام التلفزيون بكامل لباسه . يتقدم يتقدم واثق الخطوة يمشي ديكاً.
كامبرا رقم 1- تتابع نزوله على الدرج ، الدرجة الأولى الثانية الثالثة الأخيرة .
كاميرا رقم 2- القدم اليمنى القدم اليسرى عودة الى القدم اليمنى .
كاميرا 3- البطل يصل الى صندوق الاقتراع ، وبكل الجلال ينحني . صوت آذان الله وأكبر البطل ينحني ويضع ورقته الانتخابية وسط فرح الشعب السوري كله والذي يتابع هذه اللحظة التاريخية عبر القنوات الثالثة .
كاميرا رقم 2- عودة المدير العام الى مكتبه منتفشاً بعد أن أفرح جماهير الشعب السوري وأدى واجبه القومي -واللي ما يشتري يتفرج- جرس الهاتف يرن ، دقات قلب المدير تتسارع ، نعم انهم يطلبونه لبرنامج اوبرا العالمي في حلقة خاصة عن أساطين الاعلام . علائم خيبة على وجه المدير العام . الإتصال كان من جماعة الإصلاحيين الجدد ، الذين أرعبهم مشهد تحرير الصناديق من قبل المدير العام ، فذكروه بأن عهد الإصلاح قد بدأ في سوريا وأنه سيجرف كل من يقف في وجه عملية التطوير والتحديث واحترام الآخر وكل من يظن نفسه أنه فوق الوطن .

استراحة : تنفصل الأقنية الثلاث عن بعضها ، تستعد القناة الثانية لبث الأخبار الانكليزية . الاستديو لم يكن جاهزاً بعد . معد الفترة ومن أجل تمضية الوقت ، يُعيد الفقرة الخالدة ، فقرة انحناء المدير العام وتشريفه لصندوق الاقتراع .

مشهد رقم 3 -
كاميرا رقم 3 -المدير العام يستشيط غضباً ، يتناسب طرداَ مع الاتصال الهاتفي الذي وصله من جماعة الإصلاحيين ، ويسأل عن اسم معد الفترة ، فيقولون له : اسمه طحل الليل

مشهد رقم 4
جميع الكاميرات -بدء المباراة النهائية - المدير العام يقبض على طحل الليل -دائرة من الموظفين تحيط بأرض الملعب .
كاميرا رقم 7- لكمة قوية من اليد اليمنى للمدير - كف من اليد اليسرى - ركلة من القدم اليمنى - طحل الليل على الأرض
مشهد رقم 5- طحل الليل على الأرض ، المدير العام يُعلن نفسه منتضراً

وفي انتظار اتصال هاتفي آخر وأخير ، يُعيد المعد التلفزيوني الى انسانيته ، ويُعيد المدير العام الى بلدته .

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ملاحضات وأسئلة وجواب واحد :
لن نسأل عن الكرامة المهدورة لهذا المعد التلفزيوني ، ولن نسأل عن الأشخاص الذين دعموا وأوصلوا هذا الانسان الحضاري الى هذا المنصب الهمجي ، ويصح العكس.
ولن نسأل فيما اذا كان هذا المواطن المنتهكة كرامته على مرأى ومسمع من الموظفين قد انتخب قائمة الجبهة
ولكننا نسأل عن وطن يطل على الكون عبر هذه النافذة.
والجواب الوحيد الذي حصلنا عليه ، هو سبب عزوف المواطن السوري عن مشاهدة هذا التلفزيون ؟.

تحية للإصلاحيين وننتظر رنة هاتفكم
دمشق
ثاني أيام الانتخابات التشريعية

#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات